لا يُدرك العديد من الأشخاص أهمية النشاط البدني الذي يبذلونه في الحفاظ على صحتهم. أقرت منظمة الصحة العالمية أن قلة النشاط البدني تعرض واحدًا من كل أربعة أشخاصٍ بالغين إلى مخاطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة غير المعدية، مثل: أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري. بالإضافة إلى ذلك لا تؤثر قلة النشاط البدني على الحالة الجسدية فقط، ولكنها أيضًا قد تسبب مجموعة من المشكلات النفسية، مثل: الإصابة بأعراض الاكتئاب والتوتر واضطرابات النوم.
مفهوم النشاط البدني

أوضحت منظمة الصحة العالمية مفهوم النشاط البدني بأنه أي حركة جسدية تُحدثها عضلات الهيكل العظمي وتتطلب بذل جهد وطاقة؛ لذلك يشمل النشاط البدني جميع الحركات التي يقوم بها الإنسان على مدار اليوم.
ممارسة النشاط البدني بانتظام تساهم في الوقاية من العديد من الأمراض، مثل: أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري وبعض أنواع السرطان، وتساعد أيضًا على منع ارتفاع ضغط الدم والحفاظ على الوزن الصحي.
بالإضافة إلى ذلك يحسن النشاط البدني من الحالة النفسية والصحة العقلية للإنسان، ويقلل من خطر الإصابة بالأمراض العقلية والخرف مع تقدم السن، ويساهم أيضًا في تطور العضلات ونموها في الأطفال.
أسباب قلة النشاط البدني
تعتمد أسباب قلة النشاط البدني على قلة ممارسة الأنشطة في أثناء أوقات الفراغ، واتباع نظامٍ خالٍ من الحركة أيضًا خلال أوقات العمل أو الترفيه.
استخدام السيارات كوسيلة للتنقل أدى إلى انخفاض معدلات المشي وركوب الدراجات. بالإضافة إلى ذلك فقد تسببت العديد من العوامل البيئية أيضًا في الخمول البدني، مثل:
- التلوث الهوائي.
- قلة المتنزهات والمرافق الرياضية والأماكن الترفيهية.
- انتشار العنف.
- الازدحام المروري.
قد تسبب بعض العوامل الشخصية أيضًا قلة النشاط البدني، مثل:
- قلة أوقات الفراغ المتاحة خلال اليوم.
- انخفاض الوعي بأهمية النشاطات البدنية.
- الحاجة إلى الدعم.
- الخوف من السقوط أو الإصابة خاصةً عند كبار السن.
- بعض المشكلات الصحية.
- الأعراف الثقافية والاجتماعية.
- عدم الاهتمام بالأنشطة الرياضية (PE) في المدارس.
- نقص المعرفة.
- الحواجز الاجتماعية والاقتصادية (الخاصة بالحصول على ثمن الأنشطة أو رعاية الأطفال)
- عدم وجود دافع لبذل الطاقة.
أضرار قلة النشاط البدني

تسبب قلة النشاط البدني العديد من المشكلات الصحية والنفسية؛ لأنها تؤثر على معظم أعضاء الجسم ووظائفه.
كيف يؤثر الخمول البدني على جسمك
- قد يسبب ذلك حرق سعرات حرارية أقل، مما يجعلك أكثر عرضًة لزيادة الوزن والسمنة.
- فقدان قوة العضلات بمرور الوقت، وفقدان القدرة على التحمل نتيجة لعدم استخدام العضلات.
- ضعف وهشاشة العظام.
- انخفاض معدلات التمثيل الغذائي، وصعوبة تكسير الدهون والسكريات.
- ضعف الدورة الدموية.
- زيادة الالتهابات.
- الإصابة بأحد الاضطرابات الهرمونية.
- ضعف الجهاز المناعي وتكرار الإصابة بالعدوى.
المخاطر الصحية لقلة النشاط البدني
يزيد قلة النشاط البدني من خطر الإصابة ببعض الأمراض غير المعدية، أهمها:
- أمراض القلب والأوعية الدموية
يسبب الخمول البدني زيادة الرواسب الدهنية في صمامات القلب والشرايين، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين. بالإضافة إلى ذلك يساعد النشاط البدني في الحفاظ على المستويات الطبيعية لضغط الدم والكوليسترول.
