مع تزايد عادات الأكل الخاطئة من حولنا ولمس نتائجها بين أيدينا، من إخفاقات صحية متكررة ناتجة عن عادات غذائية تربوية غير سليمة، دعنا نحاول أن نُلقي الضوء معاً على أهمية التغذية السليمة للأطفال مع تقديم نصائح لتغذية الأطفال بدءاً من عمر يوم، تابع معي.
أهمية التغذية السليمة للأطفال
- تساعد في الحفاظ على الوزن الصحي لجسم الطفل.
- تقوي الذاكرة وتزيد من النشاط العقلي للطفل.
- تحسن المزاج وتزيد الشعور بالسكينة والهدوء.
- تحافظ على طاقة ونشاط حركة الطفل.
- تحافظ على صحة الطفل النفسية والعقلية.
- تمنع الاكتئاب والقلق، ومرض فرط الحركة ونقص الانتباه المنتشر بشدة في الأطفال.
- تساعد في الوقاية من العديد من الأمراض المزمنة، مثل: السمنة وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري.
- تحافظ على إلزام الطفل بنمط معيشي صحي، بعيداً عن تعرضه لما ذكرنا من أمراض عند الكبر أو البلوغ.
التغذية السليمة للأطفال الرضع

تختلف التغذية السليمة للأطفال الرضع عن باقي المراحل العمرية للأطفال بوجه عام؛ نظراً لوجوب الالتزام بتغذية الطفل الرضيع على مدار الساعة على عكس باقي أطفال المراحل العمرية الأخرى، لذلك إليكِ بعض النصائح لتغذية الأطفال الرضع:
- ضرورة الالتزام بحليب الأم قدر المستطاع، إذ تمثل الرضاعة الطبيعية الغذاء الأمثل للطفل الرضيع خاصة في الأطفال حديثي الولادة.
- ضرورة استخدام حليب الأطفال إذا كانت الرضاعة الطبيعية غير ممكنة.
- عدم استخدام أي نوع من أنواع السوائل للأطفال حديثي الولادة، سواءً كان ماء أو عصائر أو أي سوائل أخرى.
- يحتاج معظم الأطفال حديثي الولادة إلى ما يقرب من اثنتي عشرة رضعة يومياً، أي ما يعادل رضعة واحدة كل ساعتين أو ثلاث ساعات.
- البكاء وتحريك اليدين إلى الفم وامتصاص الأصابع وقبضات اليد، هي إشارات لاحتياج الطفل للرضاعة لذلك يجب الانتباه لتلك العلامات مبكراً.
- عندما يُنهي طفلك رضاعته أو يحاول أن يأخذ قسطاً من الراحة في منتصف الرضاعة، حاولي مساعدته على التجشؤ أو
الانتظار لمدة دقيقة على الأقل قبل إعادة استكمال الرضاعة من جديد. - اسألي طبيبك عن أنواع مكملات فيتامين د خاصة في حالات رضاعة الطفل رضاعة طبيعية؛ فقد لا يتوفر في حليب الأم ما
يكفي من فيتامين د، الذي يلعب دوراً هاماً في مساعدة جسم الرضيع على امتصاص عنصري الكالسيوم والفوسفور اللازمين لتقوية عظامه. - تختلف كمية الرضعة الواحدة وأيضاً تختلف عدد مرات الرضاعة في الرضيع خاصة في غضون الأسبوعين أو الثلاث أسابيع
الأولى بعد الولادة، فإنها قد تقل أو تكثر لذلك يجب الاستجابة لعلامات الجوع المبكرة للرضيع. - لا تركّزي على مقدار ما يتناوله طفلك الرضيع فعادة ما يعرف الأطفال مقدار ما يحتاجون من طعام تبعاً لغرائزهم الطبيعية.
- كوني منتبهة لزيادة الوزن المفاجئ للرضيع أو عدم اكتساب الوزن رغم الالتزام بالرضاعة، واستشيري طبيبك حينها.
- اجعلي كل رضعة فرصة لزيادة شعور الثقة والأمان لدى طفلك، وحاولي التواصل مع طفلك الرضيع أثناء عملية الرضاعة،
تحدثي معه في خفوت واجعليه قريباً منك قدر المستطاع.
التغذية السليمة للأطفال في عمر سنة
يحتاج الأطفال في عمر سنة -وفقاً للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال- يومياً إلى ما لا يقل عن 1000 سعر حراري،
و700 ملليجرام من الكالسيوم و600 وحدة دولية من فيتامين د و7ملليجرام من الحديد لمساعدته على النمو بشكل صحي
سليم، وإليك أهم أنواع الأطعمة الصحية اللازمة لتطبيق مبدأ التغذية السليمة للأطفال في عمر سنة:

