كثيرًا ما اعتادت صديقتي تناول الوجبات السريعة يوميًا وإهمال تناول الوجبات الصحية المليئة بالخضروات والفاكهة.
بالمقابل هي تواظب على تناول الفيتامينات بكثرة اعتقادًا منها أن هذا يحسن من حالتها الصحية ويغنيها عن الاهتمام بنظامها الغذائي، ولكنها تشعر بالتعب والإجهاد دائمًا.
برأيك لماذا يهتم بعض الأشخاص دائمًا بتناول الفيتامينات دون الاهتمام بتناول الغذاء الصحي؟ هذا ما يثير سؤالًا هامًا آخر، ألا وهو… هل نحتاج مطلقاً إلى مكملات الفيتامينات؟… هذا ما سنناقشه في هذا المقال فتابع معي.
ما هي المكملات الغذائية؟
بدايةً سنخبرك أن المكملاتِ الغذائية هي مواد تؤخذ لتعويض نقصٍ ما بإحدى العناصر الغذائية التي يفتقر لها نظامك الغذائي.
تنقسم هذه المكملات إلى: الفيتامينات، والأملاح، والمعادن، والأعشاب، وقد تؤخذ أيضًا كعلاج مساعد ببعض المشكلات الصحية كهشاشة العظام والأنيميا.
تتعدد الأشكال الدوائية لهذه المكملات كالأقراص والكبسولات والشراب والأقراص الفوارة وغيرها، ولكن لا يوجد اختلاف بينهم سوى طريقة الامتصاص داخل الجسم.
هل نحتاج مطلقًا إلى مكملات الفيتامينات؟
نعود الآن لطرح هذا السؤال مجددًا، هل جميعنا نحتاج إلى تناول الفيتامينات في المطلق لمجرد تحسين الحالة الصحية؟
قبل أن أجيبك، عليك طرح بعض الأسئلة الهامة عندما تفكر بتناول الفيتامينات مثل:
- هل جسدك بحاجة لهذه الفيتامينات؟
- ما هي الجرعة المناسبة لك؟
- هل تستطيع تناول هذه المكملات لفترات طوال؟
- ما هي الآثار الجانبية المحتملة لهذه الفيتامينات؟
- هل تؤثر هذه الفيتامينات على نتائج الأدوية التي تتناولها بالفعل؟
زيارتك للطبيب هي ما ستجيبك على تساؤلاتك، لذا من الأفضل عدم اللجوء للمكملات الغذائية دون استشارة الطبيب، ولكن تناولك لنظام غذائي متكامل يحتوي على العناصر الغذائية الهامة للجسم يغنيك عن تناول المكملات الغذائية.
قد يصف لك الطبيب بعض الفيتامينات إذا رأى أنك بحاجة لتعويض هذا النقص خارجيًا من خلال المكملات الغذائية.
لماذا علينا تجنب تناول الفيتامينات؟

أثبتت بعض الأبحاث أن تناول الفيتامينات باستمرار لا يمكنه تعويضك عن الطعام الصحي، وأن تناول هذه العناصر من نظامٍ غذائيٍ صحي كافٍ لتعويض هذا النقص.
هذه بعض الأسباب أيضًا لتجنب تناول الفيتامينات:
- تناول الفيتامينات لا يمنع الإصابة بالأمراض
ليس هناك ما يثبت أن تناولك للمكملات الغذائية يقيك الإصابة بالأمراض، وأنها تعمل كبديل للنظام الغذائي، بل بالعكس تناولك لها بجرعاتٍ زائدة قد يسبب لك مشاكل صحية.
- في بعض الحالات تناول الفيتامينات لا يعوض نقص العناصر الغذائية
لا يحدث نقص العناصر الغذائية فقط من نقص الطعام، ولكن هناك أسباب أخرى تسبب ذلك كالتدخين، والإصابة بالأمراض، والتعرض للحوادث وغيرها، لذا لا يمكننا هنا تعويض النقص بالمكملات دون علاج الأسباب الرئيسية لنقص الفيتامينات.
- الخضروات والفاكهة مصدر أساسي للفيتامينات
الاهتمام بتناول الخضروات والفاكهة الطازجة يوميًا يمدنا بالفيتامينات والعناصر الغذائية الهامة، ويغنيك عن اللجوء إلى المكملات الغذائية.
