تعددت أمراض القولون من مجرد التهابات طفيفة إلى قرح أو أورام متقدمة تسبب العديد من الأعراض المزعجة التي قد تؤثر على حياة المريض بشكل كبير. وسنتطرق في هذا المقال إلى بعض المشاكل التي قد تصيب أجزاء معينة من الجهاز الهضمي، كما سنتعرف بشيء من التفصيل على الأطعمة الممنوعة لمرضى القولون عموماً.
أمراض القولون الأكثر شيوعاً
متلازمة القولون العصبي (Irritable Bowel Syndrome)
يعتبر القولون العصبي من أكثر مشاكل الأمعاء الغليظة شيوعاً، إذ يصيب ما يقرب من 11% من سكان العالم. ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد سبب محدد للإصابة بمتلازمة القولون العصبي، إلا أنه باجتماع عدة عوامل كالإصابة بعدوى فيروسية، أو خلل في حركة الجهاز الهضمي ينتج عنه تطور هذه الحالة المرضية.
ويكمن علاج القولون العصبي في السيطرة على أعراضه، بالإضافة إلى تجنب العديد من العادات اليومية الخاطئة، واتباع نظام غذائي خاص، بالإضافة إلى البعد التام عن الأطعمة الممنوعة لمرضى القولون.
داء الرُتوج القولوني (Diverticulosis)
تسمى الجيوب الصغيرة التي تظهر نتيجة تمزق البطانة الداخلية للقولون باسم (الرُتوج)، ونادراً ما تسبب هذه الجيوب مشاكل إلا في حالة التهابها (Diverticulitis).
زوائد القولون (Colon Polyps)
كما تعرف أيضاً باسم (سلائل القولون)، وهي إشارة إلى زيادة نمو الأنسجة في البطانة الداخلية للقولون. وترجع هذه الحالة إلى عدة أسباب مثل: فرط تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، والإصابة بعدة أمراض منها داء الأمعاء الالتهابي.
داء الأمعاء الالتهابي (Inflammatory Bowel Disease)
هو اضطراب يصيب الأمعاء الغليظة نتيجة التهاب البطانة الداخلية لها، ويرجع مرض داء الأمعاء الالتهابي كما أكدت الدراسات الحديثة إلى العديد من العوامل، منها المرتبط بالتاريخ العائلي أو العرقي والكثير منا المرتبط بالعادات اليومية والنظام الغذائي الخاطئ.
وربما تتشابه الأعراض المصاحبة لأمراض القولون المختلفة ما بين:
- إمساك شديد، أو إسهال شديد، أو كلاهما.
- انتفاخ البطن.
- الشعور بالتقلصات.
- تغير في قوام البراز مع وجود مخاط أبيض أو دم فيه.
الأطعمة التي يُوصي الأطباء مرضى القولون بالابتعاد عنها
الأطعمة المحتوية على الفلفل الحار
على الرغم من أن للفلفل الحار العديد من الفوائد، إلا أنه يتصدر قائمة الأطعمة الممنوعة لمرضى القولون؛ إذ يساعد على زيادة حدة الأعراض التي يعاني منها المريض.
كما يعمل على زيادة تهيج الأمعاء، والشعور بالألم، والحرقة مما قد ينتج عنه العديد من القرح المختلفة مثل: قرحة المعدة، وقرحة المستقيم.
الأطعمة الغنية بالدهون والزيوت
نتيجة لالتهاب الأمعاء الغليظة المصاحِب لعدد من أمراض القولون؛ يصعب على الأمعاء امتصاص كميات كبيرة من الدهون، وعليه يُنصح بتجنب تناول اللحوم الغنية بالدهون، كما يُنصح أيضاً بالابتعاد عن الاطعمة المقلية، والوجبات السريعة لما لها من تأثير على زيادة الأعراض المصاحبة لأمراض القولون، كزيادة نسبة الإصابة بالإسهال الشديد.
يمكن استبدال هذه الأطعمة بالعديد من الخيارات الأخرى مثل: الأطعمة التي تحتوي على مستويات منخفضة من الدهون كالأسماك، أو الأطعمة التي تحتوي على كميات معتدلة من الألياف بشكل عام.
الأطعمة المُحتوية على نسب عالية من الألياف
يسبب تناول معدلات مرتفعة من الألياف العديد من اضطرابات القولون والجهاز الهضمي؛ لذلك قد يدخل الثوم، والبصل، والبروكلي، والقرنبيط ضمن قائمة الأطعمة الممنوعة لمرضى القولون لما تحتويه من كميات مرتفعة من الألياف. فعلى الرغم من تعدد فوائدها إلا أنها قد تؤدي إلى تهيج الأمعاء، بالإضافة إلى الاضطرابات المختلفة كالإمساك أو الإسهال.
