fbpx

تغذية مرضى حساسية اللاكتوز. هل عليك الامتناع تمامًا عن تناول الحليب؟

548

هل تشعر بالتقلصات والانتفاخات بعد تناول الحليب؟ هل تخاف من تناول منتجات الحليب لأنك تتقيأ في كل مرة تتناول فيها الحليب أو أحد منتجاته؟ أنت على الأرجح مصاب بحساسية اللاكتوز أو عدم تحمل اللاكتوز. اطمئن فحساسية اللاكتوز ليست حالة خطيرة، لكن أعراضها تكون مزعجة. ويمكن التعامل معها بتعديل تغذية مرضى حساسية اللاكتوز؛ لتجنب حدوث الأعراض المزعجة للجهاز الهضمي.

اللاكتوز هو نوع من السكريات، موجود بشكل طبيعي في الحليب. تفرز أمعاؤنا إنزيم اللاكتيز؛ وهذا الإنزيم مسئول عن هضم سكر اللاكتوز.

ولكن بعض الأشخاص لا تفرز أجسامهم إنزيم اللاكتيز بشكلٍ كافٍ؛ لأسباب مرضية أو وراثية، وأحيانًا عند التوقف عن تناول الحليب ومنتجاته لفترة طويلة. ونتيجةً لذلك لا يتمكن الجهاز الهضمي من التعامل مع سكر اللاكتوز؛ مما يؤدي إلى حدوث أعراض مزعجة كالانتفاخات والتقلصات.

أعراض حساسية اللاكتوز

تظهر الأعراض عادة في غضون نصف ساعة إلى ساعتين من تناول الحليب أو أحد مشتقاته، وتختلف الأعراض في شدتها من شخص لآخر.

وأشهر هذه الأعراض:- 

  • الإسهال.
  • الغثيان.
  • القيء.
  • الانتفاخات والغازات.
  • الآلام والتقلصات.

في حال لاحظت تكرار الأعراض بعد تناول الحليب ومشتقاته، يجب أن تذهب للطبيب أولًا، ولا تتوقف عن تناول الحليب ومشتقاته من تلقاء نفسك؛ فهذا يمكن أن يؤثر على مستويات الكالسيوم وفيتامين د بجسمك ويؤدي لحدوث مضاعفات خطيرة. كما أن أعراض حساسية اللاكتوز تتشابه إلى حد كبير مع أعراض أمراض أخرى مثل: حساسية الحليب والقولون العصبي.

أسباب حساسية اللاكتوز

تحدث حساسية اللاكتوز عندما لا تتمكن الأمعاء الدقيقة من إنتاج ما يكفي من إنزيم اللاكتيز؛ والذي يحلل سكر اللاكتوز المعقد إلى نوعين من السكريات سهلة الامتصاص؛ الجلوكوز والجلاكتوز ثم، تُمتص في الأمعاء الدقيقة.

وفي حالة نقص اللاكتيز، لا يُمتص اللاكتوز، وإنما يمر عبر الأمعاء الدقيقة وصولًا للقولون؛ حيث تسبب بكتيريا القولون تخمر اللاكتوز مسببًا ظهور الأعراض. 

ويمكن تقسيم حساسية اللاكتوز إلى أربعة أنواع بناءً على مسبباتها:-

  • عدم تحمل اللاكتوز الأولي: وهو النوع الأكثر شيوعا، ويحدث عند انخفاض إنتاج اللاكتيز بشكل مفاجئ.
  • عدم تحمل اللاكتوز الثانوي: ويحدث عادة عندما تتأثر الأمعاء الدقيقة نتيجة جراحة أو مرض مثل: مرض كرون أو حساسية القمح أو التهابات الأمعاء. وبزوال السبب تبدأ أعراض حساسية اللاكتوز بالتحسن، لكن هذا قد يستغرق شهورًا.
  • عدم تحمل اللاكتوز الخلقي: وهي حالة نادرة سببها عوامل وراثية.
  • عدم تحمل اللاكتوز التطوري: يحدث عادة للأطفال المولودين قبل إتمام 37 أسبوعًا من الحمل؛ حيث يكون نمو جهازهم الهضمي غير مكتمل بعد. وتتحسن الأعراض مع نمو الأطفال حتى تختفي تمامًا.

