تعد التغذية الصحية المتوازنة عنصرًا أساسيًا من عناصر الحياة السليمة، فيساعد توافر شروط التغذية المتوازنة في الطعام على إمداد الجسد بالطاقة. يعد النظام الغذائي الصحي على النمو السليم والتئام الجروح، بالإضافة إلى دوره في تعجيل الشفاء من الأمراض. ولا تقتصر أهمية النظام الغذائي الصحي على صغار السن فحسب؛ بل إن أهمية الغذاء الصحي تمتد إلى جميع الفئات العمرية. وتختلف نسب العناصر الغذائية المطلوبة من بروتينات وكربوهيدرات ودهون وفيتامينات ومعادن وماء حسب عمر الإنسان وحالته الصحية.
ما هي أهمية وفوائد التغذية المتوازنة؟
يساهم النظام الغذائي الصحي في توفير العديد من الفوائد لجسم الإنسان. فيما يلي نذكر بعض من تلك الفوائد:
الحفاظ على الوزن المثالي
يساعد النظام الغذائي الصحي المكون من العناصر الغذائية الأساسية كالبروتينات والدهون والكربوهيدرات الصحية على التحكم في وزن الجسم بشكل سليم. فتوفير تلك العناصر للجسم بنسب مناسبة يعزز من عملية التمثيل الغذائي ويقلل احتمالية زيادة الوزن المفرطة وأضرارها. تحتوي معظم الخضروات والفاكهة على الكثير من الألياف التي تساهم في خسارة الوزن وتزيد من الشعور بالشبع. كما تحتوي الألياف على العديد من الفيتامينات والمعادن الهامة لتجنب الأنيميا أثناء إنقاص الوزن.
إن اتباع نظام غذائي يحتوي على شروط التغذية المتوازنة يساعد في تقليل مشاكل الجهاز الهضمي كعسر الهضم والإمساك والتهاب القولون. وتناول الألياف الموجودة في الخضروات يحسّن حركة الجهاز الهضمي ويقلل الانتفاخات المصاحبة لعسر الهضم، كما يزيد من سرعة الإحساس بالشبع.
الحفاظ على صحة العظام
إن تناول الأطعمة التي تحتوي على عنصر الكالسيوم يقي من خطورة مرض هشاشة العظام ويحافظ على قوة العظام والأسنان. يساهم التعرض لأشعة الشمس في الحفاظ على العظام؛ حيث يعزز من امتصاص فيتامين (د) الضروري لبناء العظام.
تحسين الحالة المزاجية والصحة العقلية
أشارت العديد من الدراسات الغذائية إلى قوة العلاقة بين ما يتناوله الإنسان من أطعمة وصحته المزاجية والنفسية. فأثبتت تلك الدراسات أن تناول الأطعمة الصحية منخفضة المؤشر الجلايسيمي تحسن من الحالة المزاجية وتقي من الاكتئاب. بينما تناول الأطعمة السريعة مرتفعة المؤشر الجلايسيمي تزيد احتمالية ظهور أعراض الاكتئاب والإرهاق العام وتؤدي إلى السمنة المفرطة.
.تعد فيتامينات (ب6) و(C) والكاروتينات من العناصر الهامة لصحة الدماغ، كونها مضادة للأكسدة. تحمي تلك الفيتامينات خلايا المخ من التدهور وتساعد على الوقاية من خطر الإصابة بمعظم أمراض خلل الدماغ المعرفي.
الحفاظ على القلب
إن التناول المفرط للأطعمة الغنية بالدهون المشبعة ومرتفعة الأملاح يزيد من خطورة الإصابة بأمراض القلب كارتفاع ضغط الدم ونسبة الكوليسترول الضار بالدم. تتحسن حالة القلب والأوعية الدموية بشكل ملحوظ لدى الأشخاص الذين يحافظون على شروط التغذية المتوازنة ويتناولون الأطعمة قليلة الدسم والأملاح وكثيرة الألياف.
تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة
كلما تناول الإنسان المأكولات الغنية بالسكر والدهون الضارة، زادت احتمالية إصابته بمرض السكري من النوع الثاني؛ حيث أثبتت الدراسات وجود علاقة طردية بين زيادة الوزن الناتجة عن الإفراط في تناول الأغذية غير الصحية ومرض السكري ومقاومة الأنسولين. لا تقتصر خطورة المأكولات غير الصحية على السكري فحسب، بل تزيد أيضًا من خطورة الإصابة بمرض السرطان. تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة كالمكسرات والخضروات والبقوليات يساعد الجسم على محاربة الخلايا السرطانية ومنع ظهورها.
تحسين صحة البشرة والشعر
إن تناول كميات مناسبة من الخضروات والفواكه وزيت الزيتون والمكسرات الغنية بالفيتامينات ومضادات الأكسدة وتجنب تناول الدهون الضارة المتواجدة في المأكولات السريعة والطعام المعلب يساهم في الحفاظ على مرونة البشرة وتأخير ظهور علامات التقدم في السن وزيادة سرعة التئام الجروح وتقليل ظهور الحبوب الدهنية. بالإضافة إلى ذلك، فإن النظام الغذائي الصحي يساهم في صحة الشعر ومنع تساقطه بشكل كبير.