الأطعمة الغنية بالجلوتين
الجلوتين هو نوع من البروتينات يوجد في الشعير والقمح والشوفان بصورة طبيعية، وعلى الأشخاص المصابين ببعض مشاكل القولون تجنب الحصول على كميات مرتفعة من الجلوتين؛ وذلك لأنه يزيد من حدة الأعراض المصاحبة لهذه المشاكل.

الصلصات
من الأطعمة التي تؤدي إلى استثارة أعراض مرض التهاب الأمعاء، الصلصات بمختلف أنواعها؛ وذلك لاحتوائها على كميات عالية من الدهون بالإضافة إلى العديد من التوابل المتنوعة التي تزيد من تهيج الأمعاء والإثنى عشر.
منتجات الألبان
تحتوي منتجات الألبان على نسب عالية من سكر اللاكتوز؛ مما يزيد من حدة الإمساك والغازات المصاحبة لمتلازمة القولون العصبي.
الأطعمة الغنية بالكافيين
تتضمن قائمة الأطعمة الممنوعة لمرضى القولون ما يحتوي على كميات كبيرة من الكافيين من مشروبات أو أطعمة مثل: المشروبات الغازية، والشاي، والقهوة، والكاكاو. كما قد تتضمن هذه القائمة أيضًا بعض من الخضراوات والفاكهة مثل: السبانخ والكرنب والتفاح والبطيخ.
أطعمة الفودماب (Foodmab)
هي مجموعة من الأطعمة تحتوي على الكربوهيدرات، والسكريات الأحادية والثنائية والبوليولات (كحول) التي يصعب على الجسم امتصاصها، وبهذا فإن الأطعمة المنتمية لهذه المجموعة تدخل ضمن قائمة الأطعمة الممنوعة لمرضى القولون لما تسببه من انتفاخات، وآلام في البطن، وإسهال؛ نتيجة لزيادة معدل السوائل والغازات في الأمعاء.
وعلى هذا فإن اتباع حمية غذائية قليلة الفودماب قد يساعد في السيطرة على أعراض أمراض القولون.
البقوليات
تحتوي البقوليات كالعدس والفاصولياء على العديد من البروتينات اللازمة لصحة الجسم، إلا أنها قد تصنف ضمن الأطعمة الممنوعة لمرضى القولون، وذلك لصعوبة هضمها فقد تؤدي إلى تفاقم أعراض القولون العصبي.

بعض الأطعمة المناسبة لمرضى القولون
توجد العديد من الأطعمة والمشروبات المصنفة كصديقة للجهاز الهضمي إذ تساعد على استعادة صحة القولون، فبالرغم من وجود عدد كبير من الأكلات التي يفضل تجنبها إلا أنه يستثنى من قائمة الأطعمة الممنوعة لمرضى القولون الكثير.
اللحوم البيضاء
مثل: لحوم الدجاج وذلك لاحتوائها على نسب قليلة من الدهون كما أنها سهلة الهضم.
والأسماك فالكثير من أنواعها تحتوي على نسب معتدلة من الدهون، كما تحتوي على معدلات مرتفعة من الأوميجا 3 المفيدة للجسم.
الأطعمة المحتوية على خمائر البروبيوتيك (Probiotics)
تعمل سلالات معينة من تلك الخمائر على استعادة التوازن البيئي للقولون، كما تمنع نمو البكتيريا الضارة، وتنظم حركة الأمعاء وعليه فهي تساعد على الحد من أعراض أمراض القولون المختلفة.
الشوفان
يحتوي الشوفان على كميات مناسبة من الألياف سهلة الذوبان، مما ينظم حركة الأمعاء بالإضافة إلى تقليل التشنجات المعوية.
الأعشاب
تعمل بعض الأعشاب الطبيعية على تهدئة القولون مثل:
- النعناع الذي يقلل من آلام المعدة والأمعاء.
- الكمون لما له من خصائص علاجية تساهم في علاج الإسهال وانتفاخ المعدة.
- البابونج الذي يقلل من تهيج المعدة والأمعاء.
- اليانسون بخصائصه المضادة للالتهابات.
- الشمر إذ يقلل من الإمساك والغازات وآلام المعدة.
- الكركم الذي يحسن من حركة الأمعاء وبالتالي يحسن من معدل التبرز.
عسل المانوكا
يعمل عسل المانوكا على تقليل الالتهابات المصاحبة للعديد من أمراض القولون المختلفة وبالتالي يقلل فرص الإصابة بقرح القولون.
بالإضافة إلى الالتزام بقائمة الأطعمة التي تعزز صحة القولون والجهاز الهضمي والابتعاد عن قائمة الأطعمة الممنوعة لمرضى القولون، يوجد العديد من العادات اليومية التي تساهم في تحسين صحة القولون مثل:
- التوقف عن التدخين.
- الإكثار من شرب الماء.
- ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
- الابتعاد عن مسببات الضغط النفسي.
- عدم تناول كميات كبيرة من الطعام في الوجبة الواحدة وتقسيم الكميات على عدة وجبات.
- اعتماد الحميات التي تحتوي على الأطعمة المسلوقة أو المشوية.
المصادر: