كثيرًا ما نسمع عن فوائد شرب الحلبة يوميًا، ونقرأ العديد من المقالات التي تنصح بذلك المشروب الصحي. ثم قد يدور بأذهاننا هل تلك النصائح مجدية؟ وهل يمتلك ذلك المشروب كل تلك الفوائد؟
اشتهر استخدام نبات الحلبة قديمًا في مواطن موجودة بشمال أفريقيا وآسيا وجنوب أوروبا، واعتُبِر أحد الأعشاب المفيدة للرجال والنساء على حد سواء.
تستخدم بذور الحلبة في الطبخ وكذلك لعلاج بعض الأمراض. لكن هل بذور الحلبة آمنة للاستخدام؟ وهل تجدي نفعًا في كل تلك الحالات التي اشتهرت بعلاجها؟ ما هي فوائد شرب الحلبة يوميًا للرجال، وهل هناك فوائد لشربها للنساء؟ أيضًا ما هي فوائد شرب الحلبة قبل النوم؟ وما هي فوائد شرب الحلبة للتسمين؟ سنتعرف سويًا على حقيقة كل ذلك، بناءً على العديد من الأبحاث العلمية المعتمدة والدراسات الموثوقة.
ما هي فوائد شرب الحلبة يوميًا للرجال
توصل الباحثون إلى أن تناول الرجال لمكملات الحلبة يعد علاجًا فعالًا لنقص الأندروجين (هرمون الذكورة)، ووجدوا أنه يزيد من مستوى هرمون التستوستيرون في الدم، ويحسن الوظيفة الجنسية عند الرجال الأصحاء في منتصف العمر.
أثبتت دراسة أخرى أن للحلبة تأثيرًا مفيدًا للرجال الرياضيين خاصة الذين يؤدون تمارين المقاومة. وُجِدَ أنّ مكملات الحلبة تؤثر بشكل جيد على دهون الجسم وتساعد على فقدانها، بدون التأثير على قوة العضلات أو تقليلها. ودعمت الدراسات الحديثة أيضًا تأثير الحلبة المفيد في تخفيض نسبة الكوليسترول في الدم والاستفادة من الأحماض الدهنية كمصدرٍ للطاقة.
فوائد شرب الحلبة للنساء

تعتبر الرضاعة الطبيعية المصدر الأمثل لتغذية الطفل في شهوره الأولى. لكن قد تعاني بعض النساء من عدم القدرة على إنتاج كمية كافية من الحليب لتغذية رضيعها، وهنا تبحث الأم عن حلول تساعدها على زيادة إدرار الحليب. بينما يلجأ البعض إلى استخدام الأدوية، يعتبر مشروب الحلبة بديلًا آمنًا وفعالًا لزيادة إنتاج لبن الأم.
وجد أيضًا أن من فوائد شرب الحلبة يوميًا للنساء، أنها تساعد في المحافظة على نمو طبيعي للشعر وفروة صحية.
في دراسة أجريت لمعرفة تأثير تناول مستخلص نبات الحلبة على الشعر، وجد أن نسبة تصل إلى ثمانين بالمائة من المشاركات في الدراسة أظهروا استجابة جيدة. أدى تناول مستخلص الحلبة إلى تحسن ملحوظ في كثافة وسمك الشعر لدى المشاركات، مقارنة باللاتي لم يتناولنه.
أشارت دراسات أخرى حديثة إلى أن استخدام الحلبة موضعيًا على فروة الرأس قد يقلل من تهيجها ويساعد في علاج القشرة. لكن بالرغم من النتائج الإيجابية لكل تلك الدراسات، إلا أننا ما زلنا بحاجة إلى المزيد من الأبحاث لزيادة تأكيد نتائجها.
فوائد شرب الحلبة لمرضى السكري
أظهرت بعض الدراسات أن للحلبة تأثيرًا مفيدًا في التحكم بمستوى السكر في الدم لدى مرضى السكري. وجد أن نبات الحلبة يحسن من مستوى عمل الإنسولين في الدم، مما يؤدي إلى انخفاضٍ ملحوظٍ بمستوى السكر لدى المرضى من النوع الأول أو الثاني.
بالنظر إلى التكوين الغذائي لبذور الحلبة، قد يكون احتواؤها على نسبة عالية من الألياف، هو السر وراء ذلك التأثير المفيد على مستويات السكر في الدم. لذا يجب توخي الحذر عند استخدام مشروب الحلبة، لدى المرضى الذين يستخدمون علاجات لخفض السكر. قد يؤدي تناولها بكميات كبيرة إلى انخفاض كبير في مستوى السكر في الدم، وذلك يشكل خطرًا على حياة المريض.
فوائد أخرى لشرب الحلبة
بالرغم من استخدام الحلبة قديمًا لعلاج العديد من الأمراض، لكن الكثير منها لم تثبت صحتها علميًا حتى وقتنا هذا. أجريت العديد من الأبحاث للتأكد من فعاليتها، وتأكد أنها قد تساعد في الحالات الآتية:
التحكم في الشهية:
وجد من الدراسات أن الحلبة ساعدت في تقليل الشهية، وبالتالي ساهمت في إنقاص الوزن، وانخفضت كميات الدهون المستهلكة لدى المشاركين في تلك الدراسات.
علاج الحموضة:
أجريت دراسة على المرضى الذين يعانون من الحموضة بشكل مستمر، ووجد أن الحلبة ساهمت في تقليل الأعراض بشكل ملحوظ. كانت كفاءة الحلبة في علاج أعراض الحموضة، بنفس كفاءة الأدوية المضادة للحموضة تقريبًا.
خفض مستوى الكوليسترول في الدم:
وجدت الدراسات دلائل عديدة على أن من فوائد شرب الحلبة يوميًا، أنها تساعد في خفض مستوى الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم.
علاج الالتهابات:
أشارت بعض الأبحاث التي أجريت على الفئران، إلى أن للحلبة تأثيرًا مفيدًا في علاج الالتهابات. نحتاج المزيد من الدراسات لتأكيد ذلك التأثير على البشر.
مضاد للأكسدة:
أفادت الدراسات التي أجريت على مستخلص بذور الحلبة أن لها تأثيرًا جيدًا كمضادٍ للأكسدة.
الحماية من الأورام السرطانية:
وجدت العديد من الدراسات أن لبذور الحلبة تأثيرًا مفيدًا في الحماية من أنواعٍ متعددةٍ من الأورام السرطانية. يعزى هذا التأثير إلى قدرة مكونات بذور الحلبة على إحداث تأثيرٍ سامٍ لخلايا تلك الأورام بشكلٍ انتقائي.
أفادت الأبحاث التي أجريت على سرطان الثدي، أن بذور الحلبة ساهمت في الحماية من التحول الخبيث لخلايا الثدي.
أشارت أبحاث أخرى أن لمستخلص نبات الحلبة تأثير مفيد في علاج سرطان البنكرياس والبروستاتا.
وجد أن اتباع نظام غذائي يحتوي على بذور نبات الحلبة، قد يساعد في الحماية من سرطان القولون، ويساهم في العلاج من سرطان الكبد أيضًا.
ولكن يبقى استخدام الحلبة في الغذاء كوسيلة للحماية من الأورام السرطانية وعلاجها، موضعًا يحتاج المزيد من الأبحاث العلمية والدراسات لإثبات كل ذلك بشكل مؤكد.
الوقاية من البكتيريا والفطريات:
أجريت العديد من الأبحاث مؤخرًا لدراسة مدى فعالية استخدام الحلبة في الحماية من الميكروبات الفطرية والبكتيرية. أشارت الدراسات إلى أن للحلبة تأثيرًا جيدًا للوقاية من العديد من أنواع الفطريات. نستطيع القول أن نبات الحلبة قد يوفر مادة طبيعية لصنع الأدوية المضادة للفطريات.
وجدت العديد من الدراسات الأخرى أن مستخلص نبات الحلبة أظهر كفاءة في علاج أنواعٍ عديدةٍ من البكتيريا كالميكروب الحلزوني على سبيل المثال.
المساعدة في الهضم:

أثبتت الأبحاث العلمية أن استخدام التوابل -من ضمنها الحلبة- في الطعام يؤثر بشكل إيجابي على الإنزيمات الهاضمة المفرزة من البنكرياس. يساعد ذلك في إتمام عملية الهضم بشكلٍ أكثر سهولة.
تساهم الحلبة أيضًا في الوقاية من الإمساك، نظرًا لاحتوائها على نسبةٍ عاليةٍ من الألياف.
هل يعتبر شرب الحلبة آمنًا؟
من المعتقد أن الحلبة تعد مشروبًا آمنًا عند استهلاكها بكميات محدودة. زيادة تناول الحلبة بكميات أكبر من المعتاد، قد يؤدي إلى حدوث بعض الأعراض الجانبية.
تشمل تلك الأعراض الشعور بالغثيان والإسهال ومشاكل أخرى بالجهاز الهضمي. نادرًا ما يؤدي تناول الحلبة إلى الشعور بالدوار أو الصداع.
قد يتسبب تناول الحلبة بجرعات كبيرة إلى انخفاض خطير في مستوى السكر في الدم. لذا يجب على مرضى السكري الذين يتناولون أدويةً تخفض مستوى السكر في الدم، استشارة الطبيب قبل تناول الحلبة بكمياتٍ، ومراقبة مستويات السكر جيدًا عند تناولها خوفًا من الدخول في نوبات هبوطٍ خطيرة.
لم يثبت بعد مدى أمان استخدام الحلبة في فترة الحمل. يمكن استخدامها بكميات محدودة لتجنب أي تأثير سلبي على صحة الجنين. ثبت ارتباط استهلاكها في الحمل بإحداث عيوب خلقية في الأجنة.
يعتقد أن الحلبة أيضًا تعد من محفزات الولادة، لذا يجب الحذر منها أثناء الحمل، خوفًا من تسببها بإحداث ولادة مبكرة.
كما هو الحال مع جميع أنواع الأغذية، قد يعاني بعض الأشخاص حساسية تجاه الحلبة. لذا عند الشعور بأي أعراض للحساسية بعد تناول الحلبة، يجب التوقف عن تناولها فورًا، واستشارة الطبيب.
المصادر:
1-National center for complementary and integrative health