يلجأ الكثير من ممارسي رياضة كمال الأجسام إلى تناول المُكملات الغذائية باختلاف أنواعها؛ لرفع معدلات تخليق البروتين، الأمر الذي يُسهم في بناء الكتلة العضلية الخالية من الدهون. ومن أهم تلك المُكملات وأشهرها بين الرياضيين على مستوى العالم، بروتين مصل اللبن أو ما يعرف باسم “واي بروتين – Whey Protein”.
فما هو الواي بروتين؟ ممّ يتكون؟ ما هي فوائده وأضراره المحتملة؟ ما أنواعه؟ وما هي الطريقة المُثلى للاستفادة منه؟ هذا ما سنحاول أن نبيّنه -قدر الإمكان- في هذا المقال.
ما هو الواي بـروتين؟
يحتوي الحليب على نوعين رئيسين من البروتينات: الكازين (Casein)، ومصل اللبن (واي بروتين Whey). ويمكن الحصول على واي بروتين بفصله عن الكازين الموجود في الحليب، أو باستخراجه كناتج ثانوي في أثناء عملية صناعة الجبن.
يُعد الواي بروتينًا كاملًا؛ إذ يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية، ويحتوي أيضًا على نسبة منخفضة من اللاكتوز. فهو خليط من بروتينات:
- بيتا لاكتوجلوبين (Beta-lactoglobin).
- ألفا لاكتالبيومين (Alpha-lactalbumin).
- ألبيومين المصل البقري (Bovine Serum Albumin).
- الجلوبينات المناعية (Immunoglobulins).
وتلك هي مكونات واي بروتين الأساسية، بالإضافة إلى بعض البروتينات الأخرى. ويُضاف إليه أيضًا العديد من النكهات، من أشهرها: نكهة الفانيلا، والفراولة، والشوكولاتة.
وتُعد زيادة الكتلة العضلية أشهر الأسباب لتناول واي بروتين، فهو يُلاقي شعبية كبيرة جدًا بين الرياضيين -وخاصة لاعبي كمال الأجسام- وكذلك الأشخاص الذين يتطلعون إلى تحسين أدائهم الرياضي.
ويعزّز تناوله اكتساب العضلات بعدة طرق، تشمل ما يلي:
1- اللبنات الأساسية للبناء: يوفر تناوله الأحماض الأمينية والبروتين الذي يُعد بمنزلة اللبنات الأساسية لبناء العضلات وزيادة نموها.
2- الهرمونات: يزيد من إفراز الهرمونات البنائية (مثل الإنسولين)، التي تحفز نمو العضلات.
3- الليوسين (Leucine): فهو غني بالحمض الأميني ليوسين، المعروف بتحفيز تخليق البروتين العضلي.
4- سرعة الامتصاص: يُمتص واي بروتين ويستخدم بسرعة كبيرة مقارنةً بأنواع البروتين الأخرى.
وتشير الأبحاث الحديثة إلى العديد من الفوائد الصحية المرتبطة بتناول واي بروتين. وفيما يلي، سنلقي نظرة على تلك الفوائد، وسنوضح أيضًا بعض الآثار الجانبية والمخاطر المحتملة من جرّاء تناوله.
فوائد واي بـروتين

لا بُد -قبل كل شيء- التنبيه على حقيقة أن بعض الفوائد المحتملة لواي بروتين تستند إلى عدد ليس بالكثير من الدراسات والأبحاث. ممّا يستدعي الحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث التفصيلية قبل أن نَعُدّ تلك الفوائد من الحقائق العلمية المُثبتة.
ومن أهم فوائد واي بروتين:
- بناء العضلات: إذ يحتوي على أحماض أمينية متفرعة السلسلة؛ ممّا يجعله من البروتينات الكاملة التي تساعد في بناء العضلات. فتناوله -جنبًا إلى جنب مع ممارسة تمارين المقاومة- يزيد تخليق البروتين العضلي، ويعزز نمو الكتلة العضلية الخالية من الدهون. ويساعد تناوله أيضًا في تسهيل عملية استشفاء العضلات بعد ممارسة التمارين الشاقة مثل تمارين كمال الأجسام.
