رحلة الحمل رحلة شاقة ومرهقة للأم، وتشعر فيها بمشاعر مختلطة من الفرح والخوف والقلق، ويهون كل ذلك التعب بمجرد رؤية صغيرها، ومع ظهور هذا الكائن الصغير في حياة الأم تنقلب حياتها رأساً على عقب، وتتغير أولوياتها، ويتبادر إلى ذهنها عدة تساؤلات عن كيفية التعامل معه، متى سيكف عن البكاء؟ متى يمكن أن يأكل وماذا؟ في هذا المقال سنعرض جدول إدخال الطعام للرضع وكيفية تقديمه.
متى يأكل الرضيع؟
تُوصي منظمة الصحة العالمية بالاعتماد فقط على الرضاعة لتغذية الطفل -سواء رضاعة طبيعية أو رضاعة صناعية- حتى إتمام ٦ أشهر، إذ يستمد الرضيع كل العناصر الغذائية التي يحتاجها من الرضاعة، وبعد إتمام ٦ أشهر نُدخل التغذية التكميلية تدريجياً، ما زال الحليب هو المصدر الأساسي للتغذية، ولكن يُدخل الطعام فقط لتهيئة الطفل على تقبل الأطعمة الجديدة وبناء عادات غذائية.
وتنصح منظمة الصحة العالمية بإكمال الرضاعة الطبيعية حتى يبلغ الطفل ٢٤ شهراً، وإكمال الرضاعة الصناعية حتى عمر ١٢ شهراً ثم الإكمال على حليب كامل الدسم مبستر.

علامات استعداد الطفل لإدخال التغذية التكميلية
قبل البدء بإدخال الطعام للرضيع يجب التأكد من استعداد الطفل التام لهذه المرحلة، وذلك بالتأكد من توفر عدة شروط وهي:
- أن يكون الطفل قادرًا على التحكم برأسه.
- أن يكون قادرًا على الجلوس.
- أن يراقب البالغين في أثناء تناول الطعام.
- أن يكون قادرًا على التحكم بلسانه.
- أن يعبر الطفل عن رغبته في الطعام بالميل إلى الطعام وفتح فمه.
وبعد معرفة العمر المناسب لإدخال الطعام والعلامات التي تدل على استعداد الطفل لذلك، سوف نعرض جدول إدخال الطعام للرضع.
جدول إدخال الطعام للرضع
مع إتمام الطفل ٦ أشهر وتوافر الشروط المطلوبة نُدخل الغذاء التكميلي تدريجياً بالشكل الآتي:
في الشهر السادس
يحاول الطفل اكتساب مهارة المضغ لذلك نقدم له الطعام مطهوًا ومهروسًا بشكل ناعم جدًا حتى يتمكن من بلعه، ويحصل على وجبة واحدة في اليوم تتكون من ملعقة إلى ثلاث ملاعق من الخضراوات أو الفاكهة.
ويُنصح بالبدء بالخضراوات أولاً ثم الفاكهة حتى يتقبل الطفل طعم الخضراوات، ونُجرب صنفًا واحدًا فقط لمدة ثلاثة إلى خمسة أيام لمتابعة التحسس من الطعام، ثم يمكن بعد ذلك دمجه مع صنف آخر.
في الشهر السابع والثامن
يحصل الطفل على وجبتين إلى ثلاث وجبات في اليوم، مقدار الوجبة نصف كوب، ويمكن إدخال الحبوب مثل: الأرز المسلوق والشوفان ثم البروتين.
ونُدخل البروتين تدريجيًا، إذ نبدأ بالبروتين سهل الهضم أولاً، فنبدأ بالزبادي المبستر كامل الدسم ثم صفار البيض ثم البيضة كاملة ثم إضافة اللحوم، ويجب طهو البروتين بشكلٍ جيد قبل تقديمه إلى الطفل.
من الشهر التاسع إلى الثاني عشر
يحصل الطفل على وجبتين إلى ثلاث وجبات في اليوم، مقدار الوجبة نصف كوب، ويمكن إضافة وجبة خفيفة صحية بين الوجبات مثل بعض الفاكهة.
ويجب أن تكون الوجبات المُقدمة للطفل صحية وكاملة العناصر الغذائية، أي تحتوي على البروتينات والنشويات والخضروات أو الفاكهة.
محظورات الطعام قبل إتمام الرضيع عمر السنة
هناك بعض الأطعمة التي يجب أن نتجنبها قبل أن يتم الرضيع ١٢ شهرًا وهى مثل:
العسل
يجب تجنب تقديم العسل للطفل فهو قد يحتوي على بكتيريا قد تؤدي إلى إصابته بنوع من أنواع التسمم الغذائي يسمى بالبوتيوليزم أو التسمم الوشيقي، ويمكن استبدال العسل لتحلية الطعام بالتمر أو إضافة بعض الفاكهة.
الملح
إذ يصعب على كلية الطفل التخلص منه مما يسبب حملًا زائدًا على الكلى.
السكر
فقد يسبب السكر تسوس الأسنان اللبنية، ويزيد من خطر إصابة الرضيع بالسمنة، وقد يرفض الطفل حليب الأم.
الحليب البقري أو الجاموسي
يجب تجنب تقديم الحليب البقري أو الجاموسي قبل عمر السنة لعدم قدرة الجهاز الهضمي للطفل علي هضمه بشكلٍ كامل، فهو يحتوي على نسبة عالية من البروتينات والمعادن فيزيد العبء على الكلى.
العصائر
إذ تحتوي العصائر على نسبة عالية من السكر.
ولمعرفة المزيد حول إدخال الأعشاب للرضع قبل عمر ٦ أشهر يمكن الإطلاع على الأعشاب للرضع.
علامات تحسس الطعام عند الأطفال
والآن بعد إيضاح جدول إدخال الطعام للرضع يجب معرفة علامات التحسس من الطعام، فهناك بعض العلامات التي قد تظهر على الطفل بعد إدخال صنف جديد التي تدل على تحسس الطفل من هذا الصنف مثل:
- الإسهال أو الإمساك.
- مغص وآلام بالمعدة.
- ظهور التهابات بمنطقة الحفاض.
- طفح جلدي.
- احتقان الوجه واليدين.
- التهابات حول الفم أو تقرحات.
في هذه الحالة نتوقف عن إدخال أي أطعمة جديدة حتى يُشفى الطفل تمامًا من هذه الأعراض.
ومن أشهر الأطعمة التي تسبب حساسية:
- الحليب.
- القمح.
- البيض.
- الفول السوداني.
- الفول الصويا.
- الأسماك.
لذلك يجب مراقبة الطفل جيدًافي أثناء إدخال هذه الأطعمة.
قوام الأطعمة المقدمة للرضيع

وفقاً لجدول إدخال الطعام للرضع يُدرَّج قوام الطعام حتى يكتسب الطفل مهارة البلع والمضغ بشكلٍ صحيح حتى نتجنب خطر حدوث اختناق.
إذ نبدأ بالطعام مهروسًا بشكلٍ جيد، ثم نقدم الطعام مهروسًا بطريقة أقل، ثم نقدم طعام الأصابع، وذلك بتقديم الخضراوات والفاكهة المطهوة اللينة مقطعة بشكلٍ مناسب ونقدمها للطفل وندعه يمسك بها ويكتشفها ونراقبه جيدًا، وعندما يتمكن الطفل من مضغ وبلع هذا القوام نقدم له الطعام بصورته العادية.
في النهاية، مرحلة إدخال الطعام للرضع مرحلة صعبة، لذلك يجب اتباع طريقة إدخال الطعام بالشكل الموضح في فقرة جدول إدخال الطعام للرضع وتجنب الممنوعات، والتحلي بكثيرٍ من الصبر فهي مرحلة فوضوية، وقد يؤدي شعور الأم بالتوتر والضغط إلى رفض الطفل للطعام.