fbpx

زلال البول | دليلك الشامل

1.2K

هل لاحظت يومًا تورمًا أو انتفاخًا مفاجئًا في الوجه أو اليدين أو القدمين؟ تُرى ما سبب هذا التورم وماذا يجب عليك فعله إذا رأيت هذه العلامات؟ لذا سنتعرف في مقالنا اليوم على زلال البول من حيث الأعراض والأسباب وطرق العلاج، وكذلك سنتطرق إلى زلال البول عند الأطفال و الحامل؛ فتابع معنا.

ما هو زلال البول؟

زلال البول أو ما يعرف بالبيلة الألبومينية (albuminuria) هو زيادة مستويات الألبومين (بروتين موجود في الدَّم) في البول وهو علامة على وجود قصور بالكلى.

للبروتينات العديد من الوظائف المهمة في الجسم مثل: 

  • المساعدة على بناء العظام والعضلات.
  • منع العدوى والتحكم في كَمية السوائل في الدَّم.

الجدير بالذكر أن الكلى السليمة تُزيل السوائل الزائدة والفضلات من الدَّم، بينما تُبقي على البروتينات والعناصر الغذائية المهمة الأخرى تمر من خلالها وتعود إلى مجرى الدَّم، وعندما يكون هناك خلل في عمل الكليتين يمكن تسرب بعض البروتين (الزلال) من خلال مرشحاتهم إلى البول.

والسؤال الأهم هنا هل زلال البول خطير؟ يمكن أن يكون وجود البروتين في البول علامة على متلازمة أمراض الكلى، أو علامة مبكرة على مرض الكلى، فيمكن لأي شخص أن يكون لديه بروتين في البول، ولكن تكون أكثر عرضة للإصابة به إذا كان لديك واحد أو أكثر من عوامل الخطر لأمراض الكلى، مثل:

  • داء السكري.
  • ضغط دَم مرتفع.
  • تاريخ عائلي للإصابة بأمراض الكلى.
  • البالغون من العمر 65 عامًا أو أكبر، هم أكثر عرضة للجفاف ومشاكل الكلى.
  • النساء الحوامل الأكبر من 40 عامًا أكثر عرضة للإصابة بمقدمات الارتعاج أو تسمم الحمل.
  • أعراق معينة مثل: الأشخاص من أصل أفريقي، ولاتيني، وآسيوي لديهم فرصة أكبر للإصابة بمشكلات في الكلى.
  • زيادة الوزن أو السمنة، إذ يرتبط ارتفاع ضغط الدَّم والسكري وتسمم الحمل بزيادة الوزن أو السمنة.

أسباب زلال البول

إذا كنت تعاني -عزيزي القارئ- من بيلة بروتينية؛ فاحرص على ملاحظة الأعراض؛ ما يساعد الطبيب على تحديد السبب الأساسي، وتشمل الأسباب ما يلي:

  1. الجفاف

يُعد الجفاف أحد الأسباب الشائعة والمؤقتة لزلال البول، إذ يحدث نتيجة فقد الجسم الكثير من السوائل. يستخدم الجسم الماء لتوصيل العناصر الغذائية، مثل: البروتينات إلى الكلى، ولكن دون كَمية كافية من السوائل؛ يصعب أداء الكلى لوظيفتها، ولا تستطيع استعادة البروتينات بشكل صحيح، ويتسرب البروتين إلى البول.

  1. ارتفاع ضغط الدَّم

يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدَّم إلى ضعف الأوعية الدموية في الكلى؛ مما يقلل قدرتها على إعادة امتصاص البروتين الذي يتدفق في البول.

ونظرًا لأن ارتفاع ضغط الدَّم يتطور ببطء، فقد لا تظهر عليك الأعراض لمدة سنوات، ولكن إذا أصبحت الأعراض شديدة، فقد تسبب:

  • الصداع.
  • ضيق في التنفس.
  • نزيف في الأنف.

