fbpx

أضرار المكملات الغذائية لكبار السن

33

تعد المكملات الغذائية من الأدوية الأكثر مبيعًا على مستوى العالم؛ فقد بلغت المبيعات في عام 2022 حوالي 165 بليون دولار مع توقعات بزيادة هذا الرقم في الأعوام القادمة كما هو موضح في الرسم البياني أدناه على اليمين.

وفي دراسة أخرى لتصنيف مستهلكي المكملات الغذائية، وجد أنه كلما تقدم العمر تزيد نسبة استهلاك المكملات الغذائية وتزيد نسبة النساء عنها في الرجال كما هو موضح بالرسم البياني أدناه على اليسار.

يرجع ذلك إلى التحديات الصحية التي يواجهها كبار السن في هذه المرحلة العمرية؛ فيلجأ الكثير منهم لتناول المكملات الغذائية لتعويض النقص في بعض العناصر الغذائية؛ ذلك لتحسين الصحة العامة وزيادة النشاط العام للجسم ومقاومة أعراض الشيخوخة والأمراض المصاحبة لها.

مع ذلك يواجه كبار السن بعض التحديات والمخاطر المحتمل حدوثها والمرتبطة باستخدامهم للمكملات الغذائية وقبل سردها عليكم دعونا نعرف أكثر عن المكملات الغذائية. 

ما هي المكملات الغذائية؟

عناصر مغذية ومفيدة لجسم الإنسان تحاكي الموجودة بالطعام، ولكن محضرة على نحو صناعي في أشكال دوائية مختلفة؛ بغرض تعويض نقص هذه العناصر في الجسم كما في حالات سوء التغذية أو وجود مشكلة صحية تحول دون امتصاص الغذاء بشكل صحيح أو الحاجة لأحد هذه العناصر في حالات مرضية معينة مثل فيتامين (ب المركب) وفائدته في حالات التهاب الأعصاب.

تختلف درجة السمية للمكملات الغذائية حسب نوعها فمنها ما يذوب في الماء، مثل: فيتامين (ب المركب) مما يسهل إخراجه من الجسم ومنها ما لا يذوب في الماء، مثل:

  • فيتامينات (A, D, E, K) التي تختزن في دهون الجسم والكبد؛ لذا يصعب إخراجها من الجسم.
  • عنصر الحديد إذا زادت نسبته في الدم يترسب في أنسجة الجسم ويصبح سامًا.
  • الكالسيوم أيضًا إذا زادت نسبته في الجسم يترسب في أنسجة الجسم وخاصة الكلى ويكون ذلك على هيئة حصوات؛ ثم تتعارض مع وظائف الكلى مما يؤدي إلى حدوث الفشل الكلوي.

ما أكثر المكملات الغذائية التي يحتاجها كبار السن؟

هناك مجموعة من المكملات الغذائية يحتاج إليها كبار السن وخاصةً بعد سن الستين، وهي كما يلي:

  •  الكالسيوم وفيتامين دال “D” للمحافظة على الكتلة العظمية وللوقاية من هشاشة العظام.
  • مجموعة فيتامين ب لمشكلات الأعصاب.
  • الأوميجا 3 لصحة القلب والشرايين.
  • الجنكة “Ginkgo Biloba” لتنشيط الدورة الدموية في الأطراف والمخ؛ مما يساعد في علاج فقدان الذاكرة المرتبط بتقدم العمر.
  • مستخلصات الثوم والزنجبيل لتمييع الدم والوقاية من تكون الجلطات.
  • عنصر الحديد اللازم لصنع خلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين لجميع أجزاء الجسم ويوصف أحيانًا في حالات فقر الدم الناتج عن فقدان الشهية عند كبار السن.
  • الزنك والماغنيسيوم والبوتاسيوم واليود.
  • فيتامين أ وهو عنصر هام لصحة العينين لتفادي أخطار تقدم السن على عدسة العين والرؤية على نحو عام.

ما أضرار المكملات الغذائية؟

لا تعد المكملات الغذائية من الأدوية التي تؤخذ بغير وصفة طبية “OTC drugs” على خلاف ماهو شائع؛ ولكن -مثل كل الأدوية- لها محاذير في استخدامها وإلا ستحدث أعراض جانبية خطرة إن تراكمت في الجسم أو حدث تعارضًا بينها وبين حالة مرضية معينة أو دواء يتعاطاه المريض.

أضرار المكملات الغذائية لكبار السن

تظهر الأضرار على نحو أكبر عند كبار السن نظرًا للتالي:  

  1. تغير وظائف أجهزة الجسم الحيوية 

مع تقدم السن، وبخاصة الأجهزة المسئولة عن الاستقلاب والإخراج في الجسم، مثل: الكبد والكلى والجهاز الهضمي؛ مما قد يزيد مخاطر تراكمها في الجسم ثم حدوث أعراض جانبية خطرة مثل عنصر الفسفور والممنوع تعاطيه لمرضى قصور وظائف الكلى وكبار السن، الذي يؤدي تراكمه في الجسم إلى زيادة خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.

