تعتبر الحلويات جزءًا لا يتجزأ من التراث المصري، فهناك حلويات مصرية كثيرة تشتهر بتنوعها وطعمها الشهي الذي يجذب الكثيرين من محبي الحلوى.
ومع أن الحلويات تعتبر رفاهية طعامية، فإنها تحمل معها سعرات حرارية عالية وتشكل خطورة على صحة الإنسان عند تناولها بشكل مفرط وغير متوازن، فهل فكرت يومًا في مقدار السعرات الحرارية التي تحتويها هذه الحلويات وتأثيرها على صحتك؟
وفقًا لتوصيات الخبراء في مجال التغذية، ينبغي تناول الحلويات باعتدال وضمن إطار نظام غذائي صحي ومتوازن، ويمكن التغاضي عن تناول الحلويات في حالة وجود أمراض مزمنة مثل مرض السكري واضطرابات التمثيل الغذائي.
يُنصح الأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية خاصة أو يرغبون في خفض أوزانهم بتجنب الحلويات الغنية بالسعرات الحرارية والتفضيل للخيارات الأخرى منخفضة السعرات الحرارية مثل الفواكه الطازجة والزبادي خالي الدسم.
في هذا المقال سنذكر حلويات مصرية متعددة مع ذكر السعرات الحرارية لكل منها، وسنسلط الضوء على خطورتها المحتملة على صحة الإنسان.
البسبوسة
تعتبر البسبوسة واحدةً من حلويات مصرية شهيرة، لكنها في الأساس ذات أصل عثماني، ومن الحلويات المفضلة عند كثير من بلدان العالم.
تتميز البسبوسة بطعمها المميز وسهولة تحضيرها، فهي تتكون بشكل أساسي من السميد مع إضافة مكونات أخرى تختلف من بلد إلي آخر، وتعرف البسبوسة أيضًا باسم كعك السميد.
تتميز البسبوسة في مصر بأنها ذات سمك رقيق وتُسقى بشراب السكر الحلو وتكون طرية من الداخل ويوضع عليها من الأعلى جوز الهند أو القشدة الطازجة أو بعض المكسرات مثل اللوز.
تحتوي البسبوسة على حوالي 300 سعر حراري لكل 100 جرام، وتعتبر من الحلويات السكرية التي يجب تناولها بشكل معتدل نظرًا لارتفاع سعراتها الحرارية.
الكنافة
تعد الكنافة من الحلويات الشهيرة في مصر وبلاد الشام وتكون أكثر شعبية في شهر رمضان المبارك وهي عبارة عن خيوط من العجين تختلف في حشوتها من بلد إلى آخر؛ فهي تُصنع في مصر بحشوة الكريمة وفي بلاد الشام تُحشى بالجبن (الكنافة النابلسي).
أصبح يتنافس أصحاب المحلات في الآونة الأخيرة على صنع الكنافة بنكهات وحشوات متعددة فنجد الكنافة بالمانجو والكنافة بالشوكولاتة والأخرى بالنوتيلا.
تحتوي الكنافة على حوالي 350 سعر حراري لكل قطعة وزنها 100 جرام، فلا شك أن الكنافة حلوى ذات قيمة غذائية منخفضة، ولا تحتوي على مكونات صحية؛ لذا يجب تناولها بانتظام وبكميات قليلة.
الزلابيا
تنتشر الزلابيا في مختلف أنحاء مصر وتسمى أيضًا بلقمة القاضي، وتصنع من الدقيق ونشا الذرة والخميرة والسكر، وتُقلى في الزيت على شكل كرات ثم تُغمر في العسل أو شراب السكر الحلو أو الشوكولاتة.
يبلغ محتوى حبة الزلابيا من السعرات الحرارية 200-300 سعر حراري؛ فهي من الحلوى الغنية والدسمة؛ لذا يجب تناولها بحذر.
القطايف
تُقدم القطايف بشكل شائع خلال شهر رمضان المبارك، وهي حلوى ذات أصل فاطمي وتوجد في الغالب في مصر وبلاد الشام.
تبدو هذه الحلوى الصغيرة مثل الزلابيا قليلًا وتُحشي بالكريمة والمكسرات، وتُقلى في زيت ساخن وتُنقع في شراب السكر بعد ذلك، مما يمنحها لونًا ذهبيًا لامعًا، ثم تقدم مقرمشة.
بدأت العديد من الأسر المصرية ومحلات الحلويات في صنع القطايف المحشوة بالشوكولاتة وكريمة الكاسترد.
تحتوي القطعة الواحدة من القطايف على 324 سعر حراري، ونظرًا لارتفاع سعراتها الحرارية؛ يجب تناولها بشكل معتدل وعدم الإفراط في تناولها.
الجلاش الحلو
يعتبر الجلاش الحلو واحدًا من ضمن حلويات مصرية شهيرة، ويعرف أيضًا باسم البقلاوة في بلدان كثيرة، فهي حلوى أخرى تعود جذورها إلى الإمبراطورية العثمانية، وتتكون من طبقات رقيقة من عجين الفيلو محشوة بالمكسرات وتُسقى بشراب السكر الحلو أو العسل.
