بدأ الأمر برُمّته عندما أصدر “بين جيليت” كتابه “كيف خسرت أكثر من 100 باوند وحكايات سحريّة أخرى” عام 2016، وروّج فيه لفكرة “المونو دايت”. ومنذُ ذلك الحين أصبح نظام المونو دايت طريقة سهلة سريعة لإنقاص الوزن، بعيدًا عن قواعد والتزامات الأنظمة الغذائية الأخرى.
لكن الأمر ليس بهذه البساطة! نصحبُكم في رحلة خلال الأسطر القادمة للتّعرف على أضرار وفوائد المونو دايت.
ما هو المونو دايت؟
هو نظام أحادي التّغذية، يعتمد على تناول صِنْف أو نوع واحد من الغذاء، أو مجموعة محدّدة من الأطعمة لمدّة تترواح بين عدّة أيّام إلى بضعة أسابيعَ. وظهرتْ بعض الحميات الغذائيّة على السّاحة على غِرار المونو دايت ومنها:
حمية البيض، وحمية الفاكهة، وحمية الحليب، وحمية الّلحوم.
أنواع المونو دايت
يمكن تقسيمه إلى نظام قائم على الفاكهة، أو الألبان، أو الحبوب، أو النّظام المُعقّد، أو النّظام الصّارم. النّظام المُعقّد هو الأسهل اتّباعًا، يسمح لك بتناول صِنْف واحد لمدّة يوم واحد أو ثلاثة أيّامٍ ثمّ العودة إلى نظامكَ الغذائيّ المُعتاد.
ومن الممكن تقسيمه إلى نظام شتويّ وآخر صيفيّ:
- يشتمل النّظام الشّتويّ على: البطاطا الحلوة، والجزر، وشوربة الخضروات.
- يشتمل النّظام الصّيفيّ على: البطّيخ، والشّوفان، والتّفاح، والخضروات.
فوائد المونو دايت
- لا خلاف على أنَّ أكثر ما يميّز نظام المونو دايت هو بساطته، وسهولة اتّباعه لكن هذا لا يعني صحّته.
- لا يتطلّب حساب السّعرات الحراريّة، أو القيم الغذائيّة، أو حجم الحصص المُتناولة.
- يُظهِر بعض الفعّالية في إنقاص الوزن على المدى القصير لكن سَرْعان ما يُكتَسَب الوزن المفقود لدى العودة للنّظام المُعتاد.
- يتبعه بعض الأشخاص كشعلة بَدْء قبل الشّروع في اتّباع أنظمة إنقاص وزن أكثر صحّيّة.
نظام غذائي لمدّة أسبوع لنظام المونو دايت خلال الصّيف

السبت:
300 جرامٍ من دقيق الشّوفان المطبوخ بدون زيت أو ملح أو سكر.
الأحد:
لترٌ واحد ونصف من عصير لنوع واحد من الفاكهة أو الخضروات.
الإثنين:
5:7 حصصٍ من التّفاح أو الكمّثرى.
الثلاثاء:
قطعة دجاج مسلوقة خالية من الدُّهون.
الأربعاء:
كيلو جرامٍ واحدٍ من البنجر المسلوق، دون إضافة الملح أو البهارات.
الخميس:
لترٌ واحدٌ من اللبن منزوع الدّسم، ونصف كيلو جرامٍ من الّلبن الرّائب.
الجمعة:
كيلو جرامٍ واحدٍ من الكوسة غير المقليّة.
هل يساعد نظام المونو دايت على إنقاص الوزن؟

لنعود خطوة للوراء ونسأل كيف نخسر الوزن عادةً؟
عندما يحدث فارق بين عدد السّعرات الحراريّة المُتناولة وحاجتكَ اليوميّة من السّعرات الحراريّة، هنا يحدث زيادة الوزن أو نقصانه.
فإذا قَلَّتْ السّعرات الحراريّة المُتناولة عن حاجتكَ، يضطّر الجسم إلى الحصول على هذا الفارق من طرق أخرى، مثل: تكسير الدُّهون، وينقص الوزن. والعكس صحيح، فعندما تزيد السّعرات الحراريّة المُتناولة عن حاجتكَ اليوميّة، يُخزّن الجسم السّعرات الفائضة في صورة جليكوجين ثم دهون، فيزيد الوزن.
وكذلك الأمر عند الحديث عن نظام المونو دايت، فإذا اخترت صِنْفًا واحدًا من الطّعام قليل السّعرات وتناولتَه بصورة أقلّ من حاجتكَ اليوميّة، ستخسر وزنًا. أما إذا تناولت صِنْفًا واحدًا من الطّعام غنيًّا بالسّعرات وتخطيتَ حاجتكَ اليوميَة، ستكتسب وزنًا.
أضرار نظام مونو دايت
1- يزيد من مخاطر الإصابة بسوء التّغذية.
تخيّل أنكَ تتناول صِنْفًا واحدًا من الطّعام لعدة أيامٍ، بالطّبع سينقصكَ الحصول على العديد من العناصر الغذائيّة. فلا يمكن لصِنْف واحد من الطّعام الضّمان لكَ الحصول على حاجتكَ اليوميّة من القيم الغذائيّة كاملةً.
2- يُكسبكَ عادات غير صحّيّة
فبينما تتعالى أصوات اختصاصيّي التّغذية ناصحين بأهميّة تنوّع مصادر الأطعمة الصّحّيّة، والأطعمة الغنيّة بالمعادن والفيتامينات الأساسيّة. يجيء نظام المونو دايت ليُرْغم متّبعيه على حصر طعامهم على نوع واحد من الطّعام.
3- لا يتضمّن اتّباع أيّ نشاط بدنيّ
النّشاط البدنيّ مكمّل لدور النّظام الغذائيّ؛ للحفاظ على كتلة العضلات وزيادة فقد السّعرات الحراريّة.
4- نتائجه مُؤقّتة
عادة ما يَسْعد متبعو نظام المونو دايت بعد أول أسبوعين من اتّباعه، ثم لا يبرحون حتى يلاحظوا اكتسابهم للكيلو جرامات مجدّدًا فور عودتهم للأنظمة الغذائية المُعتادة.
5- يقلّل من معدّلات الأيض
استهلاك الإنسان للقليل من السّعرات الحراريّة على مدار عدّة أيّام يبطئ من معدلات الأيض ويجعله عرضة لخسارة جزء من الكتلة العضليّة والعظام ويقلّل من معدلات الخصوبة لدى النّساء.
6- لا يمكن اتّباعه كنمط حياة
تنحصر مدّة اتّباع نظام المونو دايت بين عدّة أيّام إلى بضعة أسابيعَ.
7- الحرمان من تناول الطّعام المفضّل.
لنفترض زيارتكَ لأحد أقربائكَ في إحدى المناسبات، الغداء جاهز! ويظهر أمامكَ مختلف المأكولات التي تحبّها لكنكَ لا تستطيع تناول أقلّ القليل منها لاتباعكَ نظام المونو دايت.
8- الشّعور بالتّعب والإرهاق
يؤدّي النّقص الشّديد في السّعرات الحراريّة إلى الشّعور بالتّعب، والإجهاد، والصُّداع، وصعوبة أداء المهامّ اليوميّة.
9- مقيّد الخيارات الغذائيّة
بدائل صحيّة لنظام المونو دايت (أنظمة أحادية أكثر صحّيّة)

النّظام أحادي الإقصاء
يقوم هذا النّظام على إقصاء تناول وجبة غير صحّيّة تعتاد تناولها.
مثلًا: إذا كنتَ معتادًا على تناول الحلويّات الغنيّة بالسّعرات الحراريّة يوميًّا بعد وجبة الغداء، اتّبع هذا النّظام عن طريق:
- اختيار الوجبة التي تودُّ التوقّف عن تناولها.
