تنشأ حساسية الطعام كرد فعل من الجهاز المناعي بعد تناول نوع معين من الطعام بأي كمية، وتتفاوت الأعراض بين بسيطة إلى حادة وفي بعض الأحيان مهددة للحياة. أما الإمساك فهو اضطراب في الجهاز الهضمي يسبب صعوبة في التبرز.
سوف نتعرف في هذا المقال إذا كانت هناك علاقة بين حساسية الطعام والإمساك…
حساسية الطعام
تعد حساسية الطعام أكثر شيوعًا لدى الأطفال، وذلك لعدم نضوج الجهاز المناعي وقد تختفي مع تقدم العمر. أما حساسية الطعام لدى البالغين فتميل إلى كونها حساسيةً مزمنةً.
أعراض حساسية الطعام:
- حكة أو وخز في الفم.
- حكة أو إكزيما.
- تورم الوجه أو الشفتين أو اللسان.
- احتقان في الأنف.
- صعوبة في التنفس وضيق المسالك الهوائية.
- دوار.
- هبوط في ضغط الدَّم أو إغماء.
- قيء أو ألم في المعدة.
- حالات من الإسهال والإمساك.
يعد التأق وهو رد فعل تحسسي من أكثر مضاعفات حساسية الغذاء خطورة.
أي طعام يمكنه إحداث الحساسية ولكن فيما يلي نستعرض أهم سبعة أغذية مسببة للحساسية الغذائية:
- اللبن.
- البيض.
- القمح.
- الصويا.
- المكسرات.
- المأكولات البحرية.
- الفول السوداني.
يتعرف الجهاز المناعي على مادة معينة في الطعام كمادة غريبة عن الجسم ويحفز الخلايا على إخراج جسم مضاد معروف باسم الغلوبولين المناعي (IgE) وإطلاق مادة الهستامين ومواد أخرى تسبب ظهور أعراض الحساسية.
تشمل عوامل خطر الإصابة بحساسية الطعام التي تزيد من فرصة إصابتك به:
- التاريخ العائلي: إذا كان أحد أفراد عائلتك يعاني حساسية تجاه الطعام أو الربو أو الإكزيما.
- إذا كنت تعاني حساسيةً أخرى مثل الربو أو حمى القش أو الإكزيما أو حساسية تجاه نوع آخر من الطعام.
- العمر: الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالحساسية الغذائية.
التشخيص
يقيم الطبيب الحالة بناءً على تاريخ المريض وعائلته والطعام المُتناول قبل ظهور الأعراض، وقد يطلب منك كتابة يوميات لطعامك كي يستبعد الأطعمة المشتبه بها.
قد تساعد الاختبارات الآتية في التشخيص:
- اختبار وخزة الجلد:
تُوضع كمية صغيرة من المادة المشتبه بها على الجلد ويوخز الطبيب الجلد للسماح لها بالدخول تحت سطح الجلد، إذا كنت تعاني حساسية تجاه هذه المادة سيظهر نتوء أو تورم مكان الوخز.
- اختبار فحص نسبة الغلوبولين E في الدَّم.
- تحدي الغذاء الفموي تحت الإشراف الطبي:
يُعطى المريض في العيادة كميات متزايدة من الطعام المشتبه به لمعرفة إذا كان المسبب في الحساسية أم لا.
تجنبك للطعام المسبب لحساسية الغذاء هو العلاج الأمثل، ولكن قد تساعدك مضادات الهستامين في حالات رد الفعل التحسسي البسيط.
في حالات رد الفعل التحسسي الشديد يُرجى التوجه إلى الطوارئ.
الإمساك

يعد الشخص مصابًا بالإمساك في الحالات التالية:
- إذا كانت مرات التبرز أقل من 3 مرات أسبوعيًا.
- إذا كان البراز صلبًا.
- إذا تطلب التبرز بذل جهد ملحوظ.
- إذا كان التبرز غير كامل.
ويسمى الإمساك مزمنًا إذا استمر لمدة أسابيع أو أكثر، مما قد يدل على حالة مرضية أخرى مسببة له.
لماذا يحدث الإمساك؟
يحدث بسبب كسل في الأمعاء وهو أكثر انتشارًا في النساء عن الرجال ويزداد مع تقدم العمر، ومن أسبابه أيضًا:
- تغيير في عادات الأكل.
- عدم شرب الماء بشكل كافِ أو عدم تناول الغذاء الغني بالألياف.
- التوتر.
- قلة النشاط البدني.
- الحمل.
- قصور الغدة الدرقية.
- انسداد القولون أوالمستقيم بسبب الأورام، والتهاب المستقيم، وانسداد الأمعاء.
- مشكلات في الجهاز العصبي مثل: مرض الباركنسون، والتصلب المتعدد.
- الأدوية مثل مضادات الحموضة المحتوية على الألومنيوم، والأدوية المضادة للاكتئاب، وأدوية علاج نقص الحديد.
- تناول منتجات الألبان بكثرة.
- متلازمة القولون العصبي.
ومن مضاعفات الإمساك: الشق الشرجي، والبواسير، وهبوط المستقيم، وانحشار البراز.
العلاج
تغيير النظام الغذائي ونمط الحياة
- يُراعى تناول الخضراوات والفواكه الغنية بالألياف مثل البروكلي، والقرع العسلي، والأفوكادو، والإجاص، والتفاح، والقراصيا.
- حاول ممارسة الرياضة بانتظام.
- يُفضل تناول المشروبات الدافئة في الصباح وتناول من 8 إلى 10 أكواب من الماء يوميًا.
- تناول المشروبات المُعالجة للإمساك مثل زيت جوز الهند.
- لا تتجاهل الحاجة إلى التبرز.
الملينات
تُعطى في حالة فشل تغيير النظام الغذائي ولكن بشكل معتدل لتجنب الاعتماد الكلي عليها.
الجراحة
تُحفظ للحالات المقاومة للعلاج وتتمثل في استئصال جزئي للقولون.
حساسية الطعام والإمساك
بعد تعرفنا على خصائص كلًا من حساسية الطعام والإمساك وأعراضهما، وأسبابهما، وطرق العلاج؛ هل أثبتت الدراسات وجود علاقة بينهما؟
في البداية أثبتت بعض الدراسات الصلة بين حساسية بروتين حليب البقر والإمساك لدى الأطفال، وبتوقف الأطفال عن تناول هذا النوع من الحليب تحسنت أعراض الإمساك.
ومع التوسع في الدراسات، أظهر الباحثون أن الإمساك عرض لأنواع أخرى من حساسية الأغذية مثل البيض، والقمح، والصويا، والذرة.
يرجع السبب إلى تورم بطانة الأمعاء نتيجة الحساسية مما قد يؤدي إلى بطء في حركة الأمعاء والإمساك.
لذلك يجب على الأمهات قراءة مكونات الأطعمة جيدًا، وملاحظة أي أعراض على الطفل، ومعرفة بدائل الحليب؛ فالرضاعة الطبيعية هي المصدر الأنسب لغذاء الطفل وكلما كانت فترة الرضاعة أطول كلما قلت فرصة تعرض الطفل لخطر الإصابة بحساسية الطعام.
كما يمكن تبديل حليب البقر بحليب الصويا في حال عدم معاناة الطفل حساسية الصويا.
استخدام البروبيوتيك في علاج الإمساك

البروبيوتيك هي بكتيريا جيدة تشبه تلك الموجودة في الأمعاء، ويمكنها تحسين الميكروبات الجيدة التي تلعب دورًا هامًا في التمثيل الغذائي.
تحتوي بعض الأطعمة على البروبيوتيك طبيعيًا مثل:
- الزبادي
- المخللات
- بعض أنواع الأجبان مثل جبنة الحلوم والجبنة الزرقاء
- الملفوف المحمر
- الحليب الرائب
أشارت بعض الدراسات إلى أن تناول البروبيوتيك لمدة من 3 إلى 12 أسبوعًا يؤدي إلى تواتر البراز لدى الأطفال المصابين بالإمساك واتساق حركة الأمعاء، ولكن وجود سلالات عديدة منها يحتاج إلى مزيد من الدراسات لمعرفة السلالة المناسبة لعلاج حساسية الطعام والإمساك.
كما أن إدارة الدواء والغذاء الأمريكية تصنفها كمكمل غذائي مما يعفيه من الخضوع من التنظيم مثل الأدوية.
والآن لنتحدث عن بعض الحالات المرضية المشابهة لحساسية الطعام:
عدم تحمل الغذاء
يسبب عدم تحمل الطعام ظهور نفس أعراض حساسية الغذاء ولكن بحدة أقل، وتشمل أسبابه غياب الإنزيم اللازم لاكتمال عملية الهضم دون تدخل من الجهاز المناعي.
مثال: عدم تحمل اللاكتوز
تؤدي قلة إنتاج الإنزيم المسؤول عن هضم اللاكتوز الموجود في الحليب إلى تراكم اللاكتوز وتخمره وإنتاج غاز الميثان الذي يبطأ حركة الأمعاء مسببًا الإصابة بالإمساك.
التسمم الغذائي
تصنع البكتيريا الموجودة في الأطعمة الفاسدة سمًا يؤدي إلى تفاعلات ضارة قد يكون أحدها رد الفعل التحسسي.
الحساسية تجاه المضافات الغذائية
قد تنتج الحساسية بعد تناول المواد المضافة إلى الطعام مثل المواد المُستخدمة في حفظ الفاكهة المجففة والسلع المُعلبة.
سمية الهستامين
تحتوي بعض الأسماك على كميات كبيرة من البكتيريا وكميات من الهستامين التي تسبب أعراضًا مشابهة لأعراض حساسية الطعام.
ذكرنا في هذا المقال ما توصل له العلم من وجود علاقة بين حساسية الطعام والإمساك وخصوصًا لدى الأطفال وما يجب على الأم اتباعه للمحافظة على صحة طفلها للوقاية من أعراض الحساسية بتجنب الأكلات المسببة لها والوقاية من الإمساك للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي.