
الطفل إن أهملته في الصغر، تعثر في الكبر؛ تشمل هذه العبارة كل أنواع الاهتمام والرعاية بالطفل، من اهتمام بالصحة والتغذية ومراحل إدخال الطعام للرضيع أو الاهتمام بالسلوك والتربية أو الاهتمام بصحته النفسية.
اعتمدت أمهات الزمن الماضي في تربية الطفل على الفطرة وتجارب السابقين؛ لكن الآن مع ارتفاع الوعي وسهولة انتشار وتداول المعلومات الصحيحة، أصبح هدف كل أم السعي من أجل الاهتمام بصحة طفلها.
سوف نشرح في هذا المقال، تغذية الطفل الصحيحة منذ يومه الأول، ومراحل إدخال الطعام للرضيع من أجل صحة جيدة.
أوصت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بضرورة الالتزام بالرضاعة الطبيعية للطفل منذ يومه الأول، إذ إن الاعتماد الأول والأخير على لبن الأم وتجنب إعطاء الطفل كل من الماء ومشروبات الأعشاب خلال الستة أشهر الأولى. والاستعانة باللبن الصناعي في حالات معينة منها تعثر الأم في الرضاعة الطبيعية أو أن لبن الأم غير كافٍ لإشباع الطفل.
كما أوصت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أيضًا بإضافة الطعام للرضيع عند وصوله الشهر السادس أو ظهور علامات استعداده لتناول الطعام.
أهمية الرضاعة الطبيعية أول 6 أشهر من عمر الطفل
يحتوي لبن الأم على كل احتياجات الرضيع من العناصر الغذائية اللازمة لبناء جسده والتي تناسب جهازه الهضمي، إذ إن الجهاز الهضمي للطفل لا يكتمل إلا بعد مرور ستة أشهر، كما تساعد الرضاعة الطبيعية أيضاً على تعزيز مناعة الطفل.
ما هي علامات استعداد الرضيع لإدخال الطعام؟
تشتاق كل أم لمرحلة تناول رضيعها الطعام، وتُصاب بالحيرة خاصةً إذا كانت أماً لأول مرة، متى أبدأ بإدخال الطعام؟ وماذا أطعم صغيري؟ تسمعين آراءً كثيرة من المقربين وقرأتِ أيضاً الكثير ولكنك ما زلتِ تشعرين بالحيرة. سوف أجب لكِ عن كل تساؤلاتك في هذا المقال.
إذا لاحظتِ هذه العلامات على طفلكِ، فهو مستعد لتناول الطعام الصلب
- قدرة الطفل على الجلوس بمساعدة والدته.
- التحكم بالرأس: قدرة الطفل على تثبيت رأسه للأعلى وإبقائها ثابتة.
- القدرة على إدخال الطعام الفم واختفاء ظاهرة ارتداد اللسان عند الرضع.
- محاولة الطفل لجذب الطعام من والديه أثناء تناولهم الطعام.
- زيادة وزن الطفل عن وزن ولادته، أي لا يقل وزنه عن 5 كجم.
- بالإضافة لهذه العلامات يجب استشارة طبيب الأطفال المختص أولًا قبل البدء في إضافة الطعام للرضيع.
متى يجب إدخال الطعام للرضيع؟
إذا ظهرت إحدى العلامات السابقة على طفلك أو جميعها من عمر 4 – 6 أشهر، يجب عليكِ إدخال الطعام الصلب تدريجياً كما سنوضحه لكِ لاحقاً. أما إذا كان طفلكِ من المبتسرين -الأطفال المولودون قبل ميعاد ولادتهم- يجب عليكِ الحرص على الرضاعة فقط طوال الستة أشهر الأولى من عمر الطفل. ويبدأ إدخال الطعام بداية من الشهر السابع.

تغذية الطفل من الشهر الرابع حتى السادس من عمره:
بمجرد وصول رضيعكِ لعمر 4 أشهر، يتبادر إلى ذهنك عدة أسئلة منها:
ماذا يأكل رضيعي في هذا العمر؟ هل يأكل من طعامنا؟ أم هناك طعام مخصص له؟ ما هي طريقة تحضير طعامه؟
ما عدد الوجبات اللازمة لطفل في هذا العمر؟
- يحتاج طفلكِ في هذه المرحلة وجبة كل 6 ساعات، مع مراعاة الاستمرار في الرضاعة كل ساعتين.
- تختلف كمية الطعام في الوجبة الواحدة من طفل لآخر على حسب احتياج الطفل وشهيته، إذا استمرت رغبة طفلكِ في تناول الطعام فهذه إشارة أنه ما زال جائعاً، وعندما يرفض طفلكِ الطعام ويغلق فمه، فهذه إشارة على إحساسهِ بالشبع.
- يجب إضافة الماء للنظام الغذائي بعد إدخال الطعام للرضيع، ويقدم الماء حسب الحاجة، فلا توجد مشكلة إذا رفض طفلكِ شرب الماء، فهو يحصل على الماء اللازم لجسمه من لبن الرضاعة أو من الطعام.
الأطعمة المسموح بها في عمر 4-6 أشهر الأولى:
- حضري لطفلك طعاماً خاصاً به، إذ يقدم له طعاماً مسلوقاً، ومهروساً أو مضروباً بالخلاط، كي يسهل تناوله.
- يجب مراعاة احتواء الطعام على هذه العناصر الغذائية:

النشويات:
وهي مصدر الطاقة للطفل، مثل:
- سيريلاك الأرز أو القمح.
- البطاطس المسلوقة.
- البطاطا الحلوة المسلوقة.
- أرز مسلوق أو قمح مسلوق.
البروتينات:
مسموح فقط من البروتينات لطفل الشهر الرابع:
- صفار البيض المسلوق.
- كبدة الدجاج المسلوقة.
الخضراوات والفاكهة:
تقدم الفاكهة والخضراوات المسلوقة والمضروبة في الخلاط (بيرويه) مثل:
- التفاح والقرع العسلي والجوافة والموز.
- الكوسة والجزر والبسلة.
الأطعمة التي يجب منعها من الرضيع في عمر 4-6 أشهر:
- البسكويت: يحظر تقديم البسكويت للرضيع قبل بلوغه عامه الأول، إذ يحتوي البسكويت على الزيوت المهدرجة والسكر وهما ضارين بصحة الرضيع.
- الحليب ومنتجات الحليب: يحظر إدخال الحليب ومشتقاته قبل بلوغ الطفل عامه الأول، لتجنب حدوث الاضطرابات المعوية وعدوى الجهاز الهضمي.
- العسل الأبيض: يمنع إضافة العسل الأبيض لطعام الرضيع قبل مرور عام من عمره، لاحتوائه على بعض البكتيريا والتي يصعب على الجهاز الهضمي للطفل مقاومتها، فيصاب الطفل باضطرابات معوية.
- السكر والملح والدهون: يجب خُلو طعام الرضيع من هذه المكونات.
أربعة أشياء يجب الانتباه إليها عند إدخال الطعام للرضيع:
- تلاحظ الأم تغيير في براز الطفل (سواء في عدد مرات التبرز أو لونه أو قوامه أو رائحته)، هذه تغييرات طبيعية لا تقلقي منها عزيزتي الأم.
- تتغير شهية الطفل وحاجته للطعام من وقت لآخر، فلا داعِ للقلق إذا قل احتياج الطفل للطعام.
- لا تقارني طفلكِ بآخر، فشهية الطفل وحاجته للطعام تختلف من طفل لآخر.
- ضرورة متابعة نمو الطفل ووزنه مع الطبيب المعالج، حتى تتأكدي من صحة النظام الغذائي المقدم له.
كيفية تقديم الطعام للطفل الرضيع:
- يجب أن يكون الطفل جالساً عند تناول الطعام.
- استخدمي طبقًا باستيكيًا ومعلقةً بلاستيكيةً أيضًا.
- تناولي طعامكِ أمام رضيعكِ، فيحب الطفل تقليد الكبار.
- مراعاة نظافة الطعام والأدوات المقدم فيها، كي تتجنبي نقل ميكروب لطفلكِ.
كيفية إدخال الطعام للرضيع من عمر 4 – 6 شهور:
يجب البدء بإعطاء الرضيع صنفاً واحداً كل أربعة أيام، ويُلاحَظ أي من أعراض حساسية الطعام على الرضيع مثل: الطفح الجلدي، أو القيء وتقلصات المعدة، وهو ما يعرف بقاعدة (الأربعة أيام لإدخال الطعام للرضيع).
إذا لم تظهر أي من هذه الأعراض على الرضيع يمكنك تجربة نوع آخر من الطعام.
بعد التعرف على الأطعمة التي يحبها رضيعكِ ولا تسبب له حساسية قدمي له؛ ثلاث وجبات في اليوم كل وجبة تحتوي على 3-5 ملاعق، يمكن زيادة كمية الطعام على حسب حاجة الطفل.
تغذية الطفل من الشهر السادس حتى عمر سنة:
- اتبعي عزيزتي الأم النظام السابق بالإضافة إلى إدخال قطع من الدجاج المسلوق والمهروس مع بعض من حساء الدجاج، بالإضافة أيضاً إلى إدراج منتجات الحليب ضمن نظامه الغذائي في هذه المرحلة، مع مراعاة تجنب إعطاء هذه المنتجات للأطفال الذين يعانون حساسية الحليب.
- زيادة عدد وجبات الطفل إلى أربع وجبات، وزيادة كمية الوجبة (5 – 6) ملاعق.
- تذكري عزيزتي الأم عرض شرب الماء على الطفل.
- الحفاظ على استمرارية الرضاعة كل ساعتين بين الوجبات.
تغذية الطفل عند بلوغه عاماً من عمره:
- يمكنكِ الآن إعطاء الطفل الحليب كامل الدسم، أو حليب الصويا إذا كان لديه حساسية حليب.
- يمكنكِ أيضاً تقديم مختلف أنواع الأطعمة للطفل، مع تجنب الأطعمة صعبة المضغ أو الصلبة لتفادي حدوث اختناق للطفل.
- الحفاظ على استمرارية الرضاعة للطفل حتى عمر عامين، مع زيادة عدد الرضعات وتقليل الوجبات في حالة إصابة الطفل بعدوى.
عزيزتي الأم؛ لا تهملي نفسكِ وسط مسؤولية رعاية طفلكِ وأسرتكِ، اهتمي بصحتك واحرصي على تناول غذاء صحي ومفيد، كي تعوضي ما يفقده جسمك خلال الرضاعة. أتمنى لكِ ولطفلكِ صحة جيدة.