تعد أهم النباتات المستخدمة في غذائنا بشكل يومي هي الحبوب، فالحبوب مثل القمح والشعير والذرة تدخل في صناعة الخبز والنشويات الأساسية المستخدمة يومياً في جميع المطابخ.
ويختلف نوع الحبوب الرئيسي من بلد لأخرى، حيث يعد القمح هو النوع الرئيسي في المطبخ المصري، ويعد الشعير هو النوع الرئيسي في المطبخ الأمريكي، يرجع ذلك لمعرفتهم بأهميته وقيمته الغذائية العالية، حيث أنه يحتوي على ألياف صحية ومجموعة هائلة من العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن، فضلا عن فوائده الصحية العديدة، بدايةً من دوره في إنقاص الوزن وتحسين عملية الهضم وصولاً إلى تقليل مستوى الكولسترول الضار في الجسم وحمايته من الأمراض القلبية والأجسام الغريبة.
لذلك سنتحدث في هذا المقال عن فوائد الشعير وقيمته الغذائية إذا كان له أضرار أم لا.
القيمة الغذائية للشعير
يحتوي على مجموعة هائلة من الألياف بالإضافة إلى عدة عناصر غذائية هامة للجسم، مثل:
- المنجنيز.
- المغنيسيوم.
- الفوسفور.
- النحاس.
- الكروم.
- السيلنيوم.
- المولوبيديم.
- الكالسيوم.
- الصوديوم.
- البوتاسيوم.
- الفولات (folic acid).
- فيتامين ب1 وب3 (vitamin B1, B3).
كونه غنيًا بهذه العناصر الغذائية الهامة والألياف؛ يجعله يملك العديد من الفوائد لمختلف أعضاء الجسم.
فوائد الشعير

يقلل الشعور بالجوع ويساعد في إنقاص الوزن:
حيث يحتوي على كمية هائلة من الألياف التي تذوب في الماء، وبعد ذوبانها تعطي حجماً كبيراً داخل الأمعاء مما يعطي الشعور بالامتلاء وعدم الحاجة إلى تناول الطعام؛ وبذلك يحد من شهية الفرد ويعمل على إنقاص وزنه خاصةً مع الأنظمة الصحية منخفضة السعرات؛ لذلك يُفضل إضافته في الأنظمة الغذائية للاستفادة من فوائده للرجيم.
يسهل عملية الهضم ويحد من الإمساك:
تنقسم الألياف بداخل الشعير إلى نوعين، أحدهم يذوب في الماء ويعطي حجماً كبيراً في الأمعاء؛ مما يزيد حركتها للتخلص من الفضلات وبذلك يُعالج الإمساك، كما أنها تسهل عملية الهضم، والنوع الآخر لا يذوب في الماء، لكن تعمل عليه البكتيريا الموجودة بالأمعاء لتكوين أحماض دهنية مفيدة، والتي تعمل كمضاد للالتهابات داخل الأمعاء، وتساهم أيضاً في تخفيف أعراض أمراض الجهاز الهضمي مثل القولون العصبي أو التهاب القولون التقرحي.
يحمي الجسم من تكوين حصوات بالمرارة:
المرارة هي جسم صغير أسفل الكبد، تعمل على إفراز الأحماض المرارية التي تسهل عملية هضم الدهون من الأمعاء، قد يتكون بداخلها حصوات، يشعر الفرد حينها بألم شديد في المعدة ويصعب هضم الدهون وتُزال بعملية جراحية، لكن الألياف الصحية داخل الشعير تمنع تكوينها، وتقلل احتمالية إزالتها عن طريق التدخل الجراحي.
يقلل من الكولسترول الضار:
ترتبط ألياف الشعير بالأحماض المرارية في الأمعاء، وبذلك تمنع هضم الدهون وتمنع امتصاص دهون جديدة في الجسم، بالإضافة إلى أن خروج الأحماض المرارية يجبر الكبد على هضم الدهون المتراكمة داخل الجسم لتصنيع أحماض مرارية جديدة، وبذلك يتخلص الجسم من الكولسترول الضار.
يحمي القلب من خطر الإصابة بالأمراض:
حيث يعمل الشعير على انخفاض نسبة الكولستيرول الضار، الذي قد يتراكم في الأوعية الدموية مسبباً تكون جلطات أو تصلب الشرايين، كما أنه يعمل على انخفاض ضغط الدم المرتفع، الذي يعد أيضاً من أهم الأسباب التي تزيد خطر الإصابة بالأمراض القلبية.
يحمي الجسم من الداء السكري:
يستطيع الشعير تقليل مستوى السكر في الدم؛ وذلك لاحتوائه على المغنيسيوم والألياف التي تذوب في الماء، حيث يعمل المغنيسيوم على زيادة إفراز الأنسولين الذي يقلل مستوى السكر في الدم، وتسبب الألياف بُطء امتصاص السكريات من الأمعاء؛ وبذلك يحمي الجسم من الإصابة بالداء السكري النوع الثاني منه.
يحمي من سرطان القولون:
تزيد ألياف الشعير من سرعة حركة الأمعاء وتقليل وقت احتفاظها بالطعام، حيث يعد طول وقت احتفاظها بالطعام من أهم مسببات الإصابة بسرطان القولون، وبذلك فإنه يحمي من الإصابة به، كما أنه مضاد قوي للأكسدة؛ مما يعمل على مقاومة الأجسام الغريبة داخل الجسم، والوقاية من السرطان بمختلف أنواعه.
يقوي العظام:
لأنه يحتوي على عدة عناصر هامة للعظام مثل المغنيسيوم والكالسيوم والنحاس، مما يساعده على سلامة الهيكل العظمي وتقوية العظام.
مضاد قوي للالتهابات:
يحتوي الشعير على مادة تسمى الكولين (Choline)، حيث تعمل كمضاد قوي للالتهاب، كما أنها تسهل حركة المفاصل وتعزز مراكز الذاكرة والتعلم في المخ، وتساعد في نقل الإشارات العصبية في الجهاز العصبي، فضلاً عن قدرتها في مساعدتك على النوم العميق.
ولم تتوقف فوائد الشعير عند هذا الحد، إنما تشمل فوائده الرحم أيضاً.
فوائد الشعير للرحم
يستطيع الشعير إنقاص الوزن وعمل توازن في الهرمونات والحفاظ على مستوى السكر في الدم، وهذا ما تتطلبه الأورام الليفية في الرحم كي تنكمش، وهذا ما يفسر فوائد الشعير للرحم خاصةً في المرأة التي تعاني من الأورام الليفية.
من إعجاز خلق الله، اختلاف فوائد الشعير باختلاف طريقة تحضيره، ولكن ما هي طرق تحضيره؟
طريقة عمل الشعير

يعد الشعير بعدة طرق مختلفة، ولكن أشهر هذه الطرق طريقة حبوب الشعير المقشر وهي كالتالي:
- تنقع الحبوب في وعاء مع كمية مضاعفة من الماء لعدة ساعات.
ثم تغسل جيداً. - توضع الحبوب مع ثلاثة أضعاف كميتها ماء على النار حتى تنضج.
- تقدم ساخنة ذات مذاق لذيذ ورائع.
ولكن ما فوائد هذه الطريقة؟
فوائد الشعير المغلي
يمتلك ماء الشعير المغلي عدة فوائد لأنه غني بالعناصر الغذائية والألياف أيضاً، ومن هذه الفوائد الآتي:
- يحسن عملية الهضم ويساهم في انتظام حركة الأمعاء ويعالج الإمساك.
- يساهم في عملية إنقاص الوزن.
- يقلل نسبة الكولستيرول الضار بالجسم.
- يحافظ على مستوى السكر في الدم.
ولكن تختلف فوائد الشعير المغلي عند إضافة الليمون إليه، يزيد الليمون من فوائده كما يعزز نكهته المميزة.
فوائد شراب الشعير مع الليمون

إضافة الليمون تزيد من قدرة الشعير على مقاومة الأجسام الغريبة، لاحتواء الليمون أيضاً على فيتامين سي vitamin C الذي يعد مضادًا قويًّا للأكسدة، مما يعزز الجهاز المناعي للجسم ومقاومة الميكروبات، فضلاً عن دور هذا المشروب في التخلص من سموم الجسم وإنقاص الوزن.
ويعد أفضل وقت لشرب شراب الشعير هو الصباح على معدة فارغة؛ حيث يتمكن من طرد السموم خارج الجسم ويساهم بشكل فعال في إنقاص الوزن وحركة الأمعاء ومنع حدوث الإمساك، بالإضافة إلى دوره الفعال في تنقية الجهاز البولي من البكتيريا لأنه يعمل كمدر للبول أيضاً.
وعلى الرغم من تعدد فوائد الشعير وفوائد مشروبه، فإنَّه يملك بعض الأضرار القليلة.
أضرار الشعير

تناول الشعير آمن تمامًا ولكنه قد يسبب عدة أعراض جانبية تظهر على نسبة قليلة من الناس، ومن هذه الأضرار:
- قد يصيب بعض الناس الشعور بالانتفاخ وكثرة الغازات.
- يسبب الشعور بالامتلاء، وهذا الشعور يزعج من لا يرغب في إنقاص الوزن.
- قد يسبب الحساسية لبعض الناس؛ بسبب احتوائه على مادة الجلوتين glutin وهي نوع من البروتين الموجود في الحبوب.
وقد يتعارض الشعير مع بعض الأدوية مثل:
- أدوية داء السكري: لأنه يعمل على انخفاض مستوى السكر في الدم، ويزيد إفراز الأنسولين، ويبطئ عملية امتصاص السكريات من المعدة؛ فلذلك يجب الحذر لمرضى السكري من تناول الشعير، وعليهم استشارة الطبيب عن معدل الاستهلاك المسموح به.
- الأدوية التي تتناول عن طريق الفم: يحتوي الشعـير على نسبة عالية من الألياف، التي تذوب وتعطي حجماً كبيراً في المعدة؛ مما يجعلها تعيق عملية امتصاص الأدوية؛ لذلك يفضل تناول الأدوية قبل تناول الشعير بساعة على الأقل.
يدخل الشعـير مؤخراً في صناعة مشروبات معلبة غير كحولية، مثل مشروب الشعـير موسي بنكهات مختلفة، ولكن لهذا المشروب عدة أضرار.
أضرار شراب الشعير موسّي
- يسبب تهيج جلدي وحكة كنوع من الحساسية.
- قد يسبب حجز الفضلات في الأمعاء ويمنع خروجها، مما يزيد خطر الإصابة بالأمراض.
- زيادة الوزن لأنه يحتوي على كميات كبيرة من السكر.
لذلك احرص على تناول الشعـير للاستفادة من فوائده خاصةً إذا كنت تريد إنقاص وزنك، ولكن إذا كنت مريض بالداء السكري استشر طبيبك عن معدل الاستهلاك المسموح به لحالتك، واحرص دائماً على شراء الشعـير كحبوب وإعداده في البيت، تجنب المشروبات المصنعة غير الصحية حفاظاً على صحتك، فتناول الشعـير مرتين على الأقل في الأسبوع يمنحك صحة جيدة، تستطيع مواجهة الميكروبات والأمراض.