- معظم أنواع الفاكهة اللينة
تعتبر الفواكه الطازجة الخيار الأمثل لتلك الفترة الانتقالية من عمر الطفل، لذلك حافظي على تقطيع الفواكه اللينة
مثل: الموز والخوخ والفراولة والمانجو على شكل قطع صغيرة وقدميها لطفلك ولا تطعميه إياها بالكامل.
- بعض أنواع الخضار
تحتوي بعض أنواع الخضار مثل البروكلي والبازلاء والجزر على مجموعة هامة من العناصر الغذائية اللازمة لبناء التكوين
الجسدي للطفل في مثل هذا العمر، فالبازلاء مصدر قوي للبروتين اللازم لبناء العضلات، والجزر مصدر لفيتامين أ اللازم لصحة العين، بينما يحتوي كل من البروكلي والجزر والبازلاء على فيتامين سي.
- البقوليات المهروسة
يوفر نصف كوب من الفول أو الفاصوليا المهروسة ما يقرب من 39% من القيمة اليومية للحديد الذي يحتاجه طفلك،
وللحفاظ على صحة خلايا الدم أيضاً يُنصح بتقديمها مع فيتامين سي لمساعدته على امتصاص الحديد الموجود بها بكفاءة أكبر.
- الزبادي والحليب
يعتبر الحليب والزبادي مصدرين رائعين للبروتين والكالسيوم اللازمين لبناء العظام في تلك المرحلة العمرية للطفل،
لذلك حافظي على إلزام طفلك بشرب كوب يومياً من الحليب كامل الدسم والذي يوفر له 39% من مقدار القيمة اليومية المطلوبة لهذا العمر من الكالسيوم و8 جرامات من البروتين الطبيعي.
- دقيق الشوفان
يعد دقيق الشوفان خياراً رائعاً في هذا السن نظراً لعدم قدرة الأطفال في هذا السن على المضغ جيداً لذلك يجب هرس الطعام
وتقطيعه إلى قطع صغيرة سهلة المضغ، بالإضافة إلى أنه يعتبر مصدراً جيداً للغاية للكربوهيدرات والبروتينات والفيتامينات والمعادن والألياف والدهون الصحية.
- فطائر الحبوب الكاملة
بجانب أن فطائر الحبوب الكاملة تحظى بشعبية كبيرة لدى الأطفال، فهي تساعد على تغذية البكتيريا المفيدة في الأمعاء بالإضافة إلى أنها مصدر غني بالفيتامينات والمعادن والألياف.
- البيض
يعزز البيض من صحة العين ويساعد على التطور السليم للدماغ لما يحتويه من بروتينات ودهون صحية، ولكن تأكدي من تقطيعه جيداً قبل تقديمه إلى قطع صغيرة بعد سلقه وتقشيره.
- قطع الدجاج أو الديك الرومي
يمكن أن تكون قطع الدجاج أو الديك الرومي اللينة أطعمة رائعة لتوفير البروتين اللازم في نظام طفلك الغذائي، ولكن بعد هرسه جيداً قبل تقديمه له.
- الأفوكادو
يتميز الأفوكادو بقوامه الكريمي والذي يجعل طعامه مميزاً للأطفال في عمر سنة، لذلك يمكنك تقديم نصف كوب من
مكعبات الأفوكادو النيئة لطفلك بعد هرسه جيداً والذي بدوره سيوفر له 9 جراماً من الدهون الصحية غير المشبعة.
- الماء
يحتاج الطفل البالغ من العمر عاماً إلى ما لا يقل عن كوب واحد من الماء (250 مللي) يومياً؛ نظراً لحاجته الشديدة إلى الترطيب
الدائم بالماء خاصة في تلك المرحلة التي يحاول فيها الطفل التخلص من حليب الأم أو الحليب الصناعي والانتقال إلى الغذاء
المباشر، إذ يعد شرب الماء أهم خطوة للمساعدة في التغذية السليمة للأطفال في عمر سنة بجانب ما ذكرنا من نصائح لتغذية
الأطفال تغذية سليمة، أيضاً يمكنك متابعة عدد مرات التبول ولون البول في الحفاظات للتأكد من مدى احتياج طفلك للماء.
التغذية السليمة للأطفال في سن المدرسة

هناك العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها توفير التغذية السليمة للأطفال في سن المدرسة والتي منها التالي:
- ابدأي يومه بوجبة إفطار متوازنة تحتوي على مصدر جيد للبروتين، فهو يساعد على الاحساس بالشبع والامتلاء أطول فترة ممكنة.
- اجعلي الأولوية لأوقات الوجبات والجلوس على المائدة كعائلة، فإنها تشكل جزءاً هاماً لدى عادات الطفل الغذائية الصحية.
- راقبي عادات الطفل الغذائية باستمرار فقد يقضي الأطفال في المدرسة وقتاً أطول مما يقضونه في المنازل،
وكوني قدوة له في عاداتك الغذائية. - تجنبي إعطاء المشروبات السكرية والمشروبات الغازية للأطفال؛ إذ يوصَى بعدم تناول الأطفال في سن المدرسة أكثر من 12
جراماً من السكر، بل حافظي على جعل طفلك يتناول مزيداً من الفاكهة التي تحتوي على السكر الطبيعي. - كوني ذكية بشأن دهون نظام طفلك الغذائي، وتأكدي من حصوله على قدر من الدهون الصحية التي تساعد على تقوية الذاكرة وتحسين الحالة المزاجية للطفل.
- حاولي إخفاء الخضار داخل الأطعمة الأخرى حتى لا يعرف أنه يأكل خضاراً، إذا كان طفلك ليس من محبي الخضار.
- عرّضي طفلك لأنواع مختلفة من الطعام في وقت مبكر مع تقدمه في السن، بدلاً من التركيز على أنواع معينة من الأطعمة لمساعدته على تطوير تفضيلات الطعام لديه.
- لا تجعلي طفلك يتناول أمام شاشة التليفزيون أو الكمبيوتر؛ لأن هذا قد يؤدي إلى الأكل الطائش ويجعل الطفل يستخدم سعرات حرارية اكثر مما ينبغي.
في الختام، أولادنا صورة انعكاس لمرآة حياتنا فابدأي بنفسك في تعلم عادات الأكل الصحي، وكوني مثالاً يُحتذى به أمام طفلك
لمساعدته على بناء عادات غذائية صحية، يتجنب على إثرها ما عايشناه من أمراض وإخفاقات صحية في عصرنا هذا بمساعدة ما ذكرنا من نصائح لتغذية الأطفال.