الجدير بالذكر أن معظم حالات ارتفاع ضغط الدَّم ليس لها سبب محدد، لكن في بعض الأشخاص يكون ارتفاع ضغط الدَّم ناجمًا عن:

  • مرض كلوي.
  • مشكلات الغدة الدرقية.
  • أورام الغدة الكظرية.
  • توقف التنفس في أثناء النوم.
  • بعض الأدوية، مثل: حبوب منع الحمل أو مضادات الاحتقان.
  1. داء السكري من النوع الأول والثاني

زلال البول ومرضى السكري، يؤثر ارتفاع نسبة السكر في الدَّم إلى ترشيح البروتينات خارج الدم؛ مما يؤدي إلى فشل الكلى في أداء دورها، وذلك من خلال السماح للبروتين بالتسرب إلى البول.

ومن أسباب زلال البول أيضًا:

  1. التهاب كبيبات الكلى (Glomerulonephritis).
  2. الفشل الكلوي المزمن.
  3. أمراض المناعة الذاتية.
  4. بعض أنواع السرطان.
  5. تسمم الحمل.

أعراض زلال البول

في المراحل المبكرة من تلف الكلى، لن يكون لديك أي أعراض؛ نتيجة وجود كميات قليلة من البروتين في البول، ولكن مع تقدم تلف الكلى، تتسرب كميات كبيرة من البروتين إلى البول مسببةً أعراضًا مثل:

  • البول الرغوي.
  • انتفاخ اليدين والقدمين والوجه و البطن.
  • كثرة التبول.
  • تقلصات العضلات في الليل.
  • انتفاخ حول العينين خاصةً في الصباح.
  • الغثيان، والتقيؤ.
  • ضعف الشهية.

زلال البول للحامل

يُعد وجود كميات من البروتين في البول في أثناء الحمل أمرًا شائعًا؛ مما يؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم، ومن الأسباب الأخرى لوجود بروتين في البول:

  • تلوث العينة بإفرازات المهبل.
  • وجود عدوى ناتجة عن التهاب في المسالك البولية، وفي هذه الحالة يصف الطبيب أحد المضادات الحيوية الآمنة في أثناء الحمل.

أما بالنسبة للأعراض:

  • صداع شديد.
  • عدم وضوح الرؤية مثل: الرؤية الضبابية أو الوميض أمام العين.
  • ألم شديد أسفل الضلوع مباشرة.
  • التقيؤ والغثيان.
  • تورم مفاجئ في الوجه أو اليدين أو القدمين.

تُعد زيادة البروتين في البول أحد الأسباب المحتملة لتسمم الحمل؛ لذا ينبغي للمرأة الحامل إذا شعرت بالأعراض سالفة الذكر زيارة الطبيب على الفور.

زلال البول عند الأطفال

تظهر الأعراض عند الأطفال على هيئة تورم في الجفون والكاحلين والساقين، ولا تصاحب الأعراض ألمًا، وترجع الأسباب لإصابة الطفل بعدوى، وبمجرد علاجها يختفي زلال البول لدى الطفل.

يمكن أن تسبب الإصابة بداء السكري من النوع الأول أو الثاني في زلال البول عند الأطفال؛ لذا ينبغي لك -عزيزي القارئ- استشارة الطبيب إذا كان طفلك يعاني العطش الشديد، أو الجوع، أو فقدان الوزن دون سبب، أو رائحة الفم الكريهة. يمكن أن تكون هذه علامات لمرض السكري من النوع الأول.

التشخيص 

طريقة الكشف عن زلال البول عن طريق اختبار البول، الذي يقيس كَمية البروتين في البول، ولا يحتاج الاختبار أي استعدادات مسبقة، فيمكنك تناول الطعام والشراب قبل التحليل، وتشمل الاختبارات:

  • اختبار شرائط الألبومين: يضع اختصاصي المختبر مقياسًا عبارة عن شريط من الورق المعالج كيميائيًا على كَمية من البول، إذ يتغير لون المقياس في حالة وجود ألبومين في البول.
  • قياس نسبة الألبومين والكرياتينين في البول: هو تحليل يقارن بين نسبة الألبومين والكرياتينين (الفضلات والنفايات التي ترشحها الكلى في البول) خلال 24 ساعة، إذا كانت النسبة أعلى من 30 ملليجرامًا، فهذا مؤشر على وجود زلال في البول.

يمكن أن تؤثر بعض الأدوية أيضًا على مستويات الألبومين في البول، وتشمل:

  • أسيتازولاميد (دياموكس سيكسل).
  • المضادات الحيوية، مثل: الأمينوغليكوزيدات، السيفالوسبورينات، البنسلين، بوليميكسين ب، والسلفوناميدات.
  • الأدوية المضادة للفطريات، مثل: غريزيوفولفين (جريس- PEG).
  • تولبوتاميد وهو دواء يُستخدم لعلاج داء السكري.
  • الليثيوم وهو دواء يُستخدم لعلاج الاضطراب ثنائي القطب.
  • الفينازوبيريدين (Pyridium)، وهو دواء يُستخدم لعلاج آلام المسالك البولية.
  • العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAIDs) مثل: الأسبرين (Bufferin) والإيبوبروفين (Advil) والنابروكسين (Aleve).
  • البنسيلامين (كوبريمين)، وهو دواء يستخدم في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي.

علاج زلال البول

نظرًا لأن البول الزلالي ليس مرضًا بحد ذاته، بل هو أحد الآثار الجانبية لمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدَّم، أو أحد أعراض أمراض الكلى كما ذكرنا سابقًا، فلا يوجد علاج محدد يمكن تعميمه على كل الحالات؛ لذا فإن التعامل مع البروتين الزائد في البول يعتمد على الحالة المشخصة.

إذا كنت تعاني بيلة بروتينية مؤقتة أو خفيفة، لا تحتاج إلى علاج عندئذ، ولكن إذا كان لديك بيلة بروتينية ثابتة، فستحتاج إلى علاج الحالة الأساسية أولًا، وقد يشمل العلاج:

  • التغييرات الغذائية: إذا كنت تعاني مرض الكلى أو السكري أو ارتفاع ضغط الدَّم، يوصي الطبيب بنمط غذائي صحي من خلال خطة وجبات تلائم أهدافك الصحية، إضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • فقدان الوزن: يمكن أن يؤدي فقدان الوزن إلى إدارة الحالات التي تُضعف وظائف الكلى.
  • أدوية ضغط الدَّم: إذا كنت تعاني ارتفاع ضغط الدَّم، فقد يصف لك الطبيب دواءً للمساعدة على خفض ضغط الدَّم مثل: مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitor) أو حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (ARBs).
  • أدوية السكري: قد تحتاج إلى أدوية داء السكري أو العلاج بالأنسولين؛ للسيطرة على ارتفاع نسبة السكر في الدَّم.
  • غسيل الكلى: في حالات التهاب كبيبات الكلى والفشل الكلوي، يستخدم غسيل الكلى للتحكم في ارتفاع ضغط الدَّم والسوائل.
  • تجنب الكحوليات: يوصي الطبيب بالتوقف عن تناول المشروبات الكحولية. يمكن أن يؤدي شرب الكحول إلى خفض مستويات البروتين في الدم وزيادة الأعراض سوءً.

مضاعفات زلال البول

يمكن أن يعرضك نقص ألبومين الدم لخطر الإصابة بأمراض أخرى، مثل:

  • الالتهاب الرئوي.
  • الانصباب الجنبي (Pleural effusion) الذي يحدث عندما يتراكم السائل حول الرئتين.
  • الاستسقاء الذي يحدث عندما تتراكم السوائل في منطقة البطن.
  • الضمور وهو ضعف كبير في العضلات.

في الختام، يجدر بنا القول أن زلال البول غالبًا ما يعني أن الكلى لا تؤدي دورها في ترشيح الدم بشكل صحيح؛ لذا ينبغي لك -عزيزي القارئ- استشارة الطبيب لوضع خطة علاجية تساعدك على حماية الكلى قبل تفاقم الأعراض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Close
طيبات © 2020 جميع الحقوق محفوظة.
Close