- المساعدة في إنقاص الوزن: أشارت إحدى الدراسات التي نشرت في مجلة التغذية والتمثيل الغذائي (Nutrition & Metabolism)، إلى أن تناول واي بروتين أدّى إلى فقد أكبر في دهون الجسم مع الحفاظ على العضلات في الأشخاص محل الدراسة، مقارنةً بالأشخاص الذين لم يتناولوه. وكان هذا التأثير مصاحبًا لاتّباع حمية غذائية، فهو لا يزيد من خسارة الوزن الكلية لدى معظم الأشخاص الذين يعانون زيادة الوزن أو السمنة.
- خفض مستوى الكوليسترول: أشارت دراسة حديثة نشرت في المجلة البريطانية للتغذية (British Journal of Nutrition)، إلى أن تناول واي بروتين أدّى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار (LDL)، في الأشخاص محل الدراسة، مقارنةً بالعينة الطبيعية. وذلك بعد تناوله مدة 12 أسبوع.
- التئام الجروح: تساعد الأحماض الأمينية الموجودة في البروتين في تحسين عملية إصلاح الجلد والأنسجة بعد الجروح والعمليات الجراحية.
- فوائد التغذية: قد يعوّض تناول واي بروتين نقص البروتين من مصادر الغذاء. لذا، يدخل في صناعة العديد من المكملات الغذائية، لعلاج بعض حالات نقص التغذية أو سوئها.
أضرار واي بـروتين وآثاره الجانبية المحتملة

لا يسبّب تناول واي بروتين -عادةً- أي آثار جانبية عند تناوله بجَرْعات معتدلة. أمّا تناوله بجَرْعات كبيرة، فقد يسبّب حدوث بعض الآثار الجانبية مثل:
- آلام المعدة.
- التقلصات.
- فقدان الشهية.
- الغثيان.
- الصداع.
- التعب والإعياء.
وفي ما يخص أضرار واي بروتين الصحية المُحتملة، فهي مرتبطة بما يلي:
- كمية السعرات الحرارية: قد يكون الواي بروتين قليل الدهون والكربوهيدرات، لكنه لا يزال يحتوي على كمية من السعرات الحرارية. والكثير منها قد يؤدي إلى زيادة الوزن.
- السكر الإضافي أو المكونات المصنعة: تحتوي العديد من منتجات مكملات البروتين على مكونات صناعية غير صحية مثل: النكهات الصناعية أو المُحليات أو السكر المُضاف. فإذا كنت تتناول مكملًا، ابحث عن نوع يُدرج البروتين باعتباره المكوّن الوحيد. وتذكر أنه من الأفضل دائمًا أن تحصل على كفايتك من البروتين من مصادر الطعام الطبيعية باتّباع نظام غذائي متنوع.
ويختلف محتوى واي بـروتين من المواد المُضافة والبروتين والدهون والكربوهيدرات حسب نوعه. وهذا يقودنا -بالضرورة- للحديث عن أنواع واي بـروتين.
أنواع واي بروتين

يخضع البروتين لعمليات أخرى بعد فصله من الحليب؛ لإنتاج أحد أنواعه الثلاث المعروفة، وهي:
- المُركّز (كونسينتريت Concentrate): يحتوي على 70-80% بروتين (قد تقل تلك النسبة أو تزيد حسب نوعه)، ونسبة قليلة من الدهون والكربوهيدرات. ويحتوي أيضًا على اللاكتوز (سكر الحليب)، وهو ذو نكهة أفضل.
- المعزول (أيزوليت Isolate): يحتوي على 90% بروتين على الأقل، ونسبة ضئيلة من اللاكتوز والدهون. ويفتقد العديد من العناصر الغذائية المفيدة الموجودة في الواي كونسينتريت. قد يكون هذا النوع خيارًا مناسبًا للأشخاص الذين يعانون عدم تحمل اللاكتوز. لكن لا تجرب أيًا من تلك الأنواع إذا كنت تعاني حساسية الحليب.
