قد تتساءلين عن مدى أهمية الرضاعة الطبيعية لمولودكِ الجديد، هل هي أفضل بكثير من الرضاعة الصناعية؟ هل تؤثر طبيعة غذائكِ في كمية الحليب الذي يُفرز؟ هل هناك أكلات ومشروبات تدر الحليب؟ كل أسئلتكِ تجدين جوابها في مقالي الذي يسلط الضوء على الرضاعة الطبيعية، ويُثري معلوماتكِ حول اتباع نظام يحتوي على أكلات ومشروبات تدر الحليب.
إذا كنتِ ترضعين طفلكِ رضاعة طبيعية، فأنتِ في الطريق الصحيح؛ ذلك لأنكِ تقدمين له أهم العناصر اللازمة لنموه وصحته، ورغم ذلك، قد تكون لديكِ أسئلة كثيرة، أهمها مدى تأثير نظامكِ الغذائي على حليب الثدي، لذلك احرصي على فهم أساسيات الرضاعة الطبيعية.
أهمية الرضاعة الطبيعية
يمثل حليب الأم أحد المصادر المهمة للطاقة و يحتوي على العناصر الغذائية اللازمة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و 24 شهرًا، لذلك بحثكِ عن أكلات ومشروبات تدر الحليب أفضل من اللجوء للحليب الصناعي، يتكيف حليب الثدي مع نمو الطفل لتلبية احتياجاته المتغيرة، كما يحميه من الالتهابات والأمراض ومن أهم فوائد حليب الأم للطفل:
- يحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها طفلكِ في خلال الأشهر الستة الأولى.
- يساعد طفلكِ على مقاومة العدوى والمرض، حتى في وقت لاحق من حياته.
- يقلل خطر السمنة على المدى البعيد.
- يساعد على تطوير العينين والدماغ.
- حسب الدراسات، الأطفال الذين تمتعوا برضاعة طبيعية يحققون نتائج أفضل في اختبارات الذكاء.
- تساعد على زيادة أواصر الحنان والمحبة بينكِ وبين رضيعكِ.
هل أحتاج إلى سعرات حرارية إضافية في أثناء مدة الرضاعة؟
تختلف السعرات الحرارية التي تحتاجها المرأة يوميًا وفقًا لنشاطها اليومي، ويبلغ متوسطها ما يلي:
- المرأة الخاملة تحتاج من 1700 إلى 2000 سعرة حرارية.
- المرأة متوسطة النشاط تحتاج من 2000 إلى 2200 سعرة حرارية.
- المرأة النشيطة تحتاج من 2200 إلى 2400 سعرة حرارية.
وتحتاجين كونكِ مرضعة زيادة بمقدار 350 إلى 400 سعرة حرارية يوميًا عن القيم السابقة؛ لتعويض ما تفقدينه من سعرات في الرضاعة، وهذا يتحقق بزيادة بسيطة في كميات الأكل الطبيعي والمتوازن.
ولكن إن كنت تعانين سوء التغذية، أو تعتمدين على الغذاء النباتي فقط؛ فقد تحتاجين فيتامينات متعددة و مكملات غذائية، وأكلات ومشروبات تدر الحليب لتضمني الحصول على الغذاء اللازم للرضاعة.
أكلات ومشروبات تدر الحليب
تحتاج كل أم إلى عناية خاصة بعد ولادتها، كذلك تغذية سليمة لتتمكن من إمداد طفلها بالغذاء اللازم لنموه وصحته، ومن هذا المنطلق، هناك عدة أكلات ومشروبات تدر الحليب وتعمل على تحفيز الغدد اللبنية؛ لزيادة الحليب في الثدي ومن أهم هذه الأكلات:
الشوفان
يحتوي الشوفان على البروتينات والمعادن المفيدة، كما يحتوي على الألياف الغذائية التي تشعركِ بالشبع لمدة طويلة، بالإضافة إلى احتوائه على مركبات نشوية تدعى بيتا-جلوكان، التي ترفع تركيز هرمون الحليب.
البروتينات
يجب ألا يخلو غذائكِ من البروتينات؛ لأن نقصها يؤثر في نسبة الحليب، توجد البروتينات في الدواجن والحليب ومشتقاته والبيض واللحوم بأنواعها.
وبالإضافة إلى المأكولات البحرية، مثل سمك السلمون؛ ذلك لاحتوائه على أوميجا 3 الذي يساعد على إنتاج الهرمونات اللازمة لإفراز الحليب.
المكسرات
المكسرات غير المملحة تحتوي على البروتينات والزيوت الصحية غير المشبعة والأوميجا 3، الضرورية جدًا لنمو دماغ الطفل وجهازه العصبي.

الخضروات الورقية الخضراء
تحتوي الخضروات على نسب عالية من حمض الفوليك المهم لكِ ولطفلكِ، بالإضافة إلى أنها مصدر هام للإستروجين النباتي الذي يؤدي إلى زيادة الحليب، ومن أهم هذه الخضراوات:
- السبانخ.
- الجرجير.
- الشبت.
- الملوخية.
- البقدونس.
البقوليات
تحتوي البقوليات، مثل: العدس والحمص على الألياف المفيدة لكِ ولطفلكِ التي تؤدي إلى زيادة نسب الحليب.
كما أن الحمص يحتوي على الحمض الأميني تريبتوفان، الذي يحفز إنتاج هرمون الحليب.
الجزر والبنجر
يُعد الجزر غنيًا بالبيتا كاروتين وفيتامين “أ”، وهي عناصر تحتاجين إليها خلال مدة الرضاعة، كما أنه يحتوي البنجر على نسب عالية من الحديد المهمة لطفلكِ.
أهم المشروبات التي تدر الحليب
على الرغم من وجود الكثير من المفاهيم الخاطئة عندما يتعلق الأمر بالمشروبات المغذية للمرضعات، لكن معظم خبراء الصحة يوصون بالآتي:
الماء
يُعد الماء من أهم المشروبات اللازمة لكِ، إذ وُجد أن أكثر من 88% من حليب الرضاعة عبارة عن ماء، لذلك ننصحكِ بشرب على الأقل 8 أكواب يوميًا.
عصائر الخضروات
الخضروات ضرورية لصحتكِ العامة وسلامة طفلكِ، وإذا كنتِ لا ترغبين بتناولها؛ يمكن مزجها مع الماء وإعدادها كعصير، لكن تجنبي إضافة السكر الصناعي فهذا يقلل من قيمتها الغذائية، وأكثر العصائر أهمية هو عصير الجزر.
عصائر الفواكه الطازجة
تُعد عصائر الفواكه الطازجة من المشروبات التي تساعدكِ في إدرار الحليب ومنح رضيعكِ الفيتامينات اللازمة لنموه، على سبيل المثال: عصير البرتقال والليمون، عصير الموز الممزوج بالحليب والفراولة.
الحليب
يجب عليكِ تناول كوب حليب واحد يوميًا على الأقل؛ لأن هذا يمنحكِ الكالسيوم الضروري لنمو رضيعكِ، ويمنع زيادة وزنكِ في خلال هذه المدة، إضافة لقدرته على زيادة إدرار الحليب، وقد يغنيكِ عن أكلات ومشروبات تدر الحليب فاحرصي على وجوده في غذائكِ اليومي.
مشروبات الأعشاب
بينت الدراسات أن هناك مجموعة من الأعشاب لها القدرة على تحفيز الغدد الثديية لإفراز الحليب، من أهم هذه الأعشاب:
الحلبة: تحتوي الحلبة على مركبات الإستروجين النباتي التي تزيد إفراز الحليب.

الزنجبيل: بينت الدراسات الحديثة أنه يعمل على زيادة تدفق الحليب.
اليانسون: يساعد على طرد الغازات، وعلاج الغثيان، وعسر الهضم، بالإضافة إلى زيادة إفراز الحليب.
الشعير: من أكثر المكونات استخدامًا لإدرار الحليب؛ لأنه غني بالنشا والألياف الغذائية مثل بيتا جلوكان التي تحفز إفراز هرمون البرولاكتين، وهو الهرمون المسؤول عن إفراز الحليب.
نصائح تساعد على إدرار الحليب
بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي يحتوي على أكلات ومشروبات تدر الحليب ننصحكِ بالآتي لزيادة إدرار الحليب على نحو طبيعي:
- تناولي كميات معتدلة من المشروبات التي تحتوي على الكافيين، ويُفضل ألا تشربي أكثر من كوبين قهوة يوميًا؛ فقد يتسبَّب وجود الكافيين في حليب الثدي توتر طفلكِ.
- أكثري من شرب السوائل.
- خدي قسطًا كافيًا من النوم، وخصصي وقتًا كافيًا للراحة قدر المستطاع.
- لا تتناولي أدوية إلا باستشارة الطبيب.
- قومي بعمل جلسات تدليك للثدي وأرضعي طفلكِ من كلا الثديين عند كل مرة.
- تناولي طعامًا صحيًا مثل الإكثار من الفواكه والخضروات والبقوليات.
- إذا كنتِ تشربين الكحول؛ فتجنبي الرضاعة الطبيعية حتى تزول آثار الكحول تمامًا من حليب الثدي، ولكن كوني على علم أنه ليس هناك مستوى للكحول في حليب الثدي يكون آمنًا على سلامة طفلكِ.
ولا شك أن تعرفكِ على أكلات ومشروبات تدر الحليب يعزز فهمكِ أساسيات الرضاعة الطبيعية الضرورية لنمو طفلك، والأهم هو خلق علاقة حميمة بينكِ وبين رضيعكِ وإشعاره بالحنان والدفء، لأن هذا ما ينبثق عنه أساس نمو شخصية طفلكِ العاطفية والنفسية.
المصادر:
Breastfeeding Diet 101: What to Eat While Breastfeeding