الحاجة إلى بذل الجهد عند التبرز وشعور بالتوتر يصاحبه ألم، مع شعور بالانتفاخ والغثيان بالتوازي مع وجود براز صلب وغير كامل والتبرز أقل من ثلاث مرات أسبوعيًا كلها أعراض شائعة لحالة من أكثر الحالات الطبية انتشارا وهي الإمساك.
لا يرتبط حدوث الإمساك بعمر معين أو جنس معين فهو اضطراب في الجهاز الهضمي قد يصيب جميع الأشخاص في فترة محددة ويسمى إمساكًا عرضيا أو قد يكون مزمنًا، ويعد شائعا أيضا في الحمل ولمدة ستة أسابيع بعد الولادة وتزداد نسبة انتشاره في النساء أكثر من الرجال.
يعاني الجميع من الإمساك في مرحلة ما من حياتهم؛ دراسة أثبتت أن الإمساك يصيب ١٦٪ تقريبا من الأمريكيين وثلث من يتعدون الستين عامًا مصابون بالإمساك المزمن، حالة بذلك الانتشار توجب علينا أن نتعرف على أسبابها والتعرف على أغذية للإمساك في محاولة لفهم السبب لتجنب النتيجة.

أسباب الإمساك
قد يحدث الإمساك بسبب بعض الحالات الصحية و الطبية مثل:
- مرض باركنسون أو التصلب المتعدد.
- سرطان القولون.
- متلازمة القولون العصبي.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- قصور الغدة الدرقية.
- الحمل؛ يصيب الإمساك ٤٠٪ من الحوامل نظرا للتغيرات الهرمونية والجسمانية.
- التقدم في السن.
- داء السكري.
وقد يكون السبب ليس عضويا ولكن له علاقة بنمط الحياة مثل:
- التوتر
- عدم تناول الماء بالشكل الكافي، فالجفاف من أهم مسببات الإمساك.
- قلة الحركة.
- كثرة تناول اللبن والأجبان.
- بعض الأدوية خاصة مضادات الاكتئاب وحبوب الحديد.
- الإفراط في استخدام الملينات.
- تناول أطعمة منخفضة الألياف.
بالنسبة لحالة طبية يعتمد حدوثها بشكل كبير على العادات الغذائية فلحسن الحظ يمكن علاج الإمساك بتغيير بعضها وذلك إذا لم يكن المسبب عضويًا عن طريق تناول بعض الأغذية التي قد تحسن من الحالة.
أغذية للإمساك
يعتمد علاج الإمساك بشكل طبيعي على تناول المياه بشكل كاف وتناول أغذية عالية الألياف مثل الفواكه والخضراوات؛ فيجب أن يتناول البالغون من ٢٥ إلي ٣١ جرامًا من الألياف يوميًا.
وهناك العديد من الأغذية التي تعد من الملينات الطبيعية لاحتوائها على كميات عالية من الألياف والتي تساعد على التخلص من الإمساك مثل:
- التفاح؛ على عكس الفكرة الشائعة عنه فهو يحتوي على كمية كبيرة من الألياف؛ فتفاحة واحدة (حوالي ٢٠٠ جرام) تحتوي على ٤.٨جرامات من الألياف وهو ما يمثل ١٩٪ من الكمية الغذائية اليومية المرجعية التي يحتاجها الجسم من الألياف، يحتوي التفاح أيضا على البكتين وهو نوع من الألياف القابلة للذوبان التي تلين البراز وتعزز حركته خلال الجهاز الهضمي.
- الكمثرى؛ فاكهة أخرى تحتوي على كمية كبيرة من الألياف إذ تحتوي حبة متوسطة الحجم على ما يقارب ٢٢٪ من حاجتك اليومية منها، بجانب الألياف تحتوي الكمثرى على نسبة عالية من الفركتوز والسوربيتول وهما نوع خاص من السكريات لا يمتصان في الأمعاء بسهولة مما يجعلها تعمل كملين طبيعي وتساعد في إخراج الفضلات العالقة.
- فواكه الحمضيات بأنواعها؛ مثل البرتقال واليوسفي والجريب فروت التي تتميز بمحتواها العالي من الألياف وتعد غنية أيضا بالبكتين الذي يسرع حركة الأمعاء وينشطها.
- الكيوي؛ بالإضافة لاحتوائه على الألياف يحتوي الكيوي أيضا على إنزيم الإكتنيدين وهو إنزيم يحسن من حركة الأمعاء ويقلل من الإمساك.
- الزبادي؛ يحتوي الزبادي على نوع من البكتيريا النافعة المسماة بالبروبيوتيك والتي تحسن من صحة الأمعاء وتلين البراز.
- العنب؛ لاحتوائه على كمية كبيرة من المياه والألياف.
- زيت الزيتون؛ الذي يحتوي على مكونات تحسن الهضم ويعد مضادًا للبكتريا ومضادًا للالتهاب.
- التين؛ وذلك نظرا لاحتوائه على إنزيم الفيسين وما له من تأثير إيجابي على وظائف الأمعاء.
