fbpx

عدم تحمل الجلوتين

573

عدم تحمل الجلوتين أو الداء الزلاقي هو من الاضطرابات الهضمية التي تحدث نتيجة تفاعل الجهاز المناعي المبالغ فيه عند تناول الجلوتين. إذ يبدأ في مهاجمة وتدمير زغابات الأمعاء الدقيقة -وهي نتوءات صغيرة موجودة على جدار الأمعاء- مما يؤثر في امتصاص الأمعاء للعناصر الغذائية والإصابة بسوء التغذية بمرور الوقت.

وقد يؤدي اضطراب الأمعاء أيضًا إلى الإسهال، والأنيميا، والانتفاخ، ومشاكل الهضم الأخرى بالإضافة إلى مشاكل النمو بالنسبة للأطفال. الجلوتين هو البروتين الموجود في القمح والشعير وغيرها من الحبوب.

الأنواع

ينقسم الداء الزلاقي طبقًا للمنظمة العالمية لأمراض الجهاز الهضمي إلى:

  1. الداء الزلاقي الكلاسيكي

يعاني المريض من أعراض سوء الامتصاص مثل: الإسهال وفقدان الوزن، وتأخر النمو في الأطفال.

  1. الداء الزلاقي غير الكلاسيكي

يعاني المريض من آلام في البطن وأعراض أخرى ليس لها علاقة بالجهاز الهضمي مثل: الأنيميا، والإجهاد، والصداع، بالإضافة إلى زيادة ملحوظة في إنزيمات الكبد وآلام في القدمين واليدين. قد يعاني البعض أيضًا من مشاكل مينا الأسنان أو الطفح الجلدي.

  1. الداء الزلاقي الصامت

هو الذي يحدث بدون أعراض، بالرغم من الضرر الذي يُحدثه الجهاز المناعي في بطانة الأمعاء. لذلك فإن الفحص الدوري لأفراد العائلة مهم جدًا لتشخيص المرض مبكرًا وتجنب المضاعفات. وقد أظهرت الدراسات أن هناك خطر إصابة بعدم تحمل الجلوتين بنسبة 1 لكل 10.

الأعراض

تتفاوت الأعراض وحدتها من شخص لآخر على حسب العمر وقد لا تظهر أي أعراض عند بعض الأشخاص. تنقسم الأعراض إلى:

  1. أعراض مرتبطة بالجهاز الهضمي
  • آلام في البطن.
  • الإسهال.
  • الانتفاخ والإمساك.
  • الشعور بالتعب وفقدان الوزن.
  • الغثيان والقيء.
  1. أعراض غير مرتبطة بالجهاز الهضمي.
    • الأنيميا.
    • قرح الفم.
    • آلام المفاصل.
    • نقص كثافة العظام.
    • الصداع.
    • اضطراب الجهاز العصبي مما يسبب الشعور بتنميل في القدم وعدم الاتزان.
    • التهاب الجلد الهربسي وهو طفح جلدي وبثور تسبب الحكة.
    • اعتلال وظائف الطحال.

بالنسبة للأطفال، قد تسبب هذه الأعراض العديد من المشاكل والمضاعفات الخطيرة نتيجة عدم امتصاص الأمعاء للعناصر الغذائية الضرورية للنمو، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:

  • تأخر النمو.
  • قصر القامة.
  • تأخر البلوغ.
  • اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
  • تلف مينا الأسنان.
  • تغيرات المزاج.

الأسباب وعوامل الخطر

إن أسباب الإصابة بمرض عدم تحمل الجلوتين غير معروفة حتى الآن. يمكن أن يشترك في ذلك عوامل وراثية أو حالات مرضية مختلفة. من الطبيعي أن يهاجم جهاز المناعة الأجسام الغريبة، ولكن عند تناول الجلوتين فإنه يبدأ بمهاجمة خلايا الأمعاء المسؤولة عن امتصاص العناصر الغذائية ويدمرها.

أي أن الجهاز المناعي في الأشخاص المصابين يتعامل مع الجلوتين وكأنه جسم غريب يجب مهاجمته، وهذا قد يكون بسبب طفرة جينية أو أسباب أخرى. وبمرور الوقت تعجز الأمعاء عن العمل بشكل طبيعي مسببةً الكثير من المضاعفات.

وهناك بعض الحالات المرضية التي يمكن أن تساهم في الإصابة وتفاقم الأعراض ومنها:

  • التصلب المتعدد.
  • متلازمة شوغرن.
  • التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • متلازمة داون.
  • الذئبة.
  • أمراض الكبد والغدة الدرقية.

المضاعفات

إذا كنت تعاني من عدم تحمل الجلوتين فينبغي لك اتباع نظام غذائي صحي خالي من الجلوتين. وأحيانًا يعاني بعض الأشخاص من تأخر التشخيص أو التشخيص الخاطئ للمرض مما يؤدي إلى حدوث مضاعفات ومنها: 

  1. سوء الامتصاص.

تعجز الأمعاء عن العمل بشكل طبيعي مما يؤدي إلى قصور في امتصاصها للفيتامينات والمعادن الموجودة في الطعام، ومن ثم إلى نقص هذه العناصر في الجسم. قد يؤدي سوء الامتصاص إلى أنيميا بسبب نقص الحديد أو فيتامين B12، وأحيانًا الإصابة بهشاشة العظام.

  1. سوء التغذية.

هو نتيجة طبيعية لسوء الامتصاص إذ تختل وظائف الجهاز الهضمي ويبدأ الجسم في الضعف نتيجة نقص العديد من العناصر الغذائية. قد يشعر المريض بالدوار والتعب الشديد وآلام العضلات، كما يعاني الأطفال من تأخر في النمو. لذلك فإن علاج سوء التغذية بتعويض الجسم بالعناصر الغذائية التي يحتاجها ضرورة ملحة.

  1. السرطان.

قد يعاني الأشخاص من سرطان الأمعاء الدقيقة أو سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين. إن الإصابة بالسرطان ليست بالأمر الشائع، وقد أظهرت الدراسات الأخيرة أن خطر الإصابة بالسرطان انخفض عن ذي قبل.

  1. عدم تحمل اللاكتوز.

إن الأشخاص المصابين بعدم تحمل الجلوتين هم الأكثر عرضةً للإصابة بعدم تحمل اللاكتوز من غيرهم. ولكن يختلف عدم تحمل اللاكتوز في أن أعراضه خفيفة وقابلة للعلاج.

التشخيص

عندما يذهب المريض للطبيب ويصف له الأعراض، فإن الطبيب يبدأ في طرح الأسئلة حول التاريخ العائلي الطبي ويجري الفحص الجسدي ومن ثم يطلب فحص عينات الدم والتنظير الداخلي لتأكيد التشخيص. تُجرى الاختبارات الآتية قبل تطبيق أي نظام غذائي خالي من الجلوتين للتأكد من وجود أجسام مضادة للجلوتين في جسم المريض.

  • فحص الدم

يُظهر فحص الدم ارتفاعًا في الأجسام المضادة لبروتينات معينة وهذا بسبب تفاعل الجهاز المناعي مع الجلوتين.

  • الاختبارات الجينية

تستخدم لاستبعاد عدم تحمل الجلوتين، وهي تفحص مستضدات الكريات البيضاء البشرية.

  • التنظير الداخلي

يحدث هذا الإجراء عن طريق إدخال أنبوب طويل من خلال الفم ويمر للأسفل حتى الأمعاء الدقيقة، حيث يأخذ الطبيب عينة من بطانة الأمعاء لتحليلها.

  • التنظير الداخلي باستخدام كبسولة

وهو عبارة عن كبسولة بداخلها كاميرا، يبتلعها المريض وتمر من خلال جهازه الهضمي حتى الأمعاء. تلتقط الكاميرا في طريقها العديد من الصور التي تظهر من خلال شاشة الكمبيوتر للطبيب، ثم يفحصها ليرى حالة الأمعاء.

  • عينة الجلد في حالة وجود طفح جلدي 

العلاج والنظام الغذائي 

يعتمد علاج عدم تحمل الجلوتين بشكل أساسي على النظام الغذائي الخالي من الجلوتين لأنه يساعد في تخفيف الأعراض. يعتمد النظام على منع الجلوتين المسبب لتدمير بطانة الأمعاء الدقيقة، وبالتالي منع آلام البطن والإسهال. بمرور الوقت ومع الحفاظ على النظام الغذائي والامتثال لأوامر الطبيب، تتعافى بطانة الأمعاء وتزول الأعراض الناتجة عنها.

قد تختفي الأعراض في خلال أسابيع ولكن يستغرق شفاء الجهاز الهضمي بالكامل نحو سنتين. بعد تأكيد التشخيص، يُحول المريض إلى اختصاصي تغذية لكي يوضح له الأنظمة الغذائية المتاحة الخالية من الجلوتين واختيار الأنسب حسب حالة كل مريض. إن الجلوتين ليس ضروريًا في النظام الغذائي ويمكن استبداله أو تعويضه بالعديد من الأطعمة. كما أنه غير مسموح للمريض بتناول أي أطعمة تحتوي على الجلوتين طوال حياته حتى إذا كانت كمية صغيرة جدًا وذلك لتجنب حدوث أي مضاعفات.

هناك العديد من الأطعمة التي تخلو من الجلوتين وهناك أخرى عُدلت لكي تلائم أصحاب عدم تحمل الجلوتين، لذلك فإن النظام الغذائي لن يكون مقتصرًا على بضعة أنواع من الطعام كما يظن البعض. أيضًا قد ينصح الطبيب بتناول بعض الفيتامينات لتعويض الجسم ما فقده. ينبغي على المريض التأكد من الأطعمة قبل تناولها من خلال الملصقات أو الاستفسار من اختصاصي التغذية. سنوضح من خلال الجدول الآتي بعض الأطعمة الخالية من الجلوتين المسموح بها والأخرى التي تحتوي على الجلوتين (غير مسموح بها).

الأطعمة الخالية من الجلوتينالأطعمة التي تحتوي على الجلوتين
الفواكه والخضراوات القمح (الخبز المصنوع من القمح)
اللحوم والأسماكالشعير
البقولياتالحبوب
التوابل والأعشابالمعكرونة
منتجات الألبان الخالية من الجلوتينالصلصات
الدقيق الخالي من الجلوتين ومنتجاتهالمعجنات والكعك

عدم تحمل الجلوتين وعدم تحمل اللاكتوز 

يكسر إنزيم اللاكتاز الموجود في بطانة الأمعاء اللاكتوز الذي يقوم بدور مهم في عملية الهضم. لذلك تعاني القناة الهضمية من الاضطرابات نتيجة عدم وجود اللاكتاز. لكن الضرر الناتج في بطانة الأمعاء يُشفى بمجرد التوقف عن تناول الجلوتين، لذا فهو مرض مؤقت يمكن الشفاء منه باتباع نظام غذائي صحي خالٍ من الجلوتين.

المصادر

cleveland clinic

ministry of health 

webmed 

​National Health Service UK

MayoClinic

Celiac Disease Foundation

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Close
طيبات © 2020 جميع الحقوق محفوظة.
Close