fbpx

النشويات | لنا أم علينا؟

1.4K

ما الذي يتبادر إلى ذهنك فور سماعك لكلمة نشويات؟ هل تتخيل شخصًا سمينًا مثلًا؟ هل يتجسد أمام عينيك رغيف من الخبز مع أطباق من الأرز والمكرونة والبطاطس؟ هل تظن أنها والكربوهيدرات شيئًا واحدًا؟ هل تعرف الفرق بينهما؟ هل تظن أنها تضر بصحتك وتحاول الابتعاد عنها؟ نحاول في هذا المقال تقديم صورة متكاملة عن النشويات.

ما هي النشويات؟

تعد النشويات المصدر الرئيسي للكربوهيدرات التي تشمل السكريات والألياف أيضًا، وهي أكثر الكربوهيدرات شيوعًا وأكثرها استهلاكًا.

تنقسم الكربوهيدرات من ناحية التركيب إلى:

  • كربوهيدرات بسيطة تتكون من وحدة أو وحدتين من السكريات الأحادية، وتسبب ارتفاع في مستوى سكر الدم بعد تناولها مثل السكريات.
  • كربوهيدرات معقدة تتكون من أكثر من  وحدتين من السكريات الأحادية، فلا تسبب ارتفاع سكر الدم بعد تناولها، وتندرج النشويات تحت هذه الفئة.

أين توجد النشويات؟

تتعدد مصادر النشويات منها على سبيل المثال:

الخضروات 

هناك بعض الخضروات التي تعد مصدرًا غنيًا بالنشويات مثل البطاطس والفاصوليا والبطاطا ولكن يجب أن تُطهى بطريقة صحية مع مراعاة حاجة الجسم من السعرات الحرارية.

تعد البطاطس أكثر الخضروات الغنية بالنشويات ولعلها أول ما تتبادر إلى ذهنك عند ذكر كلمة نشويات، وتعد جزءًا هامًا من الوجبة الغذائية المتوازنة لاحتوائها على فيتامين سي وفيتامين بي وحمض الفوليك والبوتاسيوم والماغنسيوم.

الخبز

يعد أكثر النشويات شيوعًا، وهو عدة أنواع منها الصحي ومنها غير ذلك ويعتمد ذلك على نوع الدقيق المستخدم فإذا كان من الحبوب الكاملة؛ يعد الخبز صحيًا، أما إذا خضع لمعالجة فحينها يكون الخبز غير صحي.

الأرز

 أكثر مصادر النشويات استهلاكًا وأرخصها، وتقل نسبة النشا به بشكل ملحوظ بعد طهيه.

الشوفان

 يعد الشوفان من أفضل مصادر النشويات إذ يحتوي على البروتينات والفيتامينات والمعادن، وأثبتت الدراسات أنه يساهم في إنقاص الوزن، ويعد اختيارًا مثاليًا للفطور الصحي.

المكرونة

تعد مصدرًا مهمًا وصحيًا للنشويات إذا صنعت من الحبوب الكاملة، وتتميز بأنها تفقد جزء من النشا بعد سلقها مثل الأرز وبذلك تقل السعرات الحرارية.

أنواع النشوياتِ

تصنف النشويات إلى ثلاث فئات طبقًا إلى سرعة هضمها هي:

  • نشويات سريعة الهضم: يُهضم هذا النوع بشكل سريع في الأمعاء الدقيقة مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم بسرعة.
  • نشويات بطيئة الهضم: تُهضم ببطء في الأمعاء الدقيقة مقارنة بالنشويات سريعة الهضم.
  • نشويات مقاومة: هي التي لا يستطيع الجسم هضمها وتمر عبر الجهاز الهضمي دون أن تُهضم، وتختلف عن الألياف لكنها تعمل بطريقة مشابهة.

هل النشويات مفيدة أم ضارة؟

تنتمي النشويات إلى الكربوهيدرات المعقدة التي لا تسبب سرعة ارتفاع سكر الدم بعد تناولها لذلك تعد من الأغذية الصحية المفيدة، لأن الارتفاع السريع لمستوى السكر في الدم يؤدي إلى الشعور الدائم بالجوع والإرهاق والحاجة إلى تناول المزيد من السكريات الضارة.

فوائد النشويات

علاوة على كونها مصدرًا أساسيًا من مصادر الطاقة، هناك العديد من الفوائد الصحية التي قد تمنحك إياها منها:

الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي

لا تُهضم النشوياتُ في الأمعاء الدقيقة لكنها تصل إلى القولون وهناك تحولها البكتيريا إلى أحماض دهنية معينة تحمي خلايا القولون من الالتهاب والإصابة ببعض الأمراض مثل التهاب القولون التقرحي وسرطان القولون.

تعزز الإحساس بالشبع 

  تقلل النشوياتُ الشعور بالجوع بعد تناولها وتزيد الشعور بالامتلاء لأنها تحفز الجسم لإفراز بعض الهرمونات التي تثبط الشهية.