- المُتحلّل (هيدروليزد Hydrolyzed): هو أسرع الأنواع امتصاصًا وأسهلها في الهضم. ويشيع استخدامه في بدائل الألبان الخاصة بالرُضّع (لسهولة هضمه وقلة احتمالية تسببه في الحساسية)، وفي المكملات الغذائية الطبية لعلاج حالات سوء التغذية.
طريقة استخدام واي بـروتين
إليكم بعض الإرشادات بخصوص طريقة استخدام واي بـروتين:
- يسهُل دمجه في النظام الغذائي على نحو يسير. ويباع في صورة مسحوق يمكن إضافته إلى العصائر أو الزبادي، ويمكن أيضًا خلطه بالماء أو الحليب.
- الجُرعة الموصى بها على نحو شائع هي 25-50 جرامًا يوميًا. تأكد من قراءة التعليمات الموجودة على العبوة واتّباعها في هذا الشأن.
- ينبغي لك مراجعة أحد الأطباء المختصين قبل البدء في تناول واي بـروتين، إذا كنت تعاني أيًا من الأمراض المزمنة وخاصة أمراض الكبد أو الكُلى، أو إذا كنت تعاني عدم تحمل اللاكتوز.
- تنبّه إلى أن تناول البروتين بشكل مفرط لن يؤدي لتحسين النتائج المرجوّة، وإنما سيزيد من احتمالية حدوث الآثار الجانبية والأضرار الصحية السابق ذكرها.
- مع استثناءات قليلة، يتحمل معظم الأشخاص الجرعات المعتدلة من واي بـروتين دون حدوث آثار جانبية.
- يمكنك تناول البروتين متى شئت خلال اليوم، في الصباح الباكر أو بين الوجبات أو بعد التمرين أو قبله، وإن كان بعض المدربين الرياضيين ينصحون بتناوله بعد التمرين مباشرة؛ لتحقيق أفضل النتائج.
ونأتي -أخيرًا- للحديث عن سعر واي بـروتين وكيف يمكن الحصول عليه.

يوجد في الأسواق العديد من منتجات الواي بـروتين، منها ما هو محلّي وما هو مستورد. من أبرز الشركات المحلية التي تنتجه، شركة امتنان. ومن أبرز الأنواع المستورة، يتوفر نوعين هما: واي بـروتين أوبتيموم (Whey Protein Optimum)، وديماتيز أيزو (Dymatize ISO 100)، وهما نوعان أمريكيان.
ونظرًا لاختلاف سعر واي بـروتين من دولة إلى أخرى، وتذبذب أسعار العملة، يمكنكم الاطلاع على متوسط الأسعار من الرابط التالي الخاص بموقع أمازون الشهير.
يمكن شراء واي بـروتين من المتاجر الإلكترونية العامة، أو المتخصصة في بيع المكملات الغذائية الرياضية. ويمكن شراؤه أيضًا من العديد من المتاجر الكبرى والصيدليات.
وفي الختام، عادةً ما يلجأ الناس -وبخاصة الرياضيون- إلى تناول بروتين مصل اللبن (واي بـروتين) مكملًا غذائيًا؛ للمساعدة في تحسين تخليق البروتين العضلي وتعزيز نمو الكتلة العضلية. إلى جانب العديد من الفوائد الأخرى مثل: المساعدة في إنقاص الوزن، وخفض مستوى الكوليسترول، وعلاج بعض حالات سوء التغذية. ومع ذلك، ينبغي الحذر عند تناوله؛ لتجنب حدوث أي آثار جانبية أو أضرار صحية غير مرغوب بها.
وكما هي الحال مع أي مكمل غذائي، ينصح دائمًا بمناقشة الأمر مع الطبيب المختص قبل البدء في تناول المكملات الغذائية مثل واي بـروتين. فقد يتداخل تأثيرها مع بعض الأدوية، ويمكن أن تحدث أضرارًا صحية للأشخاص الذين يعانون أمراض معينة.