“وزن مثالي وجسد مشدود” هو حلم الجميع؛ لذا هناك من يذهب لصالات الألعاب الرياضية ويقضي فيها وقتًا طويلًا أو يتبع أنظمة غذائية قاسية لإنقاص وزنه، لكن تكون المفاجأة خسارة الوزن وترهل الجلد! ثمّ تبدأ معاناة جديدة وهي كيفية التخلص من الترهلات بعد فقدان الوزن!
في البداية وقبل أن ننتقل إلى كيفية التخلص من تلك الترهلات التي تؤرق الجميع؟ لابد أن تعرف أولًا أسباب ترهل الجسم بعد فقدان الوزن؛ لتدرك كيف يمكنك التعامل معها، بل إذا كنت في صدد البدء في حمية غذائية يمكنك تعلم كيفية تجنب الترهلات من البداية؛ حتى لا تضطر إلى علاجها بالطرق الصعبة فيما بعد…
أسباب ترهل الجسم
هناك العديد من مسببات ترهل الجلد، لكن قبل أن نعددها يجب أن تعرف أن هناك نوعين من البروتينات المهمة تفرزهما طبقة الأدمة (طبقة الجلد الوسطى)، وهما:
- الإيلاستين: هو بروتين تنتجه الخلايا الليفية، يزود الجلد بالمرونة والقابلية للتمدد ثم الإنكماش مرة أخرى بكل سهولة.
- الكولاجين: هو بروتين صلب يمثل 80% من بنية الجلد، ويمنح أنسجة الجسم القوة والصلابة ويعطيها شكلًا محددًا ومشدودًا.
أيضًا يفرز الجسم حمض الهيالورونيك الذي يساعد على الحفاظ على ترطيب الجلد. هذه العناصر الثلاثة تساعد الجلد على البقاء مشدودًا.
عندما يفقد الجلد أيًا من هذه العناصر أو يقل إنتاجهم؛ يفقد الجلد ترطيبه ومرونته وصلابته ويصبح مترهلًا ومجعدًا. من أهم الأسباب التي تسبب ذلك:
- الشيخوخة أو التقدم في العمر.
- الحمل.
- بعض الأمراض التي تسبب ترهل الجلد تدريجيًا مثل سرطان الخلايا الليمفاوية للخلايا التائية الجلدية.
- متلازمة إهلرز دانلوس (EDS): هي اضطراب وراثي نادر يصيب النسيج الضام؛ بسبب وجود خلل في إنتاج الكولاجين.
- فقدان الوزن، وهذا ما سوف نتحدث عنه اليوم.
أسباب ترهل الجسم بعد فقدان الوزن
تتعدد أسباب ترهل الجلد بعد فقدان الوزن وتشمل:
- في أثناء زيادة الوزن يتمدد الجلد؛ بسبب كبر حجم البطن وأجزاء أخرى من الجسم. عندما يتمدد الجلد بشكل كبير وتطول مدة تمدده، تقل مرونته واحتمالية عودته لوضعه الطبيعي؛ لأن زيادة الوزن لفترة طويلة يمكن أن تتلف ألياف الإيلاستين والكولاجين في البشرة؛ مما يسبب صعوبة عودة الجلد لشكله الطبيعي بعد خسارة هذا الوزن وتدلي الجلد الزائد.
- عند خسارة كمية كبيرة من الوزن حوالي 100 رطل (يعادل 45 كيلو جرامًا) أو أكثر في فترة زمنية قصيرة؛ ينتج عن ذلك ترهل الجلد بشكل كبير.
- يمكن أيضًا أن يحدث ترهل الجلد وتدليه بشكل كبير عند الخضوع لأي من الجراحات التي تُجرى لعلاج السمنة المفرطة.
- يلعب كل من الوراثة والعمر أيضًا دورًا هامًا في ترهل الجلد بعد خسارة الوزن؛ فإن الجلد في الأعمار الصغيرة يكون أكثر مرونة ويعود سريعًا لوضعه الطبيعي بعد فقدان الوزن على عكس الجلد في الأعمار الكبيرة.
- التعرض لأشعة الشمس والتدخين أيضًا يقللان من إنتاج الكولاجين والإيلاستين في الجلد؛ ما يؤدي إلى ترهله.
كل هذا يجعل التخلص من الترهلات بعد فقدان الوزن أمرًَا صعبًا.
