متلازمة القولون العصبي ما هي؟
متلازمة القولون العصبي من الاضطرابات الشائعة التي تصيب الجهاز الهضمي وتحديدًا الأمعاء الغليظة، تبدأ الأعراض بألم البطن والانتفاخات والغازات ومن الممكن أن يعاني المريض الإمساك أو الإسهال أو كليهما.
إذ أنه مرض مزمن يحتاج علاجًا طويل المدى. ويظهر على بعض المصابين أعراض أكثر شدة، ولكن يمكن السيطرة على الأعراض البسيطة عن طريق اتباع نظام صحي متوازن وتجنب بعض أنواع الطعام التي تسبب تهيج القولون، والابتعاد عن التوتر وأخيرًا علاج الأعراض الشديدة عن طريق الأدوية وتناول الأعشاب المفيدة للقولون.
بالرغم من أن الأعراض مزعجة إلا أنه لا ينبغي القلق الشديد حيث لا يغير هذا الاضطراب من طبيعة نسيج الأمعاء، ولا يزيد من احتمال الإصابة بسرطان القولون.
أسبابه؟
السبب الرئيسي غير معروف حتى الآن، ولكن يمكن أن تكون عدة عوامل معًا وهي:
- تغيرات في حركة الجهاز الهضمي والذي ينتج عنه مرور الطعام بسرعة أو ببطء مما قد يسبب الانتفاخ والإسهال أو الإمساك.
- الوراثة من العوامل المؤثرة في هذا المرض.
- المشاكل النفسية مثل التوتر والاكتئاب وضغوط الحياة.
- اضطرابات الأعصاب بالجهاز الهضمي قد يتسبب ذلك في الشعور بالألم.
- عدوى الجهاز الهضمي عن طريق البكتيريا والفيروسات والفطريات، أو التغيير في عدد وتكوين البكتيريا النافعة التي تعيش في الأمعاء وتلعب دورًا هامًا في صحة الجهاز الهضمي.
- بعض أنواع الطعام قد تسبب تهيج القولون وأهم هذه الأنواع منتجات الألبان والقمح والبقوليات.
عوامل الخطورة
- العمر: يعد العمر أقل من خمسين عامًا أكثر خطورة.
- الجنس: متلازمة القولون العصبي أكثر شيوعًا في النساء عن الرجال.
- الاضطرابات النفسية مثل التوتر والقلق والاكتئاب.
- العوامل الوراثية : يمكن للجينات أن تلعب دورًا في توارث هذا المرض.
ما هي الأعراض والمضاعفات ومتى يجب زيارة الطبيب؟
الأعراض الشائعة
- انتفاخ وغازات البطن، والشعور بامتلاء البطن وعدم الراحة.
- تقلصات وآلام بالمعدة تزيد غالبًا عند تناول الطعام وتقل بعد الإخراج.
- الإسهال: زيادة معدل وطبيعة الإخراج والحاجة الملحة للإخراج.
- الإمساك: عدم القدرة على التبرز والإخراج بالشكل الطبيعي.
هناك أعراض أقل شيوعًا
- سلس البول أو سلس الأمعاء (عدم القدرة في التحكم بالبول أو البراز).
- الغثيان.
- آلام الظهر.
المضاعفات
قد تحدث بعض المضاعفات التي يجب تجنبها مثل:
- البواسير.
- الاكتئاب أو القلق وسوء الحالة النفسية.
- سوء التغذية وتدني جودة الحياة.
متى يجب زيارة الطبيب والشعور بالخطر؟
يجب زيارة الطبيب عند حدوث أعراض أكثر خطورة، مثل:
- نقص الوزن غير المتعمد، وفقدان الشهية.
- نزيف في الشرج أو المستقيم.
- آلام مستمرة وشديدة أثناء النوم.
كيف يُشخص هذا المرض؟
يعتمد التشخيص على التاريخ المرضي والعائلي للمريض واستبعاد أمراض الجهاز الهضمي الأخرى عن طريق إجراء بعض الفحوصات والتحاليل ومنها:
- تحليل البراز أو فحص التنفس للكشف عن وجود زيادة نمو بكتيريا أو عدوى أو سوء امتصاص الغذاء من الأمعاء
- تحليل الدم للتأكد من عدم وجود حساسية اللاكتوز أو ما تسمى بحساسية الألبان (اللاكتوز هو السكر الموجود في مشتقات الألبان و الإنزيم الذي يساعد على هضمه هو اللاكتيلوز، ينقص هذا الإنزيم عند البعض مما يسبب حساسية الحليب والتي تتشابه في الأعراض مع معظم أمراض الجهاز الهضمي).
- منظار القولون أو المنظار الداخلي العلوي.
ما الذي يحفز هذا الاضطراب؟
- تناول الكافيين والمشروبات الغازية.
- التوتر الشديد.
- تناول الأطعمة السريعة والغنية بالدهون.
هل يمكن الوقاية من تهيج القولون؟
بالتأكيد يمكن الوقاية وتقليل الأعراض عن طريق معرفة العوامل التي تحفز هذا الاضطراب وتجنبها والتحكم في التوتر والتغيير في نمط الحياة وحتى يمكنك تحقيق ذلك عليك اتباع التعليمات التالية:
- الحرص على إعداد الطعام في المنزل وتجنب الأطعمة الجاهزة، سجل كل ما تتناول ومكوناته لتعرف السبب الرئيسي للأعراض.
- الحد من الأطعمة صعبة الهضم والأطعمة التي تسبب غازات مثل: البقوليات والبصل والقرنبيط والكرنب والتقليل من الدهون في الطعام واستبدالهم بالشوفان وبذور الكتان والأطعمة التي تحتوي على ألياف.
- تجنب الأكل السريع وملء المعدة في الوجبة الواحدة والأطعمة الحارة، الأفضل توزيع الطعام على وجبات صغيرة متعددة.
- الحرص على الاسترخاء وممارسة الرياضة بشكل منتظم مما يقلل التوتر.
- الإقلاع عن التدخين إذا كنت مدخنًا.
- الإكثار من تناول السوائل والماء بالكميات التي يحتاجها الجسم وتناول الأعشاب المفيدة للجهاز الهضمي.
- التقليل من تناول المشروبات الغازية والشاي والقهوة.
- الاعتدال في تناول الفاكهة.
ولمعرفة المزيد عن غذاء مريض القولون اضغط هنا.
العلاج الدوائي والعلاج البديل
يفضل أغلب المرضى الابتعاد عن العلاج الدوائي إلا في بعض الحالات الشديدة التي تحتاج تناول دواء ويشمل هذا؛ العقاقير المضادة للتقلصات، وبعض مضادات الاكتئاب، والمهدئات، وبعض المضادات الحيوية للقضاء على البكتيريا إن وجدت.
الأعشاب المفيدة للقولون
يساعد شرب الأعشاب على راحة الجهاز الهضمي والاسترخاء والتقليل من تقلصات عضلات الأمعاء وتسهيل عملية الهضم، كما أنه يُشرب دافئ مما يقلل من التوتر، ويُحسب من كميات الماء التي نحتاجها في اليوم.
ومن هذه الأعشاب :
النعناع المغلي وزيت النعناع
يعد النعناع من أهم المشروبات التي تساعد على تحسين عملية الهضم والتقليل من مشاكل الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ والغازات والمغص والتقلصات.
يمكن تناول النعناع مغليًا أو نقع ورق النعناع في الماء الساخن وشرب المنقوع أو إضافة زيت النعناع للماء.
مشروب الكاموميل أو البابونج
البابونج من المشروبات التي تساعد على تهدئة الجهاز الهضمي ومضاد للتقلصات ويقلل من التوتر بشكل جيد، ومضادات للالتهابات ويساعد على علاج الإسهال.
اليانسون المغلي
اليانسون من الأعشاب المفيدة للقولون حيث يساعد على الاسترخاء والتقليل من اضطرابات الأمعاء والمعدة. ويُحضر عن طريق إضافة الماء المغلي إلى بذور اليانسون وتناول المشروب.
الشمر المغلي
يساعد الشمر على التقليل من حدة الأعراض ومن الممكن خلط الشمر واليانسون والنعناع معًا للحصول على أفضل النتائج.
الكركم
من الأعشاب المفيدة للقولون ويمكن تناول مسحوق الكركم عن طريق إضافته للمشروبات الساخنة أو الطعام.
الزنجبيل
يعمل الزنجبيل على زيادة تدفق الدم إلى الجهاز الهضمي مما يحسن من عملية الهضم. كما يقلل الزنجبيل من الغثيان والانتفاخ.
ورق الغار
يعد من الأعشاب المفيدة للجهاز الهضمي، حيث يمكن إضافة أوراق الغار للطعام.
غسيل وتنظيف القولون، ما هو وكيف يتم ومن عليه القيام به؟
يمكن القيام بهذه العملية في المنزل عن طريق تناول الكثير من الماء والطعام الغني بالألياف مثل الخس والطماطم والخيار مما يساعد على تحسين عملية الهضم والتقليل من حدوث الإمساك.
وهناك عملية أخرى تُجرى عن طريق الحقن الشرجي وتستخدم عادةً للتحضير لعمليات مثل المنظار، ولكن يعتقد البعض أنها ذات فائدة في تحسين حركة واضطرابات الجهاز الهضمي.
أثناء هذه العملية تضخ كمية كبيرة من الماء عن طريق المستقيم، بالإضافة إلى بعض الأعشاب، وتترك لتستقر فترة قصيرة في الأمعاء الغليظة قبل أن تُسحب.
ومن المحتمل حدوث أضرار أثناء أو بعد هذه العملية ومنها:
- العدوى.
- الجفاف.
- اضطراب في مستويات المعادن بالدم.
لذلك يجب التأكد جيدًا من نظافة المعدات والمكان، ومعرفة مكونات الأعشاب وغيرها، ومراجعة طبيبك قبل إجراء هذه العملية.
وأخيراً عزيزي القارئ…
نتمنى لك دوام الصحة والعافية.
المصادر