تتساءل الكثير من النساء هل المكملات الغذائية تؤخر الدورة الشهرية؟ أثبتت الدراسات الحالية أن خصائص الدورة الشهرية هي: طول الدورة وانتظامها ومدة النزيف وشدته، ومن بين 4041 امرأة لديهن دورات منتظمة قُيم طول الدورة (عدد الأيام من اليوم الأول من الدورة الشهرية إلى اليوم الأول من الدورة الشهرية التالية) ووُجد أن 25% من النساء تعانين دورات غير منتظمة.
هذا المقال يحتوي على المكملات الغذائية وعلاقتها بالدورة الشهرية وبعد قراءة المقال نستطيع الإجابة على السؤال: هل المكملات الغذائية تؤخر الدورة الشهرية أم تنظمها؟
هل المكملات الغذائية تؤخر الدورة الشهرية ولا سيما التي تحتوي على الحديد وحمض الفوليك؟
أثبتت الدراسات وجود ارتباطًا ضعيفًا بين انتظام الدورة وتناول حمض الفوليك، ولكن في حالة الدورة الغزيرة يفقد الجسم كميات كبيرة من الدم؛ مما يؤدي إلى استهلاك مخزون الحديد وتكسير خلايا الدم الحمراء؛ ونتيجة لذلك يحدث فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، وأعلى معدلات الإصابة بفقر الدم تحدث لدى النساء في سن الإنجاب، وهذا النوع من الأنيميا يمكن أن يؤدي إلى وفاة الأمهات والمواليد.
بعض أنواع الأنيميا ترتبط بنقص الفيتامينات، والأنيميا التي تحدث نتيجة الدورة الغزيرة تسمى أنيميا نقص الحديد التي تشمل الأعراض الآتية:
- الشعور بالتعب طوال الوقت.
- الدوار.
- ضعف التنفس.
في هذه الحالة يوصي الطبيب المعالج بالآتي:
- تناول الفيتامينات مثل: حمض الفوليك وفيتامين ب 12 وفيتامين ج؛ لبناء كريات الدم الحمراء.
- اختبارات الدم؛ لفحص مستوى الحديد وبروتين الدم (Ferrritin).
- تناول أقراص الحديد؛ لإعادة مخزون الحديد في الجسم.
تأثير الكالسيوم وفيتامين د على متلازمة تكيس المبايض
متلازمة تكيس المباييض (Poly cystic ovary syndrome) شائعة لدى النساء اللاتي يعانين اضطرابات الغدد الصماء بمعدل 10-15%، وتشمل هذه المتلازمة الأعراض الآتية:
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- فرط الأندروجين.
- عدم القدرة على التبويض.

عوامل خطر تكيس المبايض
ترتبط متلازمة تكيس المبايض بعوامل خطر كثيرة مثل:
- مقاومة الأنسولين.
- السمنة.
- ارتفاع ضغط الدم.
- النوع الثاني من مرض السكري.
- عدم القدرة على تحمل الجلوكوز.
- متلازمة التمثيل الغذائي.
- الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
أوضحت الدراسات أن فقدان الوزن وتناول دواء (Metformine) يعملان على تحسين أعراض تكيس المبايض، ولكن تناول الميتفورمين مع الكالسيوم وفيتامين د له تأثير أفضل لتحسين هذه الأعراض وأيضًا نضج البويضات وانتظام الدورة الشهرية؛ لأن هذه المكملات الغذائية تعمل على تحويل هرمون التستوستيرون إلى هرمون الإستروجين مما يؤدي إلى تحقيق التوازن بين الأندروجين والإستروجين لدى المصابين بهذه المتلازمة.
نقص هذه المكملات الغذائية عامل من عوامل الخطر التي تؤدي إلى حدوث السمنة، إذ أن زيادة الوزن لها تأثير سلبي على تركيز فيتامين د لدى المصابين والآن يمكننا الإجابة على السؤال: هل المكملات الغذائية تؤخر الدورة الشهرية أم تنظمها؟
دور فيتامين د في انتظام الدورة الشهرية
يلعب فيتامين د دورًا أساسيًا في الكثير من وظائف الجسم وهي:
- تنظيم الجهاز المناعي وتضاعف الخلايا.
- يؤثر في الجهاز التناسلي الأنثوي بواسطة مستقبلات فيتامين د.
- يتحكم في وظيفة المبايض ويعمل على انتظام الدورة الشهرية بواسطة مستقبلات الهرمون المضادة للمولرين (AMH).
- يلعب دورًا في عسر الطمث واحتياطي المبيض.
- الجرعات العالية منه تعمل على تنظيم اضطرابات التمثيل الغذائي المرتبطة بتكيس المبايض.
فيتامين د مكمل غذائي هام لدى النساء، وهو غير مكلف ومتوافر بسهولة وله حد أدنى من الآثار الجانبية؛ لذلك يمكن أخذه في الاعتبار مع حالات عدم انتظام الدورة الشهرية وعلاج العقم.
