لا شك أنَّ القيام بعملية الإخراج مهم جداً للإنسان للتخلص من السموم والمواد التي يؤدي احتباسها في الجسم إلى أضرار جسيمة.
لكن ماذا إنْ زادت المواد التي يُخرجها الجسم عن الحد اللازم كما هو الحال في الإسهال؟، بالتأكيد هناك أمر ما أدى إلى حدوث هذا الخلل.
في المقال التالي سنتعرَّف سوياً على أسباب الإسهال، وأعراضه، وإذا كان عِلاج الإسهال للكبار يختلف عن عِلاجه عند الرضع، وهل يمكن أنْ يكون للإسهال فوائد. فتابعوا معنا.
ما هو الإسهال؟
يُعرف الإسهال بأنَّه خروج البراز في صورة سائلة أو شبه سائلة ثلاث مرات فأكثر خلال اليوم، وقد يستمر لفترة طويلة أو قصيرة.
أعراض الإسهال
قد يُصاحب الإسهال عِدَّة أعراض جسمانية أخرى، ومنها:
- دوار وألم بالبطن.
- انتفاخ وتقلصات.
- جفاف.
- حُمَّى.
- براز دموي.
- رغبة متكررة في الإخراج وتفريغ البطن.
- خروج كمية كبيرة من البراز.
جدير بالذكر أنَّ تلك الأعراض تعتمد على الأسباب المؤدية إلى الإسهال، ولا يشترط الشعور بكل الأعراض معاً؛ فقد يشعر المريض بعرض أو اثنين فقط.
أسباب الإسهال

هناك عِدَّة عوامل تتسبب في الإصابة بتلك الحالة، وأهمها:
- الحسّاسيّة تجاه بعض أنواع الطعام كتلك التي تحتوي على اللاكتوز.
- العدوى البكتيرية.
- العدوى الفيروسية.
- التفاعل العكسي مع بعض الأدوية.
- داء بالبطن.
- جِراحة المعدة أو المرارة.
- العدوى الطفيلية.
قد يكون الإسهال علامةً على وجود مشاكل صحية أخرى تحتاج إلى علاج، مثل مرض التهاب الأمعاء، ومتلازمة القولون المُتهيّج.
علاج الإسهال للكبار

يكمن علاج الإسهال في استبدال السوائل الخارجة من الجسم بشرب الكثير من الماء والسوائل الدافئة، وقد تحتاج بعض الحالات إلى إمداد الجسم بتلك السوائل وريدياً.
إذا كانت العدوى البكتيرية هي سبب تلك الحالة، فمن المفترض أن يصف الطبيب مضاداً حيوياً.
يصف الطبيب العلاج المناسب لكل حالة معتمداً على ما يلي:
- شدة الحالة والسبب المؤدي إليها.
- درجة الجفاف التي وصل إليها المريض.
- العمر والحالة الصحية العامة للمريض.
- التاريخ المرضي للحالة.
- استجابة المريض لبعض الأدوية.
يُنصح للتغلب على أعراض الإسهال أيضاً بتناول وجبات صغيرة في أوقات متفرقة من اليوم بدلاً من تناول ثلاث وجبات رئيسية كبيرة. يُفضل أنْ تحتوي تلك الوجبات على الآتي:
- تناول الطعام الذي يحتوي على مادة البكتين “Pectin” كالفواكه.
- الطعام الغني بالبوتاسيوم كالبطاطس.
- تناول قدر مناسب من المشروبات.
- الخضار المطهو.
وإليكم مكونات إحدى الوجبات المقترح تناولها لفترة لا تزيد عن يومين؛ لقلَّة العناصر الغذائية بها التي يحتاجها الجسم:
- موز.
- أرز.
- عصير تفاح.
- خبز محمص.
تَجمع تلك الوجبة بين قلة الألياف بها وكثرة النشا، ممَّا يساعد في تخفيف الأعراض وتقليل حركة الأمعاء إلى حد ما، وفي نفس الوقت تحتوي على البوتاسيوم ومادة البكتين.
يُنصح أيضاً بتجنب تناول بعض الأكلات التي تشكل ضغطاً على المعدة والأمعاء أو تُسبب تهيجهم، ومن أمثلتها:
- الأكلات الدسمة الغنية بالدهون.
- الأطعمة التي تحتوي سكريات مصنَّعة.
- الأكلات التي بها نسبة عالية من الفركتوز.
- الأكل الحار.
ربما ينصح أيضاً بتناول الطعام الذي يحتوي على “Probiotics” وهي كائنات دقيقة “فطريات وبكتيريا” توجد في الأغذية المُخَمَّرة كالزبادي، كما توجد على هيئة مكملات غذائية أيضاً.
تساعد تلك المركبات الدقيقة الجهاز الهضمي على العمل بشكل سليم، وأثبتت بعض الدراسات أنَّها تقلل من أعراض الإسهال وتساعد على سرعة الشفاء منه.
لكنْ لا تنصح هيئة الغذاء والدواء بتناول” Probiotics” في صورة مكملات، لذلك فإنَّ أكلها في الغذاء الطبيعي ذو فاعلية أكبر.