تحتوي قطعة واحدة متوسطة الحجم من الجلاش الحلو على 250-300 سعر حراري، وبالتأكيد يجب تناوله بحكمة وبكميات معتدلة؛ نظرًا لمحتواه العالي من السعرات الحرارية.
أم علي
تعتبر أم علي من الحلويات المصرية الأصيلة والتاريخية؛ فقد سميت هذه الحلوى بهذا الاسم نسبةً للزوجة الأولى للسلطان عز الدين أيبك -التي كانت تُدعى بأم علي- حين أمرت بقتل الزوجة الثانية (شجرة الدُر)، ثم دعت إلى إنشاء حلوى جديدة وتوزيعها احتفالًا بهذه المناسبة.
تتكون أم علي من الخبز المنقوع والقشدة والعسل والمكسرات وجوز الهند المطحون والحليب المُحلى وتمتزج معًا لتعطي قوامًا ثقيلًا ومذاقًا رائعًا.
يحتوي طبق صغير من حلوى أم علي على 300 سعر حراري، فتعتبر أم علي من الحلويات الغنية بالسعرات الحرارية، لكن بفضل الحليب والعجين، فطبق صغير من أم علي غني بالبروتين والنشويات، كما أنها غنية بالدهون لوجود الزبدة، لذلك لا ينصح بتناولها لمن يعانون السمنة أو مرض السكري.
المشبك
يسمى المشبك أيضًا بكعكة القمع، وهو حلوى مستديرة تشبه الأنبوب ملتفة حول بعضها البعض، ويُتقن صنعها في الغالب في محافظة دمياط، لكنها موجودة أيضًا في المناطق الأخرى، فهي حلوى من حلويات مصرية شهيرة تتكون من الدقيق ونشا الذرة والكثير من السكر، تُقلى في الزيت بشكل دائري أنبوبي ثم توضع في العسل لتناولها.
يحتوي كل 130 جرام من المشبك على 440 سعر حراري، فهو يحتوي على سعرات حرارية عالية جدًا؛ لذا ينبغي تناوله بكميات قليلة جدًا وينصح بعدم تناوله لمن يعانون داء السكري.
الكعك
يعود تاريخ الكعك إلى الحضارة المصرية القديمة؛ إذ عُثر على وصفة للكعك في الهرم الأكبر خوفو في الجيزة، ويمكن أيضًا رؤية المنحوتات التي تصور الكعك في معابد ممفيس وطيبة.
وزع الحكام الفاطميون الكعك وبداخله عملات ذهبية، وغالبًا ما خُتم الكعك برسائل تدعو إلى الولاء للقادة، ولا يزال بإمكانك رؤية بعض قوالب الكعك الفاطمية هذه في متحف القاهرة للفن الإسلامي.
في العصر الحديث، لا يزال الكعك جزءًا حيويًا من الثقافة المصرية؛ إذ يتناول المصريون الكعك في الأعياد مثل عيد الفطر المبارك وفي المولد النبوي الشريف، كما يُقدم أيضًا في حفلات الزفاف.
يُصنع الكعك من الدقيق والخميرة والقرفة والسكر وبذور السمسم، ويمكن أن يكون عاديًا أو محشوًا ببعض الحشوات مثل: الملبن أو العجوة أو المكسرات وبعد طهيه يوضع عليه مسحوق السكر.
تحتوي قطعة الكعك الواحدة السادة على 185 سعر حراري بينما تحتوي المحشوة على 200-300 سعر حراري؛ لذا يفضل تناول الكحك باعتدال لمن يريد اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
بلح الشام
يعتبر بلح الشام من أكثر الحلويات المفضلة في مصر في شهر رمضان المبارك، وتمتاز هذه الحلوى بأنها تشبه البلح، وتُصنع من الدقيق ونشا الذرة والزبدة والسميد والبيض، وتُقلى في الزيت، ثم تغمر في شراب السكر الحلو أو العسل، وعادةً ما يكون بلح الشام مقرمشًا من الخارج وهشًا من الداخل وسهل المضغ.
تحتوي الحبة الواحدة من حلوى بلح الشام على 38 سعرًا حراريًا، فتعد هذه الحلوى من الأطباق مرتفعة السعرات الحرارية؛ لذلك يجب تناولها باعتدال.
تأثير الحلويات على صحة الإنسان
يجب أن نتذكر أنه بغض النظر عن حبنا للحلويات، يجب تناولها بشكل معتدل ضمن نظام غذائي متوازن يحتوي على جميع المكونات الغذائية اللازمة؛ فاستهلاك الحلويات بشكل زائد يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة مثل السمنة والأمراض القلبية والأوعية الدموية والأمراض المستقيمية وارتفاع ضغط الدم.
لذا، يجب الاعتماد على نصائح الخبراء في مجال التغذية والصحة لتناول الحلويات بشكل صحيح، وبذلك يمكن للأشخاص الاستمتاع بتلذذ الحلويات الشهية والإبقاء على صحتهم في حالة جيدة.
المصادر: