لا شك أن اتباع نظام غذائي صحي ومتكامل هو الحل الأفضل للرجل للحصول على العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن الضرورية لجسمه. خاصةً أن الروتين اليومي للرجل مفعم بالنشاط والمجهود البدني والذهني الذي يلزم مصدر غذائي مناسب لتوفير ذلك الكم الهائل من الطاقة.
لكننا أصبحنا مؤخرًا نلاحظ اعتماد الكثير من الرجال على الوجبات السريعة على نحو يومي، وتكمن المشكلة أن هذه الوجبات تخلو عادةً من القيم والعناصر الغذائية التي يحتاج جسم الرجل إليها؛ مما جعل العديد منهم يبحثون عن حل بديل لتعويض ذلك النقص، وهنا يظهر دور المكملات الغذائية كحل مناسب. في هذا المقال سنتعرف إلى فوائد المكملات الغذائية للرجال والعديد من التساؤلات الأخرى التي قد تجول بخاطرك.
ما المكملات الغذائية؟
المكملات الغذائية عبارة عن مزيج من الكثير من الفيتامينات والمعادن المختلفة والعناصر الأخرى الموجودة على نحو طبيعي في الطعام، وتُستخدم المكملات الغذائية لإمداد الجسم بالفيتامينات التي لا يحصل عليها من خلال النظام الغذائي، مثل: فيتامين أ، وفيتامين د، وفيتامين ك، وفيتامين ج. لكل عنصر من تلك العناصر دوره المهم في الجسم.
ما فوائد المكملات الغذائية للرجال؟
يمكن أحيانًا أن تكون المكملات الغذائية مفيدة جدًا للرجال؛ إذ لديها القدرة على تدعيم جسم الرجل لأداء العديد من الأنشطة والمهام اليومية، يمكن أيضًا للمكملات الغذائية أن تعوض نقص العناصر الغذائية للرجال الذين لا يحصلون على العناصر والفيتامينات والمعادن الضرورية لصحتهم البدنية والنفسية.
أما بالنسبة للكثير من الرجال المغرمين بالرياضة والمجهود البدني الشاق فالمكملات الغذائية لا تقل أهمية عن الطعام والشراب. فاستعمالها يمد الجسم بالفيتامينات والمعادن المحتاج إليها دون امتلاء المعدة؛ مما يوفر الوقت والمجهود وإن كان ذلك ليس أفضل حل بالطبع؛ لذلك سنتحدث في هذا المقال عن المكملات الغذائية وفوائدها للرجال وهل لها من أضرار؟
الأوميجا 3
هي عبارة عن أحماض دهنية غير مُشبَّعة لها العديد من الأدوار المهمة داخل الجسم حيث تقلل من فرص الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم، كما أنها تحد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر والخَرَف. رغم ذلك لا يستطيع الجسم تصنيع القدر الكافي من الأوميجا 3 الذي يحتاجه، لذلك يجب الحرص على تحصيله من الغذاء اليومي أو تناوله في شكل كبسولات المكملات الغذائية.
فيتامين أ
هو مصطلح عام يعبر عن مجموعة من المركبات المهمة لصحة الجسم التي تذوب في الدهون. ويجب على الرجال الاهتمام بالحصول على القدر الكافي من فيتامين أ لما له من أهمية في الحفاظ على صحة الجهاز التناسلي والصحة الجنسية، إذ يمكن أن يؤدي النقص به إلى توقف عملية نضج الحيوانات المنوية مما يسبب العقم لدى الرجال.
بالإضافة لذلك يسهم فيتامين أ في دعم نمو العظام وصحتها؛ فقد أثبتت الدراسات أن الأشخاص ذوي المستويات الأقل لفيتامين أ أكثر عرضة للإصابة بكسور العظام بمعدل أكبر من الأشخاص ذوي المستويات الصحية لفيتامين أ.
الكرياتين
مادة الكرياتين تُعد خير مثال على فوائد المكملات الغذائية للرجال خاصةً للاعبي كمال الأجسام. فهو حمض أميني توجد أكبر كمية منه في العضلات والمخ ونحصل عليها على نحو طبيعي من الأطعمة البحرية واللحوم الحمراء. لكن يظل المصدر الأكبر لها هو الكرياتين المصنع كمكل غذائي.
يساعد مكمل الكرياتين الرياضيين على زيادة القوة البدنية والتحمل في أثناء التمرين ويزيد كفاءة الأداء لديهم وحجم الكتلة العضلية المكتسبة. كما يحب الكثير من الرياضيين الكرياتين لقدرته على منع الإصابات التي تحدث بسبب الجفاف والشَّد العضلي وإصابات الأربطة والأوتار والعضلات.
