fbpx

سوء التغذية عند الأطفال: كل ما تود معرفته عن أنواعها وأسبابها وأعراضها

520

إذا أردت التحدث عن سوء التغذية عند الأطفال فسوف يتبادر إلى ذهنك صور أو مقاطع  فيديو لأطفال يبدو عليهم الفقر والجوع والمرض، الشيء المشترك الذي نلاحظه جميعاً في تلك الصور هو أن الطفل تظهر عليه النحافة بشكل كبير، ويعاني انتفاخاً شديد في البطن، والجفاف الشديد في الجلد.

عادةً ما تتواجد تلك الصور في الدول النامية؛ وذلك لأنها تعاني الفقر، والمرض، والمشاكل السياسية التي بدورها تؤدي إلى تدهور المنظومة الصحية في بلادهم .

الفقر يؤدي إلى المرض، والمرض يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية للأمهات، والحوامل، والأطفال. 

إذا تدهورت الحالة الصحية للأم أو للمرأة الحامل أو للطفل فكل ذلك يؤدي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى سوء التغذية، خاصةً سوء التغذية عند الأطفال.

 سنتحدث في هذا المقال عن سوء التغذية، والتغذية الجيدة للأطفال؛ لأن ذلك من أكثر القضايا التي تشغل العالم، والتي تؤثر على حياة الفرد بشكل كبير. 

سوء التغذية عند الأطفال

سوء التغذية

إذا أردنا التحدث عن سوء التغذية عند الأطفال، فيجب علينا أولاً أن نعرف ما يعنيه هذا المصطلح.

سوء التغذية هو افتقار الجسم للعناصر الغذائية الأساسية لبنائه وتكوينه مما يؤدي إلى حدوث خلل في بناء الجسم أو بنائه بشكل غير صحي وسليم.

العناصر الغذائية الأساسية تشمل: الكربوهيدرات، والبروتين، والدهون، والفيتامينات، والمعادن.

غياب أي عنصر من تلك العناصر يؤثر بشكل كبير في نمو الطفل، خاصة أن الطفل في مراحل عمره الأولى يحتاج بشكل كبير إلى تلك العناصر. 

يبدأ سوء التغذية عند الطفل من أول يوم له في رحم الأم؛ لأن تغذية المرأة الحامل تغذية صحية سليمة يُعد من أهم عوامل التغذية الجيدة للطفل، إذا أهملت المرأة الحامل صحتها الجسدية والنفسية ولم تهتم بتناول الطعام الصحي الغني بالعناصر الأساسية، والفيتامينات، والمعادن سيؤدي ذلك إلى حدوث سوء التغذية للجنين.

الخمس سنوات الأولى في عمر الطفل هي أهم سنوات يجب أن يحصل الطفل فيها على العناصر الغذائية الأساسية.

لذلك فإن اهتمام المرأة الحامل، والمرضعة بالتغذية الجيدة لجسدها هو من أهم عوامل تحجيم تلك المشكلة؛ لأن ذلك سيوفر للطفل التغذية السليمة.

تظهر تلك المشكلة في عدة أشكال منها:

  • الهُزال:

وهو الطفل الذي يعاني النحافة الشديدة مقارنةً بطوله، والذي يحدث بسبب نقص حاد في المواد الغذائية التي يحتاجها الجسم، أو بسبب مرض عضوي أدى إلى عدم استفادة الجسم بالطعام.

  • التقزم:

وهو الطفل الذي يعاني من قصر القامة مقارنةً بعمره، والذي يحدث بسبب سوء تغذية مزمن لمدة طويلة أو نتيجة مرض عضوي خاصة في أهم مراحل نمو الطفل تحت سن الخمس سنوات، والتي أثرت بشكل كبير على نمو الطفل في مرحلة البلوغ.

  • نقص الوزن:

وهو الطفل الذي يعاني من نقص الوزن مقارنةً بعمره، والذي يحدث بسبب نقص حاد أو مزمن في العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم.

وهو الطفل الذي يعاني من زيادة شديدة في الوزن مقارنةً بعمره، والتي تحدث بسبب تراكم الدهون في الخلايا نتيجة عادات الأكل غير الصحية أو حدوث خلل في وظائف أو هرمونات الجسم.

ما أسباب حدوث تلك المشكلة؟

 تحدث تلك المشكلة نتيجة لأسباب غير مباشرة أو أسباب مباشرة.

الأسباب غير المباشرة لحدوث سوء التغذية

  • سوء الأحوال الاقتصادية للبلاد مما يؤدي إلى انتشار الفقر، وعدم توفر الأطعمة، والمنتجات الغذائية.
  • عدم حصول المرأة الحامل على القدر الكافي من العناصر الغذائية المهمة للجنين.
  • عدم استخدام الرضاعة الطبيعية واللجوء إلى الألبان الصناعية التي لا تحتوي على العناصر الغذائية الكافية لنمو الطفل نمواً سليماً وحمايته من الأمراض.
  • فطام الطفل مبكراً مما يؤدي إلى التأثير في عملية نموه، ويقلل من مناعته.

الأسباب المباشرة لحدوث سوء التغذية

  • فقدان الشهية نتيجة لبعض الأمراض المتعلقة بالجهاز الهضمي والمناعة.
  • الإسهال المتكرر المستمر لمدة طويلة والذي يُفقد الطفل الكثير من السوائل والعناصر الغذائية.
  • عدم اهتمام الأم بإعطاء الطفل الطعام الصحي كالخضراوات، والفاكهة، والبروتينات التي تحتوي على العناصر الغذائية المهمة لبناء جسده، والإكثار من تناول الطعام غير الصحي كالوجبات السريعة.
  • وجود بعض الأمراض المزمنة التي تؤثر على شهية الطفل وتجعله لا يرغب في تناول الطعام.
  • عدم امتصاص الطعام جيداً نتيجة لخلل ما في الجهاز الهضمي.
تأثير الفقر على الأطفال

أعراض سوء التغذية عند الأطفال 

تختلف أعراض سوء التغذية باختلاف العنصر الغذائي الذي حدث فيه خلل، ولكن توجد أعراض مشتركة. 

  • فقدان الوزن:

نتيجة لافتقار العضلات للعناصر الغذائية المهمة لبناء خلاياها مثل البروتينات والدهون.

  • مشاكل في القلب والكلى: 

نتيجة حدوث نقص في الكتلة العضلية للقلب فإن معدل ضخ الدم يقل، وذلك يؤدي إلى حدوث مشاكل في الكلى، كما أن نقص بعض العناصر مثل (الثيامين) يؤثر بشكل كبير على عضلة القلب.

  •  مشاكل في الجهاز الهضمي:

يقل معدل إعادة امتصاص القولون للماء وللعناصر الغذائية المهمة، مما يؤدي إلى حدوث الإسهال.

  • قلة المناعة:

نتيجة لسوء التغذية يحدث خلل في الجهاز المناعي مما يُزيد من معدل الإصابة بالأمراض المعدية، وصعوبة التئام الجروح.

  • مشاكل نفسية:

سوء التغذية يؤدي إلى حدوث التوتر، والاكتئاب، واللا مبالاة، وإهمال الذات.

  • الإرهاق والتعب المزمن وقلة التركيز:

يحدث ذلك نتيجة نقص عنصر الحديد والفوليك أسيد مما يؤدي إلى حدوث الأنيميا.

  • الإصابة بمرض الكساح:

يحدث ذلك نتيجة نقص فيتامين (د) مما يؤدي إلى صعوبة امتصاص الكالسيوم مما يؤثر على نمو العظام.

  • تغيرات بالجلد والشعر:

يحدث ذلك نتيجة نقص فيتامين (أ). 

  • التأخر العقلي وتأخر الإدراك:

يحدث نتيجة لنقص (اليود) مما يؤدي إلى حدوث خلل بالغدة الدرقية.

  • تضخم الكبد والطحال:

يحدث نتيجة نقص (الزنك).

  • حدوث انتفاخات بالبطن:

نتيجة ضعف عضلات البطن.

الوزن المثالي للطفل

التغذية الجيدة للأطفال 

التغذية الجيدة للأطفال تشمل نصائح للأم و نصائح للطفل نفسه، ولكي نتجنب حدوث تلك المشكلة يجب اتباع الآتي:

  • تشجيع المرأة الحامل على الاهتمام بصحتها عن طريق تناول الطعام الصحي المليء بالبروتينات، والفيتامينات، والمعادن.
  • التوعية بأهمية الرضاعة الطبيعية ومدى تأثيرها على صحة الطفل الجسدية والعقلية.
  • الابتعاد عن الوجبات السريعة التي تحتوي على كثير من الدهون الضارة.
  • حث المجتمعات والحكومات على الاهتمام بالرعاية الصحية للطفل، والتوعية بالتغذية الجيدة للأطفال.
  • متابعة الحالة الصحية للطفل، ومعرفة أسباب رفضه للطعام وحلها، ومحاولة تقديم الطعام له بشكل جذاب، والتنويع في نوعية الطعام المُقدم له.
  • حصول الطفل على كمية وفيرة من الخضراوات، والفاكهة، والبروتينات كاللحوم والدجاج، ومنتجات الألبان.
  • إمداد الطفل بالمكملات الغذائية إذا وُجد أنه يعاني من نقص في إحداها.
  • زيادة وزن الطفل ليصل إلى المعدل الطبيعي المناسب لعمره.
  • اتباع حمية غذائية جيدة إذا كان الطفل يعاني من السمنة المفرطة، وذلك بالمتابعة مع الطبيب.   
  • معالجة الأمراض التي تؤدي إلى حدوث سوء التغذية عند الأطفال.
  • التغذية الجيدة للأطفال تشمل الاهتمام بالحالة النفسية للطفل، وذلك عن طريق تشجيعه على تناول الطعام دون إجبار.
  • يجب عمل تحليل دم، وبول، وبراز للطفل كل فترة للاطمئنان على الحالة الصحية له والتأكد من عدم وجود أي أمراض عنده.
  • الاهتمام بمعرفة السعرات الحرارية التي يحتاجها طفلك طبقاً للمرحلة العمرية التي فيها.

المصادر

1- WHO

2-UNICEF

3-nih

4-CDC

5-Tayebat

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Close
طيبات © 2020 جميع الحقوق محفوظة.
Close