المناطق الأكثر عرضة للترهل

هناك بعض الأماكن في الجسم يكون جلدها أكثر عرضة للترهل وتشمل:
- البطن
- المؤخرة
- الثديين
- الفخذين
- الذراعين
- الصدر
- الوجه
- الرقبة
كيفية تجنب الترهلات!
يمكن تجنب حدوث ترهلات الجسم من البداية، خاصة عند الإقبال على أي من أسباب ترهل الجسم السابقة.
بدلًا من البحث فيما بعد عن كيفية التخلص من الترهلات بعد خسارة الوزن؛ فإن “الوقاية خير من العلاج”.
يمكنك اتباع الطرق التالية؛ لتجنب ترهلات الجسم:
- فقدان الوزن تدريجيًا، وبشكل صحي؛ لأن هذا يتيح الوقت لمرونة الجلد كي تعيد له شكله الطبيعي.
- شرب الماء حوالي 2: 3 لترات يوميًا.
- استخدام واقي الشمس عند التعرض لها.
- تجنب الاستلقاء في الشمس لفترة طويلة وخاصة في أوقات الذروة.
- تناول نظام غذائي صحي غني بالأطعمة المحتوية على مضادات الأكسدة.
- ترطيب الجلد باستمرار.
- الإقلاع عن التدخين أو البعد عن التدخين السلبي.
- الحفاظ على وزن صحي للجسم.
- تجنب تعريض الجلد للماء شديد السخونة.
- أداء التمارين الرياضية باستمرار خصوصًا تلك التمارين التي تساعد على شد الجسم.
كيفية التخلص من الترهلات بعد فقدان الوزن

عادة ما يتساءل الكثيرون عن كيفية التخلص من الترهلات بعد خسارة الوزن!
يكون هذا أمرًا مهمًا لدى البعض، بل ويؤثر على حالتهم النفسية والفسيولوجية؛ لأنهم يشعرون أنهم فقدوا وزنهم فقط على الميزان، لكن عند النظر لأنفسهم ورؤيتهم ترهل جلدهم يشعرون بالإحباط، بل وقد يكتسبون أوزانهم المفقودة مرة أخرى.
هناك بعض الإجراءات غير الجراحية التي قد تساعد في علاج ترهل الجسم، لكن أغلب الحالات تحتاج إلى تدخل جراحي لشد الجسم.
فيما يلي نستعرض طرقًا تساعد على التخلص من الترهلات بعد فقدان الوزن:
علاج حالات ترهل الجلد البسيط
تستجيب بعض حالات ترهل الجلد البسيطة إلى العلاجات البسيطة.
يمكن التخلص من الترهلات أولًا بأول بعد فقدان الوزن تدريجيًا، وتطبيق العلاجات التالية دون الحاجة إلى تدخل جراحي:
1- التمارين الرياضية

تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام على التمتع بصحة جيدة وتقليل آثار شيخوخة الجلد.
أظهرت دراسة أجريت عام 2015 أن أداء تمارين التحمل التي تساعد على بناء العضلات وشد الجسم يقلل من التغيرات الجلدية التي قد تحدث في أثناء فقدان الوزن؛ لأنها تُحسن التمثيل الغذائي للأنسجة.
2- الكريمات الموضعية والسيروم

ترطيب الجلد باستخدام الكريمات والسيروم الذي يحتوي على مركبات الريتينويدات المضادة للأكسدة؛ يحافظ على شد الجلد وثبات صلابته، وقد تزيد أيضًا من إنتاج الكولاجين.
يمكن استخدام هذه الكريمات للتخلص من الترهلات بعد فقدان الوزن أولًا بأول؛ حتى لا يفقد الجلد ترطيبه ومرونته.
3- مضادات الأكسدة
قد تساعد مضادات الأكسدة على تقليل ترهل الجلد، وتحفيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين. توجد مضادات الأكسدة في العديد من الأطعمة والمشروبات، ومن أمثلة مضادات الأكسدة:
- الفيتامينات مثل فيتامين أ، وج، ود، وهـ
- السلينيوم
- الزنك
توجد هذه العناصر أيضًا على هيئة مكملات غذائية، لكن هناك القليل من الأدلة التي تشير إلى أن تناول مكملات مضادات الأكسدة يساعد على منع أو تقليل الأمراض الجلدية.
قد يؤدي تناول الكثير من الفيتامينات لفترة طويلة خاصة فيتاميني (أ وهـ) إلى آثار جانبية مثل: القيء وآلام البطن والغثيان.
لذا، لابد من استشارة الطبيب قبل تناول المكملات الغذائية؛ لمنع الآثار الجانبية غير المرغوبة وتجنب تفاعل تلك المكملات مع الأدوية الأخرى.
4- جلسات التدليك
يُحسن التدليك من تدفق الدم، ويحفز الخلايا الليفية التي تساعد على إنتاج الكولاجين والإيلاستين اللذين يحافظان على تماسك الجلد ومنع ترهله.
تشير بعض الدراسات إلى أن الخضوع لجلسات التدليك قد يزيد إنتاج الميتوكوندريا، التي تلعب دورًا هامًا في التمثيل الغذائي للأنسجة الخلوية.
وجدت دراسة أخرى أُجريت عام 2017 لتحديد أفضل طريقة لاستخدام التدليك لشد الجلد أن يُستخدام جهاز تدليك خفيف للجلد لمدة دقيقة واحدة مرتين يوميًا.
وجدت نفس الدراسة أن استخدام جهاز التدليك بعد وضع كريم موضعي لشد الجلد وزيادة صلابته يزيد تأثير المنتج.
5- تناول نظام غذائي صحي
هناك بعض العناصر الغذائية المهمة لإنتاج الكولاجين ومكونات أخرى للحصول على بشرة صحية، مثل:
- البروتينات؛ لاحتوائها على الأحماض الأمينية مثل الليسين والبرولين اللذين يلعبان دورًا هامًا في إنتاج الكولاجين.
- فيتامين ج؛ ضروري لإنتاج الكولاجين ويحمي البشرة من أشعة الشمس الضارة.
- الأحماض الدهنية أوميجا 3؛ لأنها تساعد على مرونة الجلد.
- الماء؛ لأن شربه يساعد على الحفاظ على ترطيب الجلد طوال الوقت ويحسن من وظائف الجلد المختلفة.
لكن يجب عليك أن تعلم أن كل هذه العلاجات يجب المداومة عليها باستمرار ولفترة طويلة؛ كي تساعدك على التخلص من الترهلات بعد فقدان الوزن، والحصول على نتيجة ملحوظة.
علاج حالات ترهل الجسم المتوسط

يجري أطباء أمراض الجلدية والتجميل بعض الإجراءات غير الجراحية في حالات الترهل المتوسطة؛ للتخلص من الترهلات بعد فقدان الوزن.
لا تتضمن هذه الإجراءات إحداث أي جروح، لكنها عادة ما تسبب تورمًا واحمرارًا مؤقتًا. يستغرق الإجراء وقتًا زمنيًا قصيرًا.
معظم هذه الإجراءات آمنة على جميع ألوان الجلد ومناسبة لأي جزء من الجسم.
تعالج هذه الإجراءات الجلد المترهل عن طريق زيادة إنتاج الكولاجين والإيلاستين في طبقات الجلد باستخدام أجهزة ترسل الحرارة في طبقات الجلد.
تتضمن الإجراءات غير الجراحية للتخلص من الترهلات بعد فقدان الوزن ما يلي:
- الموجات فوق الصوتية: التي تعمل على طبقات الجلد العميقة ويلاحظ آثارها في غضون 2 :6 أشهر من بداية العلاج. قد تستمر آثار العلاج لمدة تصل إلى عام.
- العلاج بالليزر: يعمل على طبقة الجلد الخارجية وتبدأ ملاحظة النتائج بعد 3:5 جلسات. بينما تكون التغيرات مرئية بعد مرور 2 :6 أشهر من آخر جلسة. يفيد في علاج ترهلات البطن والذراعين.
- الترددات الراديوية غير الجراحية: فيها يضع الطبيب جهازًا على الجلد؛ لتسخين الأنسجة تحته. تظهر النتيجة بعد أول جلسة من العلاج. يستغرق حوالي 6 أشهر للحصول على أفضل النتائج وقد يستغرق وقتًا أقل مع العناية الصحيحة بالبشرة.
تستمر نتائجه لمدة 2: 3 سنوات.
علاج حالات ترهل الجسم فوق المتوسط
قد تساعد الإجراءات الجراحية البسيطة على التخلص من الترهلات بعد فقدان الوزن بشكل سريع وبعدد أوزان كبيرة عن طريق التوغل الطفيف في الجلد مثل:
- الترددات الراديوية الجراحية: غالبًا ما يجري الأطباء هذا الإجراء على الرقبة والذراعين، ويكون تحت التخدير الموضعي. فيه يُدخل الطبيب أنابيب صغيرة من خلال شقوق في الجلد لإرسال الحرارة إلى المناطق التي تتطلب شدًا.
- الضوء النابض المكثف: غالبًا ما يُستخدم هذا الإجراء مع الإجراء السابق للحصول على نتائج فعالة. أحيانًا ما يكون هذا الإجراء غير مناسب لأصحاب البشرة الداكنة.
- التقشير بالليزر: قد يكون أحد الإجراءات الفعالة للتخلص من الترهلات بعد فقدان الوزن. يحتاج معظم الأشخاص من 5 إلى 7 أيام راحة بعد العملية، وعادة ما يلاحظون النتائج بعد أسبوعين من شفائهم. قد يترك العلاج بعض الندبات على سطح الجلد.
علاج حالات ترهل الجلد الشديد
في حالة ترهل الجلد بشكل كبير وتدليه على بعضه البعض، يكون الحل الوحيد والأمثل لعلاجه هو التدخل الجراحي عن طريق عملية شد الجسم.
عملية شد الجسم
هو أهم إجراء جراحي يساعد على التخلص من الترهلات بعد فقدان الوزن. تكلفته عالية حوالي 30 ألف دولار، وفيه يُزيل الجراح الجلد الزائد لكن بعد مرور 6 أشهر من الثبات على نفس الوزن.
تترك هذه الجراحة ندوبًا في الجسم، ويمكن التخلص من الجلد المترهل في منطقتين مختلفتين في الجسم في أثناء الجراحة الواحدة.
تشير الإحصائيات إلى أن الأشخاص الذين خضعوا لعملية شد الجسم للتخلص من الجلد الزائد كانوا أقل عرضة لاستعادة وزنهم المفقود مرة أخرى؛ بسبب حالتهم النفسية الجيدة.
عند متابعة المرضى الذين فقدوا 100 رطل من أوزانهم (حوالي 45 كيلو جرامًا)، ثم خضعوا لعملية شد الجسم ونحته وُجد أنهم اكتسبوا حوالي 13 رطلًا (حوالي 5 كيلوجرامات) فقط من الوزن المفقود، في حين أن أقرانهم الذين لم يخضعوا لتلك العملية اكتسبوا حوالي 50 رطلًا (حوالي 23 كيلو جرامًا) مرة أخرى.
تشمل جراحات نحت الجسم التي تُستخدم لعلاج ترهل الجسم:
- شد البطن: إزالة الجلد من البطن.
- شد الجزء السفلي من الجسم: إزالة الجلد المترهل من البطن والأرداف والوركين والفخذين.
- شدُ الجزء العلوي من الجسم: إزالة الجلد المترهل في الثديين والظهر.
- شد الفخذين الإنسي: إزالة الجلد المترهل في الفخذين فقط.
- شد الذراعين: إزالة الجلد المترهل في الذراعين فقط.
- شدُ الوجه.
- شد الرقبة.
عند إجراء هذه العملية في منطقة البطن يفقد المرضى حوالي 4 – 6 كيلوجرامات من الجلد.
لكن هناك العديد من المخاطر والمضاعفات المحتملة عند الخضوع لعملية شد الجسم للتخلص من الترهلات الجسم بعد فقدان الوزن، منها:
- ترك ندوب أو تغير في لون الجلد.
- زيادة خطر الإصابة بجلطات الدم التي قد تحدث نتيجة أي تدخل جراحي في العموم.
- تجلط الأوردة العميقة.
- التورم المستمر أو تراكم السوائل.
- التعرض للمخاطر المترتبة على التخدير.
- فقدان الإحساس بالجلد بشكل مؤقت أو دائم.
- قد تشعر بعدم الرضا من الناحية الجمالية وتضطر للخضوع لجراحة أخرى.
وختامًا عزيزي القارئ، يمكننا القول بأن التخلص من الترهلات بعد فقدان الوزن قد يكون أمرًا صعبًا خاصة في حالات ترهل الجلد الشديد، وتتعدد العلاجات حسب شدة الترهلات، وتختلف نتيجة هذه العلاجات بإختلاف طريقة العلاج المستخدمة ومدتها.
لذا، إذا أردت اعتماد أي من تلك العلاجات يجب استشارة طبيبك أولًا ومناقشته فيما سوف يناسب حالتك، وما هي الأضرار المحتملة، لكن إذا كنت تتقبل شكل ترهل جلدك ولا يؤثر عليك نفسيًا؛ لا يوجد أي شيء يجبرك على فعل ما لا تريده.