يعاني ما يقرب من 200 مليون شخص على مستوى العالم اضطرابات في الغدة الدرقية، فهل ثمة علاقة بين الطعام والغدة الدرقية؟ هل هناك نظام غذائي لمرضى الغدة الدرقية يجب عليهم اتباعه؟ هل هناك أطعمة أو مشروبات معينة عليهم تناولها وأخرى عليهم تجنبها؟ هـل هناك أطعمة تزيد من نشاط الغدة الدرقية وأخرى تحد من نشاطها؟ هذا ما سنجيب عليه في السطور القادمة.
تعد الغدة الدرقية من أهم الغدد الصماء في جسم الإنسان، تشبه الفراشة في شكلها وتتكون من فصين أيمن وأيسر يرتبطان من خلال نسيج رفيع من نسيج الغدة الدرقية يسمى البرزخ، وتقع الغدة الدرقية في الجزء الأمامي في أسفل الرقبة تحت تفاحة آدم مباشرة.
تفرز الغدة الدرقية عدة هرمونات أهمها هرمون الثيروكسين الذي يساهم في تنظيم عملية الأيض والنمو ويتحكم في الوظائف الحيوية مثل معدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم.
وتشمل اضطرابات الغدة الدرقية إما نشاطها بزيادة إفراز هرمون الثيروكسين أو خمولها بنقص إفرازه وفي كلتا الحالتين يفضل اتباع نظام غذائي إلى جانب تناول الأدوية التي يصفها الطبيب.
وتجدر الإشارة إلى أن النظام الغذائي لا يعد علاجًا لاضطراب الغدة ولكنه يساهم في استقرار حالة المريض وتحسينها ومنع تدهورها.
نظام غذائي لمرضى نشاط الغدة الدرقية

عندما تنشط الغدة الدرقية تظهر العديد من الأعراض على المريض أبرزها فقدان الوزن بصورة ملحوظة وزيادة عدد ضربات القلب والتوتر والأرق والشعور بالتعب والإجهاد.
وبالتالي نحن في حاجة إلى نظام غذائي يقلل من فرط نشاط الغدة الدرقية وكذلك يقلل من حدة هذه الأعراض، وفيما يلي أهم
الأطعمة والعناصر التي يجب على مريض الغدة الدرقية تناولها:
1.أطعمة تخلو من أو تحتوي على القليل من اليود:
يلعب عنصر اليود دورًا هامًا وأساسيًا في وظيفة الغدة الدرقية، إذ يدخل في عملية إنتاج هرمونات الغدة الدرقية المختلفة،
ولا ينتج الجسم اليود ولكن يحصل عليه من الطعام، وبالتالي بدون اليود لا يستطيع الجسم إنتاج هرمون الثيروكسين ، لذلك ينصح بتناول طعام قليل أو خال من عنصر اليود في حالة فرط نشاطها مثل:
- الملح الخالي من اليود
- البطاطس والشوفان
- العسل الأبيض والمكسرات
- الخبز المصنوع منزليًا دون ملح أو لبن
2.الخضروات الصليبية أو الكرنبية:
مثل القنبيط والملفوف والبروكلي، تتداخل هذه الخضروات مع استخدام الغدة الدرقية لليود بالشكل المناسب لإنتاج هرمون الثيروكسين وبالتالي تقلل من إفراز الهرمون.
3.الأسماك:
تحتوي الأسماك مثل السلمون والتونة على الأوميجا 3 التي تقلل الالتهاب وترفع مناعة الجسم.
4.الدهون الصحية:
تناول الدهون الصحية يحافظ على صحة الغدة الدرقية ويحميها من الالتهاب ويضبط مستويات هرموناتها.
توجد الدهون الصحية في زيت الزيتون وزيت جوز الهند وزيت عباد الشمس غير المكرر وزيت الأفوكادو وزيت بذر الكتان.
5.التوابل:
تتميز بعض التوابل والأعشاب بخصائص مضادة للالتهاب لحماية الغدة الدرقية وضبط إفراز هرموناتها.
