fbpx

عدم تحمل الطعام | اعتزل ما يؤذيك

1.6K

لا تستطيع هبة التكيف مع بعض الأنواع من الطعام، فدائمًا ما تعاني اضطرابات في الجهاز الهضمي بعد تناولها. 

زارت طبيب الجهاز الهضمي، وبعد عدة تجارب وفحوصات شخصها بحالة عدم تحمل الطعام، ونصحها بالحد من تناول تلك الأطعمة المسببة للأعراض المزعجة. 

ما معنى عدم تحمل الطعام ؟ وما هي أسبابه ؟ وكيف يختلف عن حساسية الطعام ؟ وما كيفية تشخيصه وعلاجه ؟

هذا ما سنعرفه في هذا المقال، فتابعونا. 

ما هو عدم تحمل الطعام؟

عدم تحمل الطعام (food intolerance) هو عدم قدرة الجهاز الهضمي على هضم أو امتصاص بعض المواد الغذائية؛ مما يتسبب في اضطرابات وأعراض مزعجة. 

يعد عدم تحمل الطعام من الاضطرابات الشائعة بالجهاز الهضمي، إذ يصيب من 15 إلى 20% من البشر.

الأعراض:

قد تظهر أعراض عدم تحمل الطعام سريعًا أو بعد عدة ساعات من تناول الطعام.

  • الانتفاخ والشعور بالامتلاء.
  • مغص.
  • قيء وغثيان.
  • إسهال.
  • صداع.
  • إعياء.

الأسباب:

  • نقص في الإنزيم الهاضم:

قد يكون السبب نقص في الإنزيم الهاضم للطعام مثل عدم تحمل اللاكتوز في الحليب.

  • القولون العصبي:

يعاني الكثير من مرضى القولون العصبي من عدم تحمل عدة أنواع من الأطعمة.

  • بعض المواد الحافظة والألوان الصناعية:

قد تتسبب المواد الحافظة والألوان الصناعية الموجودة في بعض الأطعمة في تهيج الجهاز الهضمي وظهور الأعراض. 

  • مرض السيلياك (celiac disease):

يتسبب السيلياك في تلف الأمعاء الدقيقة بمرور الوقت -ما لم يعالج- مما قد يتسبب في نقص بعض الإنزيمات الهاضمة.

ما الفرق بين عدم تحمل الطعام وحساسية الطعام؟ 

تحدث حساسية الطعام بسبب تحسس الجهاز المناعي تجاه بروتينات موجودة في بعض الأطعمة، بينما يحدث عدم تحمل الطعام بسبب عدم قدرة الجهاز الهضمي على الهضم أو الامتصاص، أو التحسس من بعض المضافات الغذائية.

نعرض لكم أهم الفروق بينهم في خمس نقاط:

عدم تحمل الطعامحساسية الطعام
يتسبب به الجهاز الهضمي.يتسبب بها الجهاز المناعي.
قد تقتصر معظم الأعراض على اضطرابات الجهاز الهضمي.قد تظهر أعراض حساسية مثل الطفح الجلدي والحكة وصعوبة التنفس، بالإضافة إلى المغص والإسهال.
يتسبب في حدوث أعراض مزعجة تؤثر على جودة الحياة، لكنها غير خطرة.قد تصل الأعراض إلى الحساسية المفرطة شديدة الخطورة. 
يعتمد ظهور الأعراض على كمية الطعام؛ وبذلك يمكن تناول كميات صغيرة دون حدوث أعراض. تظهر أعراض الحساسية مع تناول أقل كمية من الطعام؛ ولذلك يجب على المريض الامتناع نهائيًا عن تناول الأطعمة المسببة للحساسية.
يحدث عدم تحمل الطعام مع أطعمة مثل: اللاكتوز في الحليب، والكافيين، والأطعمة المحتوية على الجلوتين، واللحوم المصنعة.تحدث حساسية الطعام مع أطعمة مثل: البيض والقمح والمكسرات والحليب والسمك. 

أنواع عدم تحمل الطعام

يوجد العديد من أنواع عدم تحمل الطعام، ومن ضمنها ما يلي: 

  1. عدم تحمل اللاكتوز (Lactose intolerance)

يعد عدم تحمل اللاكتوز في الحليب من أكثر الأنواع شيوعًا، ويختلف عن حساسية الحليب.

اللاكتوز أو سكر الحليب هو أحد السكريات الثنائية، ويحتاج إنزيم اللاكتيز lactase ليتكسر إلى سكريات أحادية يمكن امتصاصها من الأمعاء.

يحدث عدم تحمل اللاكتوز بسبب نقص إنزيم اللاكتيز lactase، مما يؤدي إلى عدم القدرة على هضم اللاكتوز، وظهور أعراض الإسهال والمغص والانتفاخ.

  1. عدم تحمل الفركتوز (fructose intolerance)

الفركتوز هو أحد السكريات الأحادية الموجودة في العسل وبعض الخضار والفاكهة.

يحدث عدم تحمل الفركتوز بسبب عدم القدرة على امتصاصه، فيبقى في الأمعاء ويتخمر، ومن ثَم تظهر أعراض الإسهال والانتفاخ والمغص. 

يفضل الحد من الأطعمة الغنية بالفركتوز مثل المشروبات الغازية والعسل الأبيض والأسود، وبعض الفاكهة مثل:التفاح والعنب والبطيخ.

  1. عدم تحمل الجلوتين (gluten intolerance)

الجلوتين هو بروتين موجود في بذور القمح والشعير والجاودار.

يشعر الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل الجلوتين بمغص وانتفاخ وإسهال بعد تناول الأطعمة المحتوية على الجلوتين.

يختلف عدم تحمل الجلوتين عن السلياك وعن حساسية القمح، لكنه يؤدي إلى أعراض أخرى خارج الجهاز الهضمي تتشابه مع السلياك مثل: ألم المفاصل والصداع والإرهاق والقلق والاكتئاب. 

تتحسن الأعراض عند الامتناع عن تناول جميع الأطعمة المحتوية على الجلوتين.

  1. عدم تحمل الكافيين

يعاني بعض الأشخاص من الأعراض الجانبية للكافيين بمجرد تناول فنجان واحد من القهوة أو الشاي.

تُسمى هذه الحالة عدم تحمل الكافيين، وقد تحدث بسبب صعوبة إخراج الكافيين من الجسم.

يشعر الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل الكافيين بضربات قلب سريعة وأرق وقلق بعد تناول فنجان من القهوة. 

  1. المضافات الغذائية

قد تتسبب  المضافات الغذائية -كالمواد الحافظة والألوان الصناعية ومكسبات الطعم- في أعراض مزعجة لبعض الأشخاص. 

من ضمن المضافات الغذائية ما يلي:

  • Sulfites:

 هي مجموعة من المواد الكيميائية تُستخدم كمواد حافظة للطعام، وتوجد في الفواكه المجففة والمربى والجمبري والبطاطس المجمدة.

 قد تتسبب في أعراض شبيهة بالربو في الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل ال sulfites.

يعد ال MSG من مكسبات الطعم التي تستخدمها بعض المطاعم ومصانع المنتجات الغذائية. 

قد يتسبب في حدوث أعراض جانبية لبعض الأشخاص مثل الإسهال والصداع والغثيان وضيق بالصدر.

  • nitrates: 

تضاف ال nitrates إلى اللحوم المصنعة مثل الهوت دوج واللانشون، وقد تسبب صداع وأرتكاريا (طفح جلدي) لبعض الأشخاص. 

  1. FODMAPS 

كلمة FODMAPS هي اختصار يعني مجموعة من السكريات الأحادية والثنائية والمتعددة -مثل اللاكتوز والفركتوز- التي لا تُمتص من الأمعاء، وتُترك لتتخمر في القولون مسببة الغازات والمغص والإسهال.

يعاني الكثير من مرضى القولون العصبي من عدم تحمل ال FODMAPS الموجودة في الكثير من الأطعمة.

يستفيد مرضى القولون العصبي من نظام غذائي يحد من تناول الأطعمة الغنية بال FODMAPS، مثل: الفول والحليب ودقيق القمح والثوم والبصل وبعض الخضار والفاكهة.

تشخيص عدم تحمل الطعام

عدم تحمل اللاكتوز

يمكن تشخيص عدم تحمل اللاكتوز بمتابعة تأثير تناول منتجات الألبان أو منعها على ظهور الأعراض، وبالإضافة إلى ذلك يوجد اختبارات أخرى مثل:

  • اختبار التنفس بالهيدروجين

تُقاس كمية الهيدروجين في نفسك بعد شرب سائل يحتوي على كمية كبيرة من اللاكتوز.

يشير وجود كمية كبيرة من الهيدروجين في النفس إلى عدم القدرة على هضم وامتصاص اللاكتوز. 

  • اختبار تحمل اللاكتوز

يُقاس مستوى الجلوكوز في الدم بعد ساعتين من شرب سائل يحتوي على كمية كبيرة من اللاكتوز.

يشير عدم ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم إلى صعوبة هضم وامتصاص اللاكتوز. 

الأنواع الأخرى من عدم تحمل الطعام

لا يوجد اختبارات معينة لتشخيص أنواع عدم تحمل الطعام الأخرى.

قد يكون التشخيص محيرًا لتشابه أعراض عدم التحمل مع القولون العصبي ومع الحساسية.

يمكن استخدام أحد الوسائل التالية للتشخيص:

  • الامتناع عن أطعمة معينة ثم إعادة تناولها؛ وذلك لمعرفة تأثيرها على ظهور الأعراض أو اختفائها.
  • يمكن عمل اختبار جلد لاستبعاد الحساسية، وذلك بحقن سطح الجلد بكمية قليلة من بروتين معين، وإذا ظهر احمرار أو حكة على الجلد بعد ربع ساعة، يُشخص كحساسية طعام.
  • يمكن استبعاد الحساسية أيضًا بقياس مستويات الأجسام المضادة في الدم لبروتين معين.

علاج عدم تحمل الطعام

لا يوجد حاليًا علاج سوى الابتعاد عن الأطعمة المسببة للأعراض، ومحاولة إيجاد بدائل أخرى مناسبة.

علاج عدم تحمل اللاكتوز

إليكم بعض النصائح التي قد تساعدكم على التأقلم مع عدم تحمل اللاكتوز:

  • يفضل تناول حليب وزبادي وجبنة خالية من اللاكتوز للسيطرة على الأعراض.
  • يمكن استبدال الحليب البقري بحليب اللوز والبندق والشوفان والأرز، وحليب الصويا.
  • يمكن تناول كل المنتجات النباتية والمدون عليها عبارة خالٍ من منتجات الألبان.
  • يجب تجنب المخبوزات والحلويات المحتوية على حليب، وقراءة مكونات المنتجات بعناية.
  • تحتوي بعض أنواع الجبن على لاكتوز أقل من غيرها مثل الشيدر والبارميزان والجبنة السويسرية.
  • يمكن تناول أطعمة أخرى غنية بالكالسيوم، مثل: الخضراوات الورقية والمكسرات وفول الصويا. 
  • يمكن تناول كميات بسيطة من الحليب ومنتجات الألبان في حالة القدرة على تحملها مثل: نصف كوب حليب، ويجب تناوله مع أطعمة أخرى.
  • يعد الزبادي الغني بالبروبيوتيك خيارًا جيدًا؛ وذلك لاحتوائه على بكتيريا تساعد على تكسير اللاكتوز. 

عدم تحمل الطعام عند الرضع

قد يُصاب الرضع والأطفال بالعديد من اضطرابات الجهاز الهضمي، التي قد يرجع بعض منها إلى حساسية الطعام وعدم تحمل الطعام.

قد يُصاب الأطفال بأنواع عدم تحمل الطعام مثل: عدم تحمل اللاكتوز والفركتوز والجلوتين.

عدم تحمل اللاكتوز في الرضع

الأسباب:

  1. نقص إنزيم اللاكتيز( عدم تحمل اللاكتوز الخلقي): 

يعد نقص إنزيم اللاكتيز أمرًا نادرًا جدًا في الرضع، لكنه أكثر شيوعًا في الأطفال بعد ثلاث سنوات.

  1. عدوى فيروسية بالجهاز الهضمي

قد يتسبب التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي في عدم تحمل اللاكتوز مؤقتًا، وهو السبب الأكثر شيوعًا في الرضع.

الأعراض:

  • إسهال مائي.
  • مغص. 
  • غازات وانتفاخ. 
  • غثيان.

العلاج:

  • يمكن إضافة نقاط من إنزيم اللاكتيز على حليب الأم في حالة الرضاعة الطبيعية.
  • استخدام حليب صناعى خالي من اللاكتوز للرضع.

وختامًا نجد أن عدم تحمل الطعام من المشكلات الصحية المزعجة، لكنها ليست خطرة ويمكن تجنبها بمعرفة الأطعمة المسببة للأعراض وتجنبها، وإيجاد بدائل أخرى لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Close
طيبات © 2020 جميع الحقوق محفوظة.
Close