نصحت جدتي إحدى الصديقات من جيرانها بتناول ملعقة من زيت الخروع، عندما أخبرتها أنَّ طفلها يعاني من الإمساك.
رأيتها بعد ذلك تنصح جارةً أخرى بدهنه لإطالة رموشها؛ لأعلم لاحقًا أنَّ هذه الوصفات منتشرة وكثيرًا ما تستخدم.
أعرِّفكم أكثر من خلال هذا المقال عن هذا الزيت ومدى فعّالية وصفاته التي نعرفها منذ الصغر.
ما هو زيت الخروع؟
لا بد أنَّ اسمه قد مرَّ على مسامعكم في مكان ما؛ فهو زيت متعدد الاستخدامات؛ يوضع على المأكولات، ويستخدم لأغراض تجميلية وعلاجية.
يستخرج من بذور نبات سام، اسمه العلمي: Ricinus communis.
السُمِّيَّة
يحتوي النبات الذي يستخرج منه هذا الزيت على مادة الريسين السامة، ولكنه يتعرض للحرارة قبل استخدامه لتثبيط هذه المادة.
يستخدم بعد أنْ يصبح آمنًا لأغراض شائعة ويدخل أيضًا في عدَّة صناعات.
تاريخ زيت الخروع
اعتمد الفراعنة عليه، وذكره أحد الأطباء المصريين القدماء في بردية إبيرس التي تتحدث عن الاستخدامات الطبية للأعشاب.
ذُكر في البردية أنه استُخدم لعلاج التهابات العينين، وللوجه.
استخدموه أيضًا لإشعال المصابيح، ومع التطور اكتشفنا له فوائد أخرى.
استخدامات زيت الخروع

حافظ هذا الزيت على مكانته الطبيَّة والتجميلية منذ القِدم وحتى اليوم لفوائده الكثيرة، خاصةً أنه عنصر طبيعي تمامًا.
نُعدد استخداماته بكونه مضادًا للبكتيريا والفيروسات.
1- زيت الخروع للشعر

أكدت الأبحاث بعض فوائده، وتؤكد التجارب الشعبية بعض فوائده الأخرى.
لحسن الحظ نعلم أيضًا أنه مضاد طبيعي للبكتيريا والفيروسات، لذلك يشيع استخدامه لحماية الشعر وفروة الرأس.
يُقال أنه يزيد معدل نمو الشعر الطبيعي (سنتيمتر كل شهر)، والآن سنتعرف معًا على كيفية استخدامه.
ماذا أحتاج؟
يجب توافر: (زيت الخروع، وقطعة قماش قديمة، وقفازات، وفرشاة، ومشط، وغطاء للرأس، ومنشفة كبيرة)، ثم نبدأ بتنفيذ الخطوات بهذه الأدوات.
الخطوات
يجب تنفيذ هذه الخطوات بحذر للحصول على الفائدة القصوى وتجنب الآثار الجانبية:
1- يُقسَّم الشعر لعدة أقسام.
2- ارتدِ القفازات وابدأ بدهن الزيت بالفرشاة على فروة الرأس.
3- يُستخدم المشط لتوزيع الزيت من فروة الرأس إلى باقي أجزاء الشعر بالتساوي (يجب أنْ يصبح الشعر رَطبًا بالكامل).
4- يوضع غطاء الرأس لتغطية الشعر كاملًا.
5- يُترك غطاء الرأس مدة ساعتين، حتى يتغلغلَ الزيت في فروة الرأس ويصل إلى بصيلات الشعر.
6- يُغسل الشعر بعد ساعتين بشامبو.
ملحوظات وتحذيرات الاستخدام
قبل البدء بتنفيذ الخطوات المذكورة سابقًا، تُوضع قطعة من القماش لمنع اتساخ الملابس، لأن زيت الخروع يترك بقعًا مستعصية الإزالة.
تُستخدم المنشفة لتنظيف نقاط الزيت الزائدة بعد وضع غطاء الرأس.
يُفضل بالطبع استشارة الطبيب قبل استخدام هذا الزيت لعلاج مشاكل الشعر؛ فقد تحدث آثار جانبية غير مرغوبة.
أضرار زيت الخروع للشعر
قد يؤدي استخدامه علاجًا للشعر إلى حالة مستعصية من تلبُّد وتكتُّل الشعر.
لا يمكن علاج هذه الحالة سوى بقص الجزء المتضرر، نادرًا ما تحدث ولكن يجب الحذر على أية حال.
يمكن أنْ يتسبب في التهابات وطفح جلدي لفروة الرأس الحسّاسة.
2- زيت الخروع للحامل

نعود مجددًا للفراعنة الذين استخدموه لتحفيز المخاض قبل آلاف السنين.
يعتقد أنه يحفز المخاض ويعجِّل حدوثه عن طريق تنشيط العصب الحائر والتقلصات، اللذين يؤديان لتهيُّج الرحم ومن ثَمَّ انقباضه.
قد يساهم أيضًا في إطلاق مستقبلات البروستاجلاندينز التي تُؤدي لاتساع عنق الرحم؛ مما يُساهم في تحفيز المَخَاض.
ماذا تقول الدراسات العلمية؟
أثبتت بعض الدراسات فعّالية زيت الخروع لتحفيز المخاض، ولا ضرر له على الجنين أو الأم.
بالرغم من أنه آمن، فإنه قد يسبب آلامًا شديدة تؤدي إلى الإجهاد.
متى يجب التدخل لتحفيز المخاض؟
يمكن أن يكون تحفيز المخاض ضروريًا لأمان الأم والجنين معًا، ويفضَّل اتخاذ هذا القرار مع الطبيب المتخصص.
يكون اللجوء للتحفيز في الحالات الآتية:
- بعد مرور أسبوعين من التاريخ المحدَّد للوضع.
- عدم وجود تقلصات بعد نزول ماء الحمل.
- إصابة الرحم بعدوى.
- حدوث خلل في نمو الجنين.
- نقص كمية السائل المحيط بالجنين.
- انفصال المشيمة المفاجئ.
- وجود حالة مرضية قد تسبب خطرًا على الأم أو الجنين مثل ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري.
يجب الالتزام قبل كل شيء بمتابعة نتائج فحوصات الحمل مع الطبيب المتخصص.
3- زيت الخروع للبشرة
الجلد هو خط الدفاع الأول لنا ويُشكِّل مظهرنا الخارجي، لذلك يجب الاهتمام به ويمكن استخدام زيت الخروع لذلك لعدة أسباب.
علاج حب الشباب
يحتوي على حمض الريسينوليك ويمتلك خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات، كل ذلك يثبط أسباب حب الشباب بفعالية.
الحفاظ على نسيج الجلد
زيت الخروع غني بالأحماض الدهنية التي تحافظ على نعومة البشرة ورطوبتها.
توحيد لون البشرة
تحافظ الأحماض الدهنية التي يحتوي عليها على سلامة نمو أنسجة البشرة بطريقة صحيَّة.
يساعد النمو الصحي للأنسجة على علاج درجات اللون غير المتكافئة في الوجه.
مناسب للبشرة الحساسة
لا يسد زيت الخروع مسام البشرة، وأيضًا يقلل مخاطر تكوُّن الرؤوس السوداء، لذلك يناسب البشرة الحساسّة.
مضاد للالتهابات
يفيد في علاج التهابات الجلد بأنواعها خاصة مع احتوائه على حمض الريسينوليك الذي يقوي هذا المفعول.
مضاد للبكتيريا
يساهم هذا الزيت في حماية البشرة أيضًا من خلال القضاء على البكتيريا الضارة التي قد تسبب أذًى لها.
مرطب
يحتوي على الدهون الثلاثية التي تحفظ رطوبة الجلد، ويفيد كثيرًا في العناية بالجلد الجاف.
من جانب آخَر يسحب هذا الزيت الرطوبة من الجو إلى البشرة.
منظف
تساعد الدهون الثلاثية الموجودة به على التخلص من الغبار والشوائب الموجودة على البشرة؛ ليصبح لها مفعول منظف بالإضافة إلى الترطيب.
رخيص السعر
بينما تزداد أسعار مواد التجميل يومًا بعد الآخَر، تهبنا الطبيعة زيت الخروع بلا أضرار تقريبًا وبسعرٍ اقتصادي للعناية ببشرتنا.
