تتأثر أجسامنا وصحتنا العامة بأنماط الحياة المختلفة المتبعة وأنظمة الغذاء بمختلف أنواعها، بما في ذلك الأغذية النباتية، والبروتينات، والسكريات أو الكربوهيدرات، والفيتامينات، والمعادن، والدهون. وكلٌ له أهميته في بناء جسم سليم. ولكن هل تعلم أن الإفراط في تناول أي من هذه الأطعمة قد يؤثر بالسلب في صحتك. ولذا نتطرق هنا للحديث عن السكريات والضغط، والعلاقة بينهم.
لكن هل تعلم أولًا ما هي أنواع السكريات ومصادرها؟
مصادر السكريات
هناك مصدران للسكر، وهما:
السكر الطبيعي: ويوجد في الفاكهة، والخضروات.
السكر المضاف: وهو سكر المائدة، وفي المشروبات المحلاة بالسكر مثل المياه الغازية، والحلويات المختلفة.
أنواع السكريات
السكر بكل أشكاله هو كربوهيدرات بسيط يتحول في الجسم إلى جلوكوز ليستخدمه الجسم كمصدر للطاقة، وهو الوقود الذي يستخدمه الدماغ والأعضاء والعضلات لأداء عملها وأداء الأنشطة اليومية، وهذه بعض أنواعه:
الجلوكوز
مصدر كلمة جلوكوز من الكلمة اليونانية “الحلو”، وهو نوع من السكر الموجود في بعض الأطعمة التي نتناولها، ويستخدمها الجسم كمصدر للطاقة والتخزين، وتنتقل عبر الدم إلى خلايا الجسم ولذا فإنه يسمى جلوكوز الدم أو سكر الدم.
نحصل على الجلوكوز من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات مثل البطاطا، والخبز، والفاكهة.
تعمل الإنزيمات والأحماض الموجودة في المعدة على تكسير الطعام إلى قطع صغيرة، ومن خلال تلك العملية نحصل على الجلوكوز.
يُمتص الجلوكوز من الأمعاء ويسير في مجرى الدم وصولًا إلى خلايا الجسم بواسطة هورمون الأنسولين.
الفركتوز
الفركتوز أو “سكر الفاكهة” هو نوع من السكر البسيط، ويمثل 50% من سكر المائدة.
يحول الكبد الفركتوز إلى جلوكوز قبل استخدام الجسم له، ولكن هناك بعض الأشخاص يعانون سوء امتصاص الفركتوز مما يُسبب ألمًا في الجهاز الهضمي، وغازات مفرطة، وإسهال.
يوجد الفركتوز طبيعيًا في بعض الفاكهة، والخضروات، وعصائر الفاكهة، إلا أنه يتوفر بكمية قليلة نسبيًا عن تواجده في شراب الذرة عالي الفركتوز، وشراب الصبار، والعسل، والمولاس (دبس السكر).
قد يؤدي تناول الكثير من الفركتوز إلى:
- ارتفاع كوليسترول الدم مما يؤدي إلى تراكم الدهون حول الأعضاء.
- ارتفاع حمض البوليك أو حمض اليوريك في الدم.
- مقاومة الأنسولين مما يؤدي إلى السمنة، وداء السكري من النوع الثاني.
الجلاكتوز
الجلاكتوز نوع من السكر البسيط يشبه في تركيبته الكيميائية إلى حد كبير الجلوكوز، لذلك يعمل كبديل للجلوكوز عندما يكون الجلوكوز غير كاف لعملية التمثيل الغذائي للجسم.
اللاكتوز
اللاكتوز هو سكر طبيعي ينتج عن اتحاد نوعين السكر الجلوكوز والجلاكتوز، ويتواجد في الحليب وأيضًا في منتجات الألبان المصنعة مثل الزبادى، أو الأجبان.
يهضم الجسم اللاكتوز بواسطة إنزيم طبيعي يسمى “اللاكتاز” لتكسير اللاكتوز إلى جلوكوز وجلاكتوز، لتمتصه خلايا الجسم.
ولكن هناك بعض الأشخاص لا تنتج أجسامهم ما يكفي من إنزيم اللاكتاز مما يؤدي إلى سوء امتصاص اللاكتوز أو ما يسمى أيضًا بعدم تحمل اللاكتوز.
يُعد الجلوكوز والفركتوز والجلاكتوز من السكريات الأحادية، وهي أبسط أنواع السكريات، وذلك لسهولة هضمها وسرعة امتصاصها وتحويلها إلى طاقة.
السكروز
السكروز أو ما يطلق عليه سكر المائدة، ويحتوي على 50% جلوكوز و50% فركتوز
يوجد طبيعيًا في العديد من الفاكهة والخضراوات، ويستخرج من قصب السكر أو بنجر السكر ليُضاف إلى الأطعمة المصنعة مثل الحلويات.
المالتوز
المالتوز هو سكر مصنع من جزيئين من الجلوكوز.