- مرض السكري من النوع الثاني
تساعد النشاطات البدنية على التحكم في نسبة السكر في الدم والحفاظ على وزن صحي، وتزيد أيضًا من الكوليسترول الجيد بينما تقلل من الكوليسترول الضار؛ لذلك تجعلك أقل عرضًة للإصابة بمرض السكري ومضاعفاته التي تشمل تلف الأعصاب وأمراض القلب.
- السرطان
يساعد النشاط البدني المنتظم على الوقاية من بعض أنواع السرطان، مثل: سرطان المثانة والثدي والقولون والرحم والمريء والكلى والرئة والمعدة.
- آلام المفاصل وضمور العضلات
تيبس المفاصل والتهابها وضعف الأنسجة المتصلة بها، بالإضافة إلى آلام الظهر أحد أضرار قلة النشاط البدني الأكثر شيوعًا على الإطلاق.
- الاكتئاب
تؤثر قلة النشاط الرياضي على الصحة العقلية للإنسان وحالته النفسية؛ يمكن أن تسبب ظهور أعراض الاكتئاب والتوتر والأرق.
أعراض قلة النشاط البدني

يصاحب قلة النشاط البدني ظهور بعض الأعراض أهمها:
- اضطرابات النوم أو النوم المتقطع.
- آلام أسفل الظهر.
- ارتفاع ضغط الدم.
- التقلبات المزاجية.
- مشكلات الجهاز الهضمي والقولون.
- الشعور الدائم بالجوع.
- التوتر والقلق.
- الشعور بالإرهاق بصورةٍ مستمرة.
- تيبس المفاصل.
- ضعف الجهاز المناعي.
- عدم القدرة على التركيز.
- زيادة الوزن.
- ضعف عضلات البطن وترهلها.
- ظهور علامات تقدم السن في وقت مبكر وشحوب الجلد.
الفرق بين النشاط البدني والرياضة
يستخدم البعض عادةً مصطلحات النشاط البدني والتمارين الرياضية والرياضة بالتبادل دون معرفة الفرق بينهم، وعلى الرغم من وجود العديد من الأمور المشتركة بين هذه المصطلحات وأن جميعها يمكن أن يُحسن من قلة النشاط البدني، إلا أنها لا تعبر عن الشيء نفسه.
النشاط البدني هو أي نشاط يتطلب مجهودًا بدنيًّا أو حركات إرادية تساعد على حرق السعرات الحرارية. توفر هذه الأنشطة العديد من الفوائد لجسم الإنسان وتجعله يعمل بصورةٍ أفضل. لذلك يشمل النشاط البدني المشي، والرقص، ومعظم الأنشطة اليومية التي تتطلب حركة.
على الجانب الآخر تتضمن التمارين الرياضية أيضًا المجهود البدني والحركات الإرادية وحرق السعرات الحرارية. وعلى الرغم من أنها أحد أشكال النشاط البدني، إلا أنها حركات مخططة ومحددة ومتكررة ومنظمة نوعًا ما. عادةً لا تشير التمارين الرياضية إلى أي نوع من المنافسة. تشمل التمارين الرياضية الهرولة وركوب الدراجات.
تشير الرياضة أيضًا إلى أحد أشكال النشاط البدني والتمارين، ولكنها تتبع مجموعة من القواعد والأهداف التي تساعدك على اكتساب مهارات رياضية محددة. يمكنك ممارسة الرياضة الفردية مثل: السباحة والجولف، أو الرياضة الجماعية مثل: كرة القدم وكرة اليد والسلة. تتضمن عادةً الرياضة المنافسة، ولكن ليس دائمًا.
معدلات النشاط البدني الموصى بها
لا ترتبط الأنشطة البدنية بعمرٍ معين أو فئة بعينها. أوضحت منظمة الصحة العالمية المعدلات الموصى بها خلال اليوم الواحد للفئات العمرية المختلفة لتجنب قلة النشاط البدني ومضاعفاته.
