الدوم في الأصل هو ثمرة تنمو على النخيل خاصة فى المناطق ذات المناخ القاري مثل: صعيد مصر والسودان والسعودية وغيرهم، عُرف الدوم قديمًا في الحضارة الفرعونية بثماره بنية اللون والمماثلة للتفاح في حجمها؛ لذا يُعد “دوم طيبة” من أشهر الأنواع الموجودة إلى يومنا هذا. يجهل كثير من الناس فوائد الدوم المطحون فى علاج ضغط الدم المرتفع والسكري ودوره في منع الإصابة بالسرطان.
الصناعات التقليدية للدوم
تدخل جميع أجزاء نخلة الدوم في صناعات تقليدية عديدة مثل:
- اُستخدم جذع النخلة في البناء كعوارض خشبية للمنازل والقنوات المائية والسواقي، بالإضافة لذلك تستخدم الجذوع أحيانًا لصنع الفحم حتى يومنا هذا في السودان.
- جريد النخيل أهم جزء في هذه الصناعات، إذ يُستخدم في نسج السلال، وصنع الحصائر والمكانس والمنسوجات الخشنة والحبال.
- أيضًا استخدم المصريون القدماء وغيرهم من شعوب حوض النيل جذور نخيل الدوم في صناعة شباك صيد الأسماك بعد أن ينقعوها في الماء لعدة أيام.
- غلاف الفاكهة صالح للأكل ويمكن طحنه لتشكيل مسحوق أو تقطيعها إلى شرائح، غالبًا ما يُستخدم المسحوق كمنكه للطعام، أو يشربه البعض كعصير، وفي بعض الصناعات مثل: صناعة الكيك والطحينة والعسل.
- يُستخدم لب الفاكهة في الطهي بطرق مختلفة، وفي حين أن النواة غير الناضجة صالحة للأكل، فإن النواة الناضجة صلبة وتستخدم كعاج نباتي.
القيمة الغذائية للدوم
- تُعد ثمرة الدوم مصدرًا ممتازًا لبعض العناصر الغذائية المهمة مثل:
- الكربوهيدرات
- الألياف
- بعض الأحماض الدهنية خاصة حمض اللينوليك
- بالإضافة لذلك فثمرة الدوم غنية بمضادات الأكسدة ومضادات الميكروبات ومضادات الالتهاب والسرطان مثل:
- التانين
- الفينولات
- الصابونين
- الفلافونيدات (البوليفينولات).
- تحتوي ثمرة الدوم على نسب جيدة من المعادن على سبيل المثال: الكالسيوم والماغنيسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والحديد.
- بالإضافة إلى احتوائها على مركبات فيتامين ب بكثرة (فيتامين ب1، وب2، وب3، وب6، وب9، وب12).
كيفية استعمال ثمار الدوم
فاكهة الدوم دائرية لونها أصفر إلى بني، لها طعم مميز مثل: خبز الزنجبيل. ويوجد عدة طرق سهلة لاستهلاكها:
- تؤكل مباشرة
يمكنك القول أن فاكهة الدوم فريدة من نوعها، لأنه إذا كنت ترغب في تناولها مباشرة، فتأكد أنها لا تزال نيئة أو صغيرة؛ لأن الفاكهة الناضجة يصعب تناولها لصلابتها.
- مطحونة
تُجفف الثمار أو تًترك لتجف ثم تُطحن حتى تصبح بودرة يمكن استخدامها كتوابل، أو في عمل العصائر والمشروبات.
- مغلي القشور والبذور
يمكن أيضًا استهلاك القشرة والبذور على النحو التالي:
- قشّر ثمار الدوم، خذ القشر والبذور، واغلي قشر فاكهة الدوم والبذور معًا وحتى يتغير لونها.
- اتركه لمدة ست ساعات.
- صفيه واشربه بانتظام.
نخيل الدوم في الحضارة الفرعونية
نبات الدوم هو شجرة نخيل أفريقية موطنها هو جانبي نهر النيل في مصر والسودان، وكذلك في دلتا النيجر الداخلية، ويُعد النوع الثاني من النخيل الذي زُرع في الحضارة الفرعونية بعد نخيل البلح، حيث عُثر على سلال تحتوي ثمار الدوم في مقابر فرعونية وأهمها مقبرة توت عنخ آمون، كما وُجدت رسومات لنخيل الدوم وثماره على جدران المعابد والمقابر.
فوائد الدوم المطحون للصحة
اعتاد المصريون استخدام الدوم كمشروب تقليدي؛ وذلك لما يحتويه من عناصر غذائية مفيدة للصحة، وتشمل فوائد الدوم المطحون للصحة:
أدوية ارتفاع ضغط الدم
تحتوي ثمرة الدوم على التانين، والصابونين، والفلافونيدات؛ لذلك يعرف مرضى الضغط العالي تأثير الدوم الكبير في خفض ضغط الدم.
تقليل كوليسترول ودهون الدم
يقلل الدوم الكوليسترول الكلي والضّار والدهون الثلاثية والدهون الضارة في الدم.
السيطرة على مرض السكري
يحدث التأثير الخافض لسكر الدم للدوم نتيجة زيادة مستوى الإنسولين في الدم الناجم عن زيادة إفراز البنكرياس للإنسولين، ويمكن أن يكون أيضًا بسبب تعزيز التمثيل الغذائي للجلوكوز.
علاج كثير من أمراض القلب
تساهم فاكهة الدوم في منع تكوين الجلطات؛ لذلك فهي من الأطعمة المناسبة لمرضى القلب، ومن ثمّ تحافظ على صحة القلب ومنع حدوث السكتات القلبية والجلطات؛ وذلك بواسطة الفلافونيدات التي تعمل بالآليات التالية:
- تثبيط وظيفة الصفائح الدموية والتقليل من تكوين الجلطة.
- تعمل على انبساط جدار الأوعية الدموية.
- تقلل من التصاق الخلايا البيضاء مثل: الخلايا وحيدات النوى (بالإنجليزية: Monocyte) بالجدار المبطن للأوعية الدموية.
النشاط المضاد للأكسدة لمستخلصات الدوم
سجلت العديد من الدراسات أن مستخلصات فاكهة الدوم تحتوي على كمية عالية من مركبات الفلافونويد والفينولات التي تستخدم كمضادات للأكسدة، لذلك يمكن أن تخفف الآثار الضارة للإجهاد التأكسدي بإزالة الجذور الحرة (free radicals).
محاربة الدوم للسرطان
يساعد الدوم على منع الإصابة بالسرطان؛ إذ أنه يحد من حدوث الطفرات الجينية المتسبب بها الجذور الحرة، علاوة على ذلك فإنه يساهم الدوم في علاج السرطان؛ إذ يكسّر مستخلصا الميثانول ومركبات الفينول الخلايا السرطانية المتواجدة في الجسم مثل: خلايا سرطان الرئة والثدي والدم، والتخلص من الجذور الحرة.
المساعدة على عملية الأيض الغذائي
يمكن أن تساعد فاكهة الدوم على عمليات الأيض الغذائي في الجسم إلى جانب قدرتها على زيادة الطاقة؛ لأن محتواها من فيتامين ب المركب يحسن من عملية الهضم، وإنتاج حمض الهيدروكلوريك الذي يعمل على تكسير الدهون والبروتينات والكربوهيدرات.
حماية أجسامنا من العدوى
أظهر الميثانول والمستخلصات المائية لفاكهة الدوم نشاطًا مضادًا للبكتريا، على سبيل المثال: البكتريا سالبة الجرام والبكتيريا موجبة الجرام باستثناء L.monocytogenes
بالإضافة لذلك ثبت أن أسيتات الإيثيل -المستخلص من فاكهة الدوم- فعال ضد خمسة أنواع من البكتيريا المسببة للأمراض.
النشاط المضاد للالتهابات لمستخلصات الدوم
- تتسبب مستخلصات الدوم في زيادة الخلايا البيضاء في الدم؛ وذلك نتيجة تحفيز الخلايا الجذعية للنخاع الشوكي على إنتاجها.
- تحمي مركبات الفلافونويدات كلًا من الخلايا الجذعية المكونة للدم وخلايا الدم المتكونة من هجوم الجذور الحرة التفاعلية؛ ومن ثمّ تحسين إنتاج الكريات البيضاء.
فوائد الدوم المطحون للرجال والنساء
من فوائد الدوم المطحون أنه يقلل الإجهاد التأكسدي من مستويات الخصوبة لدى الرجال والنساء. وثبت أن الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل: الدوم مفيدة لتجديد خلايا الجسم، بما في ذلك خلايا الجهاز التناسلي. ومن ثمّ يساعد الدوم على حدوث الحمل، وذلك بالشكل التالي:
زيادة الخصوبة عند الذكور
تعمل فاكهة الدوم على تحسين جودة الحيوانات المنوية، حيث تظهِر الأبحاث زيادة كبيرة في مستويات هرمون التستوستيرون، وأن إعطاء جرعات صغيرة من مستخلص فاكهة الدوم يمكن أن يزيد من عملية تكوين الحيوانات المنوية في الخصيتين.
زيادة خصوبة المرأة
فاكهة الدوم تزيد من خصوبة الإناث بسبب غناها بمضادات الأكسدة مما يمنع مخاطر الإجهاد التأكسدي؛ ولذا تحافظ على حيوية وصحة الجهاز التناسلي والصحة الإنجابية للمرأة.
تقوية الرحم
تساعد ثمرة الدوم على تقوية جدار الرحم مما يجعله مؤهلًا لحمل الجنين والحفاظ عليه في أثناء نموه وتطوره على النحو الأمثل طوال فترة الحمل.
انتظام الدورة الشهرية
الدورة الشهرية المنتظمة ستجعل من السهل معرفة فترة خصوبة المرأة. ويساعد تناول الماء المغلي من فاكهة الدوم على جعل الدورة الشهرية أكثر انتظامًا كل شهر؛ لأن نخيل الدوم يمكن أن يساعد على تحسين الدورة الدموية وتوازن الهرمونات.
فوائد الدوم المطحون للبروستاتا
يساهم الدوم في معالجة أمراض البروستاتا، على سبيل المثال: التهاب البروستاتا والأورام الحميدة في البروستاتا عند الرجال، يعمل على تقليل الشعور بالألم، ويقلل من الالتهاب؛ وذلك لوجود مضادات الالتهاب به.
وأخيرًا بعد ذكر فوائد الدوم المطحون، فيمكن القول أن تناول ثمرة من الدوم يوميًا يفيد صحتك، ويربطنا بتراث قديم يجب المحافظة عليه.
ما شاء الله مقال رائع و مفيد سلمت أناملك
نحب متابعة كتاباتك ❤️