fbpx

حساسيّة الطّعام | الدّخيل الوهميّ

1.4K

عزمتْ صديقة والدة عمر على إعطائه علبةً من لبن الفراولة، ولكن سريعًا ما نهضتْ أمّه مسرعةً، وقالتْ: عفوًا! لا يستطيع ابني شرب هذا؛ لأنّه يعاني من حساسيّة الّلبن. 

حساسيّة الطّعام، ما هي وما أنواعها وأعراضها وأسبابها، وكيف يمكن التّعامل معها؟ كل ذلك وأكثر في هذا المقال. 

ما هي حساسيّة الطّعام؟

إنَّ حساسيّة الطّعام هي ردّ فعل هجوميّ من الجهاز المناعيّ – غير طبيعيّ – تُجاه أكلٍ ما؛ حيثُ يتعامل مع بعض الخصائص الكيميائيّة للأكل على أنَّها خطر على الجسم؛ لذلك يَشُنّ هجومًا كأنّه دخيل خطير.
إنَّ المسؤول عن هذا الهجوم هو الجلوبيولين المناعي E، ويتسبّب فَرْط نشاطه في حساسيّة الطّعام. 

 أعراض حساسيّة الطّعام

– تختلف حدّة الأعراض من شخص لآخر. 

– تتدرّج حدّة الأغراض من غير مريحة إلى حادّة وخطيرة، وقد تظهر في خلال بضع ثوانٍ، دقائقَ، وقد تمتد إلى ساعتين. 

وأشهر تلك الأعراض

  • الشّعور بالوَخْز واحمرار في الفمّ.
  • انتفاخ في الفمّ، الوجه، الحلق وأماكن أخرى في الجسم.
  • صعوبة البلع.
  • ظهور طفح جلديّ مثل مرض الشّرى Urticaria،

أحيانًا قد تظهر حبوب حمراء مع طفح جلديّ دون أنْ يكون ذلك مرض الشّرى.

  • أكزيما.
  • صوت صفير مع التّنفّس، أو ضيق في التّنفّس.
  • الشّعور بالدّوار.
  • الغثيان والقيء.
  • الإسهال.
  • رشح.
  • حكّة في العين.

صدمة الحساسيّة

أكثر الأعراض خطورةً، وهي ردّ فعل أعنف من الجسم، تتمّثل أعراضها في مثل الآنفة ذكرها، ولكن تزيد أيضًا:

  • انتفاخ الّلسان.
  • صعوبة في التّنفس تصل إلى الإختناق.
  • ضيق الصّدر. 
  • مواجهة صعوبة في التّكلم.
  • الشّعور بالتّعب والتّدهور.
  • فقد الوعي. 

إنَّ صدمة الحساسيّة من حالات الطوارئ الطّبيّة، لذلك يرجى الاتصال بالإسعاف لسرعة التّدخل الطّبيّ، وإلا قد تشكّل خطرًاعلى حياة المريض. 

هل تؤدّي حساسيّة الطّعام إلى الوَفاة ؟

في بعض الأحيان تسبّب أعراضًا حادّة جدًا (صدمة الحساسيّة)؛ قد تؤدّي إلى الوَفاة إذا لم يتمّ التّدخل الطّبيّ سريعًا.

أنواع حساسيّة الطّعام

أنواع حساسيّة الطّعام

إنَّ هذه الأنواع الثّمانية الآتية تمثّل 90٪ من أنواع حساسيّة الطّعام المنتشرة، وهي:

1.حساسيّة الحليب 

حساسيّة الحليب

عند شرب الحليب وخاصّةً حليب البقر، الأطفال المصابون بالحساسيّة تحت عمر الثّلاث سنواتٍ سيُظهرون أعراض حساسيّة الطّعام مثل ما ذكر. 

إنَّ 2 إلى 3 ٪ من الأطفال مصابون بذلك النّوع، لكن مع عمر الثّالثة تقلّ حدّته بنسبة كبيرة. 

في هذا النّوع خاصّةً، يختلط الأمر على المصابين، فيَخْلِطون بينه وبين عدم تحمّل الّلاكتوز، لكن في الحقيقة ليس هناك أدنى تشابه أو علاقة بينهما. 

فعند تعرّض المصاب إلى الحليب، ستظهر عليه أعراض حساسيّة الطّعام نفسها باختلاف حدّتها؛ لأنَّ ذلك تدخُّل من جهازه المناعيّ.

 على عكس الحال في عدم تحمّل الّلاكتوز، الذي لا يكون فيه أيّ تدخّل مناعيّ؛ ولكن كل ما في الأمر أنَّه قصور في أنزيم الّلاكتيز المسؤول عن هضم الّلاكتوز الموجود في الّلبن؛ لذلك يشعر الطّفل بعدم راحة وقيء وإسهال وأحيانًا وجعًا بالبطن. 

 2.حساسيّة المحّار

تنتج بسبب البروتينات الموجودة في القشريّات والرّخويّات، ويشمل:

  • الجمبري. 
  • الرّوبيان.
  • سلطعون النّهر (جراد البحر). 
  • سرطان البحر.
  • الحبّار.
  • المحّارات الصّدفيّة.

يُعَدُّ بروتين التروبوميوزين هو الأكثر تحفيزًا للحساسيّة، والأرجينين كينيز أيضًا. 

يكون تشخيص حساسيّة المحّار أو المأكولات البحريّة صعبًا ؛ وذلك لإمكان احتوائها على بعض الملوثات؛ التي من الممكن أنْ تكون بكتريا أو فيروسًا؛ يسبّب أعراضًا مشابهة للحساسيّة. 

من المؤسف قول إنَّ تلك الحساسيّة لا تذهب مع تقدم العمر؛ لذلك يجب تجنّب كلّ ما هو محفّز لها من النّظام الغذائيّ تمامًا. 

3.حساسيّة السّمك

يصيب 2٪ من الكبار. قد يعاني البعض من حساسيّة السّمك وذلك بعد أكل نوع من أنواع لحوم السّمك؛ حيثُ سيبدأ الجهاز المناعيّ بردود الأفعال العنيفة غير الطّبيعيّة تُجاه البروتينات داخل السّمك. تشمل الأعراض، نفسها أعراض الحساسية العامة.

تستطيع الوقاية عن طريق عدم تناول السّمك، لكن إذا نصحكَ الطّبيب بتناول البعض بعد الفحوصات وخاصّة إذا كانت الأعراض ليست حادة؛ فيمكنكَ تناول نوع آخر والذي لنْ يسبّب لكَ أعراض الحساسيّة في المرّة السابقة تجربةً؛ لأنَّ التّحسّس لنوع سمكٍ ما، لا يعني التّحسّس تُجاه كل الأنواع. 

4.حساسيّة القمح

التّحسّس لأحد أنواع بروتين القمح، يصيب الأطفال عادةً ومع ذلك، فهم يستطيعون تجاوزه عند العاشرة. 

تشمل أعراضه، الأعراض العامة نفسها.غالبًا ما يُخْلط بينها وبين حساسيّة الجلوتين؛ على الرَّغْم من أنَّ حساسيّة الجلوتين قد تسبّب بعض الأعراض المشابهة لحساسيّة القمح، لكنَّها ليست مهددة للحياة؛ حيثُ إنَّ سببها لا يكون استجابة مناعيّة. 

يجب تجنّب القمح ومشتقاته و الحصول على دقيق من حبوبٍ أخرى كوقاية. 

يمكنك اتّباع نظام غذائيّ خالي من الجلوتين؛ لأنَّه سيوفّر لكَ الأطعمة التي لا تحتوي على قمح.

5. حساسيّة المكسّرات

هو التّحسّس من بعض أنواع المكسّرات، ونسبته ليست بقليلة. 

بعض أنواع المكسّرات التي يُتحسّس منها:

قد يصاب الشّخص بتحسّس تُجاه أحد أنواع تلك المكسّرات، أو أيّ من الأطعمة المصنوعة منها.
يُنصح بعدم تناول أيّة مكسّرات حتى لو كان التّحسّس إلى نوع أو نوعين فقط؛ لأنَّ ذلك قد يولِّد تحسُّسًا تُجاه الأنواع الأخرى؛ ممّا سيكون خطرًا على حياة المصاب.

 6.حساسيّة الفول السّودانيّ

حساسيّة المكسّرات

يصيب ذلك النوع 4-8 ٪ من الأطفال و 1-2 ٪ من الكبار. 

يشبه حساسيّة المكسّرات كثيرًا، ولكن نسبة 15-22 ٪  من المصابين تزول حساسيّتهم مع سنّ المراهقة.

 يُفضّل عدم التّعرّض أو تناول الفول السّودانيّ أو أيّ من وَصَفاته، خاّصةً زبدة الفول السّودانيّ؛ وذلك تجنُّبًا لأيّ ردّ فعل تحسّسيّ. 

7.حساسية البيض:

من أكثر الأنواع شيوعًا بين الأطفال؛ ومع ذلك فإن حوالي 68٪ من الأطفال يتخلّصون منها في عمر ال16. 

٨.حساسيّة الصّويا:

تصيب 4.0% من الأطفال وغالبًا تحت سنّ الثّالثة. 

يتحسّس المصاب تُجاه أحد بروتينات فول الصّويا، ومع ذلك نسبة 70٪ من الأطفال يستطيعون تجاوزها مع النّموّ. 