- الرضع أقل من عام
يمكن ممارسة النشاط البدني عدة مرات في اليوم بعدة طرق أهمها اللعب التفاعلي على الأرض، إذا كان الطفل لم يتحرك بعد، يمكن اللجوء إلى وضعية الانبطاح على البطن 30 دقيقة على الأقل موزعة على مدار اليوم في أثناء الاستيقاظ.
لا يُنصح بتقييد الأطفال أقل من 4 سنوات لأكثر من ساعة واحدة في عربات الأطفال أو الكراسي.
- الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من عامٍ واحد إلى عامين
ممارسة الأنشطة البدنية المعتدلة أو الشديدة ما لا يقل عن 180 دقيقة على مدار اليوم. لا يُنصح باستخدام الشاشات حتى عمر سنتين، وبعد ذلك لا يزيد وقت الجلوس أمامها عن ساعة واحدة.
- الأطفال بين 3_4 سنوات
180 دقيقة على الأقل من الأنشطة البدنية المختلفة والمتنوعة، تتضمن 60 دقيقة من الأنشطة البدنية المتوسطة أو الشديدة. بالإضافة إلى الجلوس أمام الشاشات ساعة واحدة فقط.
- الأطفال والمراهقون من 5_17 عامًا
ممارسة الأنشطة البدنية المعتدلة أو الشديدة ما لا يقل عن 60 دقيقة يوميًّا مع الاهتمام بالأنشطة التي تقوي العضلات والعظام والقيام بها 3 أيام أسبوعيًّا.
- من 18_64 عامًا
150_300 دقيقة من الأنشطة المعتدلة أو 75_150 دقيقة من الأنشطة الشاقة تساعد على الوقاية من أضرار قلة النشاط البدني.
- 65 عامًا أو أكثر
القيام ببعض الأنشطة المعتدلة 3 أيام أسبوعيًّا على الأقل يساعد على تحسين الصحة العقلية والجسدية وتجنب السقوط.
كيف يمكن تجنب قلة النشاط البدني
على الرغم من أن التطورات الحديثة جعلت حياتنا أسهل كثيرًا بلا شك، لكنها أيضًا السبب الرئيسي لقلة النشاط البدني والإصابة بالعديد من الأمراض. يتطلب إصلاح نمط الحياة وزيادة النشاط البدني بعض الجهد في البداية، ولكن بعد ذلك سوف تعتاد هذه الأنشطة وتشعر بفوائدها.
تلجأ جميع الدول الآن إلى زيادة النشاط البدني عن طريق:
- توفير مساحات ومرافق آمنة ومناسبة لممارسة الأنشطة البدنية في المدارس.
- زيادة التوعية بين جميع فئات المجتمع بأهمية الأنشطة البدنية.
- تشجيع أماكن عمل الأفراد على التنقل المستمر وتوفير الفرص لممارسة النشاط البدني من وقت لآخر خلال ساعات العمل.
يمكنك أيضًا المشاركة في حماية نفسك ببعض التغيرات البسيطة في نمط الحياة، مثل:
- ممارسة المشي بصورةٍ يومية
يمكنك المشي في أي وقت وأي مكان، المشي من أفضل الأنشطة البدنية التي تحمي من الضرر الذي يسببه الجلوس لفترات طويلة على الشرايين الطرفية في الساقين.
- صعود السلم بدلًا من استخدام المصاعد الإلكترونية
صعود الدرج من الأنشطة البدنية الشديدة؛ فهو يساعد على حرق المزيد من السعرات الحرارية والحفاظ على وزن صحي.
- القيام بالأعمال المنزلية
تتضمن الأنشطة البدنية أيضًا القيام بالأعمال المنزلية والرقص واللعب مع الأطفال، والعديد من الأفعال اليومية التقليدية الأخرى التي يفعلها الكثيرون.
تسبب قلة النشاط البدني زيادة خطر الوفاة بنسبة قد تصل إلى 20٪؛ لذلك المجهود الذي تبذله الآن سوف يوفر لك العديد من الفوائد الصحية التي تستحق العناء حقًا.