- تحديد المدة، مثلًا لمدّة أسبوع واحد وتناولها مُكافأة في نهاية الأسبوع.
سيساعدكَ إقصاء هذه السّعرات الحراريّة من نظامكَ الغذائيّ اليوميّ على إنقاص الوزن، وسيُقلّل من رغبتكَ في تناول الوجبات غير الصّحّيّة.
النّظام أحاديّ الوجبة:
يقوم على تناول الوجبة الأساسيّة بدون الإضافات الغنيّة بالسّعرات الحراريّة، مثل: الصّلصات، والمايونيز، ومكسّبات الطّعم غير الصّحّيّة. فمثلًا: إذا كنتَ تتناول قطعة لحم بالصّوص الأبيض وبطاطس بالجبن، والبروكلي مَطْهوًّا بالزّبدة.
استبدله بقطعة لحم مشويّة، وبطاطس مشويّة بالزّعتر، وبروكلي مسلوق. تساعدكَ هذه الطّريقة على تقليل ما تتناوله من سعرات حراريّة إضافةً إلى استعادة شعوركَ بالّلذة والاستمتاع بالأطعمة بدون الكثير من الإضافات.
النّظام أحادي السّوائل
يعتمد على التّوقف عن تناول السّوائل الغنيّة بالسّعرات الحراريّة، مثل: الصّودا، والعصائر السّكّريّة، والمشروبات المحلّاة. وشرب الماء عند العطش وتقليل السّكّر المضاف للمشروبات تدريجيًّا.
النّظام أحاديّ المبادلة
يقوم على استبدال وجبة غير صحّيّة بأخرى صحّيّة. فمثلًا: إذا كنتَ معتادًا على تناول الزّبدة مع التّوست، استبدلها بالأفوكادو. وإذا كنتَ تتناول رقائق الشّيبسيّ كوجبة خفيفة، استبدلها بتفّاحة.
وإليكَ، بعض النصائح المُعِينة على إنقاص الوزن بصورة صحّيّة وسليمة
1- ابدأ بتغيير عادات تسوّقكَ، فبدلًا من الولوج إلى أقسام الحلويّات والأطعمة الغنيّة بالسّعرات الحراريّة، ابدأ بأقسام الخضروات والفاكهة.
2- هل تساءلتَ يومًا ماذا تحوى ثلاجتكَ من الطّعام الصّحّيّ؟ فعلى أساس إجابتكَ لهذا السّؤال ستعرف الكثير عن نمط حياتكَ.
4- لا تتّبع كل ما يُقال لكَ من معلومات غذائيّة، ابحث واسأل المختصّين.
5- لا تحكم على تجربتكَ كاملة بالإخفاق، بل دوِّن أسباب الإخفاق، وكيف يمكن تخطّيها في المحاولة القادمة.
6- خسارتكَ للوزن رحلة وليست وُجْهة، فما تكتسبه من عادات صحّيّة وما تَعْدِل عنه من عادات خاطئة يجب أن تستمر عليه حتى بعد وصولكَ للوزن المنشود.
7- تعرّف على مكوّنات النّظام الغذائيّ المتوازن، بالضّغط هنا.
8- اجعل الرّياضة عادة، ولا تهمل أبسط الأنشطة البدنيّة اليوميّة، مثل: صعود السّلم بدلًا من استخدام المِصْعد، والتمشّي لمدة 10 دقائقَ يوميًّا.
ختاما -عزيزي القارئ-، أنتَ لا ترتدي كلّ صَيْحات الموضة التي تطلقها دور الأزياء سنويًّا، فكيف يكون الأمر عندما يتعلّق بغذائكَ وصحّة جسدكَ ونشاطكَ اليوميّ؟ نترك الإجابة لكَ، ونتمنّى الصّحّة والسّلامة للجميع.