تساعد في إنقاص الوزن

نظرًا لأن النشوياتُ تنتمي إلى الكربوهيدرات المعقدة فهي تُهضم ببطء ولا تسبب الشعور بالجوع بسرعة وتساهم في فقدان الوزن.

لماذا نحتاج إلى تناول النشويات؟ 

  • تمثل النشوياتُ قاعدة الهرم الغذائي فهي مصدرًا هامًا وأساسيًا من مصادر الطاقة للجسم، وبمثابة وقود لخلاياه، إذ تحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن.
  • تنتمي النشوياتُ إلى الكربوهيدرات المعقدة التي تُهضم ببطء فلا تسبب ارتفاع سكر الدم بعد تناولها، لذلك فهي مفيدة للجسم.
  • تحتوي النشوياتُ على نسبة صغيرة من الدهون وبالتالي لا تساهم في زيادة الوزن إذا استهلكت بشكل صحي وبكميات محسوبة.

أضرار النشويات

على الرغم من أهمية احتواء وجبتنا الغذائية على النشويات، قد يؤدي تناولها إلى بعض الأضرار في بعض الحالات مثل:

  • إذا عولجت بشكل كبير أدى إلى فقدانها لقيمتها الغذائية، وقد يتسبب في الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والسكري.
  • إذا صُنعت عن طريق إزالة الألياف منها، فتصبح ذات سعرات حرارية أعلى.
  • إذا تعرضت النشوياتُ لدرجات حرارة مرتفعة مثل حالات القلي، إذ تنتج مادة الأكريلاميد الضارة.

ماذا يحدث عند الامتناع عن تناول النشويات تمامًا؟

عندما يمتنع الإنسان عن تناول النشوياتِ يفقد مصدرًا من أهم مصادر الطاقة اللازمة التي يحتاجها جسمه، وقد يؤدي ذلك إلى ظهور بعض الأعراض عليه مثل:

  • الشعور بالإرهاق والتعب.
  • الصداع والشعور بالغثيان.
  • العصبية والتوتر.
  • التشتت وقلة التركيز.
  • الشعور الدائم بالجوع الشديد.

نصائح لتجنب أضرار النشويات وتحقيق أكبر استفادة من قيمتها الغذائية عند تناولها

  • الحرص على تناول النشوياتِ المصنعة من الحبوب الكاملة.
  • طهي النشوياتِ بطريقة صحية إذ يفضل السلق أو الشوي بدلًا من القلي.
  • الحرص على تناول وجبة غذائية متوازنة غنية بالعناصر التي يحتاجها الجسم من الفيتامينات والمعادن.
  • عند تناولك للنشويات احرص على تناول نصف الكمية من الخضروات الخالية من النشويات لتحقيق التوازن. 
  • تجنب وضع الصلصات المصنعة على الأرز والمكرونة لأنها غير صحية وتزيد من السعرات الحرارية وتساهم في زيادة الوزن.

النشويات وفقدان الوزن

قد يعتمد البعض في حميتهم الغذائية على تجنب النشوياتِ تمامًا، ولكن ما لا يعرفه هؤلاء أن تناول بعض أنواع النشوياتِ الصحية يساعد في إنقاص الوزن، نظرًا لكونها من الكربوهيدرات المعقدة التي يهضمها الجسم ببطء فلا يشعر بالجوع بسرعة.

وينصح أطباء التغذية بتناول النشوياتِ المصنعة من الحبوب الكاملة  لارتفاع قيمتها الغذائية ومساهمتها في الوقاية من بعض الأمراض، مثل أمراض القلب ومرض السرطان.

النشويات ومرضى السكري

يعد الحفاظ على مستوى السكر في الدم هو الهدف الأسمى الذي يرجوه مرضى السكري من الأنظمة الغذائية التي يتبعونها.

 وبما أن النشوياتِ تتميز بأنها من الكربوهيدرات المعقدة التي تُهضم ببطء ولا تُسبب ارتفاعًا في مستوى السكر في الدم فور تناولها، فإنها تعد من الأغذية المناسبة لهم، لكن عليهم الرجوع إلى الطبيب المختص لتحديد أنواع النشوياتِ المناسبة وكمياتها وأوقات تناولها.

أطعمة خالية من النشويات

هناك العديد من الأغذية التي لا تحتوي على نشويات مثل:

  • بعض الخضروات مثل الطماطم والسبانخ والبروكلي والجزر والقرع.
  • لا تحتوي اللحوم على نشويات أو تحتوي على نسبة قليلة منها مثل الدجاج والديك الرومي.
  • السلامي والبيض.
  • الدهون الصحية مثل زيت الزيتون.

وعلى أي حال تمتلك النشويات الكثير من الفوائد ويمكنها أيضًا أن تسبب العديد من الأضرار عند تناولها بكثرة أو بطريقة غير صحية، لذلك يجب علينا اتباع القاعدة الذهبية التي تقول لا إفراط ولا تفريط، بأن نحرص على تناول الكميات المناسبة من الأنواع التي تناسب ظروفنا الصحية ونمط حياتنا، واستشارة أطباء التغذية للحصول على أفضل النتائج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Close
طيبات © 2020 جميع الحقوق محفوظة.
Close