ويوجد في بعض الأطعمة مثل البطاطس الحلوة، وبعض الفاكهة بشكل طبيعي وبكميات عالية منه.
ويُصنف اللاكتوز، والسكروز، والمالتوز من السكريات الثنائية، وهي من أكثر الأنواع انتشارًا.
ما هي العلاقة بين السكريات والضغط؟

يعتقد كثير من الناس أن الملح (الصوديوم) فقط يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، ولكن تناول قدر مفرط من السكر من دوره أن يرفع ضغط الدم، وذلك عن طريق منع إنتاج أكسيد النتريك في الأوعية الدموية.
ويساعد أكسيد النتريك عادةً في توسيع الأوعية الدموية. فبدون إنتاج أكسيد النتريك، من الممكن أن يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية (تضييق الأوعية الدموية)، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
فهناك علاقة وطيدة بين السكريات والضغط.
السكر أم الملح، أيهما أسوأ على ضغط الدم؟
السكر من الأسباب الرئيسية في ارتفاع ضغط الدم. إذ يرفع الفركتوز مستويات حمض اليوريك في الدم، الذي بدوره يعيق إنتاج أكسيد النتريك، وهو الذي يساعد على الحفاظ على مرونة الأوعية الدموية، ويساعد أيضًا على تدفق الدم.
وإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي زيادة استهلاك السكر إلى زيادة الوزن والسمنة التي تساهم في ارتفاع ضغط الدم.
وتكمن المشكلة الأكبر في اعتقاد البعض أن السكر المضاف مثل سكر المائدة المستخدم في إعداد الأطعمة، أكثر ضررًا من السكريات الطبيعية مثل التي توجد في الفاكهة والحليب.
وتشير الأبحاث إلى أن تناول السكر يمكن أن يزيد من حساسية الملح، مما يؤدي إلى تعزيز الآثار السلبية للصوديوم على ضغط الدم.
وتشير أيضًا إلى وجود ارتباط بين تناول السكريات والضغط المرتفع في النساء المسنات.
عوامل أخرى تثبت العلاقة بين السكريات والضغط
فرط إفراز الأنسولين
يحدث فرط الأنسولين عندما يكون مستوى الأنسولين في الدم أعلى من الطبيعي.
وهو أحد المعايير التشخيصية لداء السكري من النوع الثاني، وهو حالة مرضية تظهر عندما يصبح الجسم أقل حساسية تجاه الأنسولين ولا يستطيع استخدامه بفعالية لتحويل السكر إلى طاقة. وإذا تركت دون علاج، يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم .
وتشير الدراسات إلى أن ما يقرب من نصف المصابين بارتفاع ضغط الدم يعانون إما فرط إفراز الأنسولين أو عدم تحمل الجلوكوز.
مقاومة الأنسولين
عندما لا تستجيب خلايا الجسم بشكل جيد تجاه الأنسولين، ولا يمكن استخدام جلوكوز الدم وتحويله إلى طاقة، يفرز البنكرياس الكثير من الأنسولين لتعويض ذلك وهو ما يسمى بمقاومة الأنسولين.
وهناك ارتباط وثيق بين مقاومة الأنسولين وارتفاع ضغط الدم، ويؤدي أيضًا إلى ارتفاع مستوى كوليسترول الدم، وداء السكري من النوع الثاني والسمنة.
المنتجات النهائية المتقدمة للجليكيشن
هي مركبات ضارة توجد في الجسم وفي الأغذية التي تعرضت لدرجة حرارة مرتفعة. وهي تتكون عندما يتحد البروتين أو الدهون مع السكر. وتتراكم بشكل طبيعي مع التقدم في العمر.
والأشخاص الذين يعانون مستويات عالية من السكر في الدم، مثل مرضى داء السكري، يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذه المركبات الضارة، والتي يمكن أن تتراكم في الجسم بعد ذلك، مؤدية إلى ارتفاع ضغط الدم.
تغييرات غذائية تساعد على خفض ضغط الدم
وبعد أن تعرفنا على العلاقة بين السكريات والضغط، فتغيير نظامك الغذائي، وضمان شرب كمية كافية من الماء، والحد من استخدام السكر المضاف، من شأنه حصولك على حياة أفضل وصحة جيدة.
- استمتع بالفاكهة والخضروات الطازجة بكمية معتدلة.
- استبدل منتجات الألبان كاملة الدهون بأخرى منخفضة الدهون.
- تناول الحبوب الكاملة.
- تناول المكسرات.
- الحد من تناول الدهون المشبعة والمتحولة.
- التقليل من تناول السكريات.
- الحد من تناول المشروبات المحلاة بالسكر.
تعديل نظامك الغذائي هي أولى الخطوات العظيمة في طريق الحفاظ على مستوى ضغط الدم، ومستوى السكر في الدم، والحفاظ على صحتك بشكل عام.
المصادر