الكافيار طعام الأثرياء، هكذا ترسخ مدلول الكلمة في أذهاننا.
يحتار بعض الناس لم هو غالٍ هذا الحد؟ ويعتقد أن البطارخ الموجودة في مختلف أنواع السمك لا تستحق هذه التكلفة!
سنتعرف في هذا المقال -عزيزي القارئ- إلى البطارخ التي يطلق عليها كافيارًا، وأنواعها، وفوائدها للصحة. كذلك سنتعرف إلى الطرق المتنوعة لأكلها، فتابع معي.
ما هو الكافيار؟
يعتقد بعض الأشخاص أن لفظة (كافيار) تعني بطارخ السمك أو أن الكافيار هو بيض السمك، إنه اعتقاد صحيح إلى حد ما. تعني (كافيار) تحديدًا بطارخ سمك الحفش -غير المخصبة- المعالجة بقليل من الملح، وليس كل البطارخ.
تُصطاد أسماك الحفش من بحر قزوين والبحر الأسود، وتتميز بطارخها المملحة بلونها الأسود اللامع، وطعمها الغني وثمنها الباهظ جدًا. وعلى الرغم من ذلك، فإن الولايات المتحدة تسمح بطباعة كلمة (كافيار) على بطارخ العديد من الأسماك طالما أنها مملحة!
لاحظ -عزيزي القارئ- أن الحفش هو الاسم الشائع لأكثر من 27 فصيلةً من الأسماك تنتمي لعائلة الأسماك الحفشية جميعًا.
أنواع البطارخ المختلفة
تُعرَّف البطارخ بأنها بيض السمك، لذا فكل الأسماك -الإناث- تحتوي عليها، وجميعها ذات قيمة غذائية عالية. تشتهر بعض البطارخ تحديدًا نتيجة اشتمالها على قيمة غذائية أكبر، أو لصعوبة اصطياد أسماكها، أو غيرها من العوامل.
نستعرض فيما يلي أشهر هذه البطارخ:
التوبيكو (Tobiko)
يُستخرج من السمك الطائر، ويكون لونه فاقع الحمرة. تُضاف له بعض المكونات مثل: الوسابي أو حبر الحبار، لجعل نكهته مميزه، ويُرَش على لفائف السوشي غالبًا.
يتميز التوبيكو بصغر حجمه -إذ لا يتعدى قطر البيض 1 ملّيمتر في الأغلب- وعند مضغه يُعطي إحساسًا بالقرمشة.
يعالَج البيض بالملح، ويكون ذا مذاق مدخن ومملح، لكنه -على الرغم من ذلك- أكثر حلاوة من باقي البطارخ.
الماساجو (Masago)
يستخرج من سمك الكبلين، ويكون لونه برتقاليًا مائلًا للحمرة. تميل بعض المطاعم إلى صبغه وتقديمه على أنه توبيكو، وتُغطى به لفائف السوشي كذلك غالبًا.
يتميز الماساجو بصغر حجمه عن التوبيكو، ويُعطي إحساسًا رمليًا أكثر منه مقرمشًا عند مقارنته بتوبيكو.
تميل نكهته إلى المرارة أكثر، وهو أرخص من التوبيكو على الرغم من بعض الأصوات المنادية بوقف اصطياد أسماكه التي تعد وجبة للأسماك الأكبر، وبذلك يؤثر اصطياده سلبًا على البيئة.
الإيكورا (Ikura)
يستخرج من سمك السلمون، ويكون لونه برتقاليًا مائلًا للأحمر الداكن، وشفافًا قليلًا. يحب بعض الناس تقديمه مع صلصة الصويا.
يتميز بحجمه الكبير مقارنة بأنواع البطارخ الأخرى، ورائحته الذكية، وطعمه الغني. يحب بعضهم تسميته (الكافيار الأحمر).
يعالَج بالملح غالبًا، لكن قد تجده حلوًا في بعض الأحيان، وهو غالٍ مقارنة بالأنواع الأخرى.
الكافيار (Caviar)
يستخرج من سمك الحفش، ويكون لونه متراوحًا من الأخضر الغامق إلى الأسود، تبعًا لدرجة معالجته.
يتميز بكبر حجمه نوعًا ما، فهو بحجم حبة بازلاء، ويعطي عند مضغه إحساسًا مقرمشًا، وطعمًا غنيًا.
يعالَج بالملح، وهو أغلى أنواع البطارخ، ويستخدم كمقبلات أكثر من كونه وجبة.
القيمة الغذائية للكافيار

يحتوي الكافيار على العديد من العناصر الغذائية، وخاصة دهون الأوميجا 3. نقدم إليك -عزيزي القارئ- القيمة الغذائية لما يحويه 16 جرامًا (ملعقة طعام كبيرة) من بيض الحفش المملح، فيما يلي:
العنصر الغذائي | الكمية | الوحدة |
الماء | 7.6 | جرام |
السعرات الحرارية | 42.2 | كيلو كالوري |
البروتين | 3.94 | جرام |
الدهون (ومنها الأوميجا 3) | 2.86 | جرام |
الكربوهيدرات | 0.64 | جرام |
كالسيوم | 44 | مليجرام |
حديد | 1.9 | مليجرام |
مغنيسيوم | 48 | مليجرام |
فوسفور | 57 | مليجرام |
صوديوم | 240 | مليجرام |
زنك | 0.152 | مليجرام |
سيلينيوم | 10.5 | ميكرو جرام |
كوليسترول | 94.1 | مليجرام |
فيتامين د | 18.7 | وحدة دولية |
فيتامين أ | 145 | وحدة دولية |
فيتامين ب6 | 0.051 | مليجرام |
فيتامين ب12 | 3.2 | ميكرو جرام |
وغيرها من العناصر والمواد الغذائية المختلفة التي تجعله طعامًا حصريًا.
أنواع الكافيار
تتعدد بطارخ الحفش المملحة، وتختلف في السعر والمذاق والجودة. كذلك تتدرج تبعًا للحجم والملمس والنكهة.
نستعرض ثلاثًا من أشهر بطارخ الحفش المملحة فيما يلي:
بيلوجا (Beluga)
يشتهر بلآلئه الكبيرة -بحجم حبة البازلاء- ولونه الرمادي الفاتح، مع نكهة كريمية وطعمه الأقرب للبندق عند مضغه. تقنن الدول اصطياد أسماك البيلوجا نظرًا لقلة أعدادها، مما أدى إلى ارتفاع سعره، فهو أندر وأغلى أنواع الكافيار.
أوسيترا (Osetra)
بطارخ الحفش الأكثر شهرة، وتتميز بلونها البني الداكن المائل للذهبي، ولآلئها القوية واللامعة. تتميز أيضًا بنكهتها الغنية، وطعمها الأقرب للبندق. وعلى الرغم من ثمنها الباهظ، فإنها أرخص من بطارخ الحفش.
سيفروجا (Sevruga)
يتميز بصغر حجم حباته، ولونها الرمادي الباهت، ويتميز أيضًا بنكهته الغنية والكثيفة، وطعمه البندقي. يعد من الأنواع الشائعة لكنه غالي الثمن.
ولكي تكتمل النكهة عند تذوقها، يجب عليك -عزيزي القارئ- استعمال ملعقة من العظم أو الصدف. يُضفي استخدام الملاعق المعدنية نكهة معدنية إلى طعم البطارخ.
فوائد الكافيار
تتعدد فوائد بطارخ الحفش المملحة لغناها بالعديد من الفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم.
يعمل عدد من هذه المواد كمضادات أكسدة، وهي تحمي الجسم من أمراض كثيرة. نستعرض بعض هذه الفوائد فيما يلي:

فوائد الكافيار في تخفيف التهاب المفاصل الروماتويدي
ذكرنا آنفًا أن بطارخ الحفش تحتوي على الدهون، ومنها أحماض الأوميجا 3. يعتقد العلماء أن هذه الأحماض قد تساعد في تخفيف أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي.
فوائد الكافيار لتعزيز الصحة العقلية
تساعد أحماض الأوميجا 3 أيضًا على مكافحة أعراض الشيخوخة وضعف الوظائف الإدراكية، وتُحسن من الصحة العقلية للفرد. تبحث عدة دراسات في العلاقة بين الأوميجا 3 والاكتئاب، ويعتقد الباحثون أنها تحسن من الحالة المزاجية.
الحفاظ على صحة العين
تدعم الأحماض الدهنية النمو البصري في الرضع، ووظائف الشبكية في الأطفال والبالغين. يعرضك نقص الأوميجا 3 في نظامك الغذائي للإصابة بأمراض العين، مثل: اعتلال الشبكية السكري، والضمور البقعي المرتبط بالعمر، وغيرها.
خفض ضغط الدم المرتفع
تساعد أحماض الأوميجا 3 في بطارخ الحفش على تقليل تخثر الدم، والتهابات الجسم. قد تساعد على توسيع الأوعية الدموية، وخفض ضغط الدم أيضًا.
إذا، فالكافيار له دور كبير في صحة القلب والشرايين
تحفيز المناعة
يساعد معدن السيلينيوم الجسم -مع فيتامين ه- على محاربة الجذور الحرة، مما يعزز صحة الخلايا ويحفز جهاز المناعة. يدعم السيلينيوم وظائف الغدة الدرقية أيضًا، مما يؤثر إيجابًا على جهاز الغدد الصماء.
تقوية الجهاز التناسلي
تعد واحدة من فوائد الكافيار الأسود للرجل خصوصًا هي تحفيز الرغبة الجنسية، مما يُحسن العلاقة الحميمية. تزيد فيتامينات ب ومعدن الزنك من تدفق الدم إلى الجهاز التناسلي مما يحفزه.
مفيد لمرضى السرطان
تحتوي بطارخ الحفش على الحديد، وهو ضروري لتحسين طاقة الجسم، وتعزيز وظائف الجهاز الهضمي. يعاني مرضى السرطان التعب واختلال وظائف الجهاز الهضمي إثر تلقي الجرعات الكيماوية، فيساعدهم على التعافي سريعًا.
تقوية جذور الشعر
تتعدد فوائد الكافيار للشعر وذلك لاحتوائه على الزنك. يقوي الزنك بصيلات الشعر ويعالج مشكلاته الشائعة، مثل: تساقط الشعر وظهور فروته، ومن ثم يعزز نمو الشعر سريعًا.
يحسن من ملمس الشعر أيضًا، وذلك لاحتوائه على فيتامين د و أ. تساهم هذه الفيتامينات في إنتاج الزيوت الصحية من الفروة ومن ثم تغذية الشعر. ينعكس ذلك في هيئة خصلات لامعة وقوية.
تناول الكافيار والدايت
يعتمد الدايت الصحي على توفير كافة العناصر الغذائية، والبروتين خاصة عند الرغبة في إنقاص الوزن. تحتوي بطارخ الحفش المملحة على نسبة عالية من البروتين إلى جانب العناصر الغذائية الأخرى، مما يجعلها وجبة خفيفة مثالية.
وغيرها من الفوائد التي لا تنتهي لتناوله، لكن واحدة من القضايا الشائكة هي الحمل، فهل هناك تعارض بين تناول الكافيار والحمل؟
لم تصدر خدمة الصحة الوطنية الأمريكية (NHS) أي تصريح بخصوص تناول بطارخ السمك خلال الحمل، بل هو متروك لرغبة المرأة الحامل.
أما عن الحالات التي يُمنع فيها تناول بطارخ الحفش، فمن أشهرها ارتفاع مستوى الكوليسترول. تحتوي البطارخ المملحة على نسبة مرتفعة منه بالإضافة إلى الملح، لذا يتعارض تناول الكافيار والكوليسترول المرتفع.
فوائد الكافيار وكريمات الكافيار للبشرة
نظرا لما يحتويه الكافيار من معادن وفيتامينات وأوميجا 3 و سيراميد، فإنه يعد منجما من الفوائد للبشرة، وهذا ما دعا خبراء البشرة والتجميل لاستعمال خلاصة الكافيار في صناعة كريمات الكافيار التي تقدم العديد من الفوائد الهامة للعناية بالبشرة مثل، علاج التجاعيد والخطوط الدقيقة وإخفاء الهالات السوداء والترطيب العميق للبشرة.
كيف يؤكل الكافيار؟

بعد أن سردنا جملة من فوائد بطارخ الحفش المملحة، إليك -عزيزي القارئ- الطريقة المثالية لتناولها. يمكنك تناول البطارخ:
بمفردها على ملعقة
تُقدَم بطارخ الحفش وحدها غالبًا في طبق غير معدني، على طبقة من الثلج. وتؤكل بملعقة مصنوعة من العظم أو الصدف في كميات صغيرة للاستمتاع بطعمه. يفضل عدم مضغه مباشرة بل تحريكه في كامل الفم والاستمتاع بنكهته الفريدة.
كمقبلات
يستخدم الكافيار كفاتح للشهية، وذلك بتقديمه على طعام ذي مذاق محايد، مثل: التوست بالزبدة. يقدم في فطائر البيليني ملفوفًا مع الكريمة الحامضة أيضًا.
مقرونة بأطعمة أخرى
يكون مزيج الطعام بسيطًا إذا اقترن بالبطارخ، فالهدف هو الاستمتاع بنكهة وملمس البيض في كل قضمة. يمكن إضافة الكريمة الطازجة، فقوامها يحكم فرقعة البيض عند مضغه، كما تدخل البطارخ في العديد من الوصفات.
ختامًا -عزيزي القارئ- يعد الكافيار واحدًا من أغنى الأطعمة بالمواد الغذائية، ويزخر بالفوائد التي تحمي مختلف أعضاء الجسم. لذا إن أتيحت لك الفرصة لتناوله يومًا، فلا تتردد في اختبار تلك التجربة الفريدة.