“المعدة هي بيت الداء، والحمية هي رأس الدواء، وعودوا كل جسم على ما اعتاد ”
كما قال الطبيب العربي: الحارث بن كلدة؛ إذ أن المعدة هي المتلقي الأخير لكل ما يدخل الجسم عن طريق الفم، من طعامٍ أو شرابٍ أو دواء أو كل ذلك معاً.
لذا تتعرض المعدة لكثير من الأمراض منها: الإصابة بالميكروب الحلزوني، والتهاب بطانتها، وأخيراً إصابتها بالقرحة.
وذلك إما بسبب الإفراط في تناول الأدوية مثل: بعض أنواع المسكنات مثل: الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب.
تعمل بعض أنواع الأطعمة على تفاقم أعراض هذه القرحة.
ولتجنب تفاقم هذا المرض وأعراضه، سنعرف في هذا المقال الأطعمة الممنوعة لمرضى قرحة المعدة.
يصاحب قرحة المعدة أعراض عديدة تختلف في حدتها من شخص لآخر، إليك أبرزها:
أعراض قرحة المعدة
- حرقة المعدة مع الشعور بالألم.
- الشعور بالامتلاء أو الانتفاخ أو التجشؤ.
- عدم تحمل الأطعمة الدهنية.
- الغثيان
تعد حرقة المعدة هي أشهر الأعراض على الإطلاق.
أشهر الأطعمة الممنوعة لمرضى قرحة المعدة 
لا يوجد نظام غذائى معين عامةً لعلاج قرحة المعدة، ولكن يُنصح بتجنب أكلات معينة للحفاظ على صحة المعدة، خصوصاً لمرضى القرحة.
من أشهر الأطعمة الممنوعة لمرضى قرحة المعدة:
- الأطعمة المحتوية على الكافيين مثل: القهوة والشاي والمياه الغازية.
إذ أن القهوة بنوعيها سواء كانت تحتوي على الكافيين أو منزوعة منه، تحفز إنتاج الحمض المعدي، لكن بعض المرضى لاحظوا أن شرب القهوة المحمصة يهيج المعدة بشكل أقل؛ لإفراز الحمض بنسبة أقل لذا يُنصح بتناولها.
بعض الدراسات القليلة التي اُجريت على مرضى القرحة، أظهرت أن تناول ثلاثة أكواب أو أكثر من القهوة في اليوم، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بقرحة المعدة.
ولكن بعض الباحثين اقترحوا أنه لا يوجد علاقة بين كلاً من استهلاك القهوة، وظهور القرحة، أما بالنسبة إلى المياه الغازية، فهي تهيج بطانة المعدة مسببةً التهابها.
- المشروبات الكحولية والأكلات الحمضية مثل: الطماطم ومشتقاتها.
يعد تناول الطماطم أو معجونها، من أشهر أسباب نقص فاعلية أدوية المعدة مثل: الأدوية التي تقلل من إفراز الحمض المعدي.
لذا فإن تناول هذه الأكلات جنباً إلى جنب مع هذه الأدوية، يعاكس البيئة التي تصنعها هذه الأدوية؛ مما يقلل من نسبة الشفاء.
إن شرب الكحول يزيد من خطر الإصابة بالقرحة، ويرفع نسبة النزيف الناجم عنها بأربعة أضعاف.
إذ يتسبب الكحول في تلف بطانة المعدة؛ مسبباً الالتهاب الشديد لها.
- الليمون والفواكه الحمضية الأخرى (فقط عندما تسبب الألم).
يعد الليمون والبرتقال والطماطم كلها من الفواكه الحمضية، التي يمكن أن تسبب الألم لدى مرضى القرحة.
لكن تعد هذه الفواكه مصدراً هاماً للفيتامينات مثل: فيتامين ج ومركبات الفلافونويد.
أظهرت بعض الدراسات أهميتهم الكبرى في تقليل الالتهاب، ومنع انتشار جرثومة المعدة.
لذا يمكنك تناوله في نظامك الغذائي إذا لم تسبب هذه الفواكه في أي تعب لديك.
- الأطعمة المقلية والوجبات السريعة والأطعمة المصنعة.
تسبب هذه الاكلات الانتفاخ والشعور بعدم الارتياح؛ إذ أن هذه الأطعمة تأخذ وقتاً طويلاً في الهضم؛ مما يفاقم من ظهور القرحة.
- الفلفل والتوابل الحارة.
- الشوكولاتة
كل هذه الأطعمة الممنوعة لمرضى قرحة المعدة، والتي يجب تجنبها واستبدالها بأطعمةٍ أخرى بديلة لها أكثر لطفاً على المعدة.
الأطعمة الموصى بها لمرضى قرحة المعدة

غالباً يوصي الأطباء باتباع حمية غذائية ونمط حياة خاص لمرضى قرحة المعدة، وذلك جنباً إلى جنب مع وصف الأدوية المناسبة لكل مريض حتى تمام الشفاء.
على الرغم من أنه قديماً كان ينصح دائماً بتجنب الطعام الحار، لكن الأبحاث الحديثة أصبحت لا تدعم هذا النظام، وأكد خبراء التغذية باتباع حمية صحية غنية بالأطعمة التي تحوي أكبر قدر من الألياف مثل: الفاكهة والخضراوات.
- المشروبات مثل: الشاي الأخضر.
أظهرت الأبحاث الصينية مدى أهمية هذا الشراب في حماية المعدة من الإصابة بالالتهاب و الإصابة بالجرثومة أو تفاقم المرض والإصابة بالسرطان، وذلك لاحتواء الشاي الأخضر على مركبات الفلافونويد.
- البروكلي
يحتوي البروكلي على نسبة عالية من الألياف، التي تقلل من تفاقم قرحة المعدة.
و قد أظهرت نتائج دراسات أجراها باحثون بجامعة هارفرد، تقليل خطر القرحة بنسبة تقرب من 45% عند تناول طعام غني بالألياف مقارنة بدونه، إذ تتمثل فوائدها فى تبطينها لجدار المعدة وحمايتها.
- البطاطا الحلوة
تعد البطاطا مصدراً رائعاً للفيتامين أ، وتقلل نسبة حدوث القرحة بمعدل 54%، لذا فهي من الأطعمة الموصى بها لمرضى قرحة المعدة.
- الألبان ومشتقاتها مثل: الزبادي بنوعيه والأطعمة الغنية بالبروبيوتيك.
البروبيوتيك: هي بكتيريا نافعة تتواجد طبيعياً بالأمعاء بأعداد معينة وتوازن معين، تتسبب جرثومة المعدة في خلل بهذه النسبة الطبيعية.
لذا فتناول البروبيوتيك من مصادر خارجية يعزز من رجوع هذا التوازن، وجعل علاجات القرحة أكثر فاعلية وأقل في الأعراض الجانبية.
يمكن للمرضى تناول البروبيوتيك سواء أكانت في الطعام المخمر أو كمكمل غذائي، ولكن معظم الدراسات تلقي الضوء أكثر على تناولها في شكل مكمل غذائي وليس في الطعام.
- الأطعمة المخمرة
تعد مصدراً غنياً بالبكتيريا النافعة والخميرة والفطريات الآمنة؛ لذا تساعد في استعادة النظام الطبيعي للأمعاء.
مصادر تحتوي على الأطعمة المخمرة منها:
- ملفوف المخلل
- الكمشي
- التوت
لدى الفاكهة العديد من الفوائد الصحية، لكن يعد التوت -على وجه التحديد- من أكثر الفاكهة المساعدة في تقليل عدوى جرثومة المعدة.
إذ لوحظ انعدام نمو هذه الجرثومة في تجربة معملية قديمة أُجريت على طبق بيتري، وأيضاً هناك بعض الأدلة التي تظهر أن شرب عصير التوت البري قد يعالج عدوى جرثومة المعدة.
وما زالت الأبحاث قائمة على ثأثير هذه الفاكهة، على الرغم من نتائجها الرائعة حتى الآن.
من الأمثلة المشابه للتوت:
- الفراولة
- التوت الأزرق
- توت العليق
- العسل
يعد العسل منذ العصور القديمة ذات أهمية كبرى سواء كمادة غذائية أو مادة طبية، إذ يعمل العسل كمضاد حيوي طبيعي.
وحسب دراسة أُجريت على بعض الأشخاص المصابين بسوء الهضم، وأُضيف العسل إلى نظامهم الغذائي بمعدل مرة في الأسبوع؛ قلل من ظهور جرثومة المعدة.
مثل: عسل المانوكا وشجرة البلوط
- زيت الزيتون
يشير الباحثون وفق دراسة أُجريت في عام 2012، أن تناول زيت الزيتون يومياً لمدة أسبوعين يمكن أن يكون فعالاً إلى حد ما في علاج جرثومة المعدة.
من الجدير بالذكر أن تناول الأطعمة الموصى بها لمرضى قرحة المعدة، والابتعاد عن غيرها وعن مصادر القلق والتدخين، يخلق بيئة صحية تُحسن نسبة الشفاء من قرحة المعدة في أقرب وقت.
المصادر