ربما تحتاج بعض الحالات إلى تناول أدوية تثبط حركة الأمعاء قليلاً، وتخفف من الأعراض أيضاً، ولكن هناك حالات أخرى مثل وجود البراز الدموي، أو الحمَّى الشديدة فلا ينبغي تناول أي دواء معها دون مراجعة الطبيب.
مشروبات لعلاج الإسهال
بالإضافة إلى شرب كميات وفيرة من الماء، ينصح بتناول بعض المشروبات كعصائر الفواكه، وشوربة الدجاج الصافية دون إضافات.
وعلى الجانب الآخر يفضل تجنب تناول اللبن ومشتقاته، والكافيين، والكحوليات وذلك حتى بعد الشفاء مدة تتراوح بين ٣-٥ أيام.
الإسهال عند الرضع وصغار السن
يعَدُّ الإسهال عند الرضع أو صغار السن من الأمور الخطيرة في تلك المرحلة العمرية، إذ يمكن أنْ يسبب جفافاً شديداً إذا استمر يوماً واحداً فقط. لذلك يلزم التدخل الطبي العاجل إذا لوحظ على الطفل أحد الأعراض التالية:
- قلة عدد مرَّات التبول.
- جفاف الفم.
- الصداع والإجهاد.
- قلة الدموع عند البكاء.
- جفاف الجلد.
- العيون الغائرة.
- التوتر والقلق.
- إذا استمر الإسهال مدة يوم أو أكثر.
- إذْا ارتفعت درجة حرارة الجسم إلى ٣٩ درجةً أو أكثر.
- إذا كان البراز يحتوي على دم أو صديد، أو ذا لون أسود.
من أهم الأسباب المؤدية إلى الإسهال في الأطفال هي الإصابة بفيروس روتا، وكذلك الإصابة بالعدوى ببكتيريا السالمونيلا.
متى يكون الإسـهال خطيراً؟
بالرغم من أن الإسهال عادةً ما يزول من تلقاء نفسه ولا يستلزم تدخلًا طبيًا، فإنه في بعض الأحيان يكون خطرًا، وينبغي على المريض زيارة الطبيب في الحالات الآتية:
- إسهال مستمر لعدَّة أيام، يصاحبه قيء مستمر.
- جفاف شديد.
- نقص ملحوظ في الوزن.
- صديد بالبراز.
- براز دموي، ويتحول لونه إلى الأسود.
الإسـهال والكورونا
ربما يصاحب الإصابة بفيروس كورونا بعض الأعراض بالجهاز الهضمي كالإسهال، والقيء، وفقدان الشهية.
قد تكون تلك الأعراض هي الوحيدة لفيروس كورونا، وقد يصاحبها أعراض البرد العادي كارتفاع درجة حرارة الجسم، والكحة.
لذلك ينصح بالعزل المنزلي إذا شعر المريض بأعراض مشابهة، وضرورة مراجعة الطبيب عند الشعور بضيق تنفس.
كيف تُشخص حالة الإسـهال؟
بعد فحص المريض وأخذ التاريخ المرضي، ربما يطلب الطبيب بعض الفحوصات الضرورية للتشخيص السليم مثل تحليل عينة براز، وعينة بول أيضاً.
هناك بعض الفحوصات الأخرى التي قد تتطلبها بعض الحالات، مثل:
- اختبار عينة دم في أثناء الصيام لمعرفة إذا كان هناك حساسية طعام أم لا.
- أشعة للتأكد إذا كانت الأعضاء الداخليَّة سليمة أم هناك شيء غير طبيعي.
- عمل مزرعة براز للبحث عن وجود عدوى بكتيرية أو طفيلية.
- فحص منظار للقولون للتأكد من خلوه من أي مرض.
- فحص منظار للمستقيم والقولون السفلي.
جدير بالذكر أنَّ فحص المنظار من أكثر ما يساعد في تشخيص السبب وراء الإسهال المزمن.
كيفية الوقاية من الإسهال
بالرغم من أنَّ الإصابة بتلك الحالة قد تحدث بسبب خارج عن الإرادة، فإن هناك بعض الاحتياطات التي ينبغي العمل بها للوقاية منه قدر المستطاع، ومن تلك الاحتياطات:
- غسل الفواكه والخضروات قبل تناولها، والبُعد عن تناول الطعام المُلوَّث من مصادر غير موثوقة.
- تناول الطعام فور تحضيره وعدم تركه دون غطاء مدة طويلة.
- تخزين الطعام في الثلاجة وعدم تركه خارجها.
- غسل اليدين قبل الأكل وبعده مدة ٢٠ ثانيةً.
غالباً ليس هناك فوائد تذكر للإسهال، فهو يعد من الأمور غير المحببة وأضراره قد تؤثر على الجسم كله، لكنَّه مع ذلك بمثابة ناقوس الإنذار الذي قد يخبرك بوجود خللٍ ما في الجهاز الهضمي ينبغي الانتباه إليه، لذلك لا تتهاون في الاستجابة لما يريد أنْ يخبرك به جسدك.