  1. أمراض كبار السن والتي قد تتعارض مع بعض المكملات الغذائية
    زيادة نسبة الكالسيوم في الدم يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية لدى كبار السن وكذلك (فيتامين H)، كذلك تناول (اوميجا 3) بجرعات أكبر من واحد جرام يوميًا يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطرة على القلب فيما يسمى بالرجفان الأذيني (atrial fibrillation).
  1. تغيير استجابة أجسامهم للأدوية 

تغير استجابة أجسامهم للأدوية عن الأشخاص الأقل أعمارًا؛ فيمكن أن تتسبب بعض المكملات في ظهور أعراض جانبية سيئة، مثل: الحساسية التي تحدث أحيانًا مع فيتامينات A و D والنياسين وعنصر الماغنسيوم وتظهر الأعراض على هيئة حكة جلدية أو الحساسية الناتجة عن المنتجات العشبية.

  1. التفاعلات الدوائية 

نظرًا لكثرة الأدوية التي يتعاطاها كبار السن فقد يحدث بينها وبين بعض أنواع المكملات الغذائية تفاعلات جانبية ضارة، والتي ينتج عنها تقليل فاعلية الأدوية، مثل: “نبتة سانت جون” التي تستخدم كعلاج للاكتئاب؛ وجد أنها يمكن أن تضعف من كفاءة عمل الأدوية الأخرى، مثل: أدوية فيروس نقص المناعة البشرية “AIDS” والسرطان.

أو زيادة فعالية الأدوية مما يؤدي إلى حدوث مضاعفات صحية خطرة، مثل:

  • تناول الجرعات العالية من فيتامين دال الذي يسبب زيادة كالسيوم الدم، ويتعارض الأخير مع أدوية القلب والضغط، مثل: الديجوكسين والديلتيازيم على الترتيب مؤديًا إلى مشكلات القلب المميتة.
  • تفاعل مستخلصات الثوم والزنجبيل والجنكة مع أدوية تمييع الدم، مثل: الأسبرين والوارفارين مما قد يؤدي لزيادة خطر الإصابة بالنزيف.

ماذا نفعل لتجنب أضرار المكملات الغذائية لكبار السن؟

الآن عرفنا أن المكملات الغذائية هي سلاح ذو حدين فإن لم نستخدمها على نحو صحيح سيحدث الكثير من المشكلات أنتم في غنىً عنها.

والنصيحة الأهم هي ألا تنجروا لشراء المكملات الغذائية المتعددة والموجودة في عبوة واحدة وتسمى “multivitamins” بسبب الإعلانات الدعائية المنتشرة؛ إذ اختلفت الدراسات العلمية حولها بين مؤيد ومعارض؛ ذلك لأن الشركات المصنعة تضع العناصر الغذائية فيها بنسب قليلة لتفادي الأعراض الجانبية لكن هي نسب لا تفي بالغرض.

لذلك لا بد أن توصف المكملات الغذائية تحت إشراف طبي لتحديد الجرعة النافعة للشخص تبعًا للمعايير الآتية:

  1. أولًا يحدد الطبيب التحاليل الطبية اللازمة لتحديد العناصر التي يحتاجها الجسم ومدى حاجة الجسم لها.
  2. لا بد أن يعرف الأدوية التي يستخدمها الشخص والأمراض التي يعانيها.
  3. تحديد الجرعة الآمنة حسب احتياج الشخص وعمره والتوافق مع أدويته وحالته الصحية.
  4. وأخيرًا لا بد من المتابعة مع الطبيب كل مدة لزيادة الجرعة أو تقليلها أو إيقافها حسب الحاجة.

المكملات الغذائية أم الغذاء الكامل

قد ذكرنا في المقدمة تعريف المكملات الغذائية وأنها مصدر صناعي للعناصر الغذائية، ولكن لا شيء يضاهى “صنع الله الذي أتقن كل شيء“، فبالرغم من أن هذه المكملات الغذائية لها دور مهم في حياة الكثير من المرضى وخاصة كبار السن. 

لكن دائمًا ما ينصح مقدمو الرعاية الصحية بالحرص على تناول الوجبات الصحية المتوازنة، التي يجب أن يتوفر فيها الآتي: 

  • تناسب تقدم العمر فلا تحتوي على الكثير من الدهون -وخاصة الضارة- والمواد المصنعة والكربوهيدرات، ولا بد أن تحتوي على كميات معتدلة من البروتينات والكثير من الخضروات والفواكه (مع الحذر لمرضى السكري).
  • تقدم العناصر الغذائية اللازمة لصحتك وقد أثبتت الأبحاث العلمية أن المصدر الطبيعي للعناصر الغذائية لا ينتج عنها الأضرار الناتجة من المكملات الغذائية المصنعة ولها فوائد أعلى منها بكثير؛ لذلك فالوقاية دائمًا خير من العلاج.

المصادر:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Close
طيبات © 2020 جميع الحقوق محفوظة.
Close