لجأ العديد من البالغين والأطفال في الآونة الأخيرة لتناول المكملات الغذائية وخصوصاً بعد جائحة فيروس كورونا وذلك للوقاية من الفيروس وتقوية جهاز المناعة، يحصل الأشخاص عليها دون وصفة طبية أو الوعي بالآثار الجانبية للمكملات الغذائية وأسبابها.
تهدف المكملات الغذائية إلى استكمال النظام الغذائي وتكون في شكل أقراص، أو كبسولات، أو مساحيق، أو ألواح، أو علكة، أو سوائل. تُعد من أكثر صور المكملات الغذائية الشائعة هي الفيتامينات والمعادن.
يمكن أن تكون المكملات الغذائية مفيدة لصحتك، ويمكن أن تؤثر أيضاً بشكل سلبي عليها، لذلك تحدث مع اختصاصي التغذية العلاجية لتتناولها على نحو سليم وصحي وحتى لا تتعرض إلى الآثار الجانبية للمكملات الغذائية.
فوائد المكملات الغذائية

يجب الحصول يوميًا على كميات كافية من العناصر الغذائية الأساسية؛ للوقاية من الأمراض وتقوية الجهاز المناعي والحصول على الطاقة؛ لذلك يحتاج الجسم إلى المكملات الغذائية إذا كنت لا تتناول مجموعة متنوعة من الأطعمة المغذية، وتُحسن المكملات الغذائية من الصحة العامة وتُساعد في التعافي من بعض الحالات الصحية، على سبيل المثال:
- يساعد الكالسيوم وفيتامين د في الحفاظ على قوة العظام.
- يقلل حمض الفوليك خطر بعض العيوب الخلقية للأجنة؛ لذلك تتناوله السيدات أول شهور الحمل.
- تساعد أحماض أوميجا 3 الدهنية الموجودة في زيوت السمك الأشخاص المصابين بأمراض القلب.
- يؤدي مزيجًا من الفيتامينات سي و هـ والزنك والنحاس واللوتين والزيازانثين (المعروف باسم تركيبة AREDS) إلى إبطاء المزيد من فقدان البصر لدى الأشخاص الذين يعانون التنكُس البقعي المرتبط بالعمر.
- يمكن أن تساعد الألياف الغذائية في الحفاظ على انتظام حركة الأمعاء.
ومع ذلك، لا يمكن للمكملات الغذائية فقط أن تحل محل الأطعمة الصحية الغنية بالعناصر الغذائية.
الآثار الجانبية للمكملات الغذائية
نشرت مجلة نيو إنجلاند الطبية دراسة عام 2015 أظهرت فيها أن الآثار الجانبية للمكملات الغذائية كانت مسؤولة عن حوالي 23000 زيارة لقسم الطوارئ سنويًا، وفي عام 2019 أُجري ما يقرب من سبعين ألف مكالمة هاتفية لمراكز مكافحة السموم في الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب الآثار الجانبية للمكملات الغذائية والمنتجات العشبية، واحتاج سبعة آلاف منهم إلى العلاج في مرافق الرعاية الصحية.
أسباب ظهور الآثار الجانبية للمكملات الغذائية
تظهر الآثار الجانبية للمكملات الغذائية في أغلب الأحيان إذا تناول الأشخاص جرعات عالية أو استخدامها دون وصفة طبية أو الرجوع لطبيب المختص، على سبيل المثال:
- تناول جرعات كبيرة من فيتامين د، يسبب تراكم الكالسيوم في الدم الذي بدوره يسبب الغثيان والقيء والضعف وكثرة التبول.
- يمكن أن تتطور سُمية فيتامين د إلى آلام العظام ومشكلات الكلى، مثل تكوين حصوات الكالسيوم.
- يصاب معظم الأشخاص بتسمم فيتامين أ عن طريق تناول مكملات غذائية عالية الجرعة أو على المدى الطويل، وتشمل الأعراض: تغيرات الرؤية وألم العظام وتغيرات الجلد.
- يمكن أن يؤدي تراكم فيتامين أ على المدى الطويل إلى السمية المزمنة، التي تسبب تلف الكبد وزيادة الضغط على الدماغ.
- يمكن أن يؤدي الإفراط من تناول الماغنسيوم إلى انخفاض ضغط الدم والسكتة القلبية والشلل التنفسي، لذلك يجب توخي الحذر عند تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على ماغنسيوم.
- نادرًا ما يسبب تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على بوتاسيوم إلى فرط البوتاسيوم في الدم، لكن تؤدي مستوياته المرتفعة التي تتراوح بين 6.3 و8.0 ملم إلى عدم انتظام ضربات القلب أو الوفاة بسبب السكتة القلبية.
- يمكن أن تحفز الجرعات الكبيرة من أوميجا 3 إنتاج الجلوكوز؛ مما قد يسهم في ارتفاع مستويات السكر في الدم على المدى الطويل.
