يشعر الكثيرون منا بالسعادة حينما يأكلون الحلويات اللذيذة، ويتحسن مزاجنا بعد التهام قطعة حلوى شهية، ويختلف مذاق الحلوى باختلاف نوع السكر المُستخدم في التصنيع؛ إذ يتواجد أنواع مختلفة من السكر في الأسواق أشهرها: السكر البني والسكر الأبيض، ولكن ما هو الفرق بين السكر البني والأبيض من ناحية الاستخدام والفائدة الصحية؟
فوائد السكر:
يٌعد السكر أبسط صورة من الكربوهيدرات، وهو أحد مكونات الغذاء الأساسية. ونجد السكر بشكل طبيعي في كثير من الأطعمة، ونضيفه إلى كثير من المُنتجات خلال التصنيع، وله عدة فوائد للجسم أهمها:
1- يزود السكر الجسم بالطاقة:
يعد السكر أحد المصادر الهامة التي توفر الطاقة للجسم لأنه يحتوي على كثير من السعرات الحرارية. ويتحلل السكر إلى أبسط صورة وهي الجلوكوز في الدم، وتمتصه الخلايا بعد ذلكَ ليمد الجسم بالطاقة. ولكن يجب مراعاة أن الطاقة التي تستمد من السكر تكون قصيرة الأجل.
2- تحسين المزاج:
ينشط السكر مركز المتعة المتواجد في الدماغ، ويعمل على إفراز الدوبامين الذي يشعرنا بالسعادة، ولكن يجب التعامل بحذر مع كميات السكر التي نتناولها لأن الكثرة منها قد تسبب نتيجة عكسية.
3- الوقاية من فقدان الذاكرة:
استهلاك الكميات المعتدلة من السكر تساعد على الوقاية من فقدان الذاكرة الناتج عن نقص إمدادات السكر للدماغ.
4- رفع ضغط الدم المُنخفض:
يساعد السكر على رفع ضغط الدم المنخفض بشكل فوري لدى الأشخاص المصابين بانخفاض ضغط الدم.
5- رفع مستوى السكر في الدم:
يٌعطى السكر لمرضى السكري حينما يحدث انخفاض في مستوى السكر في الدم، وبذلكَ يتمكن الجسم من استعادة توازنه.
ولا تقتصر أهمية السكر على الجسم وحسب، وإنما له أهمية بالغة حينما نضيفه للأطعمة المختلفة لعدة أسباب منها:
- اكتساب النكهة والقوام واللون للمُنتج المُضاف إليه.
- نضيف السكر إلى بعض الأطعمة ليحافظ على توازن درجة الحموضة.
- يساعد السكر على تخمر الخميرة.
- يعد السكر أحد المواد الحافظة للأطعمة حينما نضيفه بكميات كبيرة.
أضرار الإفراط في تناول السكر:
والسكر مثل كل شيء حينما نتناول منه كميات أكثر مما يحتاجها الجسم، نعاني من أضرار كثيرة وخطيرة؛ إذ يعرف السكر أنه أحد السموم البيضاء الذي يبدو آمنًا في مظهره ونضيفه لمعظم الأطعمة، ورغم هذا يسبب كثيرًا من الأضرار منها:
- التسبب في زيادة الوزن.
- زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
- ازدياد معدلات الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
- احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
- يساعد على ظهور حب الشباب.

أنواع السكر:
- سكر طبيعي:
يتواجد في الأغذية بشكل طبيعي مثل الفاكهة والألبان والعسل. - سكر مُضاف:
يُصنع ويُكرر ويُضاف إلى الأطعمة والمشروبات ومن أشهر أنواعه في الأسواق:- السكر الأبيض.
- السكر البني.
ويعتقد الكثيرون أن السكر البني هو البديل الصحي للسكر الأبيض. ولمعرفة مدى صحة ذلكَ، يجب معرفة الفرق بين السكر البني والأبيض من جهة القيمة الغذائية، وطريقة التصنيع، واللون والقوام والمذاق، وكيفية الاستخدام.
– الفرق في القيمة الغذائية بين السكر البني والأبيض:
يتشابه كلٌّ من السكر البني والأبيض في القيمة الغذائية؛ وذلكَ لأن منشأ إنتاج السكر سواء كان بنيًّا أو أبيضًا واحد وهو: قصب السكر، وبنجر السكر.
تتقارب السعرات الحرارية لكلا النوعين، ورغم أن السكر البني يحتوي على سعرات أقل من السكر الأبيض ولكن بنسبة ضئيلة للغاية، إذ تحتوي ملعقة صغيرة من السكر البني على 15 سعرًا حراريًا، وتحتوي الكمية نفسها من السكر الأبيض على 16.3 سعرًا حراريا.
بينما الاختلاف الغذائي الوحيد بين النوعين أن السكر البني يحتوي على نسبة أعلى من الكالسيوم والحديد والبوتاسيوم مقارنة بالسكر الأبيض؛ وذلكَ لأننا نخلط به دبس السكر، ولكن تعد نسبة المعادن هذه ضئيلة للغاية، ولا يمكن الاعتماد عليها كمصدر للفيتامينات والمعادن.
– الفرق في تصنيع السكر البني والأبيض:
رغم أن مصدر السكر واحد وهو قصب السكر وبنجر السكر ولكن الفرق بين السكر البني والأبيض في طريقة التصنيع مختلفة وهي المسؤولة بشكل أساسي على اختلاف الشكل والمذاق والقوام في كلا النوعين.
طريقة صناعة السكر الأبيض:
– يُستخرج العصير السكري من كلا من قصب وبنجر السكر ويُنقى ويُسخن، حتى يتشكل دبس السكر وهو شراب بني.
– يطرد جهاز الطرد المركزي السكر المتبلور لإنتاج بلورات السكر وفصلها عن دبس السكر.
– يُعالج السكر الأبيض مرة أخرى لإزالة أي بقايا متواجدة من دبس السكر، وتكوين بلورات أصغر حجمًا.
– يتكون السكر الأبيض أخيرًا بعد مروره في نظام تصفية وترشيح يتكون غالبًا من عظام حيوانات مطحونة.
طريقة صناعة السكر البني:
– يُصنع السكر البني من التبلور الأول لقصب السكر، ولا يمر بمراحل معالجة عديدة مثل السكر الأبيض.
– يكون السكر البني خاليًا من الأصباغ والمواد الكيميائية، ولكن يحتوي على دبس السكر الذي لم يفصل بصورة كاملة، والذي يعطيه اللون والقوام والمذاق المختلف.
– أحيانًا يلجأ التجار لصناعة السكر البني بإضافة دبس السكر إلى السكر الأبيض، وذلكَ للتحكم في كمية دبس السكر المُضافة، وتقليل التكاليف.
– الفرق بين السكر البني والأبيض من جهة اللون والمذاق، وطرق الاستخدام:
هناكَ فرق كبير بين السكر البني والأبيض في المذاق واللون والقوام؛ ولذا يجب مراعاة هذا إذا كان هناكَ حاجة لاستخدام أحدهما بدلًا من الآخر، ومثال على ذلكَ: إذا استبدل السكر البني بالسكر الأبيض في الأطعمة سوف يؤثر هذا على اللون بسبب اللون البني المميز للسكر البني، ومن ناحية أخرى استخدام السكر الأبيض في صناعة المخبوزات، ينتج عنه خبز لونه أفتح.
بالإضافة لذلكَ مذاق كل منهما مميز عن الآخر؛ إذ يتميز مذاق السكر البني أن له نكهة فريدة مثل نكهة الكراميل ناتجة عن إضافة دبس السكر، ولهذا نستخدم السكر البني بصورة جيدة في صناعة الحلويات وكعك الفاكهة الغنية بالسكر، ومن ناحية أخرى لأن السكر الأبيض أكثر حلاوة، ونكهته مُعتدلة؛ ولذا نستخدم السكر الأبيض في كثير من المشروبات والأطعمة، وينتشر استخدام السكر الأبيض بكثرة.
استبدال البدائل الصحية بالسكر البني والأبيض:
وقد لاحظنا، إن الفرق بين السكر البني والأبيض هو اللون والمذاق فقط، بينما تتشابه القيمة الغذائية بين النوعين، ولذا سواء كان السكر أبيضًا أم بنيًا يجب مراعاة الكمية التي يتناولها الشخص، للحد من الأمراض التي تنتج عن الإفراط في تناول السكر.

ولذا يجب أن نتعود على استهلاك السكر الطبيعي المتواجد في الفاكهة والألبان وغيرها من الأطعمة، والبعد تدريجيًا عن السكر المُضاف لتجنب أضرارها، ويجب مراعاة ما يأتي:
- الاعتماد بصورة أساسية على الأطعمة الغنية بالبروتين والدهون الصحية بدلًا من الوجبات سريعة التحضير.
- التعود على شرب العصائر والمشروبات الساخنة بدون إضافة سكر، والابتعاد تمامًا عن المشروبات الغازية.
- الاعتياد على استخدام الخل وزيت الزيتون بدلًا من الصلصات الحلوة والمُضاف إليها السكر.
- استخدام بدائل لتحلية الكعك والحلويات أكثر صحية مثل العسل والفاكهة والمُحلات خالية السعرات الحرارية.
باتباع هذه النصائح واستبدال كلٍّ من السكرالمُضاف سواء كان سكر أبيض أم بني بالبدائل الصحية، قد تشعر في البداية بالقلق والتوتر لنقص السكر لأنه مصدر للطاقة ولكنه سريع الهضم مما يسبب شعورًا بالخمول بعد الشعور بالنشاط، ولكن بالتعود على البدائل الصحية تشعر بصحة أفضل ونشاط دائم.
المصادر:
Healthline
the Sugar association
MedicalNewsToday
Harvard Health Publishing
Making Sense of Sugar