تعاني كثير من الأمهات مع أطفالها وقد لا تنام لليالي طويلة؛ بسبب صراخ طفلها لفترات طويلة، نتيجة تعرضه لمغص أو شعوره بعدم الراحة، كل هذا بسبب حساسية الألبان.
كذلك قد تظهر عليه أعراض الحساسية من طفح جلدي، وتورم الشفاه، والشعور بالحكة، واضطرابات بالجهاز التنفسي.
إذ أن حساسية الألبان، هي نتيجة لرد فعل تحسسي لإحدى البروتينات الموجودة في اللبن أو كليهما.
لذلك دعنا نتعرف سويًا إلى أسبابها، وأعراضها، وكيفية تشخيصها، والطرق المختلفة لتجنبها.
كيف تختلف حساسية الألبان عن عدم تحمل اللاكتوز (Lactose Intolerance)؟
تُعد حساسية بروتين اللبن واحدة من أكثر أنواع الحساسية شيوعًا لدى الأطفال.
يحتوي لبن الأبقار على بروتين الجبن أو الكازيين (Alpha S1- casein protein)، وهو المسبب الرئيسي لهذا النوع من الحساسية، وهو متواجد أيضًا في ألبان الماعز والأغنام.
ويُعد الكازيين واحدًا من أهم مسببات الحساسية لدى الأطفال، بالإضافة إلى البيض، والفول السوداني، والأسماك، والمحار، والقمح، وفول الصويا، هؤلاء أيضًا أسباب أخرى لحساسية الأطفال.
بينما ينتج مرض عدم تحمل اللاكتوز (Lactose intolerance)؛ نتيجة لنقص إنزيم اللاكتاز (Lactase enzyme) المسؤول عن استقلاب اللاكتوز في الأمعاء.
قد يختلط الأمر على كثير من الناس بين حساسية الحليب وعدم تحمل اللاكتوز؛ نتيجة لتشابه أعراضها.
ما هي أسباب حساسية بروتين اللبن؟
تبدأ عادةً حساسية الحليب عند تعرض الطفل لأول مرة إلى لبن الأبقار، عند تناوله اللبن الصناعي؛ نتيجة لاحتوائه على لبن الأبقار.
كذلك قد تظهر لاحقًا عند إطعام الطفل أطعمة صلبة، قد تحتوي هذه الأطعمة على منتجات الألبان ومشتقاتها؛ مما قد يسبب الحساسية.
عادةً يتخلص الطفل من هذا النوع من الحساسية عند بلوغه سن الخامسة.
حساسية الألبان والرضاعة الطبيعية
عندما يتعلق الأمر بتغذية الطفل، تُصبح الرضاعة الطبيعية هي الحل الأمثل للطفل، إذ إنها توفر جميع العناصر الغذائية اللازمة للطفل، وتقيه من الأمراض.
لكن في بعض الأحيان، قد يصاب الطفل الرضيع بحساسية اللبن؛ لأن لبن الأبقار الذي تتغذى عليه الأم قد ينتقل للطفل عن طريق لبن الأم في أثناء الرضاعة.
لذلك يجب على هذه الأم تجنب الألبان، بما في ذلك:
- الجبن.
- الزبادي.
- الزبد.
أيضًا تجنب الأطعمة التي قد يدخل في إعدادها اللبن أو مشتقاته، مثل:
- الشيكولاتة.
- السمن الصناعي.
- اللحوم المصنعة كالنقانق.
- الأطعمة المعلبة.
- المخبوزات مثل الكيك والكوكيز.
لذلك يُطلب من المصانع المنتجة لهذه المنتجات وضع ملصقات بالمكونات المستخدمة، وإدراج المواد التي قد تسبب هذه الحساسية بالملصقات.
ما هي اعراض حساسية الالبان؟

عادة تظهر اعراض حساسية الالبان بعد عدة دقائق وقد تصل إلى أيام قليلة، بعد التعرض للبن الأبقار أو إحدى منتجاته.
تكون الأعراض تدريجية أو سريعة، قد تشمل هذه الأعراض التدريجية ما يلي:
- إسهال.
- تقلصات البطن.
- رفض الطعام.
- طفح جلدي.
- سيلان الأنف.
- تدمع العينين.
بينما الأعراض السريعة والحادة التي يندر حدوثها، مثل:
- القيء وقد يكون مصاحبًا بالدم.
- صفير عند التنفس.
- تورم الشفاه والحلق.
- ضيق التنفس.
- شرى.
- إسهال مصحوبًا بالدم.
كيف يُشخص مريض حساسية الألبان؟
لا يوجد عادةً اختبار واحد لتشخيص حساسية بروتين اللبن.
لكن يشُخص المريض بعد مراجعة الأعراض واستبعاد الحالات الطبية الأخرى، مثل عدم تحمل اللاكتوز، وغيرها من الحالات التي قد تسبب الأعراض نفسها.
وتشمل هذه الاختبارات:
- اختبارات الدم للكشف عن نسبة الأجسام المضادة للجلوبيولين المناعي E في الدم (IgE).
- تحليل البراز.
- اختبار الحساسية، بما في ذلك وخز الجلد أو اختبار الرقعة.
- اختبار تحدي الطعام.
أيضًا، قد يطلب الطبيب اتباع ما يسمى بنظام غذائي استبعادي (elimination diet).
النظام الغذائي الاستبعادي (Elimination Diet)
هو عبارة عن إطعام الطفل تركيبات خالية من لبن البقر ومشتقاته، أو تجنب الأم لبن البقر إذا كانت ترضع طفلها.
إذ تظهر البروتينات من المنتجات التي تأكلها الأم في حليب الثدي في غضون 3-6 ساعات، وقد تبقى لمدة تصل إلى أسبوعين.
يستمر هذا النظام لمدة أسبوع إلى أسبوعين، ثم يعاد تقديم لبن البقر للطفل لمعرفة ما إذا كانت أعراض الحساسية سوف تعود أم لا.
يستطيع الطبيب بهذه الطريقة معرفة ما إذا كان الطفل يعاني حساسية الألبان.
من هم الأكثر عرضة لحساسية الحليب؟
تحدث عادةً للأطفال الرضع أو صغار السن وتنتهي عند بلوغهم سن الخامسة.
لكن قد يكون الشخص معرضاً لهذا النوع من الحساسية إذا كان:
- لديه أي نوع آخر من الحساسية.
- يعاني الأكزيما (Eczema).
- يعاني أحد الوالدين أو كليهما من حساسية الطعام، أو أي حساسية أخرى مثل الربو، أو الأكزيما، أو حمى القش (Hay Fever).
ما هي طرق الوقاية والعلاج
إذا تبين أن الطفل يعاني حساسية اللبن، قد ينصح الطبيب الأم بالطرق المختلفة للتعامل مع طفلها.
يتضمن هذا إزالة جميع منتجات حليب الأبقار من نظام الطفل الغذائي لفترة من الوقت، أيضًا قد يصف تركيبة خاصة للرضع لا تحتوي على لبن البقر.
أما إذا كان الطفل يرضع رضاعةً طبيعيةً، قد ينصح الطبيب الأم بعدم تناول الأطعمة المدرج بصنعها بروتين اللبن المسبب للحساسية.
أنواع اللبن الصناعي لمرضى حساسية الألبان
يوجد عديد من التركيبات الخالية من حليب البقر، هذه الأنواع هي التي ينصح بها الطبيب الأم، في حال تبين إصابة ابنها بحساسية الحليب.
من ضمن هذه الألبان الصناعية:
- التركيبات المصنوعة من بروتين الصويا (Soy Formula)، لكن بين 8-14 في المئة من الأطفال قد يتجاوبون أيضًا مع الصويا.
- التركيبات المحللة مائيًا بشكل كبير، يُكسر هذا النوع بروتين اللبن إلى أجزاء صغيرة جدًا؛ لتقليل احتمالية حدوث رد فعل مناعي.
- تركيبات أساسها الأحماض الأمينية، هي للأطفال غير القادرين على تحمل التركيبات المحللة مائيًا.
لكن يجب العلم بأن كلما تحللت التركيبة مائيًا، قل تقبل طعمها بالنسبة للطفل.
بعض النصائح الهامة للتعايش مع حساسية لبن البقر

هذه أهم النصائح التي يجب اتباعها، لسهولة التعايش مع حساسية اللبن:
- يجب الحصول على الفيتامينات والمعادن اللازمة للجسم عن طريق البروكلي، والسبانخ، ومنتجات الصويا.
- المتابعة مع طبيب تغذية للحصول على خطة غذائية سليمة.
- ينصح بتجربة بدائل الألبان مثل لبن الصويا، والشوفان، واللوز المدعم بالكالسيوم وفيتامين د (Vit D).
- استخدام السمن النباتي بدلًا من الحيواني.
- الابتعاد عن المنتجات التي لا تحمل ملصقات.
- اقرأ دائمًا ملصقات المنتجات قبل شرائها.
- تحقق من ملصقات مستحضرات التجميل، والمراهم، والكريمات، إنها قد تحتوي على بروتين اللبن.
- تحقق قبل تناول أي دواء؛ إذ قد تحتوي بعض الأدوية على مصل اللبن المصنوع من حليب البقر.
ختامًا، علمًا منا أنه من المؤلم لأي أم رؤية طفلها يتألم، خاصةً إن كان السبب شيئًا طبيعيًا مثل الطعام أو شرب اللبن.
لكن بمشاركة أفراد العائلة والأصدقاء، والمعرفة بأن آخرين يمرون بمثل هذا، يكون هذا كافياً للاستمرار بإيجابية.
فكوني مطمئنة -أيتها الأم- لأنك تستطيعين السيطرة على حساسية الألبان من خلال التغيرات الغذائية اللازمة.
المصادر
كتابة: ريهام سامي حبيب