- تقلل الفيتامينات من مجهودك الرياضي
يدّعي البعض أن تناول الفيتامينات بكثرة تقلل من مجهودك الرياضي إذا كنت من ممارسي الرياضة وألعاب القوى البدنية، ولكنه نادر الحدوث.
- تناول الفيتامينات المستمر يسبب السرطان
هناك بعض الأبحاث أثبتت أنه توجد علاقة وثيقة بين الإسراف في تناول الفيتامينات والإصابة ببعض أمراض السرطان كسرطان البروستاتا لدى الرجال.
لكن من الذين لا يجدر بهم أخذ المكملات الغذائية؟
هناك أناسٌ لا يستطيعون تناول المكملات الغذائية لما قد تسببه لهم من مشكلات، إذ عليهم الاهتمام بنظامهم الغذائي وتعويض النقص لديهم من خلال الخضروات والفاكهة عوضًا عن تناول مكملات خارجية.
إليك بعض الحالات:
- الحامل والمرضعة، إذ يتناولن فقط المكملات الغذائية أثناء الحمل والرضاعة الخاصة بهما بعد استشارة الطبيب، غير ذلك يسبب أضرارًا للجنين والرضيع.
- مرضى السرطان يمتنعون عن تناول بعض الفيتامينات لما لها من آثار جانبية، فقد تزيد من نمو الخلايا السرطانية أو تضعف تأثير الأدوية المعالجة للسرطان.
- مرضى القلب الذين يتناولون بعض الأدوية كمدرات البول ومميعات الدم كالأسبرين.
- من يتناولون مثبطات المناعة وأدوية الهرمونات.
- ما قبل إجراء الجراحة، فقد تسبب بعض الفيتامينات زيادة سيولة الدم؛ مما يزيد من خطر الإصابة بالنزيف أثناء الجراحة.
- الأصحاء الذين لا يعانون الأمراض، إذ تناولهم للفيتامينات يعد بمثابة جرعات زائدة عن احتياجهم الأساسي وتسبب لهم أضرارًا صحية.
متى أستطيع تناول المكملات الغذائية؟
بالطبع هناك من يحتاجون لتناول المكملات الغذائية خلال روتينهم اليومي على عكس من ذكرناهم بالفقرة السابقة مثل:
- المرأة الحامل، عليها تناول حمض الفوليك والكالسيوم والحديد خلال أشهر الحمل.
- الرضع والأطفال إذ يحتاجون جرعات يومية من فيتامين د ليساعدهم بمراحل النمو.
- من لا يتعرضون كثيرًا للشمس في أمسّ الحاجة لتناول فيتامين د بصورة يومية.
- النباتيون الذين يرفضون تناول اللحوم ومنتجات الألبان، إذ يتعرضون لنقص فيتامين ب12.
- كبار السن ما فوق الخمسين عامًا، إذ يقل امتصاص فيتامين ب12 وفيتامين د لديهم بمرور الوقت.
- المصابون ببعض الأمراض كالأنيميا وهشاشة العظام.
والآن بعد معرفة مدى أهمية تناول المكملات الغذائية أثناء الحمل والرضاعة وعند الإصابة ببعض الأمراض وغيرها مما ذكرنا، سنعرف ما هي الجرعات اليومية المناسبة لهذه الفيتامينات التي لا يجب أن نتخطاها.
الجرعات اليومية للمكملات الغذائية
المكمل الغذائي | الجرعة اليومية | الحد الأقصى المسموح به يوميًا |
حمض الفوليك | 400 ميكروجرام | 1000 ميكروجرام |
الكالسيوم | 1000-1200 مجم | 2000 مجم |
الحديد | 8 مجم | 45 مجم |
فيتامين د | 600-800 وحدة | 4000 وحدة |
فيتامين ب12 | 2.4 ميكروجرام | لم يثبت علميًا إلى الآن |
فيتامين ج | 75 مجم | 2000 مجم |
هذه هي الجرعات اليومية المناسبة لبعض الفيتامينات الهامة، والحد الأقصى المسموح به خلال اليوم الذي لا يجب تجاوزه حتى نتجنب أضرار الجرعات الزائدة.
لكن هل يجوز تناول هذه المكملات الغذائية معًا؟ وهل ينتج عن ذلك آثار جانبية؟ هذا ما سنعرفه فيما يلي.
مكملات غذائية لا تخلطها سويا

هناك بعض المكملات الغذائية التي لا يجوز خلطها معًا وتناولها بآنٍ واحد، لاحتمالية حدوث بعض التفاعلات نتيجة لهذا الخلط وقد يؤثر سلبًا على تأثير المكملات الغذائية بالجسم.
إليك بعض الأمثلة لهذه المكملات:
- الكالسيوم والحديد
أثبتت بعض الدراسات أن تناول الكالسيوم مع الحديد يقلل من امتصاص الحديد داخل الجسم، لذا لا يفضل تناولهما معًا بنفس الوقت.
فإذا كنت تتناول الحديد مع الكالسيوم فمن الأفضل الفصل بينه وبين جرعة الكالسيوم بعدة ساعات حتى لا يلغي تأثير الحديد.
- حمض الفوليك ونقص فيتامين ب12
يعد حمض الفوليك من مركبات فيتامين ب وهو ب9، لذا عند تناوله في حالة نقص فيتامين ب12 فقد يؤثر على نتيجة ظهور هذا النقص بالتحاليل والفحوصات، ومن ثَمّ لا يُعالَج نقص ب12 ويحدث تلف بالأعصاب نتيجة لذلك، ولكن تناول كلا المكملان معًا لا يسبب أي أضرار.
- فيتامين ك وفيتامين هـ
يلعب فيتامين ك دور أساسي بعملية تجلط الدم، ولكن تناول فيتامين هـ معه بجرعات كبيرة قد يؤدي إلى سيولة الدم ومن ثَمّ يضاد تأثير فيتامين ك ويلغيه.
لذا عند تناول فيتامين ك علينا تجنب تناول فيتامين هـ معه، أو تناوله بجرعات صغيرة لا تؤثر على دور فيتامين ك بعملية تجلط الدم.
- فيتامين ب3 (نياسين) وأدوية خفض الكوليسترول
يوجد فيتامين ب3 بالعديد من المكملات الغذائية وهو آمن وليس له آثار جانبية، ولكن تناوله بجانب أدوية خفض الكوليسترول بالدم يقلل من تأثير هذه الأدوية فقط لمرضى الشريان التاجي وضعف عضلة القلب.
- المكملات الغذائية متعددة الفيتامينات
هذا النوع من المكملات يحتوي العديد من الفيتامينات التي قد تتضمن مكملات غذائية لايجب خلطها سويًا، لذا قبل تناولها عليك معرفة مم تتكون أولًا، وما هي الجرعات الموجودة بها ثانيًا، تجنبًا للإصابة بالآثار الجانبية السابق ذكرها.
كيف تختار الفيتامين المناسب لك؟

إذا كنت عزيزي القارئ مضطرًا إلى تناول بعض الفيتامينات فمن الأفضل اتباع الآتي حتى تتناول الفيتامين المناسب:
- اعرف الكثير عن الفيتامين قبل استخدامه من المختصين( طبيب أو صيدلي).
- استشر الطبيب لتحديد ما إذا كان يناسبك أم لا.
- استشر الطبيب لمعرفة الجرعة المناسبة لك كي لا تتجاوزها.
- لا تستخدم مكمل غذائي لم يصفه لك الطبيب.
فهناك العديد من المكملات الغذائية التي قد لا تناسبك أو لديك القدر الكافي منها من خلال نظامك الغذائي ولا تحتاج لها خارجيًا، لذا اتباع ما سبق يجنبك المشاكل الصحية.
كيف أعيش حياة صحية بلا فيتامينات؟
كي تتمتع بصحة جيدة في كبرك كما أنت في صغرك، فمن الأفضل اتباع روتين حياة صحي يتمثل في:
- التعود على اتباع نظام غذائي صحي.
- ممارسة الرياضة دائمًا.
- عدم التدخين نهائيًا.
- تنمية قدراتك الذهنية.
- زيارة الطبيب بشكلٍ دوري.
فإذا داومت على هذا الروتين ستظل دائمًا تتمتع بالحيوية والنشاط مهما كبر بك العمر.
وبالنهاية قد علمنا أن ما تتناوله هو ما يؤثر على صحتك، فليكن طعامك أفضل دواء لك.