يمكن إضافة بعض التوابل إلى الطعام مثل الكركم والفلفل الأسود والفلفل الأخضر الحار.
6.الفيتامينات والمعادن:
الحديد
يعد الحديد من العناصر الهامة لمرضى نشاط الغدة الدرقية فهو يساعد الخلايا في حمل الأكسجين إلى خلايا الجسم المختلفة،
وأثبتت الدراسات أن نقص الحديد مرتبط بفرط نشاط الغدة الدرقية.
يوجد الحديد في اللحوم الحمراء والدواجن والبقوليات.
السيلينيوم
يساعد السلينيوم في ضبط مستويات هرمونات الغدة الدرقية ويحمي خلاياها من التلف.
يوجد السيلينيوم في بذور الشيا والأرز والدواجن وفطر عيش الغراب.
الزنك
يحافظ الزنك على صحة الجهاز المناعي وعلى أداء الغدة الدرقية.
يوجد الزنك في الكاجو وبذور اليقطين (القرع) والحمص.
الكالسيوم وفيتامين د
يؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية إلى ضعف وهشاشة العظام لذلك من الضروري الحصول على كمية كافية من الكالسيوم وفيتامين د لإعادة بناء العظام.
يوجد الكالسيوم في السبانخ وحليب اللوز والكرنب الأخضر والحبوب المدعمة بالكالسيوم.
يوجد فيتامين د في كبد الأبقار وفطر عيش الغراب والسلمون والحبوب المدعمة بفيتامين د، ولا ننسى أهمية التعرض للشمس للحصول على فيتامين د.
نظام غذائي لمرضى الغدة الدرقية الخاملة

عندما لا تفرز الغدة الدرقية هرموناتها بشكل كاف يؤدي ذلك إلى بطء عملية الأيض داخل الجسم، مما يجعل المريض يعاني
الخمول وزيادة الوزن والشعور بالبرد والتعب والإرهاق، ولا يُعالج خمول الغدة الدرقية بالنظام الغذائي فقط ولكنه يلعب دورًا أساسيًا في تحسن حالة المريض إلى جانب الأدوية.
يعتمد إعداد نظام غذائي لمرضى الغدة الدرقية الخاملة على تناول غذاء متوازن يحتوي على الخضروات والفواكه والبروتينات،
مع مراعاة ضبط السعرات الحرارية للحفاظ على الوزن.
من أهم العناصر التي يجب أن يشملها النظام الغذائي لمرضى الغدة الدرقية الخاملة:
اليود
يعد الأشخاص الذين يعانون نقص اليود في طعامهم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بخمول في الغدة الدرقية لأنه يدخل في عملية إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، لذا يجب عليهم تناول طعامًا غنيًا باليود مثل الأعشاب البحرية والطحالب والبيض والألبان.
الزنك والسيلينيوم
فهما ضروريان لكي تقوم الغدة الدرقية بوظيفتها.
أطعمة تزيد من نشاط الغدة الدرقية
البيض: غني باليود والسيلينيوم الذي يعمل كمضاد للأكسدة.
الفاصوليا: تعد مصدرًا غنيًا باليود والألياف وحمض الفوليك والماغنسيوم.
المكسرات: غنية بالسيلينيوم مثل البندق وعين الجمل والجوز البرازيلي لكن يجب الحذر عند تناولها لأنها غنية بالدهون
أيضًا وقد تتداخل مع امتصاص الجسم لهرمون الغدة الدرقية.
أطعمة يجب على مريض الغدة الدرقية تجنبها
بالمثل كما توجد أطعمة محددة ونظام غذائي لمرضى الغدة الدرقية يجب عليهم اتباعه؛ فهناك أطعمة يجب عليهم تجنبها،
وبعض الأطعمة يجب تجنبها بشكل عام سواء في حالة فرط نشاط الغدة الدرقية أو خمولها مثل:
- الجلوتين: قد تسبب مادة الجلوتين التهاب الغدة الدرقية في بعض الأشخاص على الرغم من عدم معاناتهم أي حساسية
تجاهها، لذلك من الأفضل تجنبها أو على الأقل تقنين تناولها، فيجب قراءة ملصقات الأطعمة التي تحتوي عليها بعناية قبل شرائها مثل القمح والشعير. - فول الصويا ومشتقاته: مثل لبن الصويا وصوص الصويا، إذ أثبتت الدراسات أنها قد تتداخل مع الأدوية التي تعالج نشاط الغدة الدرقية أو خمولها وتقلل من فاعليتها.