مضاعفات حساسية اللاكتوز

تحدث المضاعفات عند التوقف عن تناول الحليب ومشتقاته دون تناول البدائل أو المكملات الغذائية؛ فالحليب يمد الجسم بالكالسيوم والبروتينات وبعض الفيتامينات مثل: فيتامينات (أ – د – ب 12). كما يساعد اللاكتوز على امتصاص بعض العناصر مثل الماغنيسيوم والزنك، وكلها ضرورية للحفاظ على صحة العظام. 

وعدم تناول الحليب يمكن أن يؤدي لظهور هذه المضاعفات:

  • انخفاض كثافة العظام: وإهمالها يتطور إلى هشاشة العظام.
  • هشاشة العظام: تصبح العظام ضعيفة ومعرضة للكسر بسهولة.
  • سوء التغذية: بسبب عدم الحصول على قدرٍ كافٍ من الفيتامينات والمعادن في الغذاء، وتظهر في صورة عدم التئام الجروح بسهولة، والشعور بالإرهاق والاكتئاب.

مصادر اللاكتوز

الأطعمة التي تحتوي على اللاكتوز
مصادر اللاكتوز
  • الحليب: يحتوي الحليب باختلاف أنواعه (حليب البقر والماعز) على كميات كبيرة من اللاكتوز. 
  • منتجات الحليب مثل: الجبن والزبادي والمثلجات والزبدة، تحتوي على اللاكتوز لكن بنسب متفاوتة؛ فبعض أنواع الجبن الصلب والزبادي تحتوي على كميات قليلة من اللاكتوز. 
  • أطعمة أخرى ربما تحتوي على الحليب أو أحد مشتقاته ضمن مكوناتها مثل:
  1. البسكوت. 
  2. الشوكولاتة. 
  3. الكيك. 
  4. المايونيز.
  5. بعض أنواع الخبز والمعجنات.
  6. اللحوم المعالجة مثل: النقانق واللحوم الباردة.
  7. بعض أنواع حبوب الإفطار.
  8. عبوات الكيك أو البسكوت سريع التحضير. 

 لذا يجب قراءة مكونات هذه المنتجات بعناية قبل شرائها.

  • الأدوية: قد يدخل اللاكتوز بكميات صغيرة ضمن المكونات غير الفعالة في بعض الأدوية. اسأل الطبيب أو الصيدلي إذا كنت ستتناول دواءً لأول مرة؛ لمعرفة تأثير كمية اللاكتوز في الدواء على حالتك.

العلاج

لا يوجد علاج نهائي لحساسية اللاكتوز حتى الآن، وتعتمد خطة العلاج على تعديل تغذية مرضى حساسية اللاكتوز لتشمل طعامًا خاليًا من أو قليل اللاكتوز، مع تعويض الفيتامينات والمعادن -وخاصةً الكالسيوم وفيتامين د- من مصادر أخرى.

 نصائح تغذية مرضى حساسية اللاكتوز 

تختلف درجة حساسية اللاكتوز من شخص لآخر؛ فبعض الأشخاص يضطرون للتوقف تمامًا عن تناول الحليب ومشتقاته، والبعض الآخر يكون تقليل كمية الحليب ومشتقاته كافيًا لتحسين الأعراض. وفي كلتا الحالتين يجب التأكد من تعويض الفيتامينات والمعادن في الأطعمة الأخرى أو بتناول الأدوية.