يجب تجنّب كلّ الأطعمة التي تحتوي على الصّويا مثل لبن الصّويا وصوص الصّويا. 

اختبار حساسيّة الطعام 

يستخدم هذا الاختبار عادةً لتحديد ما إذا كان هناك حساسيّة من طعامٍ ما بالفعل، أمْ أنَّه مجرّد عدم تحمّل الطّعام.

أنواع الاختبار

أ. اختبار حساسيّة الطّعام عبر الجلد 

إنَّها الطّريقة الأشهر لاختبار الحساسيّة، يذْهَب إلى طبيب حساسيّة مختصّ ومحترف للفحص؛ وذلك لكي يكون مهيّأً للتّعامل مع أيّ ردّ فعل جسديّ من الطّفل.

 يكون الاختبار عن طريق خدش الطّبقة الأولى من الجلد في منطقتيّ السّاعد أو الظهر بالطّعام المسبّب للحساسيّة أو حبوب الّلقاح الخاصّة به.

 إذا كان الطّفل لديه تحسّسًا بالفعل من ذلك الطّعام، فسيبدأ الجلد بالتورّم في منطقة الخَدْش، وسيذهب ذلك التورّم في خلال عدّة ساعات. 

من الممكن تجربة العديد من مسبّبات الحساسيّة في جلسة واحدة، لن يكون بالشّيء المريح؛ لكن لا يوجد أيّ مخاطر على الطّفل.

هناك طرقًا أخرى عبر الجلد، وذلك عن طريق الحَقْن ولكن لا يعَدُّ شائعًا كثيرًا. 

ب. اختبار حساسيّة الطّعام عبر الدّم 

يقيس هذا الاختبار نسبة الجلوبيولين IgE في الدّمّ، الذي ينتجه الجهاز المناعيّ؛ لمجابهة الدُّخلاء مثل البكتريا، الفيروسات ومسبّبات الحساسيّة (الذي يعتبرها خطرًا).

 تختلف الأجسام المضاّدة باختلاف التفاعل؛ لذلك يستطيع اختبار قياس مسبّبات الحساسيّة في الدّمّ معرفة إذا كان حساسيّة أو لا.

كيفيّة الاختبار

*يجب اخبار الطبيب عن أيّ أدوية يأخذها الطّفل؛ لأنَّها قد تحتوي على مضادّات الهستامين؛ ممّا سيؤثّر على نتيجة الاختبار.

  • تعقيم المكان الذي سيُؤخذ منه الدّمّ (عادةً يكون في الكوع أو في ظهر اليدّ). 
  • وضع العاصبة فوق منطقة الكوع؛ ليَسهُل استخراج الدّمّ من الوريد. 
  • يحْقن بسرنجة لاستخراج عيّنة صغيرة من الدّمّ. 
  • تُزال العاصبة والسّرنجة بعد الانتهاء. 

*في حالة الأطفال الرُّضع تُسحب العيّنة من الكعب وذلك أسهل وأأمن بالنّسبة لهم. 

في خلال أيّام، تخرج الّنتائج بالتفصيل، ومن خلالها يمكن معرفة إذا كان يوجد حساسيّة طعام أم لا.

حساسيّة الطّعام وعدم تحمّل الطّعام

 يعّدُّ الفرق الأساسيّ بين حساسيّة الطّعام وعدم تحمّل الطّعام هو الجهاز المناعيّ، فالجهاز المناعيّ يبدأ في إظهار أعراض الحساسيّة عند دخول العوامل المسبّبة للحساسيّة الدّمّ.

بعكس عدم تحمّل الطّعام فهو نقص في أنزيمات معيّنة مسؤولة عن هضم الأكل. يمكنكَ مشاهدة الحمية الأمثل لعدم تحمّل الطّعام من هنا.

 حساسيّة الطّعام عند الأطفال

تصيب حساسيّة الطّعام حوالي 8 ٪ من الأطفال حول العالم، وعادة تصيب من هم دون الثّالثة.

على الرَّغْم من أنَّها قد تذهب مع سنّ المراهقة في بعض الأنواع؛ إلّا أنَّه يمكن الوقاية منها عن طريق:

  • إرضاع الأطفال في أول 6 شهورٍ رضاعة طبيعيّة. 
  • تجنّب إعطاء أيّ أطعمة في أول 6 شهورٍ والاقتصار على حليب الأمّ. 
  • الإبتعاد عن الأطعمة المسبّبة عامةً للحساسيّة أوّل سنة من عمر الطّفل. 

*يمكنك اتّباع نظام غذائيّ صحّيّ لطفلك ولكن مع إزالة مسبّبات الحساسيّة من الغذاء اليوميّ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Close
طيبات © 2020 جميع الحقوق محفوظة.
Close