- خبز القمح الكامل والشوفان والحبوب؛ تحتوي منتجات القمح الكامل على ألياف غير قابلة للذوبان مما يجعلها تضيف وزنًا على الفضلات العالقة فتسرع من حركتها خلال الأمعاء.
- الخضراوات الورقية؛ مثل السبانخ و البروكلي وملفوف بروكسل حيث أنها تساعد في علاج الإمساك بطرق مختلفة نظرا لاحتوائها على الألياف والفيتامينات بالإضافة إلى الماغنيسيوم الذي يجذب المياه للأمعاء فيسهل من مرور البراز، كما أنها غنية بحمض الفوليك وفيتامين ج.
- البطاطا الحلوة؛ والتي تعمل كملين طبيعي نظرا لاحتوائها على كمية عالية من الألياف.
- البقوليات بأنواعها مثل الفاصوليا والبازلاء والعدس.
- بذور الشيا؛ التي تعد من أكثر الأغذية الغنية بالألياف.
- بذور الكتان؛ التي تستخدم منذ قرون كعلاج تقليدي للإمساك نظرا لتأثيرها الملين.
- القراصيا والتي تعد من أكثر الملينات الطبيعية فعالية نظرا لاحتوائها على السوربيتول الذي يجذب الماء إلى الأمعاء مما يسهل من عملية الهضم.
أصبح واضحا أن من أفضل طرق علاج الإمساك بشكل طبيعي هو تناول الأغذية الغنية بالألياف، ولكن تناول الكمية العالية منها قد يؤدي إلى الإصابة بالانتفاخ لذلك احرص على تناول من ٢٥ إلى ٣١ جرامًآ من الألياف يوميا.
بعد التعرف على الأغذية التي تعمل كملينات طبيعية للعلاج من الإمساك هناك بعض الأغذية التي من شأنها زيادة نسبة إصابتك به مثل:
- الموز غير الناضج؛ نظرا لاحتوائه على مستويات عالية من النشا التي يجد الجسم صعوبة في هضمها.
- فاكهة الكاكا: والتي تسبب الإمساك إذا أكلت وهي غير ناضجة نظرا لاحتوائها على حمض التانيك الذي يبطئ من حركة الطعام في الأمعاء.
- اللحوم الحمراء: نظرا لاحتوائها على كمية كبيرة من الحديد والدهون التي تستغرق وقتًا أطول في الانتقال عبر الجهاز الهضمي. الجدير بالذكر أنه لابأس من تناولها باعتدال ولكن يجب أن يحد المصابون بالإمساك من استهلاكها.
- الخبز الأبيض: شأنه كشأن الأرز فهو يحتوي على كمية عالية من النشا وكمية قليلة من الألياف مما يجعله من مسببات الإمساك.
- الكحول: بجانب تأثيره الخطير على الجسم فتناوله حتى لو باعتدال يسبب الإمساك.
- الشوكولاته؛ فهي تتحرك ببطء في الجهاز الهضمي وذلك لاحتوائها على كمية كبيرة من الدهون، ولأن الامتناع عنها قد يكون صعبًا للبعض فدائما الاعتدال في تناول أي نوع من الطعام قد يكون حلاً مناسبًا.
- منتجات الألبان: فتناولها بكميات كبيرة يبطئ الهضم بالإضافة إلى ذلك فإن اللاكتوز في منتجات الألبان من مسببات الانتفاخ والغازات.
- الأطعمة المقلية والسريعة. نظرا لاحتوائها على كمية عالية من الدهون وكمية قليلة من الألياف.
- مضغ العلكة: قد يبدو ذلك غريبا ولكن بلع العلكة قد يكون من المسببات؛ إذا ابتلعت بضع قطع من العلكة بالإضافة إلى بعض الأطعمة غير المهضومة من شأنه خلق كتلة وذلك في حالات نادرة والتي تسد الجهاز الهضمي، ذلك الانسداد الهضمي يسبب الإمساك، لذلك يجب أن لا يمضغ العلكة كل من هو أقل من ثلاث سنوات.
- منتجات الكافيين، خاصة إذا كان الشخص لايتناول كمية كافية من الماء.
- البيض، لغناه بالبروتين وقلة أليافه.
مضاعفات الإمساك

- البواسير؛ في بعض الأحيان يسبب الإجهاد في عملية الإخراج تورم أوردة فتحة الشرج.
- الشقوق الشرجية؛ قد يسبب البراز الصلب تشققات في فتحة الشرج.
- انحشار البراز؛ والذي يحدث بسبب تراكم البراز الصلب في الأمعاء.
- هبوط المستقيم؛ يؤدي الإجهاد الزائد في عملية الإخراج إلى تمدد جزء من المستقيم وبروزه من فتحة الشرج.
قد تكون تلك المضاعفات مزعجة وتحتاج إلى تدخل طبيبك لذلك تواصل معه في حالة حدوثها. الجدير بالذكر أنه من الممكن تفاديها عن طريق منع الإمساك من البداية وذلك عن طريق تناول كميات كافية من المياه وممارسة الرياضة وتقليل الأغذية المسببة له وزيادة الأغذية التي تساعد على الهضم إذا لم يكن المسبب عضويا وذلك لتفادي مضاعفاته.
المصادر