أن تكون نحيفًا يعني أنك ذو جسم صحيٍ في كثير من الأحيان، ولكن إذا كان ناتجًا عن سوء تغذية، أو مشاكل صحية أخرى فهذا يشير إلى القلق فإذا كنت تعاني من نقص الوزن المفاجئ فيجب عليك زيارة الطبيب المختص. وسنتناول في هذا المقال أسباب النحافة المختلفة وأهم طرق علاجها.
الفرق بين النحافة والرشاقة
هناك اختلافات كثيرة بالتأكيد بين رشاقة ونحافة الجسم؛ فالرشاقة تعني الحصول على شكل الجسم المتناسق والمثالي، وسهولة حركة الجسم وأداء الرياضات المختلفة بخفة ومرونة، وأيضًا التحكم في سرعة حركة الجسم وتغيير أوضاعه ومن ناحية أخرى أكد خبراء التغذية؛ أن النحافة تمثل مشكلة حقيقة وبالتالي يعد الشخص نحيفًا عندما ينقص وزنه 15% أو أكثر من وزن الجسم.
أنواع النحافة
هناك نوعان من النحافة من الممكن التعرض لهما وهما:
نحافة بسيطة
لا تتأثر عضلات الجسم ولا تنقص عن حجمها الطبيعي بالإضافة إلى ذلك تصبح مقاومة الجسم للأمراض طبيعية، وحالته العصبية متزنة، وسريعًا يعود الجسم إلى طبيعته بعد علاج السبب البسيط المسبب لها.
نحافة شديدة
تكون مصحوبة بسوء تغذية، وضعف عضلات الجسم بالإضافة إلى ذلك حدوث اضطرابات في الحالة النفسية والعصبية بدرجة زائدة.
تتعدد أسباب النحافة طبقًا للحالة الصحية أو للعادات المتبعة في الحياة اليومية إذ:
من الممكن أن تسبب بعض الأمراض بالإضافة إلى ذلك اتباع أنماط حياة خاطئة؛ انخفاض في سوائل الجسم وانخفاض في كتلة عضلات الجسم والدهون مثال ذلك
- الضغوطات النفسية والعصبية والصدمات.
- ممارسة التمارين الرياضية بطريقة خاطئة.
- تناول الأطعمة غير الصحية والاعتماد عليها في كثير من الوجبات.
- قلة شرب الماء.
- فترات الصيام الطويلة الخاطئة والحميات الغذائية التي يلجأ إليها الكثير للحصول على جسم مثالي.
- إدمان الكحول.
- المجاعات والدول الفقيرة.
- الخصائص البدنية الموروثة من العائلة.
الأمراض المسببة للنحافة المفرطة
تكثر الأمراض المسببة للنحافة ومنها ما يلي:
أولًا: فرط نشاط الغدة الدرقية
من الممكن أن تحدث النحافة الشديدة رغم تناول الطعام بشكل جيد، وقد يكون هذا علامة على مرض الغدة الدرقية على سبيل المثال؛ مرض غريفز (Graves’ disease)، وهو مرض مناعي ذاتي يؤدي إلى إفراز هرمون الغدة الدرقية بكميات زائدة؛ فتزداد قدرة الجسم على حرق السعرات الحرارية بمعدل أعلى من الطبيعي.
ثانيًا: أمراض الجهاز الهضمي من أهم أسباب النحافة مثل:
- التهاب القولون التقرحي: وهو التهاب وتقرحات على طول البطانة السطحية للأمعاء الغليظة (القولون) والمستقيم.
- داء كرون: وهو التهاب في بطانة الجهاز الهضمي، ويشمل غالبًا الطبقات العميقة من الجهاز الهضمي. وترتبط هذه الالتهابات بأعراض مثل: الإسهال ونزيف المستقيم وألم البطن والإرهاق وفقدان الوزن.
- عدوى جرثومة المعدة
ثالثًا: الإصابة بالإيدز (مرض نقص المناعة البشرية).
رابعًا: الإصابة بالسرطان
فقدان الوزن بدون أسباب واضحة هو أحد أعراض السرطان التي يتم تجاهلها في أغلب الأحيان، وهناك عدة أنواع من السرطان، مثل سرطان الدم، وسرطان القولون، وسرطان الرئة، وسرطان الثدي، وسرطان البنكرياس، والمعروف أن جميعها تؤدي إلى فقدان الوزن غير المبرر. تؤثر بعض أنواع السرطان في سرعة الهضم مما يؤدي إلى حرق المزيد من السعرات الحرارية بالإضافة إلى أن البعض الآخر قد ينتج بروتينات التهابية يمكن أن تؤدي إلى فقدان الوزن.
بعض أنواع سرطان المريء تسبب مشاكل في البلع لذلك تسبب فقدان الوزن، وغالبًا ما تسبب علاجات السرطان مثل الإشعاع والعلاج الكيميائي انخفاضًا في الشهية، وقد تؤدي إلى آثار جانبية، بما في ذلك الغثيان والقيء، وقروح الفم التي تثبط الأكل.
أما في حالات الشفاء من السرطان يبدأ المريض في استعادة صحته ونتيجة لذلك يجب أن يتناول الأغذية ذات القيمة الغذائية التي ينصح بها الطبيب وعلى رأسها الخضراوات والفاكهة.
خامسًا: داء السكري
يرتبط غالبًا مرض السكري من النوع الثاني بزيادة الوزن أو السمنة، ولكن قد يكون الفقد في الوزن من أعراض مرض السكري المفاجئة، وبالأخص السكري من النوع الأول؛ لأن الجسم لا يستخدم هرمون الإنسولين بشكل صحيح ونتيجة لذلك لا يشق الجلوكوز طريقه إلى مجرى الدم لاستخدامه كطاقة.
عندما يكون هناك نقص في الإنسولين كما هي الحالة في السكري من النوع الأول؛ يبدأ الجسم في حرق الدهون والعضلات للحصول على الطاقة، وبالتالي يؤدي إلى انخفاض في الوزن الكلي للجسم، وهذا من أسباب النحافة.
لذا فإذا شعر الشخص بالجوع المستمر مع تبول متكرر وتعب وانخفاض الوزن، عليه بسرعة التوجه للطبيب لإجراء التحاليل اللازمة.
تعد “بعض أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الكلى والإصابة بفيروس سي وأمراض الكبد.“ من أحد أسباب الإصابة بالنحافة.
أعراض النحافة المفرطة
تحدث بعض الأعراض الأولية التي تشير إلى حدوث نحافة مفرطة في المستقبل على سبيل المثال:
- فقدان الشهية بدون أسباب واضحة.
- سقوط الشعر بغزارة.
- خفقان وزيادة ضربات القلب بدون أسباب.
- دوخة وغثيان متكرر.
- فقر الدم.
- غزارة دم الدورة الشهرية وعدم انتظامها ونتيجة لذلك صعوبة الحمل.
- الضعف والوهن وسهولة كسر العظام.
المضاعفات الصحية للنحافة
تظهر المضاعفات على المريض طبقًا لدرجة تأثر جسمه بالنحافة على سبيل المثال:
- سوء التغذية
عندما لا يحصل الشخص -الذي يعاني من النحافة- على كمية كافية من العناصر الغذائية المهمة التي يحتاجها الجسم، يصاب بسوء التغذية (Malnutrition)، والتي بدورها تؤثر في الجسم بصفة عامة، أو أنها تحدث بسبب الإصابة بمرض يؤثر في امتصاص العناصر الغذائية في الجسم، وتجدر الإشارة إلى أن سوء التغذية يمكن أن يسبب نقص بعض الفيتامينات في الجسم، وفقر الدم.
- هشاشة العظام
يسبب الانخفاض الشديد في الوزن؛ زيادة خطر الإصابة بانخفاض الكثافة المعدنية للعظام (Bone mineral density) ونتيجة لذلك حدوث هشاشة العظام (Osteoporosis).
- تأخر الحمل والعقم
يزداد خطر الإصابة بانقطاع الحيض (Amenorrhea) عند النساء اللواتي يمتلكن مؤشر كتلة جسم منخفض علاوة إلى ذلك فإن عدم انتظام الحيض، أو غيابه يمكن أن يكون مؤشراً على انقطاع الإباضة (Anovulation)، وإذا استمرت هذه الحالة؛ فإنها تؤدي إلى تأخر الحمل أو العقم (Infertility)، فيجب متابعة الطبيب المختص إذا كنتِ تعانين من النحافة.
- تأخر النمو
يفتقد الأطفال المصابون بالنحافة الكثير من العناصر الغذائية بسبب سوء التغذية ونقص الامتصاص مما يؤثر في نمو الدماغ لديهم، وتأخر مرحلة النمو، لأن نمو الدماغ يحتاج لمختلف العناصر الغذائية للنمو بشكل سليم، ودائمًا يتابع طبيب الأطفال نمو الطفل، وفي حال انخفاض معدل نمو الطفل، فإن ذلك يشير بأن الطفل لا يكتسب وزنًا بالمعدل المتوقع.
- ضعف المناعة
الأشخاص المصابون بضعف المناعة دائمًا هم الأكثر عرضة للإصابة بالكثير من الأمراض الفيروسية والبكتيرية.
طرق العلاج والوقاية من النحافة
من المهم جدًا حساب مؤشر كتلة الجسم (Body Mass Index) لمعرفة هل تعاني حقًا من نقص في الوزن أم لا، وتستطيع معرفة مؤشر كتلة الجسم من خلال حاسبة مؤشر كتلة الجسم في موقع كليفلاند كلينك.
تتضمن معدلات مؤشر كتلة الجسم على سبيل المثال:
- نقص الوزن: أقل من 18.5.
- الوزن الطبيعي: من 18.5 إلى 24.9.
- زيادة الوزن: من 25.0 إلى 29.9.
- السمنة: 30 أو أعلى.
زيادة معدل الوزن بعد معرفة أسباب النحافة تكون عن طريق:
- زيادة السعرات الحرارية في كل وجبة غذائية.
- تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية المفيدة.
- استخدام الدهون المفيدة في تحضير الوجبات.
- ممارسة التمارين الرياضية مثل السباحة ورفع الأثقال ولكن تحت إشراف المدربين.
- تناول الخضراوات والفواكه.
- يصف الكثير من الأطباء المكملات الغذائية والفيتامينات اللازمة حسب الحالة الصحية لكل مريض.