التعايش مع حساسية اللاكتوز

  1. تناول كميات قليلة من منتجات الحليب

معظم مرضى حساسية اللاكتوز لا يضطرون للتوقف تمامًا عن تناول الحليب، بل من المفيد الاستمرار في تناوله. ويمكنك القيام ببعض التعديلات مثل: 

  • تناول كميات قليلة من الحليب ومشتقاته.
  • توزيع كمية الحليب على مدار اليوم بدلًا من تناولها دفعةً واحدة.
  • تناول الحليب أو مشتقاته مع الوجبات يقلل من حدوث الأعراض. 
  • تناول الزبادي وبعض أنواع الجبن الصلب كالشيدر فهي تحتوي على كميات قليلة من اللاكتوز.
  1. جرب منتجات الحليب قليلة/ خالية من اللاكتوز

تتوافر العديد من المنتجات الخالية من/ قليلة اللاكتوز في المتاجر الكبيرة، وهي تحتوي على نفس نسبة الفيتامينات والمعادن الموجودة في منتجات الحليب العادية، مع إضافة إنزيم اللاكتيز؛ مما يساعد على هضم اللاكتوز دون ظهور أي أعراض. وتجد منها الحليب والزبادي والجبن، وكلها مناسبة تمامًا لتغذية مرضى حساسية اللاكتوز. 

  1. تناول أدوية إنزيم اللاكتيز

يتوفر إنزيم اللاكتيز في الصيدليات على هيئة حبوب أو سائل، وتناول الدواء المحتوي على إنزيم اللاكتيز مع الوجبات المحتوية على الحليب يساهم في تقليل الأعراض، كما يمكن استعمال الصورة السائلة في تحضير الوجبات. لكن استشر الطبيب أو الصيدلي إذا كنت تتناول أدوية أخرى لتجنب التداخلات الدوائية.

تعويض الكالسيوم وفيتامين د والعناصر الأخرى

يساهم الكالسيوم في الحفاظ على صحة الجسم فهو:

  • يساعد في بناء عظام وأسنان قوية.
  • ينظم انقباض العضلات بما فيها عضلة القلب. 
  • يساعد في تجلط الدم. 

وأهمية فيتامين د مرتبطة بأهمية الكالسيوم؛ لأنه يساعد الجسم على امتصاصه.

وإذا قللت الحليب ومشتقاته في نظامك الغذائي أو امتنعت عن تناوله تمامًا، يجب أن تحصل على الكالسيوم من مصادر أخرى مثل:

  • الخضراوات الورقية والخضراء: مثل البروكلي والسبانخ والجرجير والبامية والكرنب… إلخ.
  • الأسماك ذات العظام اللينة القابلة للأكل: كالسالمون والسردين المعلب.
  • بدائل الحليب مثل الحليب المصنوع من الأرز أو الشوفان أو اللوز أو جوز الهند.
  • المكسرات ومشتقاتها كاللوز والكاجو والسمسم والطحينية.
  • الأغذية المدعمة بالكالسيوم مثل: العصائر المدعمة بالكالسيوم والدقيق المدعم بالكالسيوم.
بدائل الحليب تصلح لتغذية مرضى حساسية اللاكتوز
بدائل الحليب

ومن الضروري أيضًا الحصول على قدرٍ كافٍ من فيتامين د، ومن مصادر فيتامين د:

  • البيض
  • الأسماك الدهنية مثل السالمون.
  • الأغذية المدعمة بفيتامين د مثل العصائر وحبوب الإفطار.

ويمكن أن يصف الطبيب المكملات الغذائية إذا لم تتحسن مستويات الكالسيوم وفيتامين د بالجسم.

وأهم ما في تغذية مرضى حساسية اللاكتوز أن نعرف أنه يمكنهم الاستمرار في تناول القليل من الحليب ومنتجاته، مع الحفاظ على تعويض الكالسيوم في النظام الغذائي. وإذا لاحظت تغيرًا في تأقلمك مع الحليب تذكر أن هذا على الأرجح تغير مؤقت.

المصادر

  1. Mayo Clinic.
  2. University of Rochester Medical Center
  3. Nutrition Education Materials
  4. NHS.uk

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Close
طيبات © 2020 جميع الحقوق محفوظة.
Close