هل المكملات الغذائية تؤخر الدورة الشهرية ولا سيما فيتامين (ج)؟

الجرعات العالية من فيتامين ج ترفع مستوى هرمون الإستروجين لدى النساء؛ ولذلك يمكن استخدامه لتحفيز الدورة المتأخرة أو إنهاء الحمل وذلك عن طريق الآتي:
رفع مستوى هرمون الإستروجين
عند تناول جرعات عالية من فيتامين ج يرتفع مستوى الإستروجين في الدم، وبذلك يزيد من معدل انقباضات الرحم مما يؤدي إلى حدوث النزيف وكذلك حمض الأسكوربك (Ascorbic acid) يؤدي إلى حدوث الإجهاض بعد أسابيع قليلة من عملية الإخصاب.
تقليل مستوى هرمون البروجسترون
هرمون البروجسترون لدى النساء له دورًا هامًا لحدوث الحمل؛ ولذلك يرتفع مستوى هذا الهرمون بعد حدوث الإخصاب؛ حفاظًا على الحمل، وتناول الجرعات العالية من فيتامين ج يقلل من مستوى هذا الهرمون مما يؤدي إلى حدوث النزيف والإجهاض.
هل المكملات الغذائية تؤخر الدورة الشهرية ولا سيما الزنك؟
أثبتت الدراسات أن الزنك لا يؤخر الدورة، ولكن له دورًا هامًا في حالات عسر الطمث، وهي شكوى شائعة لدى النساء في صورتها الأولية والثانوية، ويتميز عسر الطمث الأولي بانقباضات رحمية في الجزء السفلي من البطن قبل أو خلال الدورة الشهرية.
يبدأ عادة قبل عمر العشرون ويستمر مدة 6 :12 شهر بعد الدورة الأولى، ولكن إذا بدأ الألم بعد ثلاث سنوات من الحيض وكان مرتبطًا بعدم التبويض، يجب عليكِ التفكير في الأسباب الثانوية.
تؤدي زيادة هرمون Prostaglandins (PGs) وإنزيم (Cyclooxygenas (COX إلى زيادة الانقباضات؛ ولذلك نقص تخليقهم يحسن من آلام الدورة، وترتفع مستوياتهم في النساء اللاتي تعانين عسر الطمث مقارنة بالأخريات اللاتي لا تعانيه.
علاج عسر الطمث
ينقسم العلاج وفقًا لحالة الطمث إلى:
علاج عسر الطمث الأولي
إعطاء مضادات الالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs) مدة 3 أشهر متتالية على الأقل مثل الميفانميك أسيد (Mefenamic acid) الأكثرهم فعالية؛ لأنه يقلل من إنتاج (PGs) بواسطة إنزيم (COX).
علاج عسر الطمث الثانوي
إعطاء أقراص منع الحمل؛ لأنها تمنع التبويض وتعمل على تحسين آلام الدورة بواسطة خفض أنسجة الرحم المتاحة لهرمون (PGs).
أهمية الزنك لصحة الإنسان والحمل
يُعد عنصر الزنك ضروريًا لصحة الإنسان؛ إذ أنه يلعب دورًا بالغ الأهمية في:
- تحسين عسر الطمث الأولي.
- تنظيم مستوى إنزيم (COX)، ومنع إنتاج (PGs).
- إنتاج الأحماض النووية والبروتينات.
- تعزيز جهاز المناعة.
- تحقيق نتائج الحمل.
- التمايز الخلوي والإنتاج.
- التئام الجروح.
- علاج الإسهال وعدوى الجهاز الهضمي.
نقص عنصر الزنك في الجسم يؤدي إلى:
- الأنيميا الناجمة عن نقص الحديد.
- زيادة القابلية للعدوى نتيجة ضعف الجهاز المناعي.
- فقدان الوزن وضعف النمو.
الآن يمكننا الإجابة عن السؤال: هل المكملات الغذائية تؤخر الدورة الشهرية أم تنظمها؟
متى يجب عليكِ استشارة الطبيب؟
تأخر الدورة الشهرية وعدم انتظامها من حين لآخر أمر طبيعي، ولكن في بعض الحالات قد يكون تأخر الدورة نتيجة لحالة صحية ففي هذه الحالة يجب عليكِ استشارة الطبيب وهذه الحالات هي:
- الحمل.
- غياب ثلاث أو أكثر من الدورة الشهرية.
- نزيف بعيدًا عن موعد الدورة المتوقع.
- تغيرات مفاجئة في ميعاد الدورة وتدفقها.
- نزيف بعد حدوث العلاقة الزوجية.
إذا كنتِ تتناولين المكملات الغذائية، يمكنكِ أن تسألي طبيبك هل المكملات الغذائية تؤخر الدورة الشهرية؟
المصادر