تسبب بعض المكملات الغذائية مشكلات صحية إذا تناولت مع بعض الأدوية العلاجية الأخرى، على سبيل المثال:
- تجعل مضادات الأكسدة، مثل: فيتامين سي وهـ بعض أدوية العلاج الكيميائي أقل فعالية.
- يمكن أن يجعل فيتامين K الوارفارين المخفف للدم أقل فعالية ويزيد خطر تخثر الدم.
- تكون أدوية فيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز، وأمراض القلب، والاكتئاب، وحبوب منع الحمل أقل فعالية عند تناولها مع نبتة سانت جون، وهو مكمل غذائي عشبي لعلاج الاكتئاب وانقطاع الطمث.
الآثار الجانبية للمكملات الغذائية ومرضى السرطان
يمكن أن تسبب المكملات الغذائية مشكلات للأشخاص في أثناء علاج السرطان، سواء كان علاجًا إشعاعيًا أو جراحيًا أو كيميائيًا،وتتضمن الآتي:
- تسبب المكملات الغذائية حساسية الجلد وردود فعل شديدة عند تناولها في أثناء العلاج الإشعاعي.
- تتفاعل بعض المكملات الغذائية مع الأدوية المستخدمة في أثناء الجراحة وبعدها ومن الممكن أن تزيد خطر بعض الآثار الجانبية، مثل: النزيف والعدوى.
- يمكن أن تؤثر الأدوية الأخرى في طريقة عمل القلب والدماغ؛ مما يؤدي إلى مضاعفات في أثناء الجراحة وبعدها.
- يُعد الأشخاص الذين يتلقون العلاج الكيميائي أكثر عرضة للآثار الجانبية للمكملات الغذائية، ويمكن أن تتداخل بعض المكملات الغذائية مع كيفية تحلل الجسم للعلاج الكيميائي، مما قد يجعله أقل فعالية أو يزيد الآثار الجانبية.
ينصح العديد من خبراء السرطان المرضى بتجنب المكملات الغذائية في أثناء تلقي العلاج. ولكن إذا قررت تناول المكملات الغذائية، فتأكد من مناقشة ذلك مع طبيبك المعالج. لمساعدتك في معرفة ما إذا كان هذا المكمل الغذائي أمناً بالنسبة لك أم لا.
الآثار الجانبية للمكملات الغذائية وأعراضها بالنسبة للأطفال

يمكن أن تسبب الجرعات الكبيرة لبعض المعادن آثارًا جانبية، مثل: تلطخ الأسنان وزيادة التبول واضطرابات المعدة وعدم انتظام ضربات القلب والارتباك وضعف العضلات أو الشعور بالعرج؛ لذلك يجب تناولها بالجرعة التي يوصي بها الطبيب، ويجب على الآباء وضع المخاطر الآتية في الاعتبار:
- تُعد سلامة وفاعلية المكملات الغذائية غير معروفة للأطفال؛ لأنها لا تنظم من قبل هيئة الغذاء والدواء، إذ أُجري القليل من الاختبارات على فئتهم العمرية.
- وجدت الدراسات الحديثة مواد كيميائية ضارة في العديد من منتجات المكملات الغذائية، ويحتوي بعضها على مكونات غير مذكورة أو بكميات أكثر مما ذُكر.
- المكملات الغذائية لن تحل محل النظام الغذائي الصحي.
- يوصي بالتركيز على أربعة أنواع من الطعام التي تحتوي على العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل في أثناء نموه،وتتضمن الآتي: الألبان المدعمة أو بدائل الألبان، ومنتجات الحبوب الكاملة، والخضروات ذات اللون الأخضر الداكن، والدهون الصحية.
كيف نتجنب الآثار الجانبية للمكملات الغذائية
انتبه للإرشادات التالية للحفاظ على صحتك:
- استشر طبيبك أو اختصاصي التغذية العلاجية الخاص بك قبل تناول المكملات الغذائية.
- أحصل على موافقة طبيبك قبل تناول المكملات الغذائية بدلًا من الأدوية الموصوفة أو معها.
- في حالة إجراء أي نوع من العمليات الجراحية؛ اخبر طبيبك المعالج بالمكملات الغذائية التي تتناولها.
- ضع في اعتبارك أن مصطلحًا طبيعيًا لا يعني دائمًا أنه آمن؛ فبعض المنتجات النباتية الطبيعية يمكن أن تضر الكبد، مثل السنفيتون والكافا.
- تعتمد سلامة المكملات الغذائية على تركيبها الكيميائي وتفاعلها داخل الجسم، وكيفية تحضيرها، والكمية التي تتناولها، لذلك قبل تناول أي مكمل غذائي، انظر إلى النشرة الطبية المرفقة بها.
- تحدث مع طبيبك أو اختصاصي التغذية العلاجية الخاص بك حول الجرعة المناسبة وطريقة تناوله والمدة اللازمة للعلاج.
شكرا للفائدة