ما هي شروط التغذية المتوازنة؟
يمكن اتباع شروط التغذية المتوازنة بسهولة عن طريق الحفاظ على العناصر الغذائية الهامة في الطعام اليومي. تناول الأطعمة المتنوعة التي تحتوي على العناصر الهامة كالبروتين والألياف والكربوهيدرات والدهون الصحية بشكل معتدل وفي حدود السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم يوميا، يُشكِّل نمطًا غذائيًا سليمًا. وفيما يلي نسرد بعض النقاط الهامة في النظام الغذائي الصحي:
إضافة كميات وفيرة من الخضروات إلى النظام الغذائي
يحسن تناول الفاكهة والخضروات من الصحة الجسدية والنفسية بشكل كبير؛ لأن تلك الأغذية تحتوي على الكثير من الألياف التي تساعد على تحسين حركية الأمعاء وعملية الهضم وتعزز من الإحساس بالشبع، كما تمد الجسم بالسكريات النافعة والدهون غير المشبعة. بالإضافة إلى ذلك، فإن تناول الفواكه والخضروات يمد الجسم بالفيتامينات الهامة لصحة البشرة والشعر، والحديد الأساسي للوقاية من مرض الأنيميا، كما يساعد في خسارة الوزن بشكل صحي، إذ إن كمية الدهون في تلك الأطعمة قليلة مقارنةً بالمخبوزات والأطعمة المعلبة والأطعمة السريعة.
تناول الأطعمة الغنية بالبروتين
تدخل أنواع البروتين في بناء العضلات والعظام والجلد، كما يساعد في الحفاظ عليها. إن تناول أطعمة كاللحوم والأسماك والبقوليات والمكسرات والبيض ومنتجات الألبان يساهم بشكل كبير في سرعة التئام الجروح والحفاظ على كثافة العظام وتقليل تساقط الشعر، كما أن للبروتينات دور أساسي في تكوين العضلات. تناول كمية مناسبة من البروتين في الوجبات تعادل ربع الوجبة يمد الجسم بالكمية المناسبة من احتياجه اليومي للبروتين، كما أنه يساعد بشكل أكبر على الشبع، حيث أن البروتين من العناصر الغذائية التي تستغرق وقتًا طويلًا في عملية الهضم.
الإكثار من تناول الحبوب الكاملة
إن تجنب الحبوب المصنعة كالخبز الأبيض والمعكرونة يساهم في صحة وقوة الجسد وتنظيم عملية الهضم والحفاظ على الوزن. يساعد الإكثار من تناول الحبوب الكاملة كدقيق الشوفان والشوفان وخبز القمح الكامل والكينوا والأرز البني يمد الجسم بالكثير من الألياف والمعادن والبروتينات الضرورية للجسم، تلك الأغذية تساعد على الشبع وتعد بديلًا ضروريًا للأغذية والحبوب المصنعة.
استخدام كميات مناسبة من منتجات الألبان
يساعد الحليب ومشتقاته على إمداد الجسم بالعديد من البروتينات المتنوعة وكميات كافية من عنصر الكالسيوم اللازم لبناء العضلات والعظام والأسنان. يُفضل تناول منتجات الألبان قليلة الدسم، إذ أنها تحتوي على نسبة بروتين أعلى من الدهون، وبالتالي تقلل من احتمالية الإصابة بارتفاع الدهون الثلاثية في الدم.
تجنب استهلاك عناصر الطعام الضارة
يساعد الإقلال في استخدام بعض الأطعمة في تحسن الحالة الصحية؛ ومن تلك الأطعمة:
- الدهون المشبعة: توجد الدهون المشبعة في العديد من الأطعمة التي نستهلكها يوميا، مثل منتجات الألبان كاملة الدسم واللحوم الدهنية والزبدة وزيت النخيل. تزيد تلك الدهون من نسبة الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار في الدم، وبالتالي تزيد من احتمالية تعرض الجسم للجلطات.
- الأملاح؛ وخصوصًا كلوريد الصوديوم: توجد الأملاح في الأطعمة المعلبة وفي ملح الطعام الذي نستخدمه يوميًا، وبالرغم من دورها في الحفاظ على توازن الدم وحركة العضلات الإرادية والملساء، ترفع الأملاح ضغط الدم بشكل ملحوظ وتؤثر سلبًا في نضارة البشرة ونقائها.
- السكريات: تعد السكريات المضافة من العناصر غير المفيدة في النظام الغذائي، إذ تساهم في زيادة الوزن وتساعد على الإصابة بمرض السكري.
- النشويات المكررة: تتغلب أضرار النشويات المكررة على فوائدها، حيث تساهم في زيادة الوزن، كما يمكن استبدالها بالحبوب الكاملة.
أعراض سوء التغذية
كيف تعرف ما إذا كنت تعان من سوء التغذية أم لا؟ يمكنك الاطلاع على اللائحة التالية والتي نذكر بها أهم أعراض سوء التغذية:
- خسارة الوزن بشكل مفاجئ وسريع
- ضعف الشهية وعدم الرغبة في الأكل والشرب
- الشعور بالتعب والإجهاد
- تكرار الإصابة بالأمراض
- تأخر التئام الجروح
- عدم القدرة على التركيز
- الشعور بالبرد
- الاكتئاب والشعور بالحزن
أمراض سوء التغذية
نعلم أن التغذية الصحية أساس الجسد السليم الخالي من الأمراض، ولذلك، فإن كان هناك خلل في التغذية، فقد يصاب الشخص بأمراض سوء التغذية مثل:
- السمنة
- تسوس الأسنان
- ارتفاع ضغط الدم
- ارتفاع نسب الكوليستيرول والدهون الثلاثية
- أمراض القلب والأوعية الدموية والجلطات
- داء السكري من النوع الثاني
- هشاشة العظام
- الاكتئاب
- النهام العصبي
- فقدان الشهية العصبي
- متلازمة الاجترار