- طريقة الاستخدام
يدهن على البشرة مباشرةً، ولكن لأن امتصاصه يستغرق وقتًا؛ يفضل خلطه مع زيت آخَر.
يقترح الخبراء خَلطه مع زيوت أخرى، مثل زيت الزيتون أو زيت اللوز بنسبة (1:1).
4- زيت الخروع للإمساك

ينتشر استخدامه في الوصفات الشعبية لعلاج الإمساك وقد أثبت جدارته في ذلك.
يعالج الإمساك كونه أحد الملينات المُنبهة، التي تنشط حركة الأمعاء لتسهيل خروج الفضلات منها إلى خارج الجسم.
يستخدم أيضًا في بعض الأحيان لإفراغ الأمعاء، قبل إجراء بعض العمليات والفحوصات المتعلقة بهذه المنطقة.
تحذيرات الاستخدام
قبل استخدامه يجب أخذ النقاط الآتية في الاعتبار:
- يؤخذ عن طريق الفم.
- يؤخذ على معدة فارغة.
- تحسب الجرعة بدقة حسب العمر، والحالة الطبيَّة.
- لا يجب أخذه مدةً تزيد عن الأسبوع دون استشارة الطبيب.
- يستغرق من 6 إلى 12 ساعةً لظهور المفعول على حركة الأمعاء.
- يجب إخبار الطبيب على الفور في حال ظهور أي أثر غير مرغوب، أو في حال ساءت الحالة.
يجب الحذر عند استخدامه، ويفضل دائمًا استشارة المتخصصين بدلًا من التصرف في المنزل.
أضرار زيت الخروع
لا توجد أضرار حقيقية لزيت الخروع ولكن يشيع حدوث اضطرابات وآلام في الجهاز الهضمي، مع شعور بالغثيان ورغبة في القيء؛ عند تناوله.
يجب إخبار الطبيب على الفور عند استمرار أحد هذه الأعراض -على الأقل- لفترة طويلة:
- الشعور بالغثيان.
- القيء.
- الإسهال.
- آلام العضلات.
- الشعور بالضعف.
- اضطراب ضربات القلب.
- الشعور بالدُوار.
- نقص كميات البول.
- تغيُّرات مزاجية.
الحساسية
الحساسية من شيء معين أهم ما يجب علينا إقصاؤه قبل استخدام هذا الشيء، لأنها قد تؤدي إلى الوفاة.
أما بالنسبة إلى زيت الخروع؛ فيندر التحسس منه، ولكن إذا ظهرت أحد الأعراض الآتية وَجب التدخل الطبي على الفور:
- طفح جلدي.
- حكة.
- انتفاخ (خاصة: الوجه، واللسان، والحلق).
- دوار شديد.
- اضطراب التنفس.
إذا كانت هذه آثاره الجانبية؛ فهل يمكن أنْ يتفاعل مع علاجات أخرى؟ وماذا يحدث في حال تناولِنا جرعة زائدة؟
التفاعلات الدوائية والجرعات الزائدة
لم تظهر أي تفاعلات دوائية لزيت الخروع حسب علمنا حتى الآن، ولكن يجب الالتزام بالجرعات المناسبة منه رغم ذلك.
قد ينتج عن تناول الجرعات الزائدة منه أعراض، مثل:
- ألم شديد في المعدة.
- قيء.
- الشعور بالغثيان.
- إسهال شديد.
إذا حدثت مشكلات في التنفس نتيجة لذلك وجب التدخل الطبي الفوري لعلاج الحالة.
علاج الإسهال
يمكن أن يؤدي الإسهال إلى الإغماء وذلك لأنه يؤثر في توازن عناصر الجسم، وقد يؤدي استمراره إلى نقص شديد بها.
يجب تناول الكثير من السوائل وإيقاف تناول زيت الخروع عند الشعور بعرض الإسهال خاصةً إذا استمر لفترة طويلة.
إذًا فقد كان الفراعنة على حق واتضح أنه متعدد الفوائد بالفعل، هل استخدمتم زيت الخروع من قبل؟