هل لديك مُسِن بالبيت ولاحظت أنه يعاني من بعض الصعوبات في الحصول على التغذية السليمة ولا تعرف كيف تقدم له المساعدة؟ حسناً، لا تقلق هذا هو موضوع حديثنا اليوم في المقال التالي عن مشكلات التغذية لدى المسنين وكيف يمكنك التعامل معها، فاحرص على ألا تفوتك السطور القادمة.
كيف يؤثر التقدم في العمر على الاحتياجات الغذائية؟
يرتبط التقدم في العمر ارتباطًا وثيقًا بحدوث تغيرات تطرأ على أجسامنا، مثل:
- ضعف وفقدان البنية العضلية.
- قلة سُمك الجلد.
- نقص إنزيمات وأحماض المعدة التي تهضم الطعام.
- ضعف القدرة على تمييز إحساس العطش والجوع؛ مما يؤدي إلى الجفاف وخسارة الوزن.
تتسبب بعض تلك التغيرات في عدم استفادة الجسم من العناصر الغذائية بأقصى درجة يحتاجها؛ فمثلًا قلة إفراز أحماض المعدة يضعف امتصاص فيتامين ب 12 والكالسيوم والحديد والماغنسيوم.
الاحتياجات الغذائية لكبار السن
تقل حاجة أجسامنا إلى السعرات الحرارية العالية بتقدم أعمارنا، بينما تزداد حاجتنا إلى بعض العناصر الغذائية ذات القيمة العالية التي يؤدي عدم توافرها في النظام الغذائي إلى حدوث مشكلات التغذية لدى المسنين.

من أهم العناصر الغذائية للمسنين ما يلي:
- البروتينات
يفقد البالغون بين 3 – 8 % من كتلتهم العضلية، وتزداد تلك النسبة بالتقدم في السن.
لذلك فإن تناول البروتين بكمية مناسبة لكبار السن هام جداً للحفاظ على قوة العضلات، وتتضاعف فائدة تناول البروتين إذا كان مع ممارسة الرياضة.
- الألياف
مشكلة الإمساك هي أحد المشاكل الشائعة بين كبار السن، خاصةً النساء؛ ويرجع ذلك إلى قلة النشاط الحركي الذي يقومون به مع التقدم في السن، بالإضافة إلى تناول بعض الأدوية التي من الممكن أن يكون الإمساك أحد أعراضها الجانبية.
لذلك يُنصح كبار السن بتناول الكثير من الألياف التي تسهل حركة الأمعاء وتحسن عملية الهضم، وبالتالي سهولة خروج الفضلات.
- الكالسيوم وفيتامين د
يعد الكالسيوم وفيتامين د من أهم العناصر الغذائية لصحة العظام؛ إذ يساعد فيتامين د على امتصاص الكالسيوم الضروري لبناء عظام قوية.
لكن مع كبر السن تقل قدرة الأمعاء على امتصاص الكالسيوم؛ بسبب نقص فيتامين د الذي يقل إنتاجه بالجسم نتيجة التقدم في السن.
لذلك من الضروري تعويض نقص الكالسيوم وفيتامين د من الطعام والمكملات الغذائية.
- فيتامين ب١٢
يساهم فيتامين ب١٢ في تكوين خلايا الدم الحمراء كما يحافظ على وظائف المخ أيضًا، لكن للأسف نسبة كبيرة من كبار السن فوق ٥٠ سنة غير قادرين على الاستفادة من فيتامين ب الموجود بالطعام.
يرجع ضعف قدرة أجسام كبار السن على امتصاص فيتامين ب١٢ إلى قلة إفراز أحماض المعدة التي تعمل على فك الارتباط بين فيتامين ب١٢ والبروتينات الموجودة بالطعام ومن ثَم استفادة الجسم منه.
- البوتاسيوم
يعمل تناول كمية وفيرة من البوتاسيوم على تقليل خطر الإصابة بعدة مشاكل صحية مرتبطة بالتقدم في السن؛
إذ يحد البوتاسيوم من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وهشاشة العظام، وأمراض القلب، وتكوين حصوات الكلى.
- الأحماض الدهنية (أوميجا-٣)
تعزز الأحماض الدهنية من صحة القلب عن طريق تقليل خطر العوامل المؤدية إلى أمراض القلب، مثل: ارتفاع الكوليسترول، وتكوين الدهون الثلاثية.
- الماغنيسيوم
يعد الماغنيسيوم واحداً من المعادن الهامة جداً لصحة الجسم، لكن يفتقر إليه العديد من كبار السن؛ بسبب مشكلات التغذية لدى المسنين، وبعض أنواع الأدوية، وكذلك قلة كفاءة وظائف الأمعاء.
- الحديد
نقص الحديد بالجسم من أشهر المشاكل الصحية المشهورة بين كبار السن، ويتسبب في الإصابة بالأنيميا التي ينقص فيها إمداد الجسم بالأكسجين.
يمكن الحصول على معظم تلك العناصر الغذائية من خلال النظام الغذائي الصحي المتوازن، وإذا تعذر الحصول على بعض تلك
العناصر من الطعام كالحديد مثلًا، فيفضل تناول مكملات غذائية تحت الإشراف الطبي.
ولا ننسى أيضًا الماء ضمن أهم العناصر التي يعد نقصانها إحدى مشكلات التغذية لدى المسنين؛ إذ يحتاجها جسم المُسِن
أكثر من ذي قبل، يرجع ذلك لقلة حساسية المستقبلات الموجودة بالمخ بإحساس العطش كلما تقدم العمر.
فربما يكون الجسم بحاجة شديدة للماء ولا يعي الشخص ذلك؛ لذلك من الضروري شرب كمية وفيرة من الماء على مدار اليوم.
ما هي أسباب مشكلات التغذية لدى المسنين؟
بالتأكيد يصعب عليك معرفة كيفية تقديم يد العون لأي من كبار السن في محيطك ممن يعانون من مشكلات التغذية لدى المسنين دون معرفة أسبابها، فيا تُرى ما هي أسبابها؟
ربما تتسبب مجموعة من العوامل في حدوث مشكلات التغذية لدى المسنين، ومن تلك العوامل:
- الوحدة وما يصاحبها من انعدام الرغبة في تناول الطعام وتجربة أنواع مختلفة منه.
- حدوث تغييرات في الإحساس بمذاق الطعام بالفم.
- تناول بعض أنواع الأدوية التي تؤدي إلى تثبيط الشهية، أو الإحساس بطعم مر في الفم.
- اتباع الأنظمة الغذائية الصارمة ذات الدهون المنخفضة مثلًا.
- الاكتئاب وما يصاحبه من اضطرابات الطعام.
- صعوبة تناول الطعام بسبب وجود مشاكل متعلقة بالصحة الفموية كالتهاب اللثة.
- عدم القدرة على الحركة بأريحية، وبالتالي صعوبة توفير الاحتياجات الغذائية.
- الإصابة بمشاكل تقدم السن كالخرف والزهايمر.
أعراض سوء التغذية لدى كبار السن
يمكنك ملاحظة أثر مشكلات التغذية لدى المسنين من خلال ظهور عدة أعراض، منها:
- الدخول في حالة من الحزن والاكتئاب الشديد.
- فقدان الطاقة لممارسة أي نشاط.
- ضعف الذاكرة وصعوبة التركيز.
- سرعة الإصابة بالأمراض.
- جفاف وتشقق الجلد.
- بطء شفاء الجروح.
- ظهور مشاكل بمضغ وبلع الطعام.
- فقدان الشهية وخسارة الوزن.
- ضعف العضلات، ويصبح مظهر المُسِن هزيلًا.
ما هي عواقب مشكلات التغذية لدى المسنين؟
تتسبب مشكلات التغذية لدى المسنين في حدوث بعض التدهورات الصحية، منها:
- ضعف جهاز المناعة الذي يحارب الأمراض والعدوى بشتى أنواعها.
- ضعف بنية العظام؛ مما يؤدي إلى هشاشتها وسرعة كسرها.
- ارتفاع معدل حدوث الوفيات الناتج عن سوء تغذية المسنين.
طرق للتعامل مع الاحتياجات الغذائية لكبار السن
ربما تساعد معرفتك للاحتياجات الغذائية لكبار السن على تحسين صحة المُسِن، ويمكنك مساعدته من خلال ما يلي:
- المتابعة مع طبيبه الخاص
إذا كان الشخص المُسِن لديه بعض المشاكل الصحية التي تؤثر على شهيته، أو تجعله غير قادر على تناول الطعام الصحي المتوازن، فستساعد المتابعة مع الطبيب المختص كثيراً في وضع اليد على المشكلة ومن ثَم حلها.
- التشجيع على تناول الوجبات الخفيفة
يمكنك تشجيع المُسِن على تناول الطعام الصحي من خلال إضافة بعض المكونات البسيطة ذات القيمة الغذائية العالية إلى
الوجبات الخفيفة بطريقة شهية وجذابة، كإضافة المكسرات المطحونة مع الفاكهة الطازجة إلى الزبادي مثلاً، وكذلك تناول البيض المقلي اللذيذ المضاف إليه الخضار.
- أضف بعض النكهات إلى الطعام
إضافة عصير الليمون، والأعشاب ذات النكهة المميزة يمكن أن تزيد من شهية المُسِن لتناول الطعام، بشرط ألا تتعارض تلك النكهات مع حالته الصحية.
- التجمع على تناول الطعام
يمكنك تشجيع المُسِن على تناول الطعام من خلال الاجتماع معه على المائدة، أو اصطحابه إلى أحد المطاعم؛ مما قد يحسن من حالته النفسية ويزيد من شهيته.
- التشجيع على ممارسة الرياضة
يساهم القيام بأي نشاط بدني بانتظام على تحفيز الشهية، بالإضافة إلى تقوية العظام والعضلات وتحسين الصحة العامة للمُسِن.
- التشجيع على تناول السوائل
تذكير المُسِن بضرورة شرب السوائل بانتظام على مدار اليوم وأهمهم الماء، إذ يساهم بشكل كبير في تحسين عملية الهضم
وبالتالي زيادة استفادة الجسم من الطعام المُتناول.
- طلب الدعم عند الحاجة
إذا وجدت في نفسك عدم مقدرة على رعاية شؤون المُسِن، فلا حرج عليك من تعيين شخص يقوم بذلك بدلًا عنك، ما يهم هو تقديم الرعاية الصحية الشاملة للمُسِن على أكمل وجه.
وفي النهاية يمكننا القول أن طريقة تغذية كبار السن قد تختلف قليلاً عن ما كانوا عليه من قبل من زاوية الاهتمام بأدق
تفاصيل احتياجاتهم الغذائية، لكن يبقى ذلك غيض من فيض ما فعلوه لأجلنا عندما كنا صغارًا، فعلينا عدم التقصير قدر المستطاع.