fbpx

الحمى القرمزية | الأعراض والأسباب وطرق الوقاية

810

الحمى القرمزية، جسد مغطى باللون الأحمر الذي يشبه حروق الشمس، لسان وعر خشن الملمس، وحلق متحشرج. فما هي الحمى القرمزية؟ ما هي أعراضها؟ ما هي الأسباب وراء انتشار هذا المرض بين الأطفال أكثر من البالغين؟ وما هي طرق الوقاية منه؟ سنجيب على كل هذه التساؤلات وأكثر في هذا المقال.. فتابعوا القراءة. 

ما هي الحمى القرمزية ’’scarlet fever‘‘؟

مرض بكتيري يصيب بعض الأشخاص المصابين بالتهاب الحلق. تُعرف أيضًا باسم القرمزية، وتتميز بطفح جلدي أحمر فاتح يغطي معظم الجسم. غالبًا ما تكون الحمى القرمزية مصحوبة بألم في الحلق وارتفاع في درجة الحرارة.

تُعَدُّ أكثر شيوعًا بين الأطفال من سن 5 إلى 15 عامًا. على الرَّغْم من أنَّها كانت مرضًا خطيرًا في يوم من الأيام في مرحلة الطفولة، إلا أنَّ العلاجات بالمضادات الحيوية جعلتها أقل تهديدًا. على الرَّغْم من ذلك، إذا تُركتْ دون علاج، يمكن أن تؤدي إلى حالات أكثر خطورة، وتؤثر على القلب والكُلى وأجزاء أخرى من الجسم.

أعراض الحمى القرمزية

تشمل العلامات والأعراض ما يلي:

طفح جلدي أحمر: يشبه الطفح الجلدي حروق الشمس، ويبدأ عادةً على الوجه أو الرقبة، وينتشر ليصل إلى الجذع والذراعين والساقين. إذا ضغطتْ على الجلد، سيتحول إلى اللون الشاحب.

خطوط حمراء: عادةً ما تصبح طيّات الجلد حول الفخذ والإبطين والمرفقين والركبتين والرقبة أكثر احمرارًا من الطفح الجلدي المحيط.

توهج الوجه: قد يبدو الوجه متوردًا مع ظهور لون شاحب حول الفم.

لسان الفراولة: يبدو اللسان عامةً أحمرَ ووعرًا، وغالبًا ما يكون مغطى بطبقة بيضاء في وقت مبكر من المرض.

عادةً ما يستمر الطفح الجلدي واحمرار الوجه واللسان لمدة أسبوع تقريبًا. بعد أنْ تهدأ هذه العلامات والأعراض، غالبًا ما يتقشر الجلد المصاب بالطفح الجلدي.

تشمل العلامات والأعراض الأخرى المرتبطة بها ما يلي:

  • حمى تصل درجة حرارتها إلى 101 درجة فهرنهايت (38.3 درجةٍ مئويةٍ) أو أعلى، وغالبًا ما تكون مصحوبة بقشعريرة.
  • التهاب شديد واحمرار في الحلق، أحيانًا مع ظهور بقع بيضاء أو صفراء.
  • صعوبة في البلع.
  • تضخم الغدد في الرقبة <<العقد الليمفاوية>>.
  • الغثيان أو القيء.
  • صداع.

أسباب الحمى القرمزية

تنجم الحمى القرمزية عن نفس نوع البكتيريا التي تسبب التهاب الحلق، وهي بكتيريا عِقدِيّة من المجموعة أ وتُسمى (Streptococcus A). في الحمى القرمزية، تفرز البكتيريا سُمًّا ينتج عنه الطفح الجلدي واحمرار اللسان.

تنتشر العدوى من شخص لآخر عن طريق الرذاذ الذي يخرج عندما يسعل أو يعطس الشخص المصاب. عادةً ما تكون فترة الحضانة -الفترة بين التعرض للعدوى وظهور أعراض المرض- ما بين يومين إلى أربعة أيام.

الحمى القرمزية والأطفال

يمكن لأي شخص أن يصاب بها، ولكنها  أكثر شيوعًا بين الأطفال من سن 5 إلى 15 عامًا، كذلك فهي نادرة الحدوث عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنواتٍ.

هناك بعض العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بهذه العدوى بين الأطفال، أهمها الازدحام في الأماكن التالية:

  • المدارس.
  • مراكز الرعاية النهارية.
  • مرافق تدريب الرياضة.

إذا تأكد إصابة الطفل بالمرض، يجب عزله في المنزل، وعدم إرساله إلى المدرسة أو الحضانة.

الحمى القرمزية والحمل

لا يوجد دليل مباشر يشير إلى أن الإصابة بالحمى القرمزية في أثناء الحمل ستؤذي طفلكِ، ولكن يمكن أنْ تجعلكِ تشعرين بتوعُّك؛ لذا من الأفضل تجنب الاتصال الوثيق مع أي شخص مصاب بها.

استشيري طبيبكِ على الفور إذا ظهرت عليكِ أيًّا من أعراضها، فعادةً ما تكون المضادات الحيوية المستخدمة في العلاج آمنة في أثناء الحمل.

هل الحمى القرمزية معدية؟

 الإجابة هي نعم؛ إذْ يمكن أنْ تنتشر العدوى قبل أنْ يشعر الشخص الحامل للبكتيريا بالمرض، في الفترة ما بين يومين إلى خمسة أيامٍ من التعرض للعدوى. 

يمكن أن تنتشر العدوى من خلال ملامسة قطرات من لعاب الشخص المصاب أو إفرازات الأنف أو العطس أو السعال. هذا يعني أنَّ أي شخص يمكن أن يُصاب بها إذا لامس هذه القطيرات المصابة مباشرةً ثم لمس فمه أو أنفه أو عينيه.

استخدام أدوات أو أواني الشخص المصاب بالحمى القرمزية يجعلكَ هدفًا سهلًا للبكتيريا، ويعرّضكَ للإصابة بالعدوى. هناك أيضًا بعض الحالات التي أصيبتْ بعدوى بكتيريا المجموعة أ من خلال الطعام الملوث.

يمكن أن تسبب هذه البكتيريا بعض الالتهابات الجلدية، هذه الالتهابات معروفة باسم التهاب النسيج الخلوي. ومع ذلك، فإن لمس هذه الالتهابات التي تسببها الحمى القرمزية لن ينشر البكتيريا؛ لأنَّ الطفح الجلدي ناتج عن السم وليس البكتيريا نفسها.

يجب عليك اتباع طرق الوقاية من هذا المرض؛ لتجنب التعرض لمخاطر أكبر في المستقبل.

طرق الوقاية من الحمى القرمزية

الوقاية دائمًا خير من العلاج؛ لذا فإنَّ اتباع روتين يومي صحّي هو أفضل طريقة للوقاية من الحمى القرمزية.

فيما يلي بعض النصائح الوقائية التي يجب اتباعها، وتعليمها لأطفالكَ:

  • اغسل يديكَ قبل الوجبات وبعد استخدام الحمام.
  • اغسل يديكَ في أي وقت تسعل فيه أو تعطس.
  • غطِّ فمكَ وأنفكَ عند العطس أو السعال.
  • لا تشارك الأواني وأكواب الشرب مع الآخرين، خاصةً المصابين بالعدوى.

إذا اتبعتَ أنتَ وأطفالكَ الإجراءات الوقائية، فسيجنبكم ذلك الوقوع في دائرة الخطر، من هنا نصل إلى كيفية تشخيص هذا المرض، تابعوا الفقرة التالية.

كيف يمكن تشخيص الحمى القرمزية؟

يمكن أن تسبب العديد من الفيروسات والبكتيريا مرضًا يتضمن طفحًا جلديًا أحمرَ والتهاب الحلق. يمكن فقط للاختبار السريع للبكتيريا أو مزرعة الحلق ’’throat culture‘‘ تحديد ما إذا كانت البكتيريا العقدية من المجموعة أ هي السبب.

تتضمن تلك الاختبارات ما يلي:

  • مسحة الحلق ’’throat swab‘‘، واختبار المسحة 
  • يظهر الاختبار بسرعة ما إذا كانت البكتيريا العقدية من المجموعة أ هي التي تسبب المرض. إذا كان الاختبار إيجابيًّا، يمكن للأطباء وصف المضادات الحيوية. 
  • إذا كانت نتيجة الاختبار سلبية، ولكن الطبيب لا يزال يشتبه في وجود الحمى القرمزية، فيمكن للطبيب عمل مزرعة لمسحة الحلق.

تستغرق مزرعة مسحة الحلق وقتًا لمعرفة ما إذا كانت بكتيريا المجموعة أ تنمو من المسحة أم لا، وبالرغم من ذلك فإنها طريقة للتأكد من وجود البكتيريا من عدمها.

يجب توعية الأطفال والمراهقين -وهم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى- من خطورة عدم معالجة الحمى القرمزية معالجةً كاملةً؛ إذْ يمكن أن يصابوا بالحمى الروماتزمية بسبب تلك العدوى غير المعالَجة.

لذا سنناقش لاحقًا الخطة العلاجية للحمى القرمزية.

علاج الحمى القرمزية

تحتاج الحمى القرمزية إلى العلاج بالمضادات الحيوية؛ إذ تقتل المضادات الحيوية البكتيريا وتساعد جهاز المناعة في الجسم على محاربة البكتيريا المسببة للعدوى. تأكد من إكمالكَ جَرْعة المضاد الحيوي الذي وصفه الطبيب لكَ، سيساعدك هذا في منع مضاعفات أو استمرار العدوى.

يجب على البالغين البقاء خارج العمل لمدة 24 ساعة على الأقل بعد بدء العلاج.

إذا كان طفلك مصابًا، ابقه بعيدًا عن الحضانة أو المدرسة لمدة 24 ساعة على الأقل بعد بدء العلاج بالمضادات الحيوية.

ومع ذلك، هناك أشياء يمكنكَ القيام بها للمساعدة في تخفيف الأعراض المصاحبة لها.

إليكَ بعض العلاجات المنزلية التي يمكنكَ تجربتها:

  • اشرب الشاي الدافئ أو الحساء للمساعدة في تهدئة حلقكَ.
  • جرب الأطعمة اللينة أو النظام الغذائي السائل إذا كان الأكل مؤلمًا.
  • تناول المسكنات مثل: اسيتامينوفين (باراسيتامول) أو إيبوبروفين؛ لتخفيف آلام الحلق.
  • استخدم كريمًا أو دواءً مضادًا للحكة؛ لتخفيف الحكة.
  • اشرب الكثير من الماء لترطيب الحلق، وتجنب الجفاف.
  • مُص أقراص استحلاب الحلق. 
  • ابتعد عن المهيجات الموجودة في الهواء مثل التلوث، والغبار، ومنتجات التنظيف.
  • لا تدخن.
  • جرّب الغرغرة بالماء المالح لألم الحلق.
  • استخدم مرطب الهواء بالرذاذ البارد؛ للتخلص من الهواء الجاف الذي قد يزيد من تهيج الحلق.

يجب عليكَ عدم استخدام الأسبرين في أي عمر إذا كان المرض مصحوبَا بحمى؛ فقد يزيد من خطر الإصابة بمتلازمة راي ’’Reye’s syndrome‘‘.

لا يوجد حاليًّا لقاح للحمى القرمزية أو بكتيريا المجموعة أ، على الرَّغْم من أنَّ العديد من اللقاحات المحتملة قيد التطوير السريري.

ختامًا، الصحة هي أغلى ما نملك والحفاظ عليها واجب، فكن على علم بكل ما قد يمسّ صحتكَ أو صحة أسرتكَ، واتّخذ كافة الإجراءات التي تقيكم من كل سوء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Close
طيبات © 2020 جميع الحقوق محفوظة.
Close