-“هل آكل الآن أم بعد التمرين؟”
-“سوف أكتفي بوجبة واحدة في اليوم؛ فهذا سيُعجّل من إنقاص وزني”.
-“أظن أن قطعة من تلك الحلوى لن تَضر”.
جمل تقولها ميَّادة وهي تتحدث مع نفسها، فهي تحاول أن تنحف منذ أكثر من ٨ سنوات، لكن الغريب في الأمر أنه كلما بدأت الريجيم تجد نفسها سمينة أكثر من الأول.
في بادئ الأمر كانت تريد أن تُنقِص ٥ كيلوجرامات فقط، لكي تكون ضمن الوزن المثالي -هكذا كان يُقال لها- لكن كيف انتهى بها الأمر بزيادة ٢٠ كيلوجرامًا في وزنها؟!
هذا ما سنعرفه في هذا المقال.
بضعُ عادات غذائية خاطئة تفسد الريجيم
تحاول وتحاول -عزيزي القارئ- وتبذل أقصى جهدك لتنحف؛ لكن قد لا تصل إلى النتيجة المرجوَّة، لماذا يا تُرى؟!
هل ما يَنقصك هو شرب الماء، أم الرياضة الكافية، أم نوعية الغذاء المُتَّبعة؟
١٠ عادات غذائية خاطئة تفسد الريجيم
إليك أبرز ١٠ عادات غذائية خاطئة تفسد الريجيم:
١.تجاهل الفطور
من أكثر العادات المنتشرة هي عدم تناول الفطور بحجة أنه لا يوجد وقت لتناوله صباحًا، أو أنه لا يُراد إدخال كثير من السعرات الحرارية، فتجد متَّبِع الريجيم يتكاسل أو يتجاهل تناول الفطور؛ ظنًا منه أنه بذلك سينحف أسرع.
الجدير بالذكر أنه قد أُثبِت بالأبحاث أن نسبة إنقاص الوزن ثابتة سواءً تناولتَ الفطور أو لا.
لذلك يُنصح وبشدة تناول الفطور للوقاية من مرض السكري، وأيضًا الفطور يُحفز عملية الأيض ويُحسن من حالتك المزاجية، مما سيزيد من إنتاجيتك وذلك سيعود عليك بالنفع في نهاية الأمر.
الحل
الحرص على تناول وجبة فطور مليئة بالبروتين والكالسيوم والخضار، وإذا لم يوجد فرصة لذلك؛ إذًا طبقٌ من الفاكهة في علبة صغيرة سيفي بالغرض.
٢.الشعور بالجوع
ترك نفسك حتى الشعور بالجوع قد يزيد من نسبة زيادة وزنك. شعورك بالجوع يعني أن جسدك بحاجة إلى الطاقة.
يجب ألّا تتعارض رغبتك في الحصول على جسم مثالي مع الحرص على تغذيتك السليمة.
الحل
تناول الأطعمة بطريقة متناسبة مع ريجيمك، إذا كان يُسمح لك بتناول وجبات خفيفة على مدار اليوم، فلا تتردد.
٣.الامتناع عن الأكل
يُعد الامتناع عن الأكل أحد الأفكار الخاطئة، إذ يظن متَّبِع الريجيم أنه بتقليل وجباته قدر الإمكان، سيقلل من الطاقة اليومية وبذلك سيسرّع من إنقاص الوزن.
لكن الحقيقة أن ذلك سيقلل الحرق جدًا، لأن جسدك سيدخل في حالة نمط البقاء
الحل
كلْ بطريقة طبيعية عدد ما يحتاجه جسدك من وجباتٍ على مدار اليوم، ولا تنسَ وجبة الفطور.
٤.تثبيت النظام الغذائي المتّبَع
يجد متَّبعِ الريجيم نفسه مرتاحًا مع ريجيم معين، فيظل عليه لفترة طويلة؛
لكن هذا يقلل جدًا معدل الحرق مع الوقت.
الحل
تنويع الريجيم كل فترة تتراوح من ٣ إلى ٤ أشهر.
٥.اليوم المفتوح في الريجيم
تعددت الأقاويل عن اليوم المفتوح خلال الريجيم.
قد يفسِد اليوم المفتوح الريجيم، إذا كنت تتبع أنظمة غذائية لا ترفع نسبة الأنسولين في الدَّم، وقد لا يفسده إذا كنت تتبع أنظمة غذائية تعتمد على وجود الأنسولين، لكن مع تناول كمياتٍ قليلة.
الحل
يمكنك إضافة اليوم المفتوح في الريجيم لكن بشرط، أن لا تتناول كميات كبيرة من الأكلات الممنوعة فقط، كلْ بقدر حاجتك واستمتع بتلك اللحظات الجميلة العابرة.
٦.نوعية الأكل
نوعية الأكل المتناوَلة تؤثر كثيرًا في الريجيم؛ فإذا تناولت مثلًا الكثير من الأطعمة الرافعة للأنسولين مع الدهون في نفس الوجبة؛ فسيؤدي ذلك إلى تخزين تلك الدهون بدلًا من حرقها.
الحل
تحديد مصدر الطاقة لجسمك، إما أكلات رافعة للأنسولين لكن بكمية قليلة وتناول في حدود ٥ وجبات في اليوم، أو تناول أكلات مليئة بالدهون المفيدة (الشحوم)، ولكن مع الحرص على عدم تناول أكلات رافعة للأنسولين و الاكتفاء بتناول وجبتين في اليوم.
٧.مشروبات الطاقة

يلجأ إليها البعض لإمدادهم بالطاقة اللازمة، لكن كَمية السكر والكافيين الكبيرة التي تحتويها، تفسد الريجيم.
الحل
استبدالها بنظام غذائي صحي متكامل.
٨.الجوع العاطفي

من إحدى أكثر المشكلات التي تفتك بالنظام الغذائي أو الريجيم، وأخطر عادة من العادات الغذائية الخاطئة التي تفسد الريجيم هو الجوع العاطفي، وهو الرغبة في تناول الطعام عند الشعور بالضيق والحزن.
يصيب الناس كافةً؛ بسبب ضغوطات الحياة اليومية، أو مشاكل الانفصال، أو التخوُّف من المشاكل المادية، لكنه يصيب النساء أكثر من الرجال بسبب التغيرات الهرمونية.
يسبب أيضًا الشعور بالذنب والضيق أكثر بعد تناول الشخص الطعام؛ لأنه يشعر أنه أفسد الريجيم مما يؤدي إلى جوع عاطفي أكثر ويدخل الشخص في حلقةٍ مفرَغة.
الحل
عليك أولًا أن تفرّق بين الجوع الحقيقي والجوع العاطفي.
إذا شعرت بالرغبة في تناول شيء معين مثل: الحلويات، أو الأطعمة السريعة مثل: البيتزا والبطاطس المحمرة، والمشروبات الغازية، ولا تريد شيئًا آخر غيرها؛ فهذا يدل على الجوع العاطفي.
عليك تجنبه عن طريق حل مشكلتك إذا أمكن، إذا لم تكن هناك تلك الفرصة؛ إذًا يمكنك ممارسة الرياضة أو اليوجا أو ركوب الدراجة، مما سيبدد هذا الشعور وسيرفع من حالتك المزاجية.
٩.الشعور بالذنب عند إفساد الريجيم
يشعر متَّبِع الريجيم بالذنب الشديد عند تناول شيء زائد أو غير مسموح به في نظام الريجيم، مما يدخله في حالة الجوع العاطفي، ويجعله ينهال على الأكل أكثر من الأول بتأنيبٍ شديد.
الحل
عزيزي القارئ، لا يوجد هناك شخص أو شيء مثالي في الحياة، لذلك لا تشعر بالذنب إذا ألحَّ عليك عقلك بتناول شيءٍ إضافي، بشرط ألّا تشعر بالضيق وقتها؛ لكي لا يتحول إلى الجوع العاطفي.
لذلك لا يوجد مانع كل فترة في تلبية رغبات عقلك دون إشعاره بالمنع والتأنيب.
١٠.الاستعجال
التفكير الدائم في الرجوع للأكل مرة أخرى بعد الحصول على الوزن المطلوب، والاستعجال في رؤية النتيجة، يؤثر سلبًا على الريجيم؛ لأنك لم تكسب هذا الوزن الزائد في بضعة أشهر بل أعوام، لذلك ليس من المنطق أن تطلب منه أن يفقده في غضون أسابيع أو أشهر قليلة.
الحل
ضع هدفًا منطقيًا، وأعطِ لنفسك على الأقل عامًا واحدًا لا تطلب فيه رؤية نتائج على الميزان أو شيء آخر، فقط ركز على اتباع ريجيمك بطريقةٍ صحيحة ولا تنسَ الرياضة بالطبع.
هل يؤثر عدم انتظام الوجبات في الريجيم؟
نعم، سيؤثر ذلك سلبًا، إذ إن تخطّي بعض الوجبات وتغيير مواعيد الأكل سيقلل من معدل الحرق.
شرب الماء والرجيم

عدم شرب الماء يَدخل أيضًا تحت بند عادات غذائية خاطئة تفسد الريجيم، فهناك عَلاقة وطيدة جدًا بين شرب الماء والريجيم، إذ يساعد شرب الماء على:
- زيادة معدل الحرق:
هناك أبحاث أثبتت أن شرب الماء قبل تناول الطعام، يساعد في إنقاص
كيلوجرامين خلال ٣ أشهر.
- يعدُّ مصدرًا مهمًا ولا يحتوي على السعرات الحرارية، ويمكن أيضًا استعاضة مشروبات الطاقة بها.
- شرب الماء قبل الوجبات يقلل الشهية، مما يؤدي إلى تناول ما تحتاجه فقط من الطعام.
ريجيم أم نظام غذائي

هل تلتزم بكل هذه العادات الغذائية ومع ذلك لم تنحف، إذًا قد تكمن المشكلة في الأنظمة الغذائية المتبعة.
لقد خلقنا الله مختلفين، كلٌ فينا لديه ما يميّزه، لذلك اتّباعك لنظام صديقك أو أي شخص آخر لا يعني أنه سيجدي نفعًا معك، عليك أن تغير من نظامك الصحي (الريجيم) المتبع إذا شعرت أنه لا يبدي أي نتيجة.
إليك بعد الأنظمة الغذائية المناسبة للعديد من الأشخاص و المرضى خاصة مرضى السكر والقلب:
رغم كل هذا ما زلت لا تستطيع أن تنحف أو تبني ذلك الجسد المثالي في مخيلتك؟
يمكن ذلك لأن فكرة الريجيم لا تنبع من داخلك، فقط تشعر أن عليك أن تفعل هذا لا أنك تريد فعل هذا.
الريجيم يكمن نجاحه في الفكرة، تدعمها الخطوات، يجب أن تقتنع وتجتاحك الرغبة في حياة صحية أفضل.
يجب أن تقتنع أن كل تلك الأكلات التي جعلتك تسمن هي مضرة لصحتك وتستهلك جسدك، تُحمّل على عظامك وتهلك من أعضائك الداخلية مثل: الكبد و البنكرياس، وبالتأكيد نهاية ذلك النفق معروفة، الأمراض المزمنة التي ستأخذك من طبيبٍ لآخر.
عضوٌ يرمي بك إلى تلك العيادة والآخر يؤلمك وينغّص عليك معيشتك.
عزيزي القارئ لتستبدل ثقافة الريجيم المؤقت بثقافة النظام الغذائي الصحي.
لم تستطع ميّادة أن تنحف إلا عندما غيَّرت أفكارها، أصبح هدفها حياةً صحيةً أفضل، وأكلًا صحيًا يمدها بالطاقة.
استطاعت أن تنحف بعد ٨ سنوات، بعد كمّ من المعاناة وتجربة أنظمة ريجيم متعددة استبدلتها بنظام صحي تسعى فيه إلى حماية جسدها والحفاظ عليه من الأمراض.
أنت أيضًا -عزيزي القارئ- فبضع عادات غذائية خاطئة، ليست هي ما ستعيقك عن تحقيق هدفك، فبعد الاطلاع عليها أصبح شبه مفهوم الآن كيف يمكن أن تُنقص وزنك.