الأشواجندا
الأشواجندا شجيرة دائمة الخضرة تنمو في قارتي أفريقيا وآسيا، وتحتوي الأشواجندا على مواد كيميائية تعمل على تهدئة المخ وتقليل التورم وخفض ضغط الدم. تستخدم الأشواجندا في علاج التوتر خاصةً لأولئك الذين يسعون لزيادة وزنهم. الأرق مشكلة أخرى من المشكلات التي تعالجها تلك الشجيرة حيث تعمل على تحسين جودة النوم على نحو عام.
عنصر الزنك
عندما نتحدث عن فوائد المكملات الغذائية للرجال لا بد لنا من ذِكر مكمل الزنك، وهو معدن موجود على نحو طبيعي في الطعام الذي نتناوله، لكن عدم الحصول على القدر الكافي منه قد يسبب بعض المشكلات للرجال الجنسية منها والمناعية ومشكلات صحة الجلد.
فالحرص على تناول مكمل الزنك يدعم الصحة الجنسية للرجال إذ يدخل الزنك في تكوين هرمون التستوستيرون والحفاظ على جودة الحيوانات المنوية وعددها، للزنك أيضًا دور حيوي في تقوية جهاز المناعة عن طريق تكوين الخلايا المناعية ودعم وظائفها. يقاوم الزنك عدوى الجروح ويسرع التئامها، كما يقلل الزنك التهابات الجلد ويحفز إنتاج الكولاجين.
من الرجال الذين يجب عليهم تناول المكملات الغذائية؟
المكملات الغذائية لا يمكن إنكار فوائدها بأي حال، لكنه ليس من المفترض أن يستعملها جميع الرجال، فمن الممكن أن تكون ضرورية لبعض الرجال لكن للبعض الآخر قد لا تكون بتلك الأهمية أو الفائدة الفعلية، بل قد تصل إلى أن تصبح مضرة.
فقط الرجال الذين لا يحصلون على القدر الكافي من الفيتامينات والمعادن من الطعام وحده مثل الرجال الذين يعانون ضعف الشهية، أو يتبعون حمية غذائية بسعرات قليلة، أو يعانون مرض بالجهاز الهضمي يسبب لهم صعوبة امتصاص المواد الغذائية، أو يتجنبون بعض الأطعمة المحددة مثل النباتيون ومن لديهم حساسية للجلوتين؛ كل هؤلاء يُفضل استعمالهم للمكملات الغذائية. كما يمكن للرجال فوق سن الخمسين تناول بعض أنواع المكملات الغذائية مثل فيتامين ب 12 لانخفاض قدرة الجسم على امتصاصه من الطعام المهضوم.
أضرار المكملات الغذائية
من غير المحتمل أن تصيبك المكملات الغذائية بالضرر، لكن إذا كنت تتناول الأطعمة والمشروبات المُضاف إليها الفيتامينات والمعادن أو تتناول مكملات غذائية أخرى تأكد من أنك لا تتعدى الجرعات المسموح بها. المدخنون يجب أن يحترسوا من تناول كميات كبيرة من المكملات التي تحتوي على البيتا كاروتين أو فيتامين أ، إذ قد تؤدي تلك المكونات للإصابة بسرطان الرئة.
ما المكملات التي يجب أن أتناولها؟
تحدث إلى طبيبك الخاص بشأن ما إذا كنت تحتاج إلى تناول مكملات غذائية وسيرشدك الطبيب إلى أنواع المكملات الغذائية الأفضل بالنسبة لك، وقد يطلب منك الطبيب إجراء بعض التحاليل والفحوصات من أجل تحديد جرعات المكملات التي تحتاج إليها.
المكملات الغذائية أم الأكل الصحي؟
بالرغم من فوائد المكملات الغذائية للرجال إلا أنها لا يجب أن تكون خيار الرجل الأول للحصول على الفيتامينات والمعادن التي يحتاج جسمه إليها، إذًا ما هو الخيار الأفضل؟
بالتأكيد إن الخيار الأفضل هو الحل الطبيعي الذي يتمثل في تناول غذاء صحي ومشروبات طبيعية يوميًا. المكملات الغذائية سلاح ذو حدين فبطبيعة الحال كونها مصنعة يؤدي إلى بعض المشكلات والأعراض الجانبية عند تناولها، مثل: الغثيان والدوار وتلف أنسجة الكبد. وعلى عكس الطعام الطبيعي الذي يحتوي على الألياف فالمكملات الغذائية لا تفعل؛ لذلك لا تعطي الإحساس بالشبع ولا يمكنها استبدال الطعام الطبيعي في نظامنا الغذائي.
لذلك يجب على الرجل اتباع نظام غذائي صحي متكامل يتكون من الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات والأطعمة غير المعلبة. بالإضافة إلى تناول الثوم والمكسرات والزبادي والبذور فذلك يمد جسمك بالتغذية اللازمة، لكن في بعض الحالات توفر المكملات الغذائية التعزيز الذي يحتاجه الجسم لعيش حياة خالية من الأمراض ومواجهة الأمراض المزمنة كذلك.
المصادر: