شجرة الزيتون من الأشجار المباركة التي ذُكرت في الكتب السماوية، ويُعد زيتها أفضل الزيوت الصحية على الإطلاق، وقد استُخدِم منذ القدم في الطب وفي الطقوس الدينية.
تتعدد فوائد زيت الزيتون وتتعدد استخداماته بدءًا من علاج بعض الأمراض وصولًا إلى دخوله في صناعة مستحضرات التجميل، فما هي فوائده؟ وما هي أنواعه؟ وهل حقًا له أضرار؟ هذا ما سنعرفه في السطور التالية.
تُعد شجرة الزيتون واحدة من أقدم الأشجار التي زرعها الإنسان، ويعود استخدام زيت الزيتون إلى ما يقرب من 6000 عام،
وقد بدأ استخدامه في العديد من دول قارة آسيا مثل فلسطين وإيران وسوريا ثم انتشر في دول البحر المتوسط، وأصبح بدوره أحد المكونات الأساسية التي تميز طعام دول البحر الأبيض المتوسط.
أنواع زيت الزيتون
توجد عدة أنواع من زيت الزيتون تختلف فيما بينها في اللون والطعم والقيمة الغذائية، فكلما قل تعرضه للحرارة والمعالجة الكيميائية كانت جودته أفضل وقيمته الغذائية أعلى، فهناك:
- البكر الممتاز (extra virgin oil): ويعد أفضل الأنواع والأعلى سعرًا، إذ إنّه يُستخلص بالطرق التقليدية من العصرة الأولى للزيتون دون تعرضه للمعالجة الكيميائية أو الحرارة.
- البكر (Virgin oil): يُستخلص من العصرة الثانية للزيتون دون التعرض للمعالجة الكيميائية.
- النقي: ويطلق عليه «زيت الزيتون» فقط، ويتعرض للمعالجة الكيميائية والحرارة، ويُخلط بالقليل من زيتِ الزيتون البكر لإعادة لونه ورائحته إلى الوضع الطبيعي.
- الخفيف: يعد الأقل جودة إذ يخضع للكثير من المعالجة الكيميائية ,هو أخفهم في اللون والرائحة.
لذلك ينبغي علينا قراءة تفاصيل الملصقات الموجودة على الزجاجة جيدًا قبل شرائها.
مكونات زيت الزيتون
تحتوي الملعقة الكبيرة منه على:
- السعرات الحرارية: 119
- البروتين: 0 جرام
- الكربوهيدرات: 0 جرام
- الدهون: 13.5 جرامًا (معظمها دهون أحادية غير مشبعة.)
- فيتامين ك
- فيتامين هـ
الفوائد الصحية لزيت الزيتون

لوحظ أن سكان دول البحر المتوسط يتمتعون بصحة جيدة، وهم أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب من غيرهم؛
نظرًا لاحتواء طعامهم على زيت الزيتون بشكل أساسي.
ترجع فوائد زيت الزيتون إلى احتوائه على الدهون الصحية غير المشبعة، ومضادات الأكسدة مثل فيتامين هـ.
تتعدد فوائد زيت الزيتون، منها:
تقليل خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والجلطات
وجد أن الذين يتناولون زيت الزيتون بانتظام يقل لديهم خطر الإصابة بالجلطات والسكتات الدماغية لأنه يحتوي على الدهون الصحية وفيتامين ك.
حماية القلب من الأمراض
يعمل على حماية القلب من الأمراض عن طريق:
- تقليل الكوليسترول منخفض الكثافة أو الكوليسترول الضار.
- الحفاظ على بطانة الأوعية الدموية.
- التقليل من ارتفاع ضغط الدم الذي يعد أكثر المسببات لأمراض القلب.
التقليل من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر
أظهرت بعض الدراسات أن المداومة على تناول زيتِ الزيتون يقي من الإصابة بمرض ألزهايمر، لكن تأكيد ذلك يحتاج المزيد من الأبحاث.
التقليل من خطر الإصابة بمرض السكري
أشارت العديد من الأبحاث إلى أن تناول زيتِ الزيتون يحسن حساسية الخلايا للأنسولين، ويقي من الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
التقليل من خطر الإصابة بأمراض السرطان
يعد مصدرًا غنيًا بمضادات الأكسدة التي تلعب دورًا هامًا في الوقاية من الإصابة بأمراض السرطان.
علاج التهاب المفاصل
يقلل الالتهاب والتورم الناتج عن التهاب المفاصل.
علاج الإمساك
أثبتت بعض الدراسات أن شرب ملعقة (4 مل) من زيتِ الزيتون يعالج الإمساك خاصة كبار السن فوق الستين عامًا.
فوائد زيت الزيتون لتقوية المناعة
يعد من المصادر الغنية بفيتامين هـ، وغيره من مضادات الأكسدة التي ترفع مناعة الجسم.
وأشارت الأبحاث إلى أن تناول ملعقتين أو ثلاثة منه وخاصة البكر الممتاز يعمل على تحسين ورفع كفاءة جهازك المناعي ويعمل كمضاد للالتهاب.
فوائد زيت الزيتون للصدر
- تشير الأبحاث إلى أن تناول النوع البكر الممتاز يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي، لكن مازلنا نحتاج المزيد من الدراسات لتأكيد ذلك.
- تعتقد بعض النساء أنه يعمل على تكبير منطقة الصدر وجعلها مشدودة، إلا أنه لا يوجد دليل علمي على ذلك،
لكنه يعمل على ترطيب الجلد، وتأخير ظهور علامات التقدم في السن.
فوائد زيت الزيتون للبشرة

لا تقتصر فوائد زيتِ الزيتون الصحية على تناوله في الطعام فقط، بل يمكن استخدامه على الجلد، ويدخل في صناعة العديد من مستحضرات العناية بالبشرة لما له من فوائد عديدة فهو:
- يحارب ظهور تجاعيد البشرة ويقلل من فرص إصابتها بالسرطان؛ لأنه غني بمضادات الأكسدة.
- يعمل كمرطب طبيعي للبشرة.
- يعمل على تغذية البشرة؛ لأنه يحتوي على العديد من الفيتامينات مثل فيتامين هـ وفيتامين أ وفيتامين د.
فوائد زيت الزيتون للشعر
استُخدِم في العناية بالشعر منذ آلاف السنين، ويدخل الآن في تركيب كثير من مستحضرات العناية بالشعر، ويمنح الشعر بريقًا ولمعانًا ويعالج تقصفه؛ نظرًا لما يحتويه من مكونات مرطبة للشعر، ويعد الأنسب للشعر الجاف الكثيف.
هل يسبب زيت الزيتون زيادة الوزن؟
لا شك أن تناول الأطعمة الغنية بالدهون يعمل على زيادة الوزن، لكن الأمر مختلف مع زيتِ الزيتون فقد أثبتت الدراسات أنه لا يعمل على زيادة الوزن، بل قد يساهم في خسارة الوزن؛ لأنه يحتوي على دهون صحية، لكن ينبغي توخي الحذر وعدم الإفراط في تناوله.
هل تعتمد فوائد زيت الزيتون على توقيت شربه؟
يفضل البعض وخاصة سكان دول البحر المتوسط شرب ¼ فنجان منه في الصباح الباكر لاعتقادهم بأن فوائد زيتِ الزيتون على الريق أكثر من فوائده عند تناوله مع الطعام، على الرغم من أن الأبحاث والدراسات لم تؤكد ذلك حتى الآن.
كيف يمكن استخدام زيت الزيتون بطريقة صحية؟
هناك العديد من الطرق الصحية التي يمكن بها إضافة زيتِ الزيتون إلى طعامك مثل:
- إضافته إلى طبق السلطة.
- استخدامه بدلًا من السمن عند صنع المخبوزات.
- استخدامه في الطهي على درجات حرارة متوسطة والابتعاد عن استخدامه في القلي.
هل لزيت الزيتون أضرار؟
- عند تناوله بالفم: يعد آمنًا عند تناوله عن طريق الفم، لكنَّه قد يُسبب الشعور بالغثيان عند القليل من الناس.
- عند وضعه على الجلد: يعد آمنًا عند وضعه على الجلد، لكنه قد يُسبب ظهور الحبوب في حالة الإفراط في استخدامه،
وقد سُجِّلت بعض حالات الحساسية القليلة. - في الحمل والرضاعة: لم تتوفر معلومات كافية عن تأثيره على الحمل والرضاعة حتى الآن، لذلك يفضَّل عدم تناول كمية تزيد عن الكمية المعتادة في الطعام فقط.
- في مرضى السكري: قد يسبب هبوط مستوى السكر في الدم؛ لذلك يجب على مرضى السكري متابعة مستويات السكر في الدم عند تناوله.
- عند إجراء جراحة: يفضل التوقف عن تناوله قبل الخضوع للجراحة بأسبوعين، لأنه قد يسبب سيولة في الدم.
زيت الزيتون وتفاعلاته مع الأدوية
يجدر بمرضى الأمراض المزمنة استشارة طبيبهم لمعرفة تأثير زيت الزيتون على فعالية أدويتهم فعلى سبيل المثال:
- قد يعمل على زيادة تأثير الأدوية المعالجة للسكري ويسبب هبوطًا في مستوى السكر، فيحتاج هؤلاء المرضى إلى ضبط جرعة الأدوية مع الطبيب.
- يؤدي إلى خفض ضغط الدم ومن ثَمّ يزيد من تأثير الأدوية المعالجة لضغط الدم المرتفع.
- قد يزيد من تأثير الأدوية المضادة للتجلط ويسبب سيولة الدم.
حفظ زيت الزيتون

يفضل حفظ زيت الزيتون في مكان بارد وجاف، لأنه غني بالدهون التي تجعله عرضة للتزنخ، إذ يتأثر بالضوء ودرجات الحرارة العالية، ويفضل استخدامه خلال 6 أشهر من فتح العبوة.
لذلك لكي تحفظه في ظروف مناسبة يجب أن:
- يحفظ في أوعية داكنة لمنع تعرضه للضوء.
- يفضل وضعه في أوعية من الزجاج أو الستانلس ستيل.
- تجنب حفظه في أوعية من البلاستيك أو النحاس أو الحديد لأنها قد تتفاعل مع الزيت.
- يحفظ في وعاء محكم الغلق حتى لا يتعرض للهواء فيتأكسد أو يتزنخ.
- يمكن حفظه في الثلاجة وعندها قد يصبح متعكرًا وكثيف القوام بعض الشيء، لكنه يعود إلى طبيعته في درجة الحرارة العادية.
هل يتأثر زيت الزيتون بالحرارة؟
على الرغم من أن الكثير من الناس يظنون أن زيت الزيتون لا يناسب الطهي ولا يجب أن يتعرض للحرارة، إلا أنه يعد أفضل الزيوت الصحية التي تستخدم في الطهي، إذ يحتفظ بفوائده عند طهيه، فهو مقاوم للحرارة العالية، لكن الطهي على درجة حرارة عالية جدًا مثل القلي يغير طعمه ورائحته ويؤثر على قيمته الغذائية.
وبعد أن تبين لنا الفوائد العديدة والقيمة الغذائية العالية لزيت الزيتون، يجب علينا جعله مكونًا أساسيًا في طعامنا لأنه غني بالفوائد التي يصعب علينا الحصول عليها من مصدر آخر.