أطعمة يجب تجنبها في حالة نشاط الغدة الدرقية
- الأطعمة الغنية باليود: مثل الأسماك والقريدس والسلطعون والطحالب البحرية والأطعمة المدعمة باليود.
- اللحوم المصنعة مثل السجق والبيبروني والسلامي: لأنها تحتوي على مادة النترات التي تزيد من امتصاص الغدة الدرقية لليود، وبالتالي تزيد من فرط نشاط الغدة.
- الشوكولاتة والمشروبات الغازية: لاحتوائها على الكافيين الذي يزيد من حدة أعراض نشاط الغدة الدرقية.
أطعمة يجب تجنبها في حالة خمول الغدة الدرقية
هناك بعض الأطعمة التي يفضل تجنبها أو على الأقل عدم الإفراط في تناولها مثل:
- الخضروات الصليبية أو الكرنبية مثل القنبيط والملفوف والبروكلي لأنها قد تزيد من خمول الغدة الدرقية.
- الأطعمة الدهنية مثل المقليات لأنها تزيد من فرصة حدوث الالتهاب الذي يعد أحد أسباب أمراض المناعة التي قد تكون سببًا لخمول الغدة الدرقية.
- لحوم الأعضاء مثل الكبد والكلى والقلب لأنها تحتوي على حمض الليبويك الذي يؤثر على عمل الغدة الدرقية ويتداخل مع الأدوية المستخدمة لعلاج قصور الغدة الدرقية.
أطعمة ومكملات غذائية يجب تجنبها في وقت تناول أدوية الغدة الدرقية
هناك أطعمة ومكملات غذائية يجب على مرضى الغدة الدرقية تجنبها في وقت تناول أدوية الغدة الدرقية لأنها تتداخل مع امتصاص الجسم لها مثل:
- الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات والحبوب الكاملة والفواكه.
- مضادات الحموضة التي تحتوي على الكالسيوم أو الماغنسيوم أو الألومنيوم.
- المكملات الغذائية التي تحتوي على الكالسيوم.
- المكملات الغذائية التي تحتوي على الحديد.
- المكسرات مثل عين الجمل لأنها غنية بالدهون.
تأثير القهوة على مرضى الغدة الدرقية

نظرًا لأن القهوة تحتوي على مادة الكافيين التي قد تزيد من حدة أعراض نشاط الغدة الدرقية مثل الشعور بالتوتر والعصبية والأرق، يفضل تجنبها أو تقليل تناولها في حالة فرط نشاط الغدة الدرقية.
أما في حالة خمول الغدة الدرقية يفضل تناول القهوة بعد تناول أدوية الغدة الدرقية بساعة على الأقل لأن تناولها في نفس الوقت يقلل من امتصاص الجسم للدواء ويقلل من فاعليته.
هل يؤذي الحليب مريض الغدة الدرقية؟
لا يؤذي الحليب مريض فرط نشاط الغدة الدرقية؛ بل يُفضل تناوله باعتدال لأنه يحتوي على الكالسيوم وفيتامين د الضروريين لبناء العظام بعد هشاشتها.
ولكنه قد يؤذي مرضى خمول الغدة الدرقية إذا تناولوه في نفس وقت تناول أدوية الغدة الدرقية وذلك لأن الحليب يحتوي على الكالسيوم الذي يعيق امتصاص الدواء، ولكن هذا لا يعني تجنب الحليب ومشتقاته تمامًا ولكن يمكن تناوله بعد تناول الدواء بمدة تتراوح من 3 إلى 4 ساعات.
على كل حال، يعد اتباع نظام غذائي لمرضى الغدة الدرقية جزءًا لا يتجزأ من العلاج، فطعامك دواؤك.