
مصطلح سوء التغذية عادةً ما يُستخدم للتعبير عن نقص في استهلاك أحد العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم، في حين أن هذا المصطلح يشمل ثلاث حالات، وهي: نقص، أو زيادة أحد العناصر الغذائية، أو عدم الحصول على نظام غذائي متوازن.
بحسب منظمة الصحة العالمية (WHO) يعاني 1.9 مليار بالغ حول العالم من زيادة الوزن، و462 مليون يسجلون أوزان أقل من الطبيعية، و45% من الوفيات بين الأطفال في أعمار مبكرة -5 سنوات وأقل- مرتبطة بنقص التغذية.
في هذه المقالة، سيكون الحديث مقتصر على نوع واحد من أنواع سوء التغذية، وهو: نقص التغذية.
نقص التغذية
يرتبط نقص التغذية بغياب أحد العناصر الغذائية الأساسية، مثل الفيتامينات، أو المعادن، وغيرها من المواد الأساسية التي يحتاجها الجسم للقيام بوظائفه. يمكن أن يؤدي نقص التغذية لمشاكل صحية عديدة، منها: تشتت التركيز، وانخفاض المناعة، وزيادة مدة استشفاء الجروح.
كما أنّ نقص عناصر معينة مرتبط بحدوث مشاكل صحية، مثلًا: نقص فيتامين ألف، يؤدي إلى مشاكل في الإبصار، ونقص فيتامين ج يسبب مرض الإسقربوط.
أعراض سوء التغذية
تتراوح الأعراض في شدتها ما بين أعراض بسيطة إلى أخرى شديدة، وفيما يلي أبرز الأعراض:
- فقدان الشهية والرغبة في تناول الطعام.
- الشعور بالتعب العام، والإرهاق حتى عند ممارسة أنشطة بسيطة.
- خسارة الوزن بدون اتباع أي حمية، كما أن خسارة ما بين 5% إلى 10% من الوزن خلال فترة لا تزيد عن 6 أشهر، يُعد من أبرز الأعراض.
- جفاف الجلد والشعر، وتساقط الشعر.
- الاكتئاب والتقلبات المزاجية.

أسباب سوء التغذية
يُعد نقص التغذية مشكلة عالمية، تنتج عن أسباب عديدة. فيما يلي أبرز الأسباب التي تؤدي لحدوثها.
- انعدام الأمن الغذائي، أو صعوبة توفير ما يكفي من الطعام: حيث تشير العديد من الدراسات إلى ارتباط وثيق بين معدلات الأمن الغذائي ونقص التغذية.
- وجود صعوبة في تناول الطعام، نتيجةً لظرف صحي ما، مثلًا: أمراض الكبد، والسرطان، وغيرها من الأمراض التي تؤثر على عملية مضغ وبلع الطعام. كما يمكن أن يكون المسبب تناول دواء ما.
- سوء الامتصاص الناجم عن أمراض معينة، مثلًا: داء كرون، وحساسية القمح، وغيرها من الأمراض.
- الاضطرابات النفسية، الاكتئاب، وفقدان الشهية العُصابي، والخرف، وغيرها من الاضطرابات التي تزيد من خطر الإصابة بنقص التغذية. تبين إحدى الدراسات أن احتمالية الإصابة تزيد بنسبة 4% بين الأشخاص المصابين بالاكتئاب مقارنةً بغيرهم.
- استهلاك الكحول بكميات كبيرة يؤدي لحدوث ضرر في البنكرياس، الأمر الذي يسبب صعوبة في هضم الطعام، وامتصاص المواد المغذية، وكذلك يؤثر على إنتاج الهرمونات التي تنظم عمليات الأيض.
الفئات الأكثر عرضة لنقص التغذية
الإصابة بهذا الاضطراب لا يقتصر على فئة معينة، إنما يمكن أن يؤثر على فئات مختلفة. فيما يلي أبرز الفئات المعرضة لخطر الإصابة.
- كبار السن: تبين الدراسات أن 22% من كبار السن يعانون نقص التغذية، وما يزيد عن 45% معرضين للإصابة.
- سكان الدول النامية، والأشخاص الذين يواجهون صعوبة في تأمين الغذاء.
- المصابون بأمراض تؤثر على امتصاص الغذاء، مثلًا: داء كرون.
- الأشخاص الذين لديهم احتياجات غذائية عالية، كالأطفال، والحوامل، والمرضعات.
التشخيص
يمكن تشخيص هذا الاضطراب من خلال ملاحظة الأعراض المرتبطة به، وإجراء الفحوصات المختلفة التي تتضمن فحوصات الدم، وفحوصات لقياس تركيز فيتامينات وعناصر محددة، مثلًا: الحديد.
أمراض سوء التغذية
هناك عدد من الأمراض والتبعات المرتبطة بنقص التغذية، الذي يؤثر سلبًا على وظائف الجسم المختلفة.
- تتأثر الوظائف المناعية بشكل كبير، الأمر الذي يزيد احتمالية الإصابة بالالتهابات نتيجة تضرر الجهاز المناعي.
- التغذية السليمة مهمة للحفاظ على سلامة الجهاز الهضمي؛ حيث يسبب نقص التغذية المزمن تغيرات في وظائف البنكرياس، والأمعاء.
- إضافةً لما سبق من الآثار الجسدية، هناك أيضًا الأثر النفسي، مثلًا: الإصابة بالاكتئاب، والقلق، وغيرها من الاضطرابات.
- ويرتبط نقص البروتين خلال فترة الطفولة، بحدوث عدد من المتلازمات كالقحول (Marasmus)، وكواشيوركور (Kwashiorkor)، وفقر الدم.
الوقاية
إن أساس الوقاية من نقص التغذية يكمن في الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن، يضم جميع العناصر الغذائية. كما تشجع بعض الدراسات على تناول المكملات الغذائية بهدف الحصول على الحاجات اليومية من المعادن والفيتامينات المختلفة.
والنظام المتوازن يجب أن يشمل الخضراوات والفواكه، الكربوهيدرات، الحليب ومشتقات الألبان، إضافةً لمصادر البروتينات.
في الختام، السعي للقضاء على جميع أشكال نقص التغذية يحتاج لتضافر جهود الجميع، بدءًا بتوفير الغذاء للمناطق الأقل حظًا، مرورًا بالتوعية والإرشاد المتعلق بالغذاء المتوازن وأنظمة الحياة الصحية.

المصادر